كتب : محمود سليم | الأحد، 09 سبتمبر 2018 - 16:36

مصر مع أجيري.. فكرة غزال وتقسيم الملعب لـ5 أجزاء

لاعبو منتخب مصر يحتفلون بهدف محمد النني في النيجر

في تصريحات هاني رمزي المدرب العام للمنتخب المصري وأحمد المحمدي قائد الفريق أكدا بأن خافيير أجيري المدير الفني المكسيكي اعتمد على طريقة لعب 4-3-3 بشكل رئيسي فيما كان تظهر بعض التحركات والأفكار أثناء بناء اللعب تجعل التنظيم الهجومي للفريق يختلف عن تلك الـ4-3-3.

وبالفعل لاحظنا جميعا تحركات اللاعب علي غزال لاعب الارتكاز المدافع الذي كثيرا ما كان يرتد بين قلبي الدفاع فقط عند امتلاك الفراعنة للكرة من أجل تسهيل عملية بناء اللعب.

ينتشر الثلاثي أحمد حجازي وعلي غزال وباهر المحمدي لتوسيع عرض الملعب أثناء بناء وصناعة اللعب من الخلف مع تقدم الثنائي أيمن أشرف وأحمد المحمدي وتحرر محمد النني في عمق الملعب وتقارب الثنائي محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه للعمق الهجومي بالتمركز دائما في أنصاف المساحات حيث المساحة الطولية بين الارتكاز والجناح وكذلك بين الظهير وقلب الدفاع.

لاحظ كيف أصبح الملعب ينقسم إلى 5 أقسام طولية بدلا من 3 فقط (بدلا من العمق والجانبين أصبح هناك تقسيم للمساحات بين العمق والجانبين ما تسمى بأنصاف المساحات يتواجد بها في الدفاع حجازي على اليسار وباهر على اليمين وفي الهجوم يتواجد بها صلاح على اليمين وتريزيجيه على اليسار) وبالتالي أصبح هناك مسار للكرة يمكن البناء من خلاله في اليسار من حجازي إلى تريزيجيه وآخر مماثل على الجانب الآخر من باهر إلى صلاح.

بعدها أسند النني المتحرر كرته إلى صلاح ليصبح أمامه 3 خيارات للتمرير (تذكرها دائما تلك الخيارات متاحة في الثلث الهجومي) وحصل من خلالها الفريق على أول ركلة جزاء.

وهذه أفضل حالة توضح فكرة تقسيم الملعب وخلق مسارات للكرة بين ثنائي من ثلاثي الدفاع (باهر وحجازي) مع ثنائي من ثلاثي الهجوم (صلاح وتريزيجيه) بينما يوسع الظهيران الملعب أقصى ما يمكن.

لاحظ مرة أخرى حجازي وتريزيجيه في أنصاف المساحات اليسرى وأيمن أشرف بلا رقابة على الخط الجانبي.

لينطلق بعدها تريزيجيه في المساحات خلف الظهير ويتسلم تمريرة أشرف.

مرة أخرى طارق حامد يطالب تريزيجيه بالتحرك لاستلام الكرة في نفس المساحة ولكن مسارات التمرير أغلقت ليمررها حجازي إلى أيمن ويمررها الأخير إلى تريزيجيه خلف الظهير كالعادة.

من جديد غزال أثناء الهجوم وبناء اللعب يتراجع بين قلبي الدفاع

يتمركز صلاح في المساحة المحددة له أثناء صناعة اللعب ليسند الكرة إلى النني فيما يتحرك مروان محسن المهاجم خلف صلاح ليخلق مساحة بالعمق ينطلق بها المهاجم الثالث(تريزيجيه) ليتسلم التمريرة خلف الدفاع وكالعادة هناك ثلاثة خيارات متاحة للتمرير.

من جديد نفس الأفكار غزال يرتد كمدافع ثالث عند الهجوم، صلاح يتحرك في أنصاف المساحات اليمنى التي تغلق أمامه ليعتمد الفريق على تمريرة ثلاثية من النني لحامد لصلاح وكالعادة أمامه ثلاثة حلول للتمرير.

أما هذه الحالة فقد أظهرت تعليمات أجيري بشكل واضح، في البداية طالب النني بالتقدم للأمام.

بعدها أشار إلى حجازي بتوسيع الملعب والتحرك جهة اليسار.

ثم أشار إلى طارق حامد بالتحرك إلى دائرة منتصف الملعب والاقتراب من حامل الكرة.

ليتسلم طارق التمريرة ويمررها إلى صلاح في نفس المساحة وبنفس الطريقة.

ويتم الاختراق عن طريق المهاجم الثالث في الجهة الأخرى (تريزيجيه).

من جديد مع تعليمات أجيري ولكن تنفيذ مختلف قليلا، البداية بعودة غزال ثم تمريرة من حجازي إلى الزميل في نفس مساره الطولي تريزيجيه ليعود بها إلى حامد.

أجيري يطالب النني بالتقدم.

فتظهر المساحة التي يتحرك بها حامد لطلب الكرة ولكنه خلفه ارتكاز المنافس ليتم تغيير وجهة اللعب للجانب الآخر بعد تفريغه من لاعبي الخصم ليتسلمها حجازي ويتقدم ويصنع فرصة هدف محقق.

من جديد النني إلى صلاح في نفس المساحة ومتوفر أمامه نفس الحلول للتمرير.

في هذه الحالة النني بين قلبي الدفاع، حجازي يتقدم بالكرة ويصنع ثنائية معتادة مع تريزيجيه وكما تعودنا في حالة صناعة الهجمة من جهة أحد ثلاثي الهجوم يكون الاختراق والإنهاء مسئولية المهاجم الثالث في الجانب الآخر(صلاح في هذه الحالة).

وهناك فكرة أخرى تم تطبيقها مرتين، بحيث لا يتم التمرير إلى صلاح المتحرك في منتصف الملعب وخلفه أحد رباعي الدفاع بل يتم إرسال طولية خلفه لمروان محسن المتحرك في تلك المساحة ليهيئها إلى صلاح كما في هذه الحالة أو إلى المحمدي في حالة أخرى في بداية المباراة وأرسلها الأخير عرضية حولها صلاح برأسه.

هذه هي الحالة الأولى مررها صلاح إلى تريزيجيه الذي راوغ الحارس ولم يلحق إسكانها الشباك.

وهذه الحالة الثانية التي أرسلها المحمدي عرضية.

أما على صعيد الكرات الثابتة وخاصة الركلات الركنية فظهرت جملتين تكرر تنفيذهما خلال المباراة، الأولى بتنفيذ مباشر وتحرك من حجازي إلى خط الـ6 ياردات على القائم القريب بينما يتحرك أحمد المحمدي على القائم البعيد.

والثانية بتمرير الكرة أرضية إلى حدود المنطقة للتصويب.

مهما كانت قدرات الخصم فهناك جمل وأفكار واضحة ومكررة توضح عمل المدير الفني أما عن نجاح تلك الأفكار من عدمه أمام منافس أقوى فهو أمر محل شك تطبيقه من الأساس حيث أوضح رمزي عقب المباراة بأن استبعاد أحمد فتحي مثلا ليس نهائيا وإنما في مواجهات مثل تونس نحتاج لوجوده وهو الأمر الذي يوضح تغير الأفكار حسب قوة وضعف المنافس.

هذا الفيديو مجمع لكل الحالات السابقة من المباراة.

التعليقات