كتب : جلاء جاب الله | السبت، 11 يونيو 2005 - 15:52

مستقبل الكرة المصرية مع زاهر ورفاقه

نجح سمير زاهر ومجموعته باكتساح في انتخابات اتحاد الكرة ليصبح الرئيس رقم 36 للاتحاد وليبدأ صفحة جديدة للكرة المصرية لا يعلم أحد كيف ستكون وإلى أين ستصير؟ فهل سيبدأ زاهر في تسديد الفواتير الانتخابية؟ أم سيبحث عن صالح الكرة المصرية أولا؟.

لم يكن فوز زاهر ومجموعته مفاجأة .. ولم يكن أيضا متوقعا بنسبة 100% فالتجربة كانت جديدة بشكل عام .. ولأول مرة تجرى الانتخابات من خلال جمعية عمومية محدودة ــ 83 عضوا ــ ومن خلال انتخابات سرية مباشرة بما يضمن أن تعبر الانتخابات عن رغبة مندوبي الأندية وبشكل واضح ومحدد .. ولا يستطيع أحد أن يدعي أن هناك تلاعبا أو ضغوطا مورست لأن المندوب تعامل بحرية كاملة وهو يدلي بصوته ومن استطاع أن يقنع أكبر عدد من الأعضاء وحصل على ثقتهم .. فاز وانتصر .. ومن اكتفى بشرح وجهة نظره أو مارس الضغوط لم يحقق هدفه لأن الفوز لا يرتبط فقط بالبرامج وحسن النوايا والعلاقات الطيبة.

تعامل حرب باحترام ورومانسية واهتم باقناع الناس ببرنامجه ونظافة يده وتعامل بهدوء شديد ورفض الدخول في معركة .. اعتبر الانتخابات مجرد مباراة كأس لابد لها من فائز ومهزوم وعلى الفائز أن يفرح بلا شماتة وعلى المهزوم أن يبارك للفائز بلا دموع .. وتعامل هادي فهمي مع الانتخابات كأنها معركة "سياسية" لها أهداف واستراتيجية وخطوات تكتيكية وضغوط وتحركات فوقية لكنه نسي أو لعله تناسى دور القاعدة الشعبية .. رأى أن شعار التغيير والإصلاح والرغبة الصادقة في العمل وتحقيق الانجازات تكفي .. لكن الانتخابات لها شعارات أخرى واهتمامات مختلفة.

سمير زاهر تعامل مع الانتخابات بشكل مختلف وأعتقد أنه كان أكثر المرشحين فهما لمعطيات المرحلة وأبعادها فاستحق الفوز بجدارة .. ليس لأنه الأفضل والأحق بالمنصب بل لأنه الأكثر وعيا بالمرحلة والأكثر فهما لعملية الانتخابات وآلياتها وديناميكياتها.. أعد برنامجا واضحا يتفق مع المرحلة الجديدة التي تعتمد على الخصخصة والتخصص .. وبدأ التحرك الصامت مع الأعضاء الذين يعرف لغتهم جيدا .. فكل ناد له مصلحة .. وكل ناد له مشكلة .. فلم يتحدث لغة واحدة هنا وهناك ولم يقل في المنصورة ما قاله في بورسعيد أو سوهاج .. لكل مقام مقال .. ولكل حدث حديث.

اعتمد سمير زاهر على عدة عناصر أساسية لتحقيق الفوز ومعظمها عناصر بعيدة عن الكرة باستثناء مغازلة الأندية التي هبطت للمظاليم والأندية التي تحلم بالعودة للأضواء وطال اشتياقها فبدأ يروج لفكرة زيادة أندية الممتاز أ وب بحيث يكون الممتاز أ من 18 ناديا في مجموعة واحدة وليس مجموعتين وأندية ب 72 ناديا .. باستثناء ذلك كانت كل التحركات الانتخابية بعيدة عن الكرة .. بدأها بالحرب على الضغوط الحكومية سواء من خلال بعض الوزارات أو بعض المحافظين ونجح زاهر بذلك في وقف الضغوط أو على الأقل في تقليلها بشكل كبير وكانت معركته مع الضغوط عنيفة حتى عندما ردد البعض أن هادي فهمي هو مرشح الحكومة أو مرشح الحزب الوطني رفض زاهر هذه المقولة ولم يستعد الحكومة بل قال أن الثلاثة المرشحين هم مرشحو الحكومة لأنه نائب الحزب الحاكم في مجلس الشورى ومن قبل في مجلس الشعب وحرب كان لوقت قريب مساعدا لوزير الداخلية فمن منهم ضد الحكومة؟

لم يعتمد زاهر على الهجوم ضد من يساند هادي فهمي فقط بل بدأ تحركات وتربيطات الانتخابات بشكا محترف ساعده في ذلك رجل علاقات عامة مميز اسمه أحمد شوبير الذي كان مرشحا على قائمته في منصب النائب .. وشوبير لمن لا يعرف رجل يمتلك مواصفات خاصة جدا أهمها الإلحاح والتربيط والعلافات المتشعبة وهذه الصفات هي صفات انتخابية للمحترفين وكانت أحد عناصر الحسم القوية لجبهة زاهرويكفي أنهم جمعوا معظم أنصارهم في أحد فنادق القاهرة ليلة الانتخابات ليدخلوا اتحاد الكرة جبهة واحدة وبالفعل تحقق لهم ما أرادوا.

فوز زاهر ومجموعته ترجمة حقيقية لواقع الحال في مصر بشكل عام وواقع الكرة المصرية بشكل خاص .. فشعارات التغيير والإصلاح عالية وبراقة لكن شعار الواقع يقول " اللي نعرفه أحسن واللي قريب منا أفضل" وبرغم الدعاية المضادة لمجموعة زاهر وعلاقات البيزنس وضغوط رجال الأعمال إلا أن ذلك كله لا يهم الأندية تالصغيرة التي تبحث عن مصلحتها أولا وقد فهم زاهر هذا فكانت حملته الانتخابية التي بدأها من لحظة اختيار القائمة من خلال علاقات كل مرشح بالأندية الصغيرة .. لقد لعبها انتخابات قثط وليس أي شيء آخر.

والآن بعد أن نجحت هذه المجموعة بفكرها واهتماماته .. هل تبدأ في تنفيذ الوعود الانتخابية وتسديد الفواتير الخاصة؟ من معرفتي بزاهر ورفاقه أكاد أجزم بأن شيئا من ذلك لن يحدث الآن .. فكل من عمل عملا وساند الجبهة سيحصل على مكافأة الفوز .. ولكن في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة .. المهم أن نبدأ الآن في تجميل الصورة أمام الرأي العام .. ومص

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات