كتب : جلاء جاب الله | الجمعة، 18 فبراير 2005 - 18:38

جمعية تكريم الأحياء تناديكم .. من ينضم؟

سألني صديقي : هل قرأت ما كتبه الجميع عن ثابت البطل بعد وفاته؟ ألم يكن يستحق أن يقرأ شيئا من هذا كله وهو حي .. لماذا نكرم الموتى دائما ونتجاهل تكريم الأحياء ؟ بل لماذا نكتب بصدق وحب وحميمية عن الإنسان بعد أن يموت .. لكننا نتصيد له الأخطاء وهو حي بيننا ويزداد التصيد كلما ازداد شهرة؟.

لم أرد على صديقي لكني بدأت أعيد التفكير فيما قاله لأنني سبق أن فكرت فيه وقلته أكثر من مرة وسألت نفسي : هل هي عادة إنسانية أن نتذكر مزايا الإنسان فقط بعد أن يرحل عنا .. أم هي الحياة تأخذنا وتبعدنا عن إنصاف الأحياء انتظارا للحظة الصدق مع النفس .. وهل هناك لحظة صدق أكبر من لحظات الموت؟ ازدادت حدة التساؤلات داخلي وبدأت أشعر بتأنيب الضمير لأن المشروعات الجميلة دائما مؤجلة والاعتراف بالحق دائما صوته خافت خجلا أو خوفا أو تجاهلا ؟ لا يهم المهم أنه صوت خافت بينما الانتقاد والرفض والهجوم دائما صوته أعلى حتى لو لم يكن صحيحا.

القضية ليست ثابت البطل الذي رحل عنا مؤخرا .. وليست الموت في حد ذاته .. لأن الموت حق .. بل هو الحقيقة الوحيدة في حياة الإنسان بعد مولده وهو الواقع في هذا العالم مهما كانت مغريات ومعطيات الحياة وصخبها فكل من على هذه الأر ض فان وإلى زوال .. ولكن القضية هي هل يمكن أن نكرم الأحياء على عطائهم قبل الرحيل ؟

أعرف أننا لو كنا طالبنا بتكريم ثابت البطل على وجه الخصوص خلال العام الأخير من عمر " البطل" لاعتبره البعض " قلة ذوق وجليطة" لأننا كنا نعرف حقيقة مرضه وبالتالي سيعتبر البعض هذا التكريم نوعا من التأبين المبكر أو الإعلان عن الرحيل بشكل مباشر بينما الأعمار بيد الله وكل من في صدره نفس ويملك روحا لا يعرف أحد متى يكون موته إلا الله لكن لو أن التكريم للأحياء عادة وأمر معترف به في عرفنا الكروي والرياضي ما قال أحد : ولماذا هذا التكريم الآن؟.

وهناك فارق كبير بين التكريم وعدم النقد .. ولا يعني المطالبة بتكريم الذين يعملون بجد في حياتهم بدلا من الانتظار حتى وفاتهم .. أننا نطالب بعدم النقد مهما كان النقد قاسيا ومباشرا لأن النقد عنصر مهم من عناصر النشاط الكروي حتى لو كان هناك بعض التجاوز غير المقصود .. ولأن النقد تعبير عن رأي آخر تجاه عمل ما ورؤية ذات دلالة تجاه نشاط ما وليس هناك شخص منزه عن الخطأ سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي ليس هناك شخص فوق النقد .. والنشاط الرياضي وبالذات الكروي نشاط إنساني يتابعه الجميع ولكل من يفهم ويتابع رأي ومن حق المتخصص بالذات أن يدلي بدلوه ولا يعني ذلك أبدا التقليل من قيمة هذا الإنسان صاحب العمل المنتقد.

وإذا كنا دائما نكرم الموتى ونهتم بتكريمهم وذكر انجازاتهم وما قاموا به فالأجدر أن نكرم الأحياء وأن نهتم بإنجازاتهم وهم بيننا وأن يشعر كل من قدم جهدا وعملا صادقا أن تكريمه جزء من منظومة العمل الرياضي وساعتها سنكون صادقين مع أنفسنا وتكون منظومة العمل الرياضي واضحة المعالم فمن يخطيء نهاجمه .. ومن يعمل يتقبل النقد كما يتقبل الإشادة ومن يعطي وينجز يتم تكريمه.

لست مثاليا و لا أدعو لعمل مثالي .. وأعرف أن هناك تفاصيل كثيرة تحتاج جهدا قبل أن نبدأ في تطبيق فكرة تكريم الأحياء مثل من سيكرم من؟ وعلى أي أساس يكون التكريم ؟ وهل هناك اختلاف بين هذا التكريم والجوائز التي يحصل عليها البعض كما حدث مع انجاز أثينا؟ ومن سيختار ومن سيمول التكريم وكيف يكون وعلى أي أساس؟ تساؤلات كثيرة كلها منطقية وأساسية ةالإجابة عليها ليست صعبة لكنها تحتاج للمشاركة الجماهيرية وأكثر من رأي لمحبي وعشاق الرياضة في بلدنا.

إنها مجرد دعوة لتكريم الأحياء نطلقها والمجال مفتوح أما كل صاحب رأي وأمام كل من استفزه أننا نتجاهل الأحياء ونهتم بتكريم الأموات فقط لينم إلى جمعية تكريم الأحياء .. فمن ينضم ومن يقترح لنا وسائل وكيفية التكريم؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات