تأسيس أمم إفريقيا.. العدوان الثلاثي هددها والسودان يحتضن أحلام عبد العزيز سالم

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 - 09:39

كتب : إسلام أحمد

كأس الأمم الإفريقية

مثلما يُدين العالم بالفضل للصحفيين الفرنسيين جول ريميه وهنري دولوني بإنشاء بطولتي كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية "يورو"، فإن القارة السمراء تدين بالفضل للمهندس المصري عبد العزيز عبد الله سالم الذي لولاه لما نحتفل بمرور ما يزيد عن 60 عاما من كأس الأمم الإفريقية.

لم تظهر للنور حينها أي بطولات قارية على مستوى المنتخبات سوى بطولة كوبا أمريكا والتي بدأت منذ عام 1916، وكأس آسيا التي سبقت البطولة الإفريقية بعام وحيد، توسطتهما كأس العالم والتي انطلقت عام 1930.

الهدف بعد حصول أكثر من دولة إفريقية على استقلالها من الاحتلال الأوروبي الذي فرض نفسه لما يقارب الخمسين عاما، هو اكتساب استقلالية وشخصية أكبر وكرة القدم كانت بمثابة القوة الناعمة التي تعطي للدول قوة واستغلها الرؤساء للتعبير عن آمال شعوبهم حتى ولو بشكل بسيط.

اتحاد جنوب إفريقيا كان أول المنضمين للاتحاد الدولي من القارة السمراء، فبعد تأسيسه عام 1892، صار تابعا لفيفا في 1910، قبل أن ينسحب في 1924 ويعود مجددا عام 1952.

أما مصر، فأنشأت اتحادها عام 1921 وانضمت لـ فيفا عام 1924. وتحت الحُكم الأنجلو-مصري أسس السودان عام 1936 اتحاده وانضم لفيفا عام 1948.

وأخيرا دشنت إثيوبيا اتحادها عام 1943 وانضمت للفيفا تحت اسم الحبشة عام 1952.

حلم يقف أمامه الجميع

شهد كونجرس "فيفا" عام 1953 والذي أقيم في باريس، اعتراضات على وجود اتحادات قارية والاعتراف بحق إفريقيا في اللجنة التنفيذية بعدما رفضت الأرجنتين وعدة دول أوروبية القرار بحجة أن الأفارقة يلعبون كرة قدم أقل، مما يفقدهم أوراق اعتمادهم للجلوس حول تلك الطاولة.

وجد المندوبون الأربعة من القارة المظلمة حليفًا غير متوقع في إنجلترا، القوة الاستعمارية السابقة، والتي انضمت في فترة ما بعد الحرب مباشرة لفيفا، بالإضافة إلى دعم أيضا من قِبل الاتحاد السوفيتي.

في النهاية، حصلت إفريقيا على 24 صوتا لصالحها مقابل 17 صوتا معارضا، لتجد خير من يمثلها عبد العزيز عبد الله سالم في اللجنة التنفيذية لفيفا.

من هو عبد العزيز عبد الله سالم

وُلد عبد العزيز سالم في محافظة الشرقية عام 1895، والتحق بكلية الزراعة ثم استكمل دراسته في جامعة كامبريدج وكان أحد أعضاء فريق الجامعة للتجديف، عاد ليصبح وزيرا للبلدية بعد ثورة 1952، ثم رئيسا للاتحاد المصري لكرة القدم، لتحمل أول كأس اسمه، وهو الذي تحتفظ به غانا.

اجتماع يكتب التاريخ

اتحادات مثل أوغندا والكونغو الديمقراطية وزامبيا وتنزانيا وليبيريا كانت ضمن الأقدم في القارة، لكن اجتماع تم في الثامن من يونيو عام 1956، بين عبد العزيز سالم ومحمد لطيف نجم نادي الزمالك سابقا من مصر مع عبد الحليم شداد وبدوي محمد وعبد الحليم محمد من السودان وفريد ويل من جنوب إفريقيا في فندق "أفينيدا" في لشبونة بالبرتغال على هامش اجتماعات فيفا.

قبل ذلك لم يكن هناك كيان يمثل القارة السمراء أمام فيفا من أجل البطولة الأهم وقتها كأس العالم، مصر حصلت على دعوة المشاركة في كأس العالم 1930 ورفضت المشاركة، بعد 4 أعوام كان الظهور الأول الإفريقي والعربي، في 1934 تنافست مصر مع المنتخبات الأوروبية.

خوض المنتخب المصري لتصفيات كأس العالم 1950 و1954 مع منتخبات من أوروبا وآسيا ألزم التفكير في إنشاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ليرعى شؤون المنتخبات الإفريقية.

القرار الأهم كان إقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية و تستضيفها العاصمة السودانية الخرطوم عام 1957 بمناسبة استقلال السودان وكانت بطولة كوبا أمريكا التي امتدت لأربعين عام قبلها بمثابة مثال تم محاكاته من أجل إقامة البطولة بين الدول الأربعة: السودان مصر إثيوبيا وجنوب إفريقيا، لتظهر الفكرة للنور بعد 8 أشهر.

وعُقد الاجتماع التأسيسي للاتحاد الإفريقي في الثامن من فبراير 1957 في العاصمة السودانية الخرطوم، على هامش أول بطولة لكأس الامم الإفريقية والتي شاركت فيها ثلاثة منتخبات فقط هي مصر والسودان وإثيوبيا، لتبدأ البطولة بعد يومين، وكانت مصر قد قدمت أول كأس للبطولة باسم عبد العزيز سالم وزير الزراعة المصري ورئيس اتحاد كرة القدم في مصر عام 1956.

مشاكل تحيط بالفكرة

دخلت مصر عسكريا في دوامة العدوان الثلاثي على مدينة السويس ضد الجيش الفرنسي والإنجليزي والإسرائيلي والتي استمرت لنوفمبر 1956، لتؤخر فكرة إقامة البطولة، لتبدأ البطولة مباشرة بعد انتهاء حالة الطوارئ في مصر.

البطولة شهدت مشاركة 3 منتخبات فقط بعد ابتعاد جنوب إفريقيا التي عانت من الفصل العنصري في تلك الفترة.

جنوب إفريقيا غابت عن الاجتماع بحجة العدوان الثلاثي على مصر، لكن الفصل العنصري كان له كلمة الفصل بعد التنازع بين الاتحادات الجنوب إفريقية، والاتجاه لإشراك منتخب من بيض البشرة فقط، وهو ما قوبل بالرفض.

لتبدأ البطولة بمشاركة 3 منتخبات، فقط هي إثيوبيا التي خاضت النهائي مباشرة، إذ انتظرت الفائز من مواجهة مصر والسودان.

مصر تفوقت على جارتها الجنوبية بهدفين مقابل هدف واحد، رفعت عطية دوّن أول هدف في تاريخ المسابقة بالدقيقة 21 من ركلة جزاء، قبل أن يعقبه محمد العطار "الديبة" بهدف آخر أكد الانتصار.

الديبة عاد ليسجل سوبر هاتريك في المباراة النهائية أصبح به هداف البطولة وأكثر من يسجل أهدافا في مباراة نهائية بالبطولة الإفريقية، ليرفع كأس عبد العزيز سالم لأول مرة في التاريخ.

بطولة مهدت خلال أعوام تالية دخول أكثر من منتخب واتحاد محلي تحت رعاية الكاف لتبدأ الفكرة المصرية بـ 3 منتخبات وتصل إلى 24 على أرض مصر بعد 62 عاما.

اقرأ أيضا:

رئيس الزمالك: رأسية بوطيب في مرمى الحدود ستجلب الدوري لنا.. ما حدث اليوم بسبب جروس

ثاني تعادل على التوالي.. الحدود يعرقل الزمالك لصالح الأهلي

المشاهد الخلفية في ليلة الأبطال المبهرة.. "صلاح الحلم ولعنة المسافات البعيدة"

رسميا نهاية الصراع.. بتروجت يهبط والاتحاد ينجو والمصري يضمن المركز الرابع

المشاهد الخلفية في ليلة الأبطال المبهرة.. "صلاح الحلم ولعنة المسافات البعيدة"

التعليقات