محمد أوناجم.. المعاناة التي خلقت طموحا لا يعرف الاستسلام

الأربعاء، 31 يوليه 2019 - 15:13

كتب : إسلام مجدي

محمد أوناجم - تصميم محمد أسامة

نتذكر جميعا ذلك الهدف الذي أعجبنا به، محمد أوناجم جناح الوداد يراوغ حارس مرمى المغرب المراكشي وخط الدفاع ثم يضع الكرة ببراعة في الشباك الخالية أمام أنظار الخصم العاجز عن إيقافه.

محمد أوناجم

النادي : الوداد الرياضي

لنشاهد ذلك الهدف أولا..

"لم أتخيل يوما أنني سألعب للوداد، كنت أشاهد مباراة مع صديقي، كان يشجعه بقوة كانت مباراة الدربي، لكنني لم أتخيل قط أن هذا قد يحدث، كانوا يقولون إنه أمر صعب للغاية أن يلعب شخص مثلي في الدوري الممتاز".

أوناجم ولد بمدينة الراشدية، عانى من فقر شديد في طفولته ما جعل بداية لعبه لكرة القدم تتأخر عن الوضع الطبيعي للاعبين ميسوري الحال.

قد تبدو القصة مألوفة للبعض، حالة الفقر الشديد الذي يعاني منه اللاعب قبل أن يطرق الأبواب ليصعد إلى سماء ممتلئة بالنجوم، لكن أوناجم زاد عنهم بامتلاكه عزيمة فولاذية وقلب لا يعرف اليأس.

"طموحاتي دائما كبيرة، بداياتي كانت صعبة، لكنني قادر على فعل أي شيء وكل شيء".

أوناجم كان ابنا لأسرة فقيرة للغاية، اضطر للعمل منذ نعومة أظافره من أجل توفير الأموال اللازمة سواء له أو لعائلته.

"عملت في كل شيء قبل احتراف كرة القدم، خدمت في الأعراس والأسواق، لم يكن لدي أي مشكلة في أي عمل طالما سأربح مالا، العمل شرف".

"كنت أعمل في مخبز صباحا ومساءا في الأعراس، لا يهم أي شيء طالما سأحصل على المال، كنت أرى أصدقائي يرتدون ملابسا أفضل ويفعلون كل شيء ولم يكن لدي المقدرة أن أطلب من والدي، كنت أحصل أنا على المال".

أوناجم حاله حال أي فتى عربي عشق كرة القدم منذ الصغر تابعها، وكان يلعب كثيرا في الشوارع مع من هم في سنه وأكبر.

"الكل كان يقول ما شاء الله حينما يراني ألعب، كانوا يطلبون مني أن أشارك معهم دائما".

مع العمل أصبح لديه رغبة أن يصبح لاعب كرة قدم، شكل ذلك حلما له، ولعب في دوريات الأحياء خاصة في الدورات الرمضانية، قبل أن يقرر اتحاد الراشدية ضمه لصفوفه.

لم يلعب أوناجم مع الراشدية كرة القدم فقط، لكنه احترف كذلك كرة اليد وكان بارعا للغاية حتى أنه كان مرشحا بقوة للانضمام إلى منتخب المغرب لكرة اليد، كان في الـ16 من عمره لكنه كان بارعا للغاية في اللعبة.

رغم ذلك استمر حلم أوناجم بممارسة كرة القدم على أعلى مستوى، والرغبة في اللعب بدوري المحترفين خاصة وأنه وجد في ذلك تحديا له لأنه ذات مرة سمع كلمة "لن تستطيع".

"لم أتخيل يوما أنني سألعب للوداد، كنت أشاهد مباراة مع صديقي كان يشجع الوداد، كانت مواجهة الدربي، لكنني لم أتخيل قط أنني سأكون في هذا الموقف مستقبلا".

"كانوا دائما ما يقولون إنه أمر صعب للغاية أن يلعب الشخص في دوري المحترفين، أن تلعب لفريق مثل الوداد، لكن في مدة عامين مثلا أغمضت عيني وفتحتها وإذا بي ألعب في دوري المحترفين ثم الوداد؟".

أوناجم تألق مع اتحاد الراشدية كان يلعب صباحا ويعمل مساءا لتوفير الأموال، لكنه نجح في لفت الأنظار ليقرر نادي مكناس ضمه، لكن لم يدم الأمر حتى شاهده ممثلو نادي أطلس خنيفرة الذي قرر على الفور التحرك لضمه.

"كانت لدي رغبة وحلم طاردتهما، أردت لعب الكرة على صعيد احترافي، لعبت ضد خنيفرة وشاهدني رئيس النادي وأصر على ضمي".

"كانت هناك صعوبات كبيرة، البعض رأى أنني ربما ضعيف أو لا أصلح للعب، لكن رئيس النادي ومسؤوليه أصروا على ضمي".

"الصعوبات كانت كبيرة كانت نقلة بالنسبة لي".

استمر لـ5 مواسم مع شباب أطلس خنيفرة، لفت إليه الأنظار في كل مرة، ربما ليس في أول موسم، شباب خنيفرة كان في قسم الهواة، وفترة تواجده مع الفريق مفتوحة.

هشام الإدريسي مدرب الفريق أعجب كثيرا وتمسك باللاعب بعدما شاهد تألقه وإصراره، ثم لقبته الجماهير بعد ذلك بـ"رونالدو الأسمر".

بعدما أثبت أوناجم نفسه للمدرب وللفريق، عانى من صعوبات في التكيف على أجواء المنافسة، خاصة وأنه كان يلعب أمام عدد كبير من الجماهير.

ثم قاد الفريق وأصبح هدافه في الدرجة الثانية، وحقق إنجازا تاريخيا بالتأهل للقسم الأول في أول موسم في الدرجة الثانية.

حاولت أندية عديدة ضمه، لكن هشام الإدريسي فضل استمراره في أول موسم بالدرجة الأولى لكي يحافظ على استقرار الفريق في ظهوره الأول بالدوري.

عانى شباب خنيفرة كثيرا مع أجواء المنافسة وصعوبتها ولم يستمر كثيرا رغم تألق أوناجم مع الفريق، لعب في تلك الفترة 24 مباراة سجل خلالها 4 أهداف وصنع 7، كان يلعب كجناح أيسر وصانع لعب ومهاجم.

وردته عدة عروض من الرجاء المغربي والبنزرتي التونسي وغيرها من الأندية لكنه فضل الانضمام إلى الوداد ووقع على عقد مبدئي مع الفريق في يناير.

ليصبح أوناجم لاعبا للوداد رسميا في صيف 2015، وأصبح أحد أعمدة الفريق سريعا، لم يتطلب الأمر منه وقتا حتى.

"أتيت من حي شعبي، كنت أشاهد الوداد عبر التلفاز، لكن أن أصبح لاعبا له؟ حمدا لله على ما وصلت إليه".

لعل أبرز لقطاته في موسمه الثاني مع الوداد كانت حينما صنع هدفا ضد الأهلي في ذهاب نهائي دوري الأبطال، ما جعل الهدف مميزا هو أنه عانى من كسر في قدمه أثناء صناعته للهدف.

"بدأت في الشعور بألم كبير في قدمي كان متقطعا، استمريت في اللعب وزاد الألم، وصلتني الكرة من عبد اللطيف نصير، لم أتمكن من الوقوف وقتها لكنني تابعت وسجلنا الهدف".

"كان لدي طموحا كبيرا بأن ألعب نهائي دوري الأبطال، أن أصنع الفارق وكانت هناك رغبة كبيرة لأننا نواجه الأهلي".

"شعرت بالكسر لكن حمدا لله سجلنا الهدف وربما كان ذلك الهدف هو سبب تتويجنا باللقب".

غاب أوناجم بسبب الإصابة بالكسر ثم في كاحله لفترة طويلة عن الوداد، حتى عاد في مارس 2018، وسجل هدفين وصنع 3 في 8 مواجهات.

تعافى أوناجم من إصابته وبعد أن كان على مقربة من اللعب في كأس العالم، خرج من الحسابات.

"الكسر كان قاسيا والإصابة، أبعدني عن اللعب وربما كأس العالم، كنت أشعر بأنني قد أتواجد في البطولة".

"كان لدي طموح ورغبة بأن أعود وأستعيد مستواي، أن أضع اسمي ضمن قائمة المنتخب، حاولت، لكنني لاعب محترف ولست هاويا أحترم اختيارات المدرب وقلبي دوما مع الفريق".

ذهبت كتيبة أسود الأطلس لكأس العالم وقدمت أداء متميزا بدون أوناجم، الذي استعد للموسم الجديد وشارك في 34 مباراة بكل المسابقات ووصل مع فريقه لنهائي دوري الأبطال للمرة الثانية وسجل 7 أهداف وصنع 15 آخرين، منها هدفين ضد هورويا.

"أرحل فقط حينما لا يعود لدي شيء أقدمه للوداد، لكن حاليا أشعر أنني قادر على تقديم المزيد".

"اعتدت على صعوبة الظروف وغياب الرفاهية، طموحاتي دائما كبيرة وأنني أستطيع دوما فعل كل شيء".

خرج أوناجم أخيرا من الوداد والمغرب إلى مصر لتمثيل الزمالك في رحلة جديدة في الملعب، فهل يتمكن "رونالدو الأسمر" من ترك انطباع جيد في الدوري المصري ولدى جماهير الزمالك؟ تساؤل يجيب عنه الجناح المغربي وحده.

المصادر "حوار اللاعب مع موقع البطولة المغربي - تقارير صحفية مغربية - لقاءات تلفزيونية سابقة"

طالع أيضا

عواد: تنازلت عن مال لأتم انتقالي للزمالك

وكيل متولي: انتقاله للأهلي تأخر شهورا

جديد مصير أفشة.. الأهلي وبيراميدز يوضحان

الأهلي: عمرو جمال جدد عقده قبل الرحيل إلى الصفاقسي

التعليقات