كتب : جلاء جاب الله | السبت، 11 مارس 2006 - 19:50

غرور جوزيه .. مسئولية من ؟

عندما يصف البرتغالي مانويل جوزيه لاعبي فريق المحلة بأنهم مصابون بانفلونزا الطيورثم يصف أداء انبي بأنه لعب شوارع .. وعندما يتهجم على الكرة المصرية بمناسبة وبلا مناسبة .. ويصل به الأمر أن يتهم إدارة الأهلي بالتجارة باللاعبين إذا فكرت مجرد تفكير في بيع أحد اللاعبين المميزين .. فهل هناك وصف لهذه التصرفات أقل من الغرور؟ !!

المغرور دائما يرى نفسه أفضل وأكبر من الآخرين .. ويعتقد أنه مخلوق من مادة مختلفة عن الماء والطين الذي خلق الله بها البشر .. لذلك تجد أن جوزيه يختزل الإنجاز المصري والفوز بكأس أمم أفريقيا في عطاء لاعبيه ـ أقصد لاعبي الأهلي ـ وبرغم قناعتي الشخصية أن لاعبي الأهلي هم أهم عنصر من عناصر هذا الإنجاز إلا أن هناك فارقا كبيرا بين الأهلي وجوزيه .. فالأهلي ناد له تاريخ وانجازات أكبر بكثير من جوزيه بل ومن كثير من الأندية البرتغالية .. ولاعبو الأهلي لعبوا البطولة الأفريقية كمصريين يحبون بلدهم وكانوا مع زملائهم مثالا للروح والعطاء.

ولاعبو الأهلي مع حسن شحاته كانوا في أفضل صورة يمكن أن تراها للاعب ــ ولا أقصد بذلك مقارنة بين هذا وذاك ــ وعلى سبيل المثال شاهدنا محمد عبد الوهاب بشكل مميز وثقة كبيرة لم نشاهده بها مع جوزيه .. وكذلك محمد بركات الذي لعب أمام كوت ديفوار في مركز الظهير الأيمن مباراة عمره التي لم يلعب مثلها مع الأهلي .. وأبو تريكة برغم ثبات مستواه إلا أنه في البطولة الأفريقية شهد مرحلة النضج الحقيقي .. وكذلك عصام الحضري الذي سلبه جوزيه شارة الكابتن تعملق وصار أبرز النجوم في أمم أفريقيا.. وببساطة شديدة كان لاعبو الأهلي ــ أكرر الأهلي وليس جوزيه ــ نجوما وحصدوا مع زملائهم الكأس.. ولاشك أن وجود أكثر من لاعب أهلاوي في المنتخب منح الفريق تجانسا واضحا كما أن لاعبي الأهلي يتميزون أيضا بروح الفوز والانتصارات وانعكس ذلك على أدائهم وأداء زملائهم.

قد يفهم البعض خطأ أنني أحاول أن أجرد مانويل جوزيه من مكاسبه أو مميزاته ــ حاشا لله ــ فهو مدرب جيد فاز بالعديد من البطولات ونجح مع الأهلي برغم العديد من سلبياته .. ولعله لا ينكر أن مجموعة اللاعبين المميزين والمتميزين التي تضمها صفوف الأهلي هي السبب الأول في الفوز والانتصارات وليس هو بدليل تذبذب المستوى وضياع أربع نقاط من الفريق في مباراتين متأثرا بغياب نجمين أو ثلاثة في الوقت الذي يوجد فيه ضمن البدلاء لاعبين رائعين لم يحسن استغلالهم لأنه يعطي للمجموعة التي تلعب وفقط جل اهتمامه.. وبدليل اعتراضه الشديد جدا على امكانية استغناء الأهلي عن أي من نجومه.

أعرف أن ماأقوله لن يعجب البعض وسيغضب الكثيرين لكني أطالب هؤلاء وأولئك بمتابعة تصريحات جوزيه وغروره الزائد عن الحد ويسألون أنفسه سؤالا واحدا : هل يستحق ما فعله جوزيه مع الأهلي هذا الغرور والتكبر الذي نراه والتهجم والتهكم على الآخرين؟ لقد اضطر الخلوق طه بصري أن يرد على جوزيه .. خاصة أن المدرب البرتغالي كان يتجه ناحية الجهاز الفني لإنبي مع كل كرة مشتركة للاعبي الفريقين وكأنه يتهم جهاز انبي بالتنبيه على لاعبيه باللعب بقوة وعنف مع لاعبي الأهلي وهو ما ألمح إليه في المؤتمر الصحفي واستفز به بصري فرد عليه وقال له إنه من جيل كروي محترم لعب وهو في الزمالك مع نجوم عظام في الأهلي كالخطيب ومصطفى يونس وعبده ولم يلجأ أحدهم لهذه الوسائل الرخيصة.

قد يكون جوزيه قد وجد في نفسه فجأة قدرة على التنكيت والهزار فألقى بنكاته على لاعبي المحلة الذين وصفهم بمرضى انفلونزا الطيور بعد أن خسر أمامهم نقطتين غاليتين .. وأتمنى لو أن أحدا من مسئولي الأهلي يحذر الرجل من الهزار قبل أن ينقلب إلى جد ويهمس في أذنه بأن نكاته بايخخخخاه وعليه ألا يبيع الماء في حارة "السقايين" وحتى لا يجد نفسه وقد خسر الدوري بسبب نكتة بايخة من هذه النكات وبسبب هذا الغرور.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات