كتب : أحمد سعيد | الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 - 02:12

ما بعد برادلي – لماذا لا نستدعي حسام حسن؟

ليس لمنتخب مصر مكان على البرازيل، هذه حقيقة مؤكدة، أقولها منذ هذه الليلة كنوع من التطعيم المبكر ضد موجة أمل كاذبة ستبدأ في التكون بعد أسبوع أو عشرة أيام وربما تبلغ أوجها قبل مباراة العودة على اعتبار أن "المستحيل غير موجود في كرة القدم" وكل الكليشيهات التي تعرفونها جميعا.

سيتبارى الجميع في محاولات للتحليل العميق والاستقصائي لمعرفة أسباب الفشل في بلوغ كأس العالم 2014 على الرغم من أنها واضحة جلية: مصر لم تتأهل لأنها ليست الأفضل!

تبدو العبارة السابقة أبسط كثيرا مما يريده البعض من مقالات مفصلة تتحدث في تفاصيل فنية وخططية وإدارية، ولكنها الحقيقة بدون كثير من التزيين. كل المقارنات بين مصر والفرق التي نافستها في المجموعة تصب في صالح مصر، وانتصر المنطق وتأهل الفراعنة. وكل المقارنات بين مصر وغانا تصب لصالح غانا، وانتصر المنطق مجددا وتأهلت غانا.

ربما لم يكن من المتوقع أن تخرج مصر من السباق بخسارة بستة أهداف، ولكنها حدثت وقد يكون لهذه الهزيمة القاسية أسبابا كثيرة، إلا أن التأهل في حد ذاته كان مستبعد بحسابات المنطق.

إذن، ماذا نفعل في عصر ما بعد برادلي؟ (بالمناسبة، لقد منحته معدل نجاح زاد على 85% في تقييم FilGoal.com التفاعلي قبل لقاء غانا

إجابتي على السؤال السابق قد تكون بسؤال أخر: لماذا لا نستدعي حسام حسن؟ أعلم أنه اسم يثير جدلا كبيرا لدى قطاع كبير من مشجعي الكرة في مصر، لذا سألخص رأيي في أمر تعيين الرجل على رأس الجهاز الفني للمنتخب في ثلاث نقاط سريعة:

يستطيع العمل في ظروف سيئة

التخطيط والإعداد لمرحلة جديدة مثل تلك التي يمر بها المنتخب الآن لا تبدأ بتعيين مدرب، وإنما تنتهي بتلك الخطوة التي يسبقها من ينظر في البنية الأساسية لنظام الكرة في البلاد، يراجع لوائح المسابقات، يضع نظاما لاكتشاف المواهب وتدعيمها، إلخ.

ولكن مع غياب كل ذلك في مصر حاليا (وفي المستقبل القريب أيضا)، فإنك تحتاج مدربا من نوعية حسام حسن بالتحديد، يستطيع العمل في أسوأ الظروف وبإمكانيات أقل مما يطلبه أقرانه. فحسام حسن حقق تقدما ملموسا مع الزمالك ومع المصري في ظروف صعبة أخفق كل من عمل في ظلها في أن يحقق نجاحا يذكر.

يحقق طفرات ملحوظة

إحدى طرق قياس نجاح المدرب هي ما إذا كان قد حقق طفرة ما في أداء ونتائج فريقه أم لا. وقد ناقش صديقي أحمد عفيفي (Ahmed1Afify@) في برنامج البديع على "الكورة مش مع عفيفي" على YouTube هذا الأمر سابقا في إحدى الحلقات، وأوجزه في أن نجاح المدير الفني يتلخص في نقل الفريق من مستوى إلى أخر. فإذا كان يصارع على الهبوط، فعليه نقله إلى منطقة الأمان. وإذا كان يلعب في الوسط عليه نقل الفريق إلى المنافسة، وهكذا.

حسام حسن نجح في هذا الأمر بوضوح مع الزمالك، الذي تصدر معه الدوري لفترات طويلة بعد سنوات من ابتعاده عن المنافسة منذ بداية المسابقة. طور حسام حسن أداء شيكابالا بشكل كبير ولا أظن أن الجمهور المصري شاهد صانع الألعاب الموهوب بمستويات مثل تلك التي قدمها مع العميد. حقق حسام نتائج مشابهة مع المصري باختلاف الحالة والطموح، فكان الفريق البورسعيدي مزعجا للأهلي والزمالك ويدخل بأفضلية مسبقة على جميع فرق الدوري الأخرى.

يستخرج 120% من قدرات لاعبيه

مثلما نجح حسام حسن في تحويل شيكابالا من لاعب "موهوب" إلى لاعب "منتج"، استطاع كثيرا تحويل لاعبين عاديين إلى جيدين، ولاعبين ضعاف المستوى إلى لاعبين متوسطين يمكن الاعتماد عليهم، فهو مدرب يطلق على أمثاله أنهم Improvers أي يستطيعون استخراج أفضل ما يمكن من الخامات المتوفرة لديهم. مانويل جوزيه أسطورة الأهلي امتلك هذه الصفة، وكان كارلوس كابرال المدير الفني الأسبق للزمالك يمتلكها أيضا.

في الشهور المقبلة، سيكون المنتخب بلا تريكة، أو وائل جمعة، أو سيد معوض ولا أظن أن هناك مجالا لعودة عصام الحضري أو أحمد حسن. الفترة المقبلة ستكون لمحمد صلاح ومحمد النني ورفاقهما من نفس السن، مع تطعيم من عنصرين أو ثلاث من جيل حسني عبد ربه. هذا الفريق لا يحتاج عبقرية تكتيكية على شاكلة جوزيه مورينيو، إنما يحتاج مطورا للأداء في على شاكلة مانويل بيليجريني .. وفي هذا لا أرى إلا حسام حسن.

--

تابع أحمد سعيد على تويتر

asaied@

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات