الجزائر.. منتخب التحرير لتعريف إفريقيا "شكون إحنا"

تتأسس الدول وتحصل على استقلالها، ثم تبدأ تكوين منتخباتها. هكذا يقول تاريخ الأمم، لكن هنا تختلف الأمور. منتخب كرة قدم أشعل ثورة التحرير التي قادت البلاد للاستقلال. الجزائر، محاربي الصحراء يرحبون بكم. منتخب الجزائر أو منتخب...

كتب : أحمد العريان

الإثنين، 03 يونيو 2019 - 11:25
قصة تأسيس منتخب الجزائر

تتأسس الدول وتحصل على استقلالها، ثم تبدأ تكوين منتخباتها. هكذا يقول تاريخ الأمم، لكن هنا تختلف الأمور. منتخب كرة قدم أشعل ثورة التحرير التي قادت البلاد للاستقلال. الجزائر، محاربي الصحراء يرحبون بكم.

منتخب الجزائر أو منتخب التحرير كان عنصرا أساسيا في بداية ثورة التحرير الجزائرية، والتي ساعدت في استقلال الجزائر عن فرنسا.

والجزائر ستكون ضمن 24 منتخبا يزور مصر لخوض كأس الأمم الإفريقية خلال شهري يونيو ويوليو، بعد نسخة ماضية ظهروا فيها بشكل شاحب، لم يتبق في الذاكرة منه سوى إعلان ترويجي للمنتخب استغلته المنتخبات المنافسة في السخرية منهم عقب الإخفاق الكبير.

اقرأ عن رحلاتنا السابقة في إفريقيا من هنا

مؤتمر الصومام

من هنا بدأت القصة، في العشرين من أغسطس لعام 1956 اجتمع العديد من أعضاء المنظمة الجزائرية السرية بدعوة من عبان رمضان أحد ضباط الصف في الجيش الجزائري.

وخلال الاجتماع الذي استمر لعشرة أيام في بلاد القبائل بجبال أطلس، ناقشوا كيفية استمرار الثورة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، ليتم الاستقرار على إنشاء جبهة التحرير الوطني.

لم تمر سوى أيام قليلة حتى رأى أعضاء جبهة التحرير أن الرياضة أرض خصبة أيضا للنضال، فلماذا لا ننشر قضيتنا مستغلين كرة القدم؟ ومن هنا ظهرت فكرة تأسيس منتخب للجزائر لأول مرة.

الجزائر قضية عالمية

في 14 أبريل من عام 1958 كان بمقدور جبهة التحرير الجزائرية أن تعلن بفخر "عددا من اللاعبين الجزائريين المحترفين غادروا فرنسا وإمارة موناكو من أجل النضال وتلبية لكفاح الجزائر".

الزيتوني ومخلوفي تركوا فرصة اللعب لفرنسا في كأس العالم 1958 بعد أن وقع الاختيار عليهم، وكل اللاعبين الجزائريين في فرنسا تقريبا اتخذوا قرارهم بمغادرة فرنسا وتكوين المنتخب الحزائري.

ولأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، فقد كان للخبر وقع الذهول على الإعلام الفرنسي.

كتبت ليكيب عن الحادثة "الرياضة أداة رائعة للتقريب بين الأفراد، إنهم يتعلمون في الملاعب كيف يتعرفون ويتفاهمون بأفضل صورة، لكن من العبث أن نعتقد بأنهم من الممكن أن يكونوا في مأمن من تأثير التيارات السياسية أو الاقتصادية الكبرى المولدة للنزاعات العالمية الحالية.. جبهة التحرير المسؤولة عن الحدث المفاجيء الذي جرى ظهيرة يوم الإثنين استوحت المقل من فيدل كاسترو، المتمرد الكوبي الذي قام، كما نتذكر، باختطاف بطل العالم للسيارات مانوال فانجيو. لقد تصرفت بنفس الطريقة، لا شيء يمكن فعلا أن يؤثر في الأذهان بقدر الانسحاب المفاجيء لزيتوني ورفاقه عشية مناقشة البرلمان.. ومباراة دولية كبرى في كرة القدم".

"من غير الُمجد أن ننكر الدوي الذي سيحدثه هذا التصرف. العدوى قد تتوسع، في ذهننا بعض الأسماء الكبيرة لرياضة ألعاب القوى مثل عامر، براقشي، ميمون، وفي الملاكمة مثل حليمي، وحامية، بل وفي السباحة مثل خمون، باعتباره عنصرا من الدرجة الأولى".

هكذا نقلت صحيفة "ليكيب" الفرنسية خبر انسحاب اللاعبين الجزائريين من الدوري الفرنسي، وكذلك أيضا قضية فرنسا بعد هذا الموقف الجليل لم تعد كما كانت قبله، فقد تحولت قضية "استقلال الجزائر" من قضية محلية أو عربية، إلى قضية عالمية تتناول صحف العالم أخبارها في صفحاتها الأولى.

يقول عباس فرحات أحد الزعماء الجزائريين في جبهة التحرير "هذا الفريق أكسب الثورة الجزائرية ما يساوي عشر سنوات من العمل".

التشكيل المتوقع للجزائر حسب تشكيلات جمال بلماضي في 4 مباريات قاد فيها الفريق.

خلال 4 مباريات قاد فيها جمال بلماضي منتخب الجزائر، استخدم تشكيلتان.

خطة 4-2-3-1 استخدما بلماضي ثلاث مرات، وفي المباراة الأخيرة غير الخطة إلى 4-5-1 مع توجو خارج الأرض.

ربما تكون 4-2-3-1 هي الأقرب لتطبيقها في البطولة، وبالتالي سيكون التشكيل كالتالي:

حارس: رايس مبولحي.

الدفاع: عيسى مندي – رامي بن سعبيني – مهدي تاهرات– يوسف عطال.

الوسط: سفيان فيجولي – إسماعيل بن ناصر.

أمامهم: ياسين براهيمي – يوسف البلايلي – رياض محرز.

الهجوم: بغداد بونجاح.

بطل لمرة واحدة

رغم تاريخ الجزائر الكبير وكم النجوم الذين قدموهم للكرة الإفريقية، لكن الجزائر لم يتوجوا بأمم إفريقيا إلا مرة واحدة فقط.

رابح ماجر بطل أوروبا، وجمال مناد الهداف القدير، وشريف عوداني الماكر، ومعهم الشاب اليافع محمد رحيم في حراسة عنتر عثماني وتحت قيادة المخضرم عبد الحميد كرمالي. هؤلاء كانوا نجوم ملحمة الجزائر في تتويجها باللقب الإفريقي الوحيد عام 1990 على أرضهم ووسط جماهيرهم الغفيرة.

ضيف على قاهرة المعز

ستكون الجزائر ضيفة قاهرة المعز لخوض مباريات كأس الأمم الإفريقية 2019.

وقعت الجزائر في المجموعة الثالثة رفقة منتخبات السنغال، وكينيا، وتنزانيا.

سيخوض منتخب الجزائر أول مباراتين في المجموعة على استاد الدفاع الجوي، ثم ستكون المباراة الأخيرة أمام تنزانيا على استاد السلام.

وستكون المنافسة محتدمة بين الجزائر والسنغال على صدارة المجموعة، إذ سيلاقي متصدر المجموعة الثالثة، ثالث المجموعة الأولى التي تضم مصر، وزيمبابوي، وأوغندا، الكونغو الديموقراطية.