كتب : جلاء جاب الله | السبت، 24 أبريل 2004 - 00:00

فضيحة الزمالك .. أم خيبة فينجادا ؟

المتفائلون يقولون إنها مجرد هزيمة وتلك هي الكرة .. وماذا في هزيمة وحيدة أو هزيمتين فقط في موسم كامل ؟

والمتشائمون يردون : بل هي فضيحة مدوية أن يخسر الزمالك بطل مصر ومتصدر الدوري أمام فريق مغمور لا يعرفه أحد وبلا تاريخ وبدون امكانيات وبأربعة أهداف بعد أن كان متقدما بهدف !!

وبين هؤلاء وأولئك تدور تساؤلات منطقية حول ما حدث في رواندا للزمالك .. وهو مالا يصدقه عقل ولم يتوقعه أحد .. ليس لأن الزمالك هو الأفضل فقط .. بل أيضا لأن الجيش الرواندي لا يملك مقومات الفوز على فريق بحجم بطل مصر .

التساؤل الأول هو : هل استحق الزمالك الهزيمة ؟ وهل كانت النتيجة على عكس سير أحداث المباراة ؟

التساؤل الثاني : هل تعمد اللاعبون الخسارة ؟ وإذا كان ذلك صحيحا .. فلماذا ؟ وإذا لم يكن صحيحا .. فكيف حدث ذلك ولماذا بدا اللاعبون وكأنهم يسعون للخسارة وليس الفوز ؟

التساؤل الثالث : هل هناك علاقة للانتخابات بما حدث في رواندا ؟ وهل هناك أزمة ثقة فعلا بين اللاعبين والإدارة والجهاز الفني ؟

هناك ألف سؤال وسؤال آخر ولكن لابد أن نتوقف عند نقطة أساسية وهي أن الزمالك لم يخسر في رواندا بل خسر في القاهرة .. ولا أقصد عندما خسر 2/3 في مباراة الذهاب الأفريقية .. بل أقصد عندما كان يفوز وهوسيء ولا يبحث عن أسباب الأداء السيء فرحا بالفوز والنقاط الثلاثة .

لم أجد مدربا يفوز .. ويفوز.. ويتعرض للنقد والانتقاد بل والإساءة أحيانا مثلما حدث مع فينجادا .. فهل كان الذين انتقدوه على حق ؟

أعتقد أنهم كانوا محقين فهذا الرجل كان يفوز لأسباب عديدة آخرها وليس أولها أبدا قدراته التدريبية .. فالزمالك بهؤلاء اللاعبين يمكنه الفوز محليا مع أي مدرب سواء كان محليا أو أجنبيا .. بل لا أغالي إذا قلت أن توجيهات حسام حسن في الملعب كانت تكفي في بعض المبارايات لأن الخصم ينزل الملعب في معظم المبارايات وهو مهزوم قبل أن يلعب أمام الزمالك .

الزمالك كان يفوز أحيانا بالخبرة .. وأحيانا بقدرات اللاعبين وهم الأفضل قياسا بغيرهم محليا .. وأحيانا كثيرة بفعل فاعل سواء كان الفريق الخصم الذي ينزل الملعب وهو مهزوم مقدما أو بمساعدة بعض الحكام الذين يخشون الأكابر وبالذات الزمالك والأهلي .

وعندما كان الزمالك يواجه فريقا يسعى للفوز لم يكن فينجادا يستطيع استغلال أوراقه بشكل جيد إلا أن الظروف الجيدة الكثيرة التي يملكها الفريق كانت تنقذه عادة من فضيحة .. حتى الهزيمة أمام الصفاقسي في دوري العرب بحث البعض لها عن مبررات وحجج .

لا أقول أن فينجادا هو السبب الوحيد بل أعتقد أن الإدارة تتحمل كثيرا من المسئولية لأنها تغاضت عن كل السلبيات والخلافات ولم يكن لها موقف حاسم واهتمت بالانتخابات والأبعاد الانتخابية لكل قرار وموقف وليس مصلحة الفريق .

معاملة الإدارة للاعبين بأكثر من مقياس أشعرت اللاعبين أنهم درجات فهناك لاعب يسدد النادي عنه الضرائب وآخر يرفض النادي السداد عنه .. ولاعب يحصل على تعويض كبير " تحت الترابيزة " وغيره محرم عليه ذلك .. ولاعب مازال في عقده موسم أو أكثر ويفاوضونه للتجديد مبكرا بينما زميله الذي سينتهي عقده هذا الموسم لم يفاوضه أحد .. وكل ذلك معروف ومعلوم وله تفسيرات انتخابية .

والإدارة لسبب غير مفهوم تشرك فاروق جعفر في مفاوضاتها لتجديد عقود بعض اللاعبين وتفرض بذلك تشتتا ذهنيا لديهم .." فهل يعني ذلك أنه هو المدرب القادم ويجب أن يكون ولائي له أم أن تصريحات الإدارة صحيحة والجهاز مستمر " .

القضية الحقيقية أن الزمالك عندما واجه فريقا لم يخشاه ولم يلعب وهو خائف هزمه وكانت الهزيمة منكرة وبفضيحة فهل يفيق الزمالك قبل فوات الأوان أم سيتمسكون بالوهم وأنهم الفريق الذي لا يقهر " إلا من جيش رواندا " ؟؟ .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات