كتب : جلاء جاب الله | الأحد، 24 أبريل 2005 - 18:17

الكرة المصرية : سمك لبن تمر هندي ... وانتخابات

عندما يحصل القانون على أجازة .. وتكون اللوائح مجرد ديكور بلا فاعلية حقيقية .. يكون كل شيء مباحا .. ويختلط الحق بالباطل ويضحك الجميع على الجميع .. ويكذب الكل على الكل .. ولا يكون هناك ضابط أو رابط وتصبح الكرة المصرية مجرد سمك لبن تمر هندي ويمكن أن نضيف أيضا " وانتخابات " فالانتخابات أيضا سوق لبيع كل شيء والتجارة في كل شيء وكله على المشاع.

الواقع مؤلم ويؤكد وجود خلل حقيقي ومأساة تنذر بخطر كبير على الكرة وأعتقد أن تغيير الاتحاد المعين تأخر كثيرا وأن مساندة اللجنة المعينة برئاسة عبده صالح الوحش مهم جدا لتصحيح الأخطاء الكثيرة التي بليت بها الكرة في الفترة الأخيرة وحتى لايكون الخطأ هو القاعدة والحق هو الاستثناء.

الاتحاد المعين الذي استقال مؤخرا ترك الاتحاد وهو يئن من المشاكل وجهز عدة قنابل موقوتة وجاهزة للانفجار مما يشكل عبءا غير عادي على لجنة الوحش .. ويكفي مشكلة المصري والزمالك " الغريبة والمريبة " لنعرف إلى أي مدى وصلت الكرة عندنا .. فلجنة المسابقات ــ ولأول مرة في تاريخ الكرة المصرية ـــ ترفض اعتماد تقرير الحكم بل وتتعامل معه بمنطق غريب وهو الحساب بالنوايا .. الاتحاد بقدرة قادر دخل في نية الحكم وعرف أنه سيكتب تقريرا لإحراج الاتحاد وبإيعاز من بعض المغرضين ولإهداف انتخابية.

رفض الاتحاد الاعتراف بتقرير الحكم ورفض رئيس الاتحاد مقابلة الحكم لأن الحكم تحدث عن الظلم الذي تعرض له واعتداء رئيس نادي المصري عليه .. ورأى مسئولو الاتحاد أن التقرير مغرض وطلبوا الحكم لسؤاله ومواجهته بالمراقب ومساعديه ثم استقر يقين لجنة المسابقات على أن الحكم مغرض ويحاول إحراج الاتحاد ومسئوليه وبذلك لم تعتد بتقريره وقررت اللجنة احتساب نتيجة المباراة لصالح المصري وكما انتهت عليه بفوز الفريق البورسعيدي 2/1 بينما يقول تقرير الحكم أنه ألغى المباراة بين الشوطين بسبب اعتداء وتهديد رئيس المصري وطبقا للائحة والقانون في مثل هذه الحالة تحتسب النتيجة لصالح الزمالك 2/0 .. ولكن تقول لمين؟.

عدم اعتراف الاتحاد بتقرير الحكم لم يكن الأول من نوعه .. بل إن هذا الاتحاد المعين كان يتعامل بالمزاج مع تفارير الحكام ــ وبالطبع وفي غياب اللوائح والتعامل بالمزاج ــ يكون كل شيء ممكن .. فالاتحاد عاقب حارس الزمالك محمد عبد المنصف عن خطأ في مباراة المنصورة والزمالك لم يسجله الحكم وبناء على مشاهدة الواقعة في التليفزيون .. ورفض الاتحاد معاقبة إبراهيم سعيد على خطأ آخر في نفس المباراة بناء على مشاهدة التليفزيون وبرر ذلك بأن تقرير الحكم لم يشر للواقعة .

خطآن في مباراة واحدة لم يسجلهما الحكم لأنه لم يرهما وظهرا على شاشة التليفزيون لكن الاتحاد عاقب المخطيء في الواقعة الأولى " بالمزاج" ورفض معاقبة المخطيء في الثانية .... بماذا يمكن أن نفسر هذا التصرف؟ إذن من الطبيعي والمنطفي ألا يعتد الاتحاد بتقرير الحكم الذي تعرض لتهديدات ومضايقات وضرب رئيس النادي المصري ــ طبقا للتقرير ــ ويعتمد النتيجة ووفي نفس الوقت يعترف باعتداء رئيس المصري على الحكم ويعاقبه بالغرامة المالية .. إذا كان رئيس المصري أخطأ فتقرير الحكم يجب أن يحترم وإذا لم يكن أخطأ فيجب ألا نعاقبه .. هذا هو العدل !!!

وبنفس منطق " سمك لبن تمرهندي " الذي يدير به اتحاد الكرة الأمور في ظل أجواء الانتخابات ــ وللانتخابات حديث آخر فيما بعد ــ نجد أن رئيس الاتحاد المستقيل عصام عبد المنعم يتخذ قرارا عنتريا بإقالة لجان الاتحاد بحجة انتهاء الموسم الكروي وفبل نهاية الموسم بأكثر من 15 يوما باستثناء لجنتي الحكام والمسابقات .. وقبل أن نعرف السبب ولماذا كان هذا القرار تتكشف الحقائق سريعا .. حيث يعلن المستشار أحمد الزند رئيس لجنة التظلمات التي طالها قرار الإقالة أن اللجنة اجتمعت قبل إقالتها بيومين وقررت عودة عقوبة الإيقاف للاعب الزمالك إبراهيم سعيد على أساس أن تجميد العقوبة كان مشروطا بعدم إقدامه على خطأ مماثل ولكن اللاعب أخطأ بفعل فاضح تجاه لاعب من المنصورة خلال المباراة مما يستوجب عودة العقوبة واستكمال فترة الإيقاف التي تم تجميدها من قبل.

القرار بالطبع لم يعجب رئيس الاتحاد الذي سبق أن رفض معاقبة اللاعب على هذا الخطأ على أساس أن تقرير الحكم لم يشر للواقعة فقرر إقالة اللجنة للتخلص من وجع الدماغ ... الطريف أن رئيس الاتحاد نفسه هو الذي اختار أعضاء اللجنة وكان حريصا على أن يكون تشكيلها بقرار من الوزير يعلن في الجريدة الرسمية لكنه فيما يبدو نسي أن اللائحة التي وضعها لهذه اللجنة التي تسمى تجاوزا "المحكمة الكروية" أكدت على استقلاليتها وأنه لا يجوز إقالة أعضائها أو التدخل في أعمالها .. وبرغم أنه هو الذي اعتمد اللائحة كان هو الذي لم يحترمها .. ألم أقل لكم أن الكرة عندنا أصبحت سمك لبن تمرهندي ونضيف ع

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات