القاتل نداي مولامبا.. رسائل موبوتو بين النعيم والشقاء (1)

في حوار سابق مع FilGoal.com، استرجع أسطورة الدراويش علي أبو جريشة اسما كونغوليا تاريخيا يُدعى "نداي مولامبا". وبالرغم من أنهما تواجها مرتين فقط، لكن ما حدث في استاد القاهرة عام 1974 يعد علامة فارقة في حياة جيل بأكمله.

كتب : مصطفى عصام

الإثنين، 03 يونيو 2019 - 10:32
نداي مولامبا

خلال حوار سابق مع FilGoal.com، استرجع أسطورة الدراويش علي أبو جريشة اسما كونغوليا تاريخيا يُدعى "نداي مولامبا". وبالرغم من أنهما تواجها مرتين فقط، لكن ما حدث في استاد القاهرة عام 1974 يعد علامة فارقة في حياة جيل بأكمله.

يقول علي أبو جريشة: "مولامبا كان لاعبا ممتازا دون شك، فهد في الركض بالكرة تحت قدميه، أحد أهم الأسباب لأول هزيمة بالألوان لمنتخب مصر على أرضه ووسط جمهوره وسط أجواء احتفالية لبطولة نفخ الإعلام أبواقها دعاية للنصر، كانت صدمة بقيت كثيرا".

ويُكمل فاكهة الكرة المصرية: "إنها صدمة مباراة نصف نهائي كأس أمم أفريقيا عام 1974 أمام منتخب الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا)، وفي نفس العام تابعت مولامبا في كأس العالم بألمانيا الغربية، واختفى عن أنظاري للأبد بعدما تلقى البطاقة الحمراء أمام يوغوسلافيا والتي أعقبها خسارة قاسية بلغت تسعة أهداف دون رد".

في السطور الأتية، كانت بداية النهاية لصاحب الرقم القياسي كأكثر لاعب إحرازا للأهداف في نسخة واحدة من كأس الأمم الإفريقية عبر تاريخها.

اقرأ الجزء الثاني من هــنــا

في كأس العالم بألمانيا الغربية عام 1974، كانت بداية تطبيق إخراج البطاقة الحمراء مباشرة أو بعد إنذارين، بعدما كان الحكم يكتفي فقط بإبلاغ اللاعب شفهيا ليغادر الملعب.

التطبيق الأول ظهر في وجه كارلوس كازيلي نجم تشيلي في المباراة الافتتاحية لكأس العالم أمام ألمانيا الغربية، وثانيا لخوليو مونتيرو لاعب أوروجواي أمام الطاحونة الهولندية في المجموعة الثانية والثالثة كانت من نصيب بطل الرواية الزائيري "نداي مولامبا".

خطأ أحمق يرتكبه الظهير إيلونجا مويبو بركل الحكم من الخلف عقب الهدف الرابع للفريق اليوغوسلافي، يستشاط قاضي المباراة غضبا ويذهب للمساعد الذي يشاور له بالخطأ على نداي مولامبا، بينما لاعبي يوغوسلافيا يرجعون الكرة إلى دائرة نصف الملعب غير مكترثين لتلك الحماقات ويسعون تباعا لزيادة غلة الأهداف.

اليوغوسلافي بلاجوي فيدنيتش المدير الفني لمنتخب زائير بين مطرقة غضب رئيس البلاد موبوتو حين العودة واتهامات التفويت لبلاده الأم وبين سندان عدم الاعتراض على الحكم خوفا من أن توصمه صحافة الرئيس جوزيف تيتو بالخيانة.

استقبل نداي البطاقة الحمراء بكل هدوء وخرج متجها نحو دكة البدلاء التي أظهرت الجناح الشاب إيتيب ماكاكاو يهدئ من روعه بإشعال سيجار من أجله، نعم، لاعبو فيتا كلوب والأنجلبير فيما يبدو اتحدوا لأول مرة وبادروا بتدخين السجائر على دكة البدلاء اعتراضا على أشياء كثيرة داخل وخارج المباراة.

يقول نداي مولامبا في فيلم الذهب المنسي: "بكيت بصورة هادئة للغاية أمام الحكم، قلت له لم أفعل ذلك، زميلي إيلونجا موبيو ذهب للحكم واعترف بأنه من ركله، ولكن لم يكترث الحكم لكل تلك الأقاويل، بل وضع يده على أنفه وكأنه مشمئز من رائحتي وقال لي: أنتم جميعا زنوج، لا أفرّق بينكم".

يواصل مولامبا: "جميع الحكام في ألمانيا الغربية كانوا ضد العرق الأسود، ليس هذا الحكم فحسب، وكذلك الحيوان البري رقم 4 من اسكتلندا -يقصد بيلي بريمينر- لقد بصق في وجهي وطوال المباراة كان يناديني "لا تتحرك بالكرة كثيرا يا زنجي"، كانت تلك الدورة بداية نهاية مشواري مع المنتخب".

عقب المباراة المأساوية بيومين، قرع أحدهم باب تلك الغرفة المزدوجة التي تضم مولامبا والحارس كازادي، كانت رسالة ورقية يحملها جندي زائيري مكلف بحراسة تلك البعثة، حملت كلمات قصيرة من "الديك الذي يعاشر إحدى عشرة دجاجة" أو بالأحرى الرئيس موبوتو سيكو، الجندي الزائيري يسلم الورقة بيده اليسرى، أما اليمنى فيشهر بها فوهة بندقيته صوب اللاعبين لإنهاء من يعترض على رسالة الرئيس المسجلة.

"من الآن أنتم لستم في سلام، ستدفعون الثمن باهظا لتلك الهزيمة القاسية التي دنست وجه زائير في الأرض، اجعلوا العقوبة على رؤوسكم أنتم فقط ولا تخسروا بأكثر من ثلاثة أهداف أمام البرازيل، أكثر من ثلاثة سيكون أمام كل هدف ثلاث رصاصات في رأس كل فرد من عائلاتكم".

وهنا أغشي على كازادي موامبا فورا من هول الفاجعة، كيف يمكن لفريق الفهود الزائيرية كبح جماح ريفلينيو ورفاقه البرازيليين أبطال كأس العالم السابق بالمكسيك 1970.. ولكن لم يهمس مولامبا ببنت شفة، فعند استرجاعه الشريط قليلا عرف كيف وصل بمشواره الحافل إلى تلك المأساة بالنهاية من خلال تسلسل رسائل الرئيس.

رسالة موبوتو الأولى: كرة القدم شيء مهم لـ مولامبا

كعادة الأجيال الباكرة من منتصف الأربعينيات، ولد نداي تحت وطأة الاحتلال البلجيكي عام 1948 بمدينة لولابورج بالمسمى البلجيكي القديم، نشأ بيير نداي مولامبا في أسرة مكونة من ثمانية أطفال، تحت حذر من أب مهووس بالتعليم وحلمه أن يجعله مدرسًا. لكن الطفل، الملقب بـ "موتومبولا" بسبب نكتة سيئة أطلقها عليه سكان الحي، كان عنده تركيز واحد فقط: الساحرة المستديرة.

أطلق عليه اسم القس اللوثري الذي يدير مدرسته اسم "المندوب الرسمي كرة القدم" في سن العاشرة. يجب القول أن موهبة بيير نداي مولامبا لم تكن لتمر دون أن يلاحظها أحد. في سن الرابعة عشر، لعب مباراة أمام رئيس الجمهورية ، جوزيف كازافوبو "أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال"، مع تسجيل هدفين رائعين استوجب هتاف الجميع بمن فيهم الرئيس لتلك الموهبة الواعدة.

يقول والده الذي لم يتأثر بهذا العمل الفذ من نداي: "ما من شك في أن ابني موهوب بكرة القدم. ولكنه ليس شيء مهم. كرة القدم لم تخلق للرجال الصالحين التربويين".

ولكن تحت ضغط متزايد من السلطات المحلية، كان على الوالد جورج مولامبا التخلي عن ابنه ليصبح أسطورة فريق كاساي سنترال أولا ثم أسطورة الكرة الزائيرية.

مولامبا: "فُتحت لنا الملاعب في كينشاسا من أجل التجمع والاستماع للمذياع معا أثناء مباريات منتخب زائير في كأس الأمم المقامة في إثيوبيا، كنت أبلغ وقتها حوال 20 عاما، إلا أن صيتي قد ذاع بشدة بعد مبارياتي مع فريق كاساي سنترال أمام الأندية الكبيرة مثل مازيمبي وفيتا كلوب في بطولتي الدوري والكأس".

ويضيف: "ما أن تحركت لأول مرة بين المدرجات أثناء نهائي البطولة بين الفريق الوطني وغانا لكي أستمع وأدخل في نقاشات مع الجميع، حتى أطلق بعض الجنود النيران في الهواء الطلق لإجبار الجماهير على غلق أفواههم استعدادا لبيان يذاع عبر الإذاعة الداخلية للاستاد".

دب الصمت بين الجموع، الرئيس يعلن بأن كل هدف يتبعه يومين إجازة رسمية للبلد أجمع، إضافة إلى إغداق عناصر المنتخب الوطني الفائز بأحدث السيارات والأموال.. والجماهير تنطلق في الصراخ من الفرحة مع هدف كالالا موكندي في مرمى روبرت منساه حارس المنتخب الغاني.

رسالة موبوتو الثانية: بيدك أن تصبح فتى زائير الأول

كان موبوتو سيسيسيكو هو ثاني رئيس للبلاد بديلا لكازافوبو، بعد انقلاب دموي.. لم ينس الشعب من قبل أن موبوتو كان الخائن الذي دل البلجيكيين على الزعيم الثائر باتريس لومومبا وسلمه للبلجيك، إلا أن بوصول الرجل للسلطة كان اهتمامه معظمًا بكرة القدم التي رآها أداته للمنافسة على زعامة القارة أمام كوامي نكروما الذي تسلح بكرة القدم أيضا لمجابهة القارة كلها، واستغلال فرصة أن القوى العظمى (مصر) غارقة في تبعات النكسة وغير مهتمة الآن بالشؤون الإفريقية ومنها كرة القدم.

نداي أثناء تواجده في الملعب الوطني بكينشاسا لم يكترث لكل ذلك، فكر فقط في هدايا الرئيس السخية، وعروضه التي لا يمكن رفضها، شعر نداي وقتها بأنه يمكن المراهنة على قدميه بأن يصلا به إلى أعلى المراتب في أكبر الدول مساحة في القارة، في بلد الموارد الطبيعية السخية زائير!

انضم نداي إلى فيتا كلوب -الفريق الجماهيري الأكبر بالبلاد عام 1972- وكان ذلك مفتاحا لانضمامه للمنتخب الوطني من أجل المشوارين الأهم "أمم أفريقيا بالقاهرة وكأس العالم ببرلين" وكلاهما بعام 1974.

مولامبا في فيلم الذهب المنسي: "كان معروفا أن فريق فيتا كلوب هو الفريق المفضل للرئيس موبوتو، لعبت مباراة الكأس ضد فيتا كلوب وأنا في انتظار هل ستكسب قدماي الرهان أم لا، بالتأكيد الرئيس يشاهد المباراة بطريقة ما".

في الحقيقة أن موبوتو كان يشاهد المباراة في غرفته الفضاء ذات الأنوار الخافتة الشبيهة بساحة السيرك، فهو لا يجرؤ على أن يغادر مخبأه الخاص ذلك وينخرط وسط الجموع في نهائي الكأس خوفا من الاغتيال، ولكنه أشار لمبعوثه ماكويلا أفيدي بأن يبعث برسالة شخصية منه.

"انضمامك لفريق فيتا كلوب، سيجعلك فتى زائير الأول، والسيارة الفولفو الآن هى ملك لك".

كان انتقال مولامبا إلى فيتا كلوب جعله أول رياضي يقتني سيارة فولفو الشهيرة في البلاد، أصبح ذلك لقبه لاحقا، أنضم بالتالي للمنتخب الوطني!

رسالة موبوتو الثانية.. ما بين الشقاء والمجد

يقول ماكولو وا بومبو السكرتير الشخصي لموبوتو لـ بي بي سي:

"كان بيننا وبين مصر مقاطعة غير معلنة بسبب تأييد جمال عبد الناصر لـ باتريس لومومبا على حساب موبوتو وكذلك دعمه للفصائل المتمردة لدى الجارة اللدودة الكونغو برازافيل، كان أمرا غريبا أن يطلب الرئيس محمد أنور السادات استضافة موبوتو سيسيسيكو شخصيا في احتفالية خاصة بأبطال حرب أكتوبر/ يوم كيبور".

ويستدرك: "ولكن وضح الأمر جليا بأن السادات طلب وقتها مساندة موبوتو الشخصية في أن يلعب منتخب زائير "القوى الكروية الأولى بالقارة" في بطولة أمم أفريقيا التي تستضيفها مصر مارس عام 1974".

كان جليا أن مصر قد خرجت منهكة بالفعل بعد هدنة برعاية كسينجر لوقف زمام الحرب ضد إسرائيل في يناير عام 1974، ولكن كان عجيبا أن تستضيف 7 بعثات افريقية تمثل عدد المنتخبات المشاركة معها بأمم أفريقيا على ثلاث مدن كبرى مثل القاهرة، الإسكندرية ودمنهور، ثلاث مدن يفصل أقربها من قلب استاد القاهرة حوالي 110 كيلو متر عن تمركز الدبابات الإسرائيلية القاطعة لطريق السويس إضافة إلى خطوط الدفاع الجوي المنهكة تماما والتي قد لا تستطيع مقاومة أي غارات إسرائيلية.

كانت البطولة ذات أبواق دعائية على نحو كبير دون شك، خرج معظم اللاعبين القدامى من المحلة والإسماعيلية من أجل تصدير إن القوى الكروية القديمة مصر قد عادت مرة ثانية، وفي نبرة شوفينية نحو حدودها الجنوبية كالمعتاد، كانت المباريات تقام في الظهيرة والجرائد مساء مجهزة بعناوين النصر وتبدأ في الطباعة قبل أن تبدأ المباراة نفسها.

ولكن على الجانب الآخر في الإسكندرية، بقي نداي مولامبا ورفاقه حيث استقروا في فندق شهير بشارع النبي دانيال، غير مدركين ماذا عليهم أن يفعلوا، كذلك لم تكن ثقة لاعبي المنتخب بمولامبا المنضم حديثا كبيرة، إلا أن هدفين في المباراة الافتتاحية لزائير منه حسما الفوز أمام غينيا بدأت أن تحدث دويا كبيرا بينهم وصدى ضئيل لازال على مستوى التغطية الصحفية المصرية.

إيلونجا مويبو يقول: "بعد الفوز على غينيا بفضل هدفي مولامبا، تبقت لنا مواجهة كبيرة أمام الجارة الكونغو برازافيل، لقاء عدائي يشبه لقاءات تركيا وأرمينيا، ألمانيا وإنجلترا. كان الرهان على الفتى الجديد نداي مولامبا أمام اللاعب رقم 1 بإفريقيا وقتها "بول موكيلا" وبطل أمم إفريقيا 1972 بالكاميرون، ولكن الفتى الجديد خسر المباراة وأضاع حفنة من الفرص، وهدف وتمريرة حاسمة من موكيلا أنهيا المباراة بخزي كبير لنا".

وصل مطار الإسكندرية شخص ما يرتدي قبعة بصفة رسمية يتمتع بحصانة دبلوماسية يحمل حقائب ضخمة و23 ظرفا يمثل عدد أعضاء الفريق ذوي الجنسية الزائيرية عدا المدير الفني اليوغوسلافي، الحقائب تحتوي نقودا بالعملة المحلية، والأظرف تحتوي رسالة شخصية من موبوتو:

"إن عدتم بالكأس فتلك الحقائب ستكون لكم، وإن خسرتوها فلن تعودوا للبلاد مجددا".

فيليب مايانجا مهاجم الفريق: "لأول مرة رأى الفريق جانبا من وجه موبوتو القبيح، الجانب المظلم من الوجه المزدوج، ولكن حمل في الشق الأخر تبشير بمكافآت مالية ضخمة، فزنا على مورشيوس 4-1، واستعدنا لمواجهة مصر في نصف النهائي".

مويبو إيلونجا يقول في فيلم الذهب المنسي: "لأول مرة في حياتي ألعب باستاد به عدد جماهير أكبر من الملعب الوطني بكينشاسا، الاستاد امتلأ عن آخره بجماهير كلما اقتربنا من الكرة قلدت أصوات القرود، خرجنا من الشوط الأول متأخرين بهدف نظيف، الأول منهما بقدمي في مرماي، لن أعود للبلاد مجددا".

وقتها تحدث المدير الفني اليوغوسلافي بلاجوي فيدينيتش إلى مولامبا شخصيا، أوصاه باللعب كجناح بديلا عن مهاجم، اجتمع به شخصيا بأن تلك فرصته ليرد على تجاهل الصحافة المصرية لما قدمه هو شخصيا بدور المجموعات.

زاد علي أبو جريشة الطين بلة بالهدف الثاني، إلا أن مولامبا ورفاقه في نحو 17 دقيقة فقط أسكتا أصوات تقليد القردة تماما، حين أضافوا ثلاثة أهداف منهم هدفين لبطل القصة، تعني أن تلك أول هزيمة للمنتخب القومي على مدار تاريخه بملعبه!

يقول علي أبو جريشة لـ FilGoal.com: "ما حدث يومها كان أقرب لدروب الخيال، كرة ذهبت بها انفرادا أنا وحسن شحاتة ارتدت من القائم وعادت لكازادي حارس المرمى، أما كرة الخط أمامي ذهبت بغرابة فوق العارضة، الفريق الزائيري استحق الفوز رغم كل ذلك، أمام كل كرة مننا على المرمى هم وصلوا بكرتين".

وأمام حضور 5000 متفرج فقط في أضعف حضور لنهائي بالتاريخ لأي بطولة قارية، كان على لاعبي زائير أن يختاروا.. حمل الحقائب أو الهرب من جحيم موبوتو إلى القاهرة، مولامبا يومها تساءل مع أفضل لاعب في افريقيا عام 1973 "بوانجا تيسمان".. ماذا لو كانت النقود مزورة؟!

يُتبَع...

اقرأ أيضا:

مصدر في الكاف لـ في الجول: لجنة الانضباط حددت موعد نظر شكوى المغرب بسحب لقب الكونفدرالية من الزمالك

رئيس الزمالك يُجيب.. هل ينتقل طارق حامد وكهربا إلى بيراميدز في صفقة تبادلية

مصدر في الأهلي لـ في الجول: لاسارتي لم يطلب الاستغناء عن أزارو

نادر شوقي لـ في الجول: الأهلي لم يتقدم حتى الآن بعرض لتمديد إعارة رمضان صبحي

أحمد أحمد: لم أتردد لحظة في إيقاف جهاد جريشة