حكاية 120 دقيقة في عمر شيكابالا.. لأن الأولاد سيظلون أولادا

الإثنين، 09 سبتمبر 2019 - 17:00

كتب : فادي أشرف

شيكابالا

Boys will be boys، أو الأولاد سيظلون أولادا. تعبير إنجليزي يفسر تصرفات الأولاد الشقية وغير المحسوبة دائما مهما كبر عمرهم وصاروا رجالا.

في شهر يوليو الماضي، أعلن رئيس الزمالك أن محمود عبد الرازق "شيكابالا" سيعتزل بالقميص الأبيض وسيعود للنادي، ومنذ ذلك التوقيت يتدرب شيكابالا بشكل منفرد في انتظار تلك العودة.

أمر ربما لم يحدث في كل مرة عاد فيها شيكابالا إلى الزمالك.

أغلب الظن بعد العودة كان يميل لتحول شيكابالا لقائد شرفي للفريق دون مشاركة حقيقية في المباريات. ومع بداية الموسم شارك شيكابالا في مباراتي ديكاداها الصومالي، مشاركة عززت ذلك الشعور مع ضعف المنافس.

وفي ظل استقدام الزمالك لأمثال أشرف بنشرقي ومحمد أوناجم وإسلام جابر وإمام عاشور وكريم بامبو، بدا أن صاحب الـ33 عاما سيكون بديلا ثانيا أو حتى ثالثا، قائد شرفي.

ولكن يبدو أن ميلوتين سريدويفيتش "ميتشو" يرى حقا أن شيكابالا "أسطورة حية، للزمالك وللكرة المصرية".

"المدرب يجب أن يكون على درجة عالية من الذكاء للتعامل مع نوعية لاعب مثل شيكابالا". أحمد حسام "ميدو"

ثقة ميتشو في شيكابالا كبيرة، إذ دفع به أساسيا في مباراة هامة للزمالك ولميتشو ولشيكابالا نفسه، نهائي الكأس ضد بيراميدز..

مرحبا بكم في 120 دقيقة مفصلية في عمر الأباتشي.. يبدأها بشكل رائع وينهيها بالكثير من الجدل.

طلب ميتشو من شيكابالا التواجد على الجبهة اليسرى لبيراميدز، بالتأكيد الصربي يعرف أنه لا يتعامل مع شيكابالا 2009/2010 الذي سيراوغ الجميع ويضع الكرة في الشباك بشكل جمالي، العمر والغياب لم يؤثرا على مهارة شيكابالا بل على مجهوده، لذا استغل ميتشو حقيقة أن شيكابالا سينجح في المراوغة في المساحات الضيقة ولن يربح أي سباق سرعة، في دور خاص.

شيكابالا دائما سبب في توسيع الملعب على بيراميدز، واستغلال عدم تألق محمد حمدي دفاعيا وإبعاده دائما عن أحمد أيمن منصور وخلق مساحة ينطلق فيها بقية زملائه.

من ينظر لأداء شيكابالا ضد بيراميدز بشكل رقمي سيخرج باستنباط أنه قدم أداء سيئا، ولكن شيكابالا اكتسب ميزة جديدة. قدرة على صناعة الخطورة من أقل القليل، كل الركنيات التي لعبها شيكابالا تقريبا تسببت في خطورة كبيرة.

لم ينجح شيكابالا سوى في 13 تمريرة فقط طوال المباراة، لكنه في المقابل نجح في 5 مراوغات.

قبل كرة الهدف الأول، راوغ محمد حمدي في سنتيمترات قليلة وسدد كرة تصدى لها أحمد الشناوي بصعوبة.

وفي كرة الهدف الأول، استلم الكرة من فرجاني ساسي بطريقة رائعة. بعيدا عن الإسهاب في جمال الاستلام ومدى المهارة التي يحتاجها أي لاعب لتنفيذ مثل ذلك الاستلام، تحليل ذلك الاستلام ببراجماتية شديدة توضح أنه نصف الهدف، وفر الكثير من الثواني على فريقه كان من الممكن أن تطول منه الكرة فيها أو تواصل الارتطام بالأرض دون أن يسيطر عليها، في وقت استطاع فيها أوباما التواجد في المكان السليم واستلام العرضية الدقيقة بوجه القدم الخارجي.

بقاء شيكابالا في الملعب لم يستمر لوقت طويل بعد ذلك، ولكنه في الـ60 دقيقة الأولى من الـ120 دقيقة التي نتابعها له هنا حقق الضرر المطلوب لبيراميدز.

"حينما تمتلك لاعبا موهوبا فهو مثل القنبلة إما أن تنفجر في وجهك أو في وجه الفرق الأخرى". أرسين فينجر

قارن استوديو راديو أون سبورت بين سلوك شيكابالا في الماضي حينما كان يتم تغييره، بسلوكه مع تغيير ميتشو. هدوء، ابتسامة، ربما ظروف المباراة تسمح بذلك ولكن الاستوديو خرج بقناعة أن شيكابالا صار أنضج عن ذي قبل قرب نهاية مسيرته.

مسؤولية شيكابالا – الممتلئة عينيه بالدموع – استمرت بارتدائه قميص زميله المصاب محمود عبد الرحيم "جنش"، مشاركة شيكابالا في المباريات لا تعني انتفاء دوره كقائد للفريق. تصرف مثل هذا يربط الفريق ببعضه البعض أكثر.

الدقائق التالية شهدت رفع شيكابالا للكأس، احتفالا سيبقى مستمرا مع جمهور الزمالك كثيرا مع كأس البطولة.

ربما لا يرى شيكابالا نفسه مثلما يراه قطاع عريض من الجمهور في صورة اللاعب الخبير الذي يجب أن يتمتع بقدر من الرصانة والحصافة في التعامل مع الجمهور وخلافه، ربما يرى نفسه كولد يريد الاستمتاع بوقته، دون النظر لما قد يسببه ذلك من جدل ومشاكل.

اقرأ أيضا

معركة ميتشو ضد ديسابر.. أو لماذا ظهر الزمالك بهذه القوة وبيراميدز بهذا الضعف

مصدر باتحاد الكرة لـ في الجول: محاولات لإقامة السوبر في استاد القاهرة بحضور جماهيري

فيديو في الجول - ما الذي يميز ميدو بين المرشحين لتدريب المنتخب

مصدر باتحاد الكرة لـ في الجول: مفاضلة بين اسمين لمعاونة إيهاب جلال.. وموقف الحضري

ميتشو: من الشرف لي تدريب شيكابالا أسطورة الزمالك والكرة المصرية.. اللاعبون أبطال حقيقيون

التعليقات