أمين حاريت.. تذكّروا الاسم

الإثنين، 18 فبراير 2019 - 23:25

كتب : زكي السعيد

أمين حاريت

في يونيو الماضي، أمكن لـ أمين حاريت أن يشعر بقدر هائل من الفخر، عندما وقف في تبجيل رفقة زملائه المغاربة أثناء عزف السلام الملكي قبل مواجهة إيران في كأس العالم 2018.

أمين حارث

النادي : أولمبيك مارسيليا

حاريت الذي توج بجائزة أفضل لاعب صاعد في الدوري الألماني رفقة فريقه شالكة في الموسم الماضي، يعد واحدا من المواهب الشابة المنتظرة في الكرة الأوروبية.

اللاعب المولود في فرنسا، اعتلى منبر موقع The Players Tribune، وتحدّث عن مراهقته في مدينة بونتواز الخطيرة، والأسباب التي دفعته لاختيار تمثيل منتخب المغرب، ومشاعره الغريبة التي انتابته عند التأهل إلى كأس العالم.

.....................................................

لن نتحدّث عن كرة القدم، تجاهلوها الآن.

أود أن أخبركم عني: أمين. أشعر أنكم لا تعرفون الكثير عني في اللحظة الراهنة، ولكنكم ستعرفون يوما ما، سأعمل على تحقق ذلك. وعندما تعرفونني، فإنكم ستتذكرون هذه القصة، وستخبرون بعض الحقائق الطريفة عني لإبهار الأشخاص المحيطين بكم.

حسنا، دعونا نبدأ ببعض الأساسيات.

أنا مغربي فرنسي، وُلدت في بونتواز شمالي باريس، هناك بدأ كل شيء.

عشت في منزل صغير مع أبي وأمي وشقيقي وشقيقتي، كانوا بمثابة فريقي، مثّلوا لي كل شيء. في بونتواز تحتاج إلى فريقك الخاص، لأنها لم تكن مدينة آمنة للغاية مطلع الألفية. والداي لم يسمحا لي باللعب مع شقيقي بعيدا جدا عن باحة المنزل، إن ابتعدنا لمسافة 15 قدما، تخرج أمنا وتصرخ علينا:

"أمين! ابق في هذا الجانب ولا تخرج".

بونتواز مدينة جميلة في الوقت الحالي، ولكنها لم تكن كذلك حينها. وإن أردت الاستمتاع بحياتك، وليس مجرد النجاة، فعليك أن تتمتع بعقلية الشارع. صحيح، يمكنك دوما النجاة في منطقة سكنية صعبة، أن تختبئ، أن تهتم بشأنك الخاص. ولكن أنا أمين، وأحاول أن أعيش حياتي. أردت التعرّف على خبايا مدينتي، أردت لعب كرة القدم في الشارع وأن أكوّن صداقات.

ولهذا احتجت إلى عقلية الشارع.

دعوني أطرح مثالا: يومي الدراسي كان ينتهي دائما في السادسة مساء، كنت في الرابعة عشر من عمري. وأغلب الآباء والأمهات حرصوا على الحضور لاصطحاب أطفالهم إلى المنزل حتى يتأكدوا من سلامتهم، ولكني أقنعت أمي بأن أعود وحدي إلى المنزل، لماذا؟ لست واثقا جدا من السبب، ولكني أردت أن أكون أكثر خشونة، وبدلا من الذهاب إلى المنزل مباشرة في أغلب الليالي، توجهت إلى ملعب كرة القدم.

امتلكت هذا الحذاء الرياضي القديم الممزق ذو الأربطة الطويلة للغاية. توجب علي أن أدير الأربطة 4 أو 5 مرات حول كاحلي، بدوت أخرقا، ولكني ألعب لمدة ساعة على أي حال، وأهزمهم شر هزيمة، ومن ثم أعود إلى المنزل.

هذا التصرُف ضايف أمي، ولكني أشعر أنها تفهّمت أكثر كلما أقدمت على هذه الفعلة. احتجت إلى البرهنة على إمكانية تعاملي بنجاح مع هذا المكان.

عندما أعود إلى المنزل، يكون أبي جالسا يشاهد التلفاز، مرهقا بعد يوم طويل من العمل في المستشفى. والدتي كانت سكرتيرة، وقد عمل كلاهما بجد لأجل العائلة، وهذا لم يكن كافيا أحيانا.

أتذكر أنه في نهايات بعض الأشهر كنا نعاني ماديا مع ضرورة توفير الأموال لتسديد الإيجار، هكذا كانت حياتنا، لم يكن الأمر غريبا حينها، ولكن عندما أتذكر ذلك، أدرك أنه كان وضعا صعبا حقا.

هذا يعطيني منظورا الآن، كلاعب كرة قدم، عن سبب ما وصلت إليه، وعن ما أفعله تحديدا، وكأن كل ذلك لغرض معيّن.

ولهذا علي أن أضحك عندما يسألني الناس: "أمين، لماذا لا تلعب لـ فرنسا؟ أذلك لأن الانضمام لمنتخب المغرب أكثر سهولة؟".

وهذا ليس لُب الأمر على الإطلاق.

أحب فرنسا، وهبتني كل شيء في حياتي، ولكن المغرب... المغاربة، إنهم شعبي أيضا. أشعر بالارتباط بهذا البلد، وهو أمر لا أستطيع تفسيره بشكل كامل.

فرنسا أعطتني الكثير، ولكن عائلتي هي كل ما أملك، وهم مغاربة، جدودي وعماتي وأعمامي وأبناء عمومتي، أغلبهم يعيشون في المغرب حتى الآن، وعندما توجّب علي اختيار المنتخب الذي سأمثله، شعرت بأنني مدين لهؤلاء الأشخاص.

تذكرون عندما تحدثت عن عقلية الشارع التي تمتعت بها؟ هذا لا يجعلني إنسانا عاطفيا بسهولة، ولكن عندما لعبت لمنتخبي الوطني وهزمنا كوت ديفوار 2-0 وتأهلنا إلى كأس العالم.. بكيت، بكيت بشدة، كانت دموع الفرح، وعندما عدنا إلى المغرب، حظينا بتشجيع مذهل فور هبوطنا، لم أر شيئا مماثلا طوال حياتي، وأود أن أختبر ذلك مجددا، أريده مليون مرة إضافية.

أود جلب البهجة إلى المغرب.

كل ما أفعله هو لأجل عائلتي، وإن كنت مغربيًا، فأنت فرد من عائلتي.

الآن تعرفون أمورا عني، عن أمين، ولذا آمل أن تتذكرون بعضها لاحقا.

لأني في الواحدة والعشرين فقط من عمري، ولدي الكثير في انتظاري.

صدّقوا هذا، وتذكّروا ذلك أيضا.

اقرأ أيضا:

عبد الحفيظ لـ في الجول: أجايي أبدى مرونة في التجديد وسعداء بالحفاظ على لاعب بقيمته

الأهلي يعلن تجديد تعاقد أجايي

بعد 4 مباريات عجاف.. المقاصة يعود للانتصارات أمام دجلة

3 بنود يناقشها اتحاد الكرة في عموميته.. إلغاء بند الـ8 سنوات وتغيير نظام الدرجة الثانية

خبر في الجول – جروس يدرس استمرار زيزو أساسيا في مواجهة الزمالك وطلائع الجيش

التعليقات