كتب : خالد مدحت | الخميس، 17 أكتوبر 2013 - 16:11

خطة "برشرادلي"

"احنا ما حاربناش علشان نتهزم.. احنا اتاخدنا على خوانة" هذه الكلمات الشهيرة لا تخص فقط أحد جنود الجيش المصري بعد نكسة 67 ولكنها مناسبة تماما لما حدث لمنتخب مصر أمام غانا في كوماسي.

منذ أن رأيت التشكيل بوجود أربعة لاعبين في خط الظهر من بينهم شديد ونجيب خشيت أن يدفع برادلي الثمن بالانفرادات التي ستكون بالجملة على مرمى شريف إكرامي، ولكن لم أكن أتخيل أن مخاوفي لن تكون سوى نقطة في بحر ما سيحدث خلال "الكابوس".

محمد نجيب "عريس الفرح" لا يتمتع بالسرعة (وهدف عمر جابر في مرمى الأهلي إنذار مبكر) ولا بأي ميزة تؤهله لحجز مكان أساسي في تشكيل منتخب مصر باستثناء أنه فقط أفضل من "المبدع" محمود فتح الله.

وكان على برادلي بدلا من الدفع بآدم العبد ذو الإمكانيات المحدودة جدا في المباريات الودية أن يجرب مدافعي الدوري المصري ويعطيهم فرصة على أمل ظهور من يصلح للمنتخب.

كما أنني لا أدري في ماذا كان يفكر برادلي أيضا باختياره لشديد قناوي الذي لا يلعب كأساسي في الأهلي وصاحب أضعف بنية جسدية في صفوف المنتخب المصري ككل بعد النني، فشديد من المنطقي أنه لن يفوز بكرة هوائية واحدة أمام جبابرة غانا، وبالتأكيد أيضا لن ينجح في التغلب على أحد لاعبي غانا لا بالسرعة ولا بالقوة، فكيف أدفع بلاعب بكل هذه العيوب في مثل هذه المباراة المصيرية؟

كان أمام برادلي لحل أزمة الدفاع ولكنه اختار أن يلقي نفسه في بحر عميق متلاطم الأمواج بحجة أنه قادر على بلوغ الشاطىء المقابل دون أن يغرق، ولكنه غرق بعد خمس دقائق فقط من نزوله إلى الماء.

في الحقيقة لم يكن أمام الأمريكي إلا الابتعاد عن اختياراته في خط الظهر واللجوء إلى الدفع بفتحي في قلب الدفاع بدلا من نجيب والدفع بسيد معوض بدلا من شديد فحتى عندما أعدنا غالي لمركز الليبرو لم يكن ذلك كافيا للتغطية على مصائب (شديد - نجيب - جمعة) واستقبلنا 4 أهداف، فهل كان علينا أن نلعب بـاثنين في مركز الليبرو؟

لماذا استخدم برادلي "false9" ونحن لا نملك أغلب ضروريات استخدامها؟

1 - دفاع مصر منذ اللحظة الأولى في المباراة عند امتلاكه للكرة يتخلص منها بسرعة بسبب الضغط عليه نظرا لعدم إجادته للتمرير القصير أو الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط وكان يكتفي بالوقوف ليتلقط أنفاسه تاركا ثلاثي الوسط وثلاثي الهجوم يحاولون بناء هجمة رغم أنهم يبتعدون عن مرمى غانا بأكثر من 40 ياردة، فكان من الطبيعي حينها أن يقوم أبو تريكة بتمرير كرة بينية لصلاح ولسان حاله "إنت وشطارتك".

2- خط الوسط تكون من حسام عاشور ومحمد النني وحسام غالي، الأول لاعب دفاعي بحت يمتلك إمكانيات جيدة في قطع الكرات وإفساد هجمات الخصم دون إمكانيات هجومية تذكر، ولن أتكلم كثيرا عن النني لأنني لا أجده يجيد الجانب الهجومي ولا حتى الدفاعي ببنيته الضعيفة وتمريراته غير الدقيقة وفشله في الالتحامات، وكان يحتاج برادلي للاعبين يمكنهما الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، متمكنان من التمرير القصير والطويل بنفس الكفاءة، ويكشفان الملعب طولا وعرضا ويستطيعان إيصال الثلاثي الهجومي للمرمى بتمريرة واحدة في الوقت المناسب مع الصبر لبعد 20 و30 تمريرة.

وحتى حسام غالي اللاعب الوحيد الذي يجيد التمرير ويمتلك المهارة ويستطيع الاستحواذ على الكرة كان في البداية "ليبرو" لخط الوسط قبل أن يصبح "ليبرو" لخط الظهر منذ دخول الهدف الثاني لمرمى إكرامي.

3 - المنتخب المصري بمجرد فقده للكرة لا يقوم بالضغط العالي فنجد أن صلاح بمفرده في مواجهة الدفاع يتلاعبون به يمينا ويسارا، وحتى إذا أخطأ مدافع غانا في استلام الكرة فإنه يستطيع ترويضها مرة أخرى وهو مطمئن لعدم وجود أي ضغط عليه، بل وزاد الأمر ليطمعوا في المشاركة الهجومية "على أساس إنها ناقصة".

وطبعا مع كل هذه الأسباب: عدم وجود مدافعين أصحاب سرعة أو مهارة في التمرير، ومع وجود لاعبي وسط لا يمكنهما الاستحواذ على الكرة أو الاحتفاظ بها تحت الضغط، ومع عدم مساندة ظهيري الجنب للأجنحة ومع كل هذه المسافة بين الثلاثي (أبو تريكة وصلاح ووليد) ومرمى غانا وعدم وجود مساندة من شديد وفتحي أو حتى المحمدي، أصبح المنتخب المصري يلعب بخطة "برشرادلي" لا هي حصلت خطة برشلونة ولا هي خطة برادلي.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات