انطباعات من مراقبة لاسارتي عن قرب في يومه الأول بـ الأهلي

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018 - 15:42

كتب : فادي أشرف

لاسارتي يرتدي قميص الأهلي في أبرز صور مؤمتر تقديمه مدربا للفريق تصوير: علا أحمد

هل سمعتم من قبل عن تلك الأسطورة التي تقول إن اللاتينيين قريبون من المصريين في الطباع؟ مارتين لاسارتي المدرب الجديد للأهلي ربما لم يسمع عنها، ولكنه تجسيد لها.

الانطباع الأول عن لاسارتي يقول إنه تلقائي وخفيف الظل، وحماسي للغاية.

رجل الأسرة الأكثر حماسا في القاعة

مع ظهر يوم الاثنين، تجمع ما يزيد عن 75 صحفيا ومثلهم من المصورين وطواقم القنوات الفضائية في قاعة البريدج في مقر الأهلي بالجزيرة لحضور المؤتمر الصحفي لتقديم الأوروجوياني مدربا للأهلي.

في المؤتمرات المشابهة، يكون الحماس أكبر من قبل الصحفيين، إلا أن مؤتمر لاسارتي لم يشهد نفس الحماس، ربما بسبب الأجواء الباردة في حي الزمالك بالقاهرة.

ولكن محادثات قصيرة مع الصحفيين المتواجدين أوضحت لمراسل FilGoal.com الذي قضى يوم الاثنين في مراقبة الرجل الذي سيدرب في إفريقيا للمرة الأولى عن سببين لغياب الحماس.

السبب الأول هو غياب أي ترقب لوصول الرجل. لم ينقل أي تقرير صحفي أي شيء عن مرشح أوروجوياني لتدريب الأهلي سوى عن دانييل كارينيو في مراحل مبكرة من بحث الأحمر عن خليفة باتريس كارتيرون. يوم السبت الماضي أعلن الأهلي عن وصول مارتن لازارتي – النطق غير الصحيح لاسم المدرب – لاستكمال المفاوضات. أول خبر ينشر في أي منصة إعلامية حول إمكانية تدريبه للأهلي في ظل تكتم شديد من مسؤولي الأهلي بشأن هذا الملف.

أما السبب الثاني، هو أن حماس الصحفيين كان موجها نحو أمر آخر، قرار رئيس النادي محمود الخطيب بإعادة هيكلة قطاع الكرة ورحيل كل من محمد فضل وحسام غالي عن القطاع، وعدم ورود اسم هيثم عرابي ضمن التشكيل الجديد للقطاع رغم إعلان تعيينه في لجنة التعاقدات قبل أسابيع قليلة.

أحاديث الصحفيين داخل قاعة البريدج وخارجها كانت حول هذا القرار، بين مناصر لطرف على حساب آخر، وناقد أو مؤيد للقرار برمته، غاب لاسارتي عن المشهد قبل أن يدخل قاعة المؤتمر ويكون التعليق الأول عن الشبه بينه وبين مدرب منتخب مصر، المكسيكي خافيير أجيري.

تنظيم المؤتمر الصحفي حمى لاسارتي من أسئلة غير محببة، حيث جمع المنظمون أسئلة الصحفيين المدونة على أوراق وسلموها لمقدم المؤتمر ومدير المركز الإعلامي للأهلي جمال جبر، فأتت الأسئلة من النوع المستأنس التي لا تخرج إجابات مثيرة للجدل يحبها الصحفيون، ولكن الأمر الواضح على الرجل صاحب الـ57 عاما هو أنه كان الأكثر حماسا في الغرفة.

لم يتحدث لاسارتي عن التكتيك، أو أسلوب لعبه لكرة القدم، سوى مرة واحدة خلال المؤتمر حينما قال: "التغيير في خطة اللعب لن يكون كبيرا في بداية الأمر، في أوروبا يلعبون 4-2-3-1 وفي أمريكا الجنوبية يلعبون 4-3-3 وسأختار الطريقة المناسبة لمصر".

مع اختلاف طرق التطبيق وفلسفة اللعب نفسها، يبقى شكل أداء الأهلي مع لاسارتي سؤالا ينتظر إجابة لن تظهر سوى داخل المستطيل الأخضر.

كلمات مثل "روح الفريق"، "تاريخ الأهلي أحد أكثر 10 فرق تحقيقا للبطولات"، "عدم عدالة الحياة وكرة القدم"، و"أعد فقط بالعمل" كانت الأكثر شيوعا في حديث لاسارتي. كلمات تنم عن حماس ولكنها لا تشي بشكل الأهلي تحت قيادته.

حماس لاسرتي انتقل للصحفيين قبل ختام المؤتمر بلحظات. ارتدائه لقميص الأهلي الذي يحمل اسمه، ورقم 5 الذي ارتداه المدافع السابق إبان فترة لعبه لكرة القدم ذكر المتابعين للمؤتمر بوردة مارتن يول الحمراء التي ارتداها في مدرجات مباراة بتروجيت التي سبقت توليه المسؤولية.

لم تكن فترة الهولندي من الأفضل في تاريخ الأهلي، وبالتأكيد لاسارتي يريد مصيرا أفضل له، ولكن حماس المتابعين والصحفيين انتقل للأوروجوياني بعد تلك اللقطة.

نهاية المؤتمر الصحفي شهدت خروجا سريعا من لاسارتي ومرافقيه خارج القاعة مع إبعاد منظمي المؤتمر للصحفيين من طريقه تنفيذا لتعليمات إدارة النادي، ثم خرج بعده سيد عبد الحفيظ مدير الكرة رافضا التحدث أيضا.

لاسارتي دخل في اجتماع مغلق، وبعدها خرج ليتجول في النادي رفقة وكلائه. ما بدا من الرجل كان تلقائية شديدة، ورغبة في تصوير التفاصيل وإرسالها لعائلته أولا بأول. رغم رغبة مرافقيه بالسيطرة بشكل أكبر على تحركاته داخل النادي حتى لا يكون فريسة للصحفيين المنتشرين في أرجاء النادي، إلا أن الرجل رحب بكل من أراد التقاط صورة تذكارية معه، بل كان يمازحهم بلغة إنجليزية مفهومة.

المحطة الثانية كانت ملعب السلام..

لاسارتي كان على موعد لمتابعة الأهلي لمرة سابعة حيث كشف أنه شاهد 6 مباريات للأهلي من قبل. السابعة كانت مختلفة لأنها كانت من الملعب.

في أول صفوف مقصورة استاد السلام جلس لاسارتي الذي وصل إلى الملعب قبل دقائق قليلة من انطلاق مواجهة الأهلي والنجوم التي فاز بها الأهلي 2-0.

طوال 65 دقيقة تقريبا، ركز لاسارتي على تدوين الملاحظات أولا بأول. تركيز لاسارتي على التدوين كان أثناء قيام عناصر الأهلي بالهجوم، وغابت عملية التدوين أثناء تعرض الأهلي للهجمات.

بين شوطي المباراة، دخل لاسارتي في نقاش دام لأكثر من 5 دقائق مع – شبيهه – خافيير أجيري الذي كان حاضرا للمباراة كذلك، ما يعد بعصر لاتيني جديد في الكرة المصرية.

ما كان واضحا من لاسارتي في المؤتمر الصحفي، اختفى تماما خلال المباراة. هدوء شديد، لا ردود أفعال تقريبا، بجانب تركيز ودأب على تدوين الملاحظات.

عاد لاسارتي لتدوين الملاحظات في الـ10 دقائق الأخيرة، التي شهدت إهدار الأهلي لأكثر من فرصة أمام مرمى النجوم، قبل أن يرحل عقب هدف مؤمن زكريا الذي حسم الأمور.

عاد لاسارتي إلى مقر إقامته المؤقت في القاهرة، قبل أن يسافر اليوم الثلاثاء ويعود بعد 10 أيام لمباشرة عمله بشكل رسمي. الكثير من الأسئلة مازالت دون إجابة، ولكنه ترك ما لا يزيد عن انطباعات أولية ستتغير حتما مع تولي الرجل للمهمة.

اختر تشكيل الأهلي الأمثل مع لاسارتي

اقرأ أيضا

غادر الحافلة.. الإرث الثقيل الذي تركه مورينيو لـ مانشستر يونايتد

شطب حكمين استعانا بلاعبين لألعاب القوى ليشاركا بدلا منهما في الاختبارات البدنية

كاف يقرر: إعفاء الأعلى تصنيفا من دور الـ32 مكرر في الكونفدرالية.. وفرصة بعيدة لـ الزمالك

كل تصريحات مورينيو مع مانشستر يونايتد

مصدر بـ الزمالك لـ في الجول: تحفظ حول إعارة شيكابالا لـ الاتحاد بسبب داوودا وسيسيه

التعليقات