كتب : جلاء جاب الله | السبت، 02 أبريل 2005 - 23:40

درويش : شكرا ... مرتضى : أهلا

أعتقد أن مرتضى منصور الحاكم الجديد للقلعة البيضاء سيختلف كثيرا عن مرتضى منصور نائب رئيس الزمالك أو عضو مجلس الإدارة .. بل أكاد أجزم أنه بعد أن تنتهي الفرحة وتذهب السكرة وتأتي الفكرة سيفكر ألف مرة ثم يفتح صفحة جديدة وينسى تماما ما فات .. ليثبت أنه الأحق برئاسة النادي وأن الذين انتخبوه لم يخطئوا عندما راهنوا عليه ليقود النادي أربع سنوات ويعيد إليه اسمه ورونقه ويجدد تاريخه المليء بالإنجازات.

ليس من مصلحة مرتضى منصور أو من مصلحة نادي الزمالك نبش القبور وحساب الماضي لأنه إذا بدأ هذه المحاولة سيغرق في الماضي والحساب وسينسى المستقبل والعمل الذي وعد به وانتخبه الناس على أساسه .. بل أطالب مرتضى منصور ــ وهو برغم كل شيء رجل سياسي ــ أن يجمع مجلسه بالكامل ويزور كمال درويش في بيته وأن تكون أول جلسة "غير رسمية" للمجلس الجديد بحضور درويش والأعضاء السابقين الذين خرجوا من المجلس ولو جمعت تلك الجلسة جميع المرشحين لكان ذلك أفضل .. ليس بغرض الحساب أو العتاب بل للنظر في مستقبل النادي الكبير.

وحتى نكون منصفين يجب أن نعترف بأن فوز درويش أو مرتضى برئاسة الزمالك ليس هو القضية الحقيقية .. فبرغم اختلاف الشخصيتين فإن النادي له خصوصية ولا يتأثر بشخص بل بمجموعة عمل ، وشاهدنا في السنوات الأربع الماضية كيف أن مجموعة درويش عطلت تماما المكتب التنفيذي برئاسة مرتضى فلم يجتمع ولم يكن له دور في حين أن المكتب هذه المرة سيكون برئاسة اسماعيل سليم ومعه المندوه الحسيني وعزمي مجاهد وياسر إدريس وأحمد جلال إبراهيم وجميعهم تربطهم علاقة قوية أي سيكون مكتبا فاعلا ونشطا على العكس من المجلس الذي سيحفل بالمشاكل والاعتراضات.

ولأن حسابات الزمالك معقدة فإنني لا أميل للتفسيرات التي تبرر هزيمة درويش بالمؤامرة ولا أعتقد في صحة الأنباء التي تشير إلى نية البعض في الاستقالة أو أن أعضاء الزمالك فجأة اكتشفوا رغبتهم القوية في التغيير .. بل أعتقد أن هناك أسبابا جوهرية للنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات ولعل أهمها وجود 2206 أصوات باطلة وهي ظاهرة غريبة ومحيرة .. فهل تعمد أصحاب هذه الأصوات إبطال أصواتهم؟ لا أعتقد ذلك ولا أظن أن هناك عاقلا سيتحمل الزحام والأتربة وسوء التنظيم ليعبر عن سلبيته ورفضه بهذا الشكل كان يكفي الإحجام عن الحضور.

الأصوات االباطلة في معظمها كانت لصالح درويش ــ والعهدة على الراوي ــ ولو كانت صحيحة لتغير الحال تماما .. ونتائج فريق الكرة وبالذات الهزيمة الغريبة أمام الاتحاد السكندري قبل الانتخابات بساعات ومن قبلها الهزيمة من المنصورة ونتائج الفريق هذا الموسم والهزيمة مرتين من الأهلي كلها تداعيات أثرت برغم أن درويش كان يراهن على ان الأعضاء لن يبحاسبوه بالقطعة لأن هذا المجلس برئاسته حقق 14 بطولة ولقبا لكن الهزيمة الغريبة تستدعي سابقاته بسرعة.

وفي منشور تم توزيعه على الأعضاء يوم الانتخابات وحمل توقيع باسم حمادة إمام ويؤيد فيه مرتضى منصور يمكن أن نجد تفسيرا لبعض المواقف برغم أن حمادة أكد لي شخصيا أنه غير مسئول عن هذا المنشور ولا يعرف عنه شيئا وقرأه مثل الجميع ــ وأنا أصدقه ــ المهم يشير المنشور إلى انهيار فريق الكرة الذي بلغ مداه بالهزيمة من الاتحاد السكندري واحتلال المركز الخامس والخروج المهين من دوري العرب والهزيمة من المقاولون العرب في كأس السوبر .. كما يشير "بالنص" إلى انحطاط المستوى الجمالي والترفيهي ـ وهذه النقطة بالذات كان لها تأثير كبير على الأعضاء.

عموما فاز مرتضى ومن حقه أن نباركه ونشد على يديه ونقول له أهلا كقائد لثاني القطبين الكرويين والرياضيين في مصر وزعيم للقلعة البيضاء وأن نقول لدرويش شكرا فقد اجتهدت وحققت الكثير وأخفقت في الكثير وهذا شأن الكثير من القيادات في كل مكان واتمنى أن تعرف أنك قدت الزمالك تسع سنوات ومن الطبيعي أن يأتي غيرك لأنه لولم تذهب عن غيرك ما وصلت إليك .. المهم أن تظل واحدا من القيادات التربوية في أحد أنديتنا الكبيرة.

وإذا كان مرتضى يريد النجاح والاستمرار والعمل بإخلاص فعليه ــ وتلك نصيحة مخلص ــ أن يتخلى عن الصوت العالي وتوزيع الاتهامات هنا وهناك بسبب وبدون سبب وأن يكون رئيس الجميع مؤيدين ومعارضين وأن يبدأ فورا في تنفيذ ما وعد به دون دخول في مشاكل هنا وهناك لأن الوقت الذي سيضيع في المشاكل والخلافات أولى به العمل الكبير الذي ينتظره لخدمة الأعضاء وليكون بالفعل على قدر المسئولية التي منحها له الأعضاء .

تبقى نقطة أخيرة وهي أن التجربة أثبتت أن الأهلي والزمالك يحكمهما أساسا أمرين في المقام الأول هما : نتائج وشكل فريق الكرة خاصة في موسم الانتخابات ، والخدمات العادية التي يشعر بها العضو في ناديه.

فليبدأ المجلس الجديد من هذين الميدانين بتوفيق الله ، ولينس الجميع ما فا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات