زامورانو وسالاس.. مهاجما تشيلي المتلازمان في عصر ما قبل الألقاب

الثلاثاء، 18 يونيو 2019 - 11:50

كتب : إسلام أحمد

زامورانو - سالاس

منذ أيام تم عرض سؤال عبر منصات التواصل الاجتماعي عن كلمتين متلازمتين في اللغة العربية، ليختار بعض إجابات أبرزها "سونج وزيدان" على سبيل المثال.

في لغة كرة القدم ثنائية "زامورانو وسالاس" المتلازمة ضمن أبرز الثنائيات الهجومية في تاريخ أمريكا الجنوبية والعالم.

تشيلي تبدأ مهمة الدفاع عن لقبي كوبا أمريكا وعينها على التتويج بكأس ثالثة على التوالي، مع جيل وضع اسم اللاروخا ضمن الكبار بعد الفوز على الأرجنتين مرتين في 2015 و2016 بالطريقة ذاتها.

قبل 2015 لم يعرف منتخب تشيلي معنى التتويج بأي بطولة شارك فيها، فكان أفضل ظهور هو المركز الثالث لكأس العالم 1962 التي استضافتها ووصافة كوبا أمريكا 4 مرات.

حتى جاء "إيفان زامورانو ومارسيلو سالاس" ليكوّنا أفضل ثنائية هجومية دون تتويج قبل عصر نهضة ما قبل الألقاب التشيلية.

زامورانو وُلد في 1967 وبسبب عمل والده في المناجم انتقل من العاصمة سانتياجو إلى أتاكاما ليلعب كرة القدم وهدفه اللعب لصفوف فريقه المفضل "كولو كولو".

زامورانو استعاد بالذاكرة طفولته وبداياته في تصريحات سابقة لـ"ماركا" الإسبانية قائلا: "لقد عانينا ماليا. كنت أساعد عائلتي بالقيام بوظائف غريبة مثل تنظيف السيارات والنوافذ وأي شيء يدفع لي. سوف نستخدم هذه الأموال لشراء الطعام".

"أردت فقط أن ألعب كرة القدم، ولم يكن هناك شيء آخر مهم. كنت ألعب لأطول فترة ممكنة في الحديقة وفي الشوارع مع أصدقائي".

"يأتي والدي يبحث عني عندما يحل الظلام حيث أن المنطقة لم تكن دائما الأكثر أمانا لكننا كنا سعداء. كان لدينا طفولة سعيدة وعائلتي شجعتني على لعب كرة القدم. كانوا يعرفون أن لدي موهبة".

على بُعد 7 آلاف كيلومتر في تيماكو بعد 7 سنوات وُلد سالاس لكن في ظروف مختلفة تماما لوالد في الأساس يعمل مدربا لكرة القدم وساعده على تطوير موهبته.

على الرغم من البيئة والظروف المختلفة التي اجتمع فيها الثنائي وتشاركهم نفس المركز إلا أن هذا لم يمنعهم عن قيادة اللاروخا في العودة لكأس العالم بعد 16 عاما من الغياب في فرنسا 1998.

زامورانو بدأ مسيرته الاحترافية مع كوبريسال خلال 4 سنوات قاد الفريق خلالها للفوز بلقب الكأس، الأمر لم يكن سهلا فقد قضى موسما معارا لفريق بالدرجة الثالثة اكتشف فيها قدراته خلال 1986.

بعمر الـ20 أصبح زامورانو لاعبا دوليا بلقاء بيرو وخلال 12 مباراة دولية سجل فقد هدفان قبل الرحيل لأوروبا من بوابة سان جالين السويسري عام 1988.

في نفس التوقيت كان سالاس يخطو خطوته الأولى نحو اللعب الاحترافي ليلعب لفريق سانتياجو دي تشيلي بعد موسم وحيد تم تصعيده إلى الفريق الأول، فسجل خلال 1993 و1996 76 هدفا في 126 مباراة.

أداؤه في كوبا ليبرتادوريس 1996 جذب أنظار عملاق الأرجنتين ريفر بليت.

في أوروبا وبعد موسمين فقط سجل زامورانو خلالهما 34 هدفا في 56 مباراة وحصل على جائزة أفضل محترف في الدوري السويسري، أصبح مهاجما قويا في الضربات الرأسية وعلى المستوى البدني كان لا يُقارن مع مهاجمي أمريكا الجنوبية

زامورانو تحدث عن بداية الاحتراف "أردت شراء منزل لعائلتي عندما امتلكت أموالا في يدي، الرواتب في أوروبا كانت أفضل من تشيلي، لقد اشتريت سيارة للذهاب للتدريبات ثم صرفت أغلب راتبي بعد ذلك على عائلتي لشراء منزل لهم".

زامورانو إلى إشبيلية الإسباني عام 1992، وهناك كوّن ثنائية مع دافور سوكر هداف كرواتيا الذي بعد ذلك عنه أنه ثاني أفضل لاعب شاركه الهجوم عقب سالاس ومن ثم الانضمام لريال مدريد ليقضى 4 مواسم بقميص الملكي.

هناك توّج هدافا للدوري الإسباني وأفضل لاعب أجنبي موسم 1994-95 وحقق 3 ألقاب مع ريال مدريد، وفي صيف 1996 انضم لصفوف إنتر الإيطالي ليحصد لقبه الوحيد بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي 1997.

بالعودة للأرجنتين مرة أخرى، حقق سالاس 3 ألقاب للدوري المحلي مع ريفر بليت ثم تُوج بلقب كوبا سود أمريكانا ليخطو خطوته الأولى نحو أوروبا من بوابة لاتسيو الإيطالي عام 1998، بعد عامين من انتقال زامورانو لإيطاليا، عقب التألق في كأس العالم.

تصفيات كأس العالم 1998 أقيمت لأول مرة في أمريكا الجنوبية من مجموعة واحدة والهدف التأهل مع 4 منتخبات أخرى بجانب البرازيل بطل العالم 1994، 11 هدفا لسالاس منها هاتريك في شباك كولومبيا ومثله في بيرو، زامورانو أكمل العمل فسجل 12 هدفا منها خماسية في فنزويلا، كأفضل هداف في التصفيات.

23 هدفا كانت كفيلة للثنائي ليتأهل لاروخا على حساب بيرو التي تعادلت معهم في النقاط برصيد 25 نقطة وسجل جميع لاعبيها 19 هدفا فقط.

زامورنو بالقميص رقم 9 وسالاس بالقميص رقم 11، أغلب من وعى على هذا المنتخب اللاتيني في صغره، كان يعتقد أنهما توأم أو أخوان نظرا لطريقة اللاعب والشبه البسيط في الملامح.

العمل لم يتوقف فقط عند التصفيات بل امتد لكأس العالم على الأراضي الفرنسية فسجل سالاس 4 أهداف حل بها في المركز الثالث لترتيب الهدافين، منها ثنائية في إيطاليا لكن الأهداف الأربعة لم تكن كافية لمواصلة المشوار لتقف عند عقبة البرازيل في دور الـ16 في حديقة الأمراء بباريس العاصمة الفرنسية.

"1+8" نظرا لتواجد الظاهرة رونالدو في الفريق وارتدائه القميص رقم 9 بدلا منه وقدوم روبرتو باجيو وارتداء القميص رقم 10، أصبح قميص زامورانو الجديد بقميص النيراتزوري.

في العاصمة الإيطالية ساهم سالاس مع لاتسيو في أزهى فتراته التاريخية رفقة كتيبة مدججة باللاعبين بتحقيق 5 ألقاب محلية وقارية، الدوري والكأس والسوبر وكأس الكؤوس الأوروبية والسوبر الأوروبي بين 1998 و2001.

في 2001 عاد زامورانو المُلقب بـ"إيفان الرهيب" إلى المكسيك عبر كلوب أمريكا بعدما سجل 40 هدفا في 5 مواسم واستمرت مسيرة سالاس الأوروبية بقميص يوفنتوس الإيطالي والتي انتهت بعد عامين لم يكونا الأفضل في مسيرته لكنه توج بلقبي الدوري الإيطالي.

زامورانو على الرغم من قلة عدة أهدافه في ميلانو فتح الباب لعديد من زملائه للتألق على عكس رحلته مع ريال مدريد الذي كان هدفه الأول فيها هز شباك الخصوم.

سالاس المُلقب بـ"الماتادور" كان يمتاز بالسرعة والقوة الهجومية علق توني آدامز مدافع إنجلترا عن مواجهته له بعد هدفه التاريخي في ملعب ويمبلي.

فأشاد به: "كان مهاجما من الدرجة الأولى لديه كل الصفات للنجاح في ناد كبير، أود أن أقول إنه أحد أفضل المهاجمين الذين واجهتهم بقميص إنجلترا".

الثنائي "زا-سا" أي الأحرف الأولى من كل لاعب، كلاهما يسجل من أنصاف الفرص ويتشارك نفس المهاجم والمركز لكن ذلك لم يؤثر على ثنائية هجومية للاروخا، سالاس كان المتحرك فيما زامورانو كان الذي يتواجد في العمق ويتكفل بإفساح المساحات أكثر لسالاس.

في كوبا أمريكا 1999 انعكست الأمور فتألق زامورانو وسجل 3 أهداف اكتفى بها بالحصول على المركز الرابع ولم يسجل سالاس، لكن بعد عامين في كولومبيا لم يتواجد كلاهما فانتهت مشاركة تشيلي من ربع النهائي.

في تصفيات كأس العالم 2002 انتهى كل شيء بـ3 انتصارات فقط لتشيلي جعلتها تتذيل الترتيب، واعتزل زامورانو اللعب بقميص المنتخب، وحقق حلمه أخيرا باللعب لكولو كولو. فيما عاد بعدها سالاس لريفر بليت ومن ثم اعتزل في يونفرسيداد دي تشيلي.

سالاس سجل 37 هدفا آخرها في 2007 بعدما خاض 70 مباراة دولية متخطيا زامورانو الذي اعتزل دوليا قبله بـ 6 سنوات كاملة وفي رصيده 34 هدفا خلال 69 مباراة، ليأتي أليكسيس سانشيز ويتفوق عليهما لاحقا ليصبح الهداف التاريخي للاروخا.

نهاية التسعينيات انبهر الأطفال بما قدمته ثنائية زامورانو وسالاس ليقودهم ذلك لتحقيق لقب كوبا أمريكا على ملعب سانتياجو الوطني في تشيلي، والدموع تملأ أعين زامورانو وسالاس، ليس لأنهم لم يحققا أي لقب لبلادهما، بل لنصر طال غيابه لسنوات.

التعليقات