كتب : جلاء جاب الله | الخميس، 05 مايو 2005 - 17:21

لعبة كراسي الجبلاية و"أُمنا" الفيفا!

لم أعد أحب كلمات مثل الريادة .. والقدوة وتاريخنا الكروي.. ونحن أصحاب الريادة عربياً وأفريقياً.. وغيرها من المترادفات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.. بل تزيد الألم ألما .. والجوع تضرراً وتجرنا للوراء أكثر .. ولعل ما حدث مؤخراً بالنسبة لانتخابات اتحاد الكرة والتدخل السافر والواضح من الفيفا أو اتحاد الفيفا في الأمر حتى يكون مراقباً للانتخابات وكأننا دولة في أدغال أفريقيا .. أبرز دليل على ذلك .

ليس جديداً أن نقول إن كرسي الجبلاية وقيادة الكرة المصرية من خلال اتحادها الوطني أمر مغر جداً ويثير لعاب وشهية البعض سواء من حيث الوجاهة الاجتماعية أو المنظرة أو الفوائد الأخرى مادية ومالية ومعنوية و "تسليك مصالح بعيدا أو قريبا من الكرة " المهم أن هذه الفوائد ليس سيفا مسلطا على رقاب المرشحين فالأمر كله مجرد رؤية وشكوك إلى أن يثبت أو يثبت العكس فهناك بالفعل أناس محترمون يحبون خدمة بلدهم ، الصورة ليست قائمة جداً. بل هناك إيجابيات أيضاً وهناك شخصيات مصرية محترمة لها ثقلها ووزنها.

هذه المقدمة الطويلة كانت ضرورية عندما نتحدث عن انتخابات اتحاد الكرة وما حدث فيها ولها .. لأن تدخل الاتحاد الدولي "الفيفا" مؤخراً وتأكيد على رقابة الانتخابات ورفضه للتدخل الحكومي مثير جداً ، خاصة إذا عرفنا أن بجوارنا دولاً لا تجري فيها انتخابات بالمرة وتقدرها الفيفا وكأنها دولة ديمقراطية 100% مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا .. بل أن من هذه الدول قيادات بارزة في الاتحاد الدولي تخطت أبرز المناصب الكروية في العالم ..

إذن ما هي القضية ؟ القضية ببساطة شديدة – الأمر ليس بسيطاً بل معقداً – أن المصلحة الشخصية طغت على المصلحة العامة .. وأن البعض يدور في فلك نفسه ويرى نفسه هو الأصل والأصلح والأفضل فإذا تعارضت المصلحة الشخصية مع المصلحة العامة باع العام فورا واشترى الخاص وبأي ثمن .. لذلك كانت الضغوط على اللواء يوسف الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة حتى يستقيل برغم أن الانتخابات كانت على الأبواب ولكنه استقال وتم تعيين اتحاد جديد . .وهنا كانت الطامة الكبرى لأن الاتحاد المعين عجبته الكراسي ، فصمم على الاستمرار سواء بالتعيين أو الانتخاب .

ظهرت فجأة حكاية النظام النموذجي للأئمة الاتحاد .. وتم إقحام الفيفا بشكل مقصور أو غير مقصور وتدخل أصحاب المصالح في بطولة أمم أفريقيا 2006 ووزارة الشباب .. واستغل "اللوبي" المنظم باجتهاد بهدفين : الأول تطويل عمر الاتحاد المعين حتى يمتلك ناصية الأمور ويمسك بكل أوراق اللعبة في يديه . والثاني إجراء الانتخابات بالشكل الذي يضمن نجاح من يريده هذا اللوبي .

استمرت اللعبة بنجاح ولكن فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان .. تغير الوزير .. وجاء وزير آخر بحسابات أخرى وانفض اللوبي وبدأت إجراءات أخرى وبنفس القانون ونفس اللائحة اكتشفنا أن 44 نادياً مظلومين واكتشفنا أن اللجنة العمومية التي عقدت في 28 فبراير كانت باطلة .. وأصبح نظام الانتخاب في اتحاد الكرة مثله مثل كل اتحادات مصر الرياضية .. وهنا ثارت ثائرة البعض .. وأرسل البعض إلى الاتحاد الدولي يشكوه ويستعديه .. اتصل مسؤلو الفيفا .. ووجدوا أن الشكوى صحيحة وأن هناك تغييراً حدث ، كان من نتائجه ابتعاد عصام عبد المنعم الرئيس المعين عن ترشيح نفسه ..!!

رد اتحاد الكرة وأوضح موقفه من أن الاتحاد المعين جهز لائحة على مزاجه وتكشفت امور جديدة كانت في الخفاء واتضحت حقائق لم نكن نعرفها .. وتداخلت المصالح لكن المشكلة أن عبده صالح الوحش رئيس الاتحاد بلا مصالح شخصية والوزير البلتاجي لم ينجح أحد بعد في إدخاله هذه اللعبة فكانت القرارات بها الكثير من الشفافية وتم الاتفاق على إجراء الانتخابات بشكل صحيح .

بعد هذه المعركة كلها وسواء أشرف الاتحاد الدولي وراقب الانتخابات أو لم يراقبها ماذا سيحدث ؟ ستفرز الانتخابات 7 وجوه جديدة لقيادة اتحاد الكرة سواء في الوجوه القديمة أو الجديدة .. فهل ستصلح هذه الوجوه ما أفسده السابقون ؟ وهل يمكن أن نحلم معهم بمستقبل أفضل للكرة المصرية . .أدعوا معنا لعل الله يستجيب الدعاء .

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات