كتب : محمود سليم | الثلاثاء، 10 أبريل 2018 - 13:43

مقال رأي - كيف يتخلص جوارديولا من "كماشة" كلوب؟

جوارديولا - كلوب

ليس فقط الضغط العكسي الشرس، ولكنه أيضا يجيد تطبيق الضغط العالي والمتوسط عن طريق عدد أقل من اللاعبين استغلالا لتطبيق الـ cover shadow بتواجد لاعب وحيد يغلق زاوية التمرير على من يتمركز خلفه ويضغط على من هو أمامه.

لذلك تجد يورجن كلوب يضغط دائما بخماسي على الأقل(متقاربين ويشكلون كماشة على ارتكاز الخصم بثنائي الارتكاز المساند خلفه وثلاثي الهجوم أمامه) في عمق الملعب لإغلاق تلك المنطقة تماما ويوجهك إلى الأطراف وعندها تبدأ عملية الترحيل ويستخلصون منك الكرة استغلالا لضيق المساحات وتواجد لاعبيك بجوار خط التماس.

جوارديولا في الذهاب كانت فكرته واضحة، كيفين دي بروين بجوار فرناندينيو في وسط الملعب لتشتيت ضغط فيرمينو مهاجم ليفربول من الخلف على ارتكاز الخصم فعند ضغطه على أحدهما يصبح الآخر حرا ويوفر الحل للتمرير ومن ثم الخروج بالكرة، ولكن حتى وإن نجح دي بروين في استلام الكرة دون ضغط تجده دائما داخل "الكماشة" محاطا من جميع الجهات وتتقلص الحلول تماما.

ما سبق كان في ظل اعتماد بيب جوارديولا على الـ3-2 في عملية بناء اللعب بتواجد الثلاثي الدفاعي أوتاميندي وكومباني ولابورتي خلف ثنائي الارتكاز فرناندينيو ودي بروين مع توسيع الملعب عن طريق الثنائي ساني وووكر وتحرك جوندوجان وسيلفا بين الخطوط.

ولكن ماذا سيفعل كلوب لو تغير نمط بناء الهجمات إلى ثنائي دفاعي خلف ثلاثي في الوسط (2-3-2-3 WW) مع دخول ماني وصلاح للعمق لغلق زوايا التمرير وإجبار لاعبي سيتي على التمرير إلى الأطراف ولكن ليس التمرير الطولي لآخر لاعب في الجناح كما حدث (وإن كان تكرار ذلك الأمر مطلوب وقد يؤدي لنتيجة أفضل إذا تحسن ساني في موقف 1ضد1 مع أرنولد) ولكن بالتمرير في المساحة خلف ساني والجناح الأيمن سواء كان رحيم ستيرلينج أو برناردو سيلفا ولكن باختلاف آخر سنوضحه.

نعود للـ2-3، أوتاميندي وكومباني وأمامهم يتحول ووكر وديلف إلى ثنائي ارتكاز بجوار فرناندينيو(وإن كنت أفضل جوندوجان في هذا المركز) هذا الخماسي له أدواره الدفاعية أيضا خاصة في عملية الضغط العكسي فهم دائما سيبقون خلف الكرة أغلب فترات المباراة.

إذا التحرك من العمق للأطراف سيكون من دي بروين لليمين وسيلفا لليسار وهنا ستجبر ملنر وتشامبرلين للخروج للأطراف وسيظهر الخلل في العمق بظهور ثغرات وممرات للتمرير إلى ثلاثي الهجوم خاصة الجناحين المطالبين في تلك اللحظة بترك الخط والتحرك للعمق في أنصاف المساحات.

خط دفاع ليفربول هو أضعف خطوطه هذه حقيقة مؤكدة ولكن أيضا عند التخلص من ضغط الوسط والهجوم فإن الارتداد للجانب الدفاعي خاصة على الأطراف المطالب به الثنائي صلاح وماني أقل وبالتالي من الممكن خلق التفوق العددي على الأطراف.

ولتوضيح الفكرة أكثر نعود لمواجهة تشيلسي ومانشيستر سيتي هذا الموسم، التنظيم الهجومي 2-3-2-3.

دي بروين يتحرك لاستلام الكرة بالجانب الأيمن مع خلق التفوق العددي في تلك الجبهة.

هو مجرد سيناريو للتخلص من الأزمة الأكبر التي واجهت جوارديولا في مباراة الذهاب في ظل فشل الحل الوحيد الذي تم تنفيذه بفضل تفوق أرنولد على ساني، ولكن لننتظر ونرى ما يمكن أن يحدث من قبل المديرين الفنيين.

التعليقات