البحث عن "ون بيس" .. الحرف "دي" يغير العالم مجددا

الأربعاء، 08 مايو 2019 - 11:38

كتب : إسلام محمود

البحث عن "ون بيس" .. الحرف "دي" يغير العالم مجددا

إذا كنت من متابعي الأنيمي الياباني فعلى الأرجح انت تعرف قصة مسلسل ون بيس. إذا لم تكن من متابعيه فإليك نبذة عنه.

إيتشيرو أودا كاتب المسلسل بنى فكرته الأساسية على عالم من القراصنة الشباب أبرز من فيه يحملون حرف D. كاسم أوسط، مونكي دي لوفي بطل المسلسل، شقيقه بورتجيس دي آيس، ترافلجار دي لو، مارشال دي تيتش، وغيرهم..

صاحب الاسم الأوسط دي قد يكون مقدرا له أن يحكم عالم ون بيس ويحصل على الكنز الأغلى الذي تركه جول دي روجر ملك القراصنة السابق، أو على الأقل سيكون مؤثرا في مصير العالم بشكل كبير يفوق الأشخاص أصحاب الأسماء العادية التي تخلو من الـ"دي" كاسم أوسط.

خيال أودا يتشابه كرويا مع الوضع الحالي سوق الانتقالات، واحد من أفضل حراس العالم إن لم يكن الأفضل هو الإسباني ديفيد "دي" خيا، أفضل صانع ألعاب في العالم هو كيفين "دي" بروين، والموهبتين الأكثر إثارة ومتابعة من كافة الفرق الكبرى هما نجمي أياكس ومنتخب هولندا الشابان فرينكي "دي" يونج، وماتياس "دي" ليخت بالإضافة لزميل ثالث في أياكس هو دوني فان "دي" بيك.

دي يونج كاد أن يتسبب في حرب عالمية رابعة في يوليو القادم بين برشلونة، مانشستر سيتي، باريس سان جيرمان قبل أن ينجح الأول في ضمه في يناير بقيمة 75 مليون يورو، نظرا لما يقدمه فبرشلونة دفع ثمنا زهيدا للعبقري الهولندي الجديد وفقط بعُمر 21 سنة.

بينما دي ليخت هو المدافع الأبرز ضمن شباب أوروبا، صاحب الـ19 سنة ارتدى شارة قيادة أياكس منذ العام 2017، قاد الفريق لنهائي الدوري الأوروبي ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا هذا العام، البطولة التي أصبح أصغر قائد فيها يصل لتلك المرحلة.

مثل زميله، فدي ليخت مثار اهتمام برشلونة أيضا، يوفنتوس وبايرن ميونيخ وليفربول أيضا يريدون الهولندي الشاب وفقا لتقارير صحفية، بيعه سيكون مزادا علنيا سيبدأ من 50 مليون يورو حسبما ذكرت الصحف الهولندية.

دي يونج يملك معدل إكمال تمريرات بدقة 85% لكنه الأكثر تمريرا للأمام في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى.

كما يملك متوسط تمريرات يبلغ 62 تمريرة في المباراة ومتوسط قطعه للكرات هو 1.1، وساهم في جعل استحواذ أياكس أغلب المباريات يصل لمعدل 60% وهو ما يساعد المدرب إريك تن هاج لتقديم كرة هجومية شاملة.

بيتر بوش مدربه السابق: "بتحليل أداء دي يونج تجده أقرب لمركز رقم 6 لكن بمرور الوقت سيصبح 8 أو 10، قدراته رائعة، يمكنه قلب مجريات المباراة لصالحك في أي وقت".

نتيجة بحث الصور عن ‪frenkie de jong‬‏

خريج مثالي لمدرسة أياكس للموهوبين بعد الانضمام من فيليم، مايسترو "بوكس تو بوكس" وصانع ألعاب في آن واحد. يلعب في مركز 6 بإمكانيات مركز 8 ورؤية للملعب كرقم 10. دي يونج هو لاعب الوسط المتكامل لعصرنا الحالي. مزيج بين سيرخيو بوسكتس وكاكا مثلما تم وصفه.

في عصر آخر كان ليكون مثاليا لدور الليبرو الذي أجاده على سبيل المثال الألماني فرانتز بيكنباور، دي يونج يتمركز دائما أمام قلبي الدفاع كقلب دفاع ثالث متقدم ليتمكن من السيطرة على الملعب ورؤيته بشكل كامل، كما بدأ مسيرته مع أياكس في مركز قلب الدفاع قبل أن تقوده فطرته نحو مركز متقدم قليلا يمكنه من كشف الملعب دائما.

ريان توماس لاعب زولي الهولندي يقول عن دي يونج: "شاهدت مباراة لأياكس مؤخرا وطوال 90 دقيقة لم أغفل عن دي يونج، إذا سألتني عن أي لاعب آخر لن استطيع الإجابة لأنني كنت مركزا معه فقط.

طريقته في الجري، في الالتفاف، في إيجاد المساحات. هو الأصغر في الملعب لكن زملاؤه يبحثون عنه ويمررون له ليبدأ كل هجمة، هذا إطراء كبير لأي لاعب كرة قدم.

هو أفضل من أن يلعب في الدوري الهولندي يجب عليه الانتقال لريال مدريد أو برشلونة".

دي يونج أصبح لاعبا لبرشلونة بالفعل بداية من يوليو وتحققت نبوءة توماس.

بداية كمهاجم ثاني ثم صانع ألعاب مع فيليم ثم مدافع مع أياكس قبل خسارة قاسية بثلاثية دون رد من أيندهوفن حركته للأمام قليلا لمركز الليبرو، ورشاقة لاعب باليه مهما كان موقعه في الملعب.

شابي هيرنانديز: "برغم صغر سنه فهو قادر على تقديم إضافة كبيرة لبرشلونة فور قدومه. موهبته خارقة".

عائلة دي يونج كروية حتى الموت، جد فرينكي حفر رسمة لصافرة حكم على شاهد قبره.

"كنت آخر مراهق هولندي يقوم بإنزال تطبيق واتساب على هاتفه، كل وقتي كان لكرة القدم".

اللاعب الأغلى في تاريخ هولندا تحول بين ليلة وضحاها لنجم تراقبه وسائل الإعلام والكاميرات وتتابع كل حركة وكل تمريرة تخرج من قدمه.

"لا يمكنني تغيير ماهيتي، سأكون شبيها لآلاف يلعبون كرة القدم في سني، عادة ما أخبر المدرب أنني أفهم تعليماته ثم أتصرف بسجيتي على أرض الملعب".

ربما يعطيك هذا التصريح نبذة عما يدور في عقلي فرينكي دي يونج الذي لا يشغله سوى كرة القدم فقط.

يتحدث عنه إليريو إليا لاعب الطواحين السابق ويقول: "تحركاته تشبه تحركات جناحا أيسر، لكنه يفعل ذلك في وسط الملعب، يراوغ، يحتفظ بالكرة وقت كافِ ليمنح زملاؤه فرصة التقدم ويمنح فريقه تفوقا عدديا على الخصم في مناطق الهجوم قبل أن يقوم بتمريرة دقيقة.

لم أرَ في حياتي أبدا لاعبا مثل فرينكي دي يونج".

فرينكي دي يونج خاض 49 مباراة بقميص أياكس هذا الموسم سجل فيهم 4 مرات وصنع 3 أهداف، لكن الأرقام لا تخبرك كل شيء ولا تعطيك إحصائيات دقيقة لتمريرة ما قبل تمريرة صناعة الهدف على سبيل المثال، وهي إحدى تخصصات دي يونج مع أياكس.

في الخط الخلفي للعملاق الهولندي نجد ياب ستام الجديد، هكذا يُلقبونه رغم وفرة شعره الأشقر في رأسه عكس الصخرة الهولندية الصلعاء، ماتياس دي ليخت تم تصعيده لفريق أياكس الأول بعمر 16 سنة، وأصبح أساسيا بعمر 17 في فريقه وشارك دوليا أيضا في نفس العُمر لكنها لم تكن الذكرى الأفضل.

أمام بلغاريا راهن عليه المدرب داني بليند وخسر الرهان بعدما ركز مدرب الخصم عليه لصغر سنه فارتكب أخطاء أدت لخسارة هولندا 2-0 وعدم التأهل لكأس العالم 2018 وإقالة داني بليند.

حادثة كتلك يمكن أن تنهي مسيرة لاعب صاعد في بدايتها لكن دي ليخت القائد بالفطرة تعلم من أخطاؤه، سخر منه زملاؤه لقصر أرجله مقارنة بجسده فطور تمركزه في الملعب وقرائته لسير المباراة كما أجاد بناء اللعب من الخلف، وأصبح قائدا لأياكس بعمر 18 سنة.

نتيجة بحث الصور عن ‪de ligt‬‏

رونالد دي بور: "يلعب كأنه مدافع خبير بعمر 30 سنة"

يتحدث فرانك دي ليخت والد ماتياس ويقول: "حينما كان بعمر خمس سنوات لعب التنس أفضل من أي طفل في سنه، وذات مرة ذهب لصديق له في ملعب كرة قدم فتعلق باللعبة وبدأ في ممارستها قبل أن ينضم لأياكس بعمر 9 سنوات رغم تخوفات الكشافين لكونه أثقل وزنا وقتها من أقرانه لكنه امتلك الموهبة وامتلكوا هم حس المخاطرة.

ماتياس لا يحب أن تسلط عليه الأضواء، لا يخرج كثيرا، في وقت فراغه يلعب ألعاب الفيديو أو يشاهد "نتفلكس" أو يذهب لصديقته، وباقي وقته يركز فيه على تطوير نفسه كمدافع".

6 أهداف سجلهم دي ليخت هذا الموسم كما صنع 4 في 52 مباراة شارك فيهم بقميص أياكس أمستردام.

باري هولشوف وكيل دي ليخت السابق يقول: "لا يشغل تفكيره سوى أن يكون أفضل مدافع في العالم، يعطي دائما 100% من جهده ويضع أهدافا لنفسه يحققها دائما".

دي ليخت لعب في خط الوسط حتى أصبح عمره 15 سنة قبل الانتقال للدفاع، أحدهم وصفه من قبل بموهبة جديدة تشبه رافاييل فان دير فارت نجم أياكس السابق.

لقد امتلك رؤية ثاقبة وقوة بدنية بالإضافة لتمريرات دقيقة وأهله ذلك ليكون مدافعا واعدا.

مشاركته الأولى مع أياكس في بطولات كانت في كأس المستقبل الودية عام 2015 لفئة تحت 17 سنة حينما كان يبلغ عمره 15 عاما فقط، خسر أياكس وقتها النهائي لكن دي ليخت فاز بجائزة أفضل لاعب في البطولة.

ثم شارك في كأس أمستردام لفئة تحت 19 سنة في العام ذاته، أياكس مجددا خسر النهائي لكن ماتياس كان أفضل لاعب في البطولة.

بعمر 15 سنة لعب دي ليخت ضد من هم أكبر منه بـ3 و4 اعوام ولم يكونوا أبدا ندا له.

دي ليخت فاز بدوري الفئات السنية تحت 19 سنة بعمر 16 عاما فقط، وحصل في 2016 على جائزة أفضل موهبة في أكاديمية أياكس.

ستام الجديد كما يُلقب بدأ موسم 2017 مع فريق تحت 21 سنة لأياكس وأنهاه بأن أصبح أصغر لاعب يشارك أساسيا في نهائي أوروبي في تاريخ الدوري الأوروبي أو دوري أبطال أوروبا. كما سجل في مشاركته الأولى مع الفريق الأول لأياكس أمام فيليم في كأس هولندا.

دقة تمريرات دي ليخت تبلغ 95% أكثر من أي مدافع في الدوري الهولندي.

متوسط الالتحامات الهوائية لدي ليخت في المبارة الواحدة هو 5.7، يفوز بنسبة 60% منها كما يمرر بمتوسط 58 تمريرة في المباراة الواحدة، منهم 4 تمريرات طولية على الأقل كل مباراة.

هو أكثر مدافع مرر في الدوري الهولندي هذا الموسم.

رونالد كومان مدرب منتخب هولندا يتحدث عن لاعبه الشاب: "لاعب بإمكانيات دي ليخت لن يستمر طويلا في الدوري الهولندي، لا تحتاج الكثير لتدرك مدى جودته وأنه برغم صغر سنه يمكنه اللعب في أعتى الدوريات الأوروبية".

أياكس يملك الهجوم الأقوى في أوروبا هذا الموسم وسجل ما يفوق الـ160 هدفا في كل المسابقات، موسم استثنائي ينافس فيه الفريق على ثلاثية تاريخية تُوج منها بلقب كأس هولندا، وفي دوري أبطال أوروبا أقصى ريال مدريد ويوفنتوس تباعًا ويملك الأفضلية أمام توتنام.

الفضل في ذلك يرجع لجيل مميز غزا أوروبا هذا الموسم بكرة هجومية شاملة بقيادة المدرب إريك تن هاج وأُسُس مدرسة يوهان كرويف، وأهم ضلعين في هذا الجيل هما الثنائي فرينكي دي يونج وماتياس دي ليخت الذان يبدو وأنهما مستعدان لترسيخ اسميهما كنجوم ساطعة في عالم اللعبة.

ومثلما يحدث في العالم الذي خلقه إيتشيرو أودا، ربما وجد أياكس ضالته هذا الموسم في بحثه عن "ون بيس" في الثنائي دي ليخت ودي يونج، لتلعب كلمة "دي" مجددا دورا هاما في تشكيل العالم، في حالتنا هنا عالم كرة القدم.

اقرأ أيضا:

بالفيديو - معجزة في أنفيلد.. ليفربول يدمر برشلونة 4-0 ويطير لنهائي الأبطال

بالفيديو - شاهد احتفالات رائعة في ليفربول بالتأهل التاريخي لنهائي الأبطال

مورينيو: ما حدث لبرشلونة في الهدف الرابع لا يحدث لناشئين.. لاعبوه كانوا كالأشباح

العين يرد بشكل رسمي على أنباء عودة حسين الشحات

وكلاؤه لـ في الجول: لم نصرح لأي وسيلة إعلام.. لا مجال للحديث عن عقد أزارو مع الأهلي

التعليقات