رينيه هيجيتا.. هكذا تغيرت القواعد

"كان هناك قتال من أجل الكرة، أردت أن أحتفظ بها وكذلك فريقي، هكذا قرأت المباريات وهكذا تغيرت القواعد"، رينيه هيجيتا حارس مرمى كولومبيا وأتليتكو ناسيونال يتم اليوم عامه الـ 53.

كتب : إسلام أحمد

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019 - 18:31
هيجيتا ركلة العقرب‎

"كان هناك قتال من أجل الكرة، أردت أن أحتفظ بها وكذلك فريقي، هكذا قرأت المباريات وهكذا تغيرت القواعد"، رينيه هيجيتا حارس مرمى كولومبيا وأتليتكو ناسيونال يتم اليوم عامه الـ 53.

إذا كان مانويل نوير كان من غيّر نظرة الجماهير لحراس المرمى في السنوات الأخيرة، فأن هيجيتا وخوزيه تشيلافيرت وخورخي كامبوس كان لهم مفعول السحر في البداية وإن تأخر تطبيق الأمر لما يقارب 20 عاما.

قد تستغرب سبب زيادة هيجيتا في الملعب الأمر الذي جاء كونه كان مهاجما ثم تحوله لحارس مرمى.

في مسيرته سجل 40 هدفا منها 3 لمنتخب بلاده كونه كان يقوم بتسجيل الأهداف من الركلات الثابتة.

في العاصمة الكولومبية بوجوتا منح فريق ميلوناريوس، هيجيتا فرصة اللعب للمرة الأولى وإظهار ما يمتلكه للعالم عام 1985.

لكن أتليتكو ناسيونال هو من عرّف كولومبيا وأمريكا الجنوبية من هو هيجيتا بدءا من العام التالي ولاحقا.

في عام 1989 أصبح هيجيتا متوجا بلقب كوبا ليبرتادوريس الأول في تاريخ فريقه والبلاد بالفوز على أولمبيا الباراجوياني بركلات الترجيح.

فوز ناسيونال بالبطولة لم يكن سهلا خاصة في المباراة النهائية بداية من تعويض خسارة الذهاب بهدفين دون بنفس النتيجة إيابا على ملعب "إل كامبين" والحفاظ على نظافة شباكه.

تصدى لركلة جزاء ألميدا الأولى حارس الفريق الباراجوياني، ومن ثم تكفل بتسديد الركلة الخامسة وسددها بنجاح ليظل التعادل سائدا بصاروخ في منتصف المرمى.

من هنا بدأت الأعصاب تتوتر ليس قليلا بل لحد الانهيار، فكل فريق أهدر 3 ركلات ترجيح متتالية، كان لهيجيتا عاملا كبيرا بالتصدي لكل الكرات في مباراة ماراثونية، لكن زملائه لم يكونوا على نفس القدر إذ أهدروا أيضا كل ما سنح لهم.

الركلة الأخيرة لأولمبيا سددها فيدال سانابريا في السماء، ليُنهي ليونيل ألفاريز الأمر بتسجيل الركلة التاسعة ويُعلن فوز الأخضر باللقب.

فريق كان يضم خيرة لاعبي كولومبيا في ذلك التوقيت من أبرزهم أندرياس إسكوبار الذي بعد سنوات سيتعرض للقتل بسبب هدف سجله بالخطأ في مرماه في كأس العالم 1994.

بعد عام واحد فقط تواجد هيجيتا في كأس العالم 1990 بإيطاليا وتلك المرة اكتسب شهرة عالمية بفضل خروجه بالكرة المتكرر والقيام بأدوار الليبرو.

هيجيتا البالغ حينها 23 عاما وقع في مجموعة مع ألمانيا الغربية ويوغوسلافيا والإمارات لكن أصبح أيقونة في كأس العالم بسبب الحرية التي كان يلعب بها والتي لم يُرى وقتها مثيل وتحكمه الرائع في الكرة.

الحارس الكولومبي يتذكر مشاركته الوحيدة بكأس العالم عبر موقع الاتحاد الدولي "كولومبيا لم تكن تشارك في البطولة منذ 28 عاما لذا أعادنا ذلك إلى خريطة الكرة مجددا بعدة طرق كلاعبين وكبلد".

"كان ذلك بمثابة استيقاظ للكرة الكولومبية فحينما تذهب لكأس العالم تحدث الكثير من الأشياء الجيدة، إنها قمة مسيرتك فاللعب لفريق على الصعيد الدولي ليس كاللعب في كأس العالم بالتأكيد".

الفوز على الإمارات 2-0، ثم الخسارة من يوغوسلافيا بهدف نظيف والتعادل مع ألمانيا، ساهم في تأهل اللوس كافيتيروس إلى ثمن النهائي.

هيجيتا تحدث عن أسلوبه خاصة في الخروج من المرمى: "إنه طبيعي، بعض الناس يقولون إنني اتخذت من أسلوب الحارس الأرجنتيني هوجو جاتي نموذجا، اتذكر ذهابي للملعب ومشاهدة بعض الحراس الجيدين الذين يسترجعون الكرة قبل المهاجمين".

"كانوا حراسا عظيمين تحت القائمين والعارضة ثم تساءلت هل بإمكانهم اللعب بقدميهم، طالما الكرة داخل الملعب فالفرق دائما لديها فرصة التسجيل إذا لماذا نعطيها للخصوم.. بالنسبة لي الكرة لعبة وهي كهدية تمنح لنا في الكريسماس ولا تريد التفريط فيها".

"كان هناك قتال من أجل الكرة، أردت أن أحتفظ بها وكذلك فريقي، هكذا قرأت المباريات وهكذا تغيرت القواعد".

لكن خطأ واحد كفيل بأن يُنسي الجميع ما فعلته سابقا، بعدما جاء إقصاء اللوس كافيتيروس أمام الكاميرون في ثمن النهائي بسبب روجيه ميلا والذي سجل هدف الفوز في الشوط الإضافي الثاني وأهدر على كولومبيا فرصة التواجد في ربع النهائي.

من على بُعد 40 ياردة من مرماه حاول ميلا مراوغة العجوز الكاميروني البالغ 38 عاما لكنه فشل في ذلك ليخطف ميلا الكرة ويودعها الشباك في المرمى الخالي من حارسه، ليتبخر حلم الوصول بعيدا في كأس العالم.

بعدها حظى هيجيتا بفرصة اللعب في الدوري الإسباني مع بلد الوليد لكنها انتهت بعد عام واحد ليعود لأتليتكو ناسيونال من جديد محققا لقب الدوري مرتين.

الكولومبي تحدث عنما عانى منه لاحقا بسبب ذلك الهدف "مع نهاية مسيرتي كان هناك العديد من الأشياء الإيجابية أكثر من الأخطاء وكان اللعب أمام الكاميرون واحدا منها ولكن الآن مجددا وبعدما رأى الناس هيجيتا يلعب تغيرت القواعد وتقرر أن يلعب الحارس بقدميه".

"بعدها أصبح ذلك "قانون هيجيتا وهكذا يتوجب أن يلعب الحراس" كان هناك أخطاء بالطبع ولكن هذا ما وضعناه، أن تلعب بمزيد من التركيز على قدميك وتصبح شجاعا".

"كنا متأخرين بهدف وجازفنا كثيرا، لم نكن نتمتع بالخبرة كذلك. لو خسرنا 2-0 أو 3-0 أو 4-0 لم يكن ليصبح ذلك مشكلة ولكن ما حدث أن ريدين بيرناردو جعلها 2-1 وبدأ حديث الصحافة عن أنني المتسبب وأننا كنا لنتعادل".

"لم يكن عادلا أن أتعرض للكثير من الانتقادات لأنه لا يوجد ماضي في كرة القدم، فقط حاضر والحاضر 90 دقيقة".

مدربه فرانشيسكو ماتورانا أحد أساطير التدريب في كولومبيا دافع عنه في حواره مع "theblizzard" قائلا: "نحن جميعا نقبلها الآن كقاعدة عامة في كرة القدم: انظر فقط إلى كيف يهتز الجميع حول نوير والطريقة التي يمكن أن يلعب بها أيضا بقدميه. في ذلك الوقت، لم يكن الأمر كذلك مع رينيه، لكن سرعان ما أدركنا أن لدينا شيئا مميزا: لاعب خارجي إضافي".

"ضمن خطتنا كان لدينا هيكل من خمسة خطوط وكان يتم فصل كل خط 10 أمتار، هذا يعني أن لدينا 11 لاعبا بدلا من 10 قادرين على تحريك اللعب. لم نصّر على أنه يجب أن يخرج من منطقته ويلعب ولكن النظام الذي شجعه. علاوة على ذلك، استخدمت هولندا شيئا مماثلا في عام 1974 مع حارس مرمى الفريق جان يونجبلويد. كان يمكن أن يلعب مع قدميه لكنه لم يكن في مكان جيد مثل رينيه".

وعن خطأ مباراة الكاميرون تذكر ما حدث حينها: "بعد المباراة أتذكر أنني كنت مع بيدرو، حارس مرمى آخر سابق لكولومبيا، وأخبرني "رينيه مذعور، يبكي لكن أنظر إليه - يبلغ من العمر 23 عاما؛ من في هذا العمر لا يرتكب أخطاء؟"، وبعد أربع سنوات، أخبرني بيدرو نفس الشيء تماما عندما سجل الروماني جورج هاجي هدفا في شباك أوسكار كوردوبا".

"انظر إلى نوير الآن، فهو حارس مرمى رائع، لكن هل تعتقد أنه لم يرتكب أي خطأ على الإطلاق؟ استمر كوردوبا في أن يكون بطلا للأرجنتين، ليكون بطل العالم مع بوكا جونيورز وفاز بـ كوبا أمريكا مع كولومبيا في عام 2001 دون أن يسجل هدفا في مرماه. الجميع يرتكبون أخطاء، وهذا جزء من عملية كيفية التحسين والتعلم".

هيجيتا وبفضل تمويل بابلو إسكوبار أحد أكبر تجار المخدرات في العالم نادي أتليتكو ناسيونال قام عام 1993 بتسلم فدية تُقدر بـ 300 ألف دولار من كارلوس مولينا أحد أعداء إسكوبار بعدما قام الأخير باختطاف ابنته وحصل من خلالها على 64 ألفا مقابل ما قام به.

ليتعرض للقبض عليه ويقضى هيجيتا بفضل علاقته مع إسكوبار 7 أشهر في السجن ليعلق حينها "أنا لاعب كرة قدم، لم أكن أعرف شيئا عن قوانين الاختطاف".

ووفقا لفيلم the two Escobar’s فأن هيجيتا تم القبض عليه بسبب زيارته للإسكوبار أثناء تواجده في السجن من أجل شكره على ما فعله من أجل البلاد وتحقيق الاستقرار لفترة قصيرة على الأقل.

الأمر الذي كلفه في نهاية الأمر الخروج من قائمة المنتخب الكولومبي في كأس العالم 1994 الذي رشحه بيليه للفوز بكأس العالم لكنه ودع من الدور الأول.

عاد هيجيتا من جديد ليرتدي قميص منتخب بلاده وفي عام 1995 ومن تسديدة لجيمي ريدناب في الدقيقة 28 ظهر "تصدي العقرب".

رينيه استدرك الحديث عبر COPA 90 عن ذلك التصدي قائلا "البعض يعتقد أن ذلك التصدي جاء بشكل عفوي، بل قمت بعمل كبير من أجل ذلك تدربت كثيرا وبعد 5 سنوات قررت أن أقوم بها".

"لكن لم أكن أعرف كيف سيكون الأمر وقلت لنفسي إذا لم تأتي الكرة المناسبة لن أقوم بها".

"لكن الكرة حسبما تدربت كثيرا جاءت فقط بعد عامين في ملعب ويمبلي بعد حصيلة 7 أو 8 سنوات من التدريبات".

وحتى الآن بعد ما يقارب 25 عاما لازال تصدي هيجيتا ضمن أغرب وأفضل التصديات في تاريخ كرة القدم والذي كرره لاحقا

ومنذ عام 1997 لعب هيجيتا المُلقب بالمجنون أو "لوكو" بالإسبانية لـ 7 أندية في كولومبيا والمكسيك والإكوادور وفنزويلا واعتزل بعمر الـ 43 عام 2010.

هيجيتا تحدث سابقا لـ COPA 90 عن لقب المجنون "جاءت بسبب قيامي بأشياء مختلفة في الملعب، مثل تصدي العقرب أو اللعب كليبرو وأرت أن أجعل فيفا يفكر في تغير بعض القواعد".

"ومن هنا جاء هذا الاسم من المكان الذي أشعر فيه دائما بالدفء والحب".

ليقرر هيجيتا أن يُنشئ مدرسة في ناسيونال من أجل تعليم أسلوبه للأجيال القادمة كما تواجد قبل ذلك في المنطقة العربية مدربا لحراس النصر السعودي لمدة 5 سنوات.

لكنه ظل مثيرا للجدل عندما قام بالاعتداء على أحد مشجعي أمريكا دي كالي أثناء مباراة ودية أمام أتليتكو ناسيونال في هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية.

لكن ليتكمل الأمر كان قريبا من الترشح في الانتخابات الرئاسية لبلاده عام 2018 لكنه فضّل عدم المشاركة في النهاية.

كرة القدم احتاجت لاعبين يتصفوا بالجنون مثل هيجيتا لكي نرى في النهاية هذا التطور الحاد بعد ما يقارب الـ 20 عاما والفضل يعود له.

طالع أيضا:

حصاد الجولة الأولى من الدوري الإيطالي.. إنتر الناري والمريض المثالي

حكاية 3 مواجهات بين ميدو والزمالك.. بلا فوز ومدافع الأبيض "قاسم مشترك"

حصاد الجولة الثانية من الدوري الإسباني.. منافس قوي لبنزيمة وجريزمان على أفضل هدف

أسطورة ليفربول: صلاح ضمن أفضل 5 لاعبين في العالم

بعد اجتماع دام ساعتين.. تفاصيل العرض الأخير من برشلونة لضم نيمار

كرة يد - مونديال الأندية.. عودة الزمالك وتفوق إسباني وغياب مصري سابق لأسباب سياسية