كتب : خالد مدحت | الجمعة، 09 نوفمبر 2012 - 14:50

كيف يفوز الأهلي على الترجي؟

الأهلي - الترجي تريكة

ربما يرى الكثيرون أن نسبة الأهلي في الفوز بدوري أبطال إفريقيا لم تعد تزيد عن 25% بعد التعادل 1 – 1 مع الترجي في القاهرة.

ولكن في الحقيقة بعد مشاهدة متأنية لمباراة الذهاب، الفريق الأحمر يمتلك فرصا كبيرة للعودة باللقب وإعادة ذكريات نهائي 2006 الرائع على ملعب رادس.

وسأتحدث مباشرة عن النقاط التي يجب أن يركز عليها الأهلي لكي يقتنص البطولة من بين أنياب نبيل معلول وفريقه.

ركلات الجزاء.. آسف الركلات الثابتة

هي السلاح الأقوى والأبرز للترجي، في الحقيقة لا أتخيل أن يفوز بطل تونس باللقب فقط بالركلات الثابتة! فالترجي انتصر على مازيمبي الكونجولي في إياب نصف النهائي بركلة ثابتة، ووضع يدا على كأس البطولة وكان قريبا من تسجيل هدف ثان أمام الأهلي أيضا من ركلة ثابتة.

أصبحت الركلة الثابتة للترجي في أي مباراة حاسمة وخصوصا في البطولة الإفريقية كركلات الجزاء نسبة نجاحها شبه أكيد، وعلى الأهلي أن يجد حلا لهذا الأمر ولو استدعى ذلك أن تقتصر استعداداته لمباراة الإياب فقط على تدريبات اللياقة والتمركز والتحرك لردع هذا السلاح!

والأهلي يمتلك كل المقومات التي تمكنه من الحد من خطورة هذه الركلات، شريف إكرامي أحد أطول لاعبي الفريقين طولا، وائل جمعة ومحمد نجيب يمتلكان القوة البدنية الكافية، كما يجب أن يساند محمد ناجي "جدو" في حالة مشاركته في المباراة في مثل هذه المواقف أيضا، ولكن تبقى اليقظة هي السبيل الوحيد لإنجاح هذه الخطة.

ولذلك، على حسام البدري أن يحذر لاعبيه ألف مرة من "السرحان" فعدم اليقظة في مباراة مثل هذه كفيل بأن تذهب جهودات سنة كاملة هباء في مجرد لحظات.

معالجة بطء التحضير

الأهلي سهل كثيرا على الترجي في مباراة الذهاب ببطء تحضيره، جمعة ونجيب كانا أكثر لاعبي الفريق الأحمر تمريرا للكرة وذلك معناه أن الفريق كان ينتظر كثيرا ليصل إلى ثغرة يدخل بها إلى وسط ملعب النادي التونسي.

كما أن ابتعاد أبو تريكة عن قيامه بدوره المعتاد في بناء الهجمات ونزوله إلى وسط الملعب لاستلام الكرات ساهم أيضا في تعثر الأهلي عن بناء هجمات منظمة متتالية تهد حصون الترجي.

ويبقى الحل في استعادة أبو تريكة لمستواه المميز مع مساندة أكبر من الظهير الأيسر الذي اختفى هجوميا بمشاركة شريف عبد الفضيل بدلا من أحمد شديد قناوي.

وعلى البدري أن يوجه جدو لكي يحسن تمركزه بدلا من الاختباء خلف دفاعات الترجي وهو ما صعب المأمورية على وليد سليمان مثلا عندما كان يستلم الكرة ويميل ناحية مهاجم الأهلي الوحيد حينها.

البعد عن الكرات الطولية

من المهم أن ينقل الأهلي هجماته من وسط الملعب إلى مرمى الترجي على الأرض بعيدا عن الكرات الطولية التي تسهل كثيرا على دفاع المنافس.

ويتوجب على خطوط الأهلي أن تتقارب دائما أثناء بناء الهجمات مع التحرك بدون كرة والذي سيكون السبب الأساسي في إيجاد المواقف الهجومية المناسبة لتهديد المرمى.

الثبات واللياقة الذهنية

الأهلي عانى من مشكلة في اللياقة الذهنية أمام الترجي وليس اللياقة البدنية، ربما شعرنا بأن الأهلي انخفض بدنيا بعد هدف الترجي وسيطر الارتباك على أدائه ولكن أثبت استفاقة الأهلي بعد ذلك وضغطه على بطل تونس في نهاية المباراة أن الأمر يتعلق بذهن اللاعبين وليس بحالتهم البدنية.

يجب على لاعبي الأهلي أن يظهروا ثباتا ذهنيا في مباراة العودة مهما تعرضوا للضغوطات حتى لو كانت هدفا مبكرا.

الأهلي يكفيه فقط أن يسجل هدفا في حالة الحفاظ على نظافة شباكه، كما أن تسجيله لهدف حتى مع استقباله لمثله سيعيد الأمور لنقطة البداية، فالارتباك والتوتر ليس لهما أي مبرر وبالتأكيد الجميع يتذكر أن هدف التتويج في 2006 جاء في الوقت بدل الضائع بعد الدقيقة 90.

وأظن أن كل من سيقرأ هذه الكلمات يعرف جيدا أن أسلوب إضاعة الوقت بافتعال مشكلات أو بادعاء الإصابة سيكون وارد جدا في مباراة العودة ويجب أن ينجح فريق مصري ولو لمرة واحدة في هذا الاختبار وأتمنى أن يكون ذلك الفريق هو الأهلي وأن تكون المباراة هي مباراة الإياب.

رجاء يا أحمد فتحي.. امسك أعصابك.

استغلال غياب الدربالي وأفول

غياب سامح الدربالي وهاريسون أفول عن مباراة العودة هو أحد أهم مكاسب مباراة الذهاب، نعم الترجي قد يمتلك البديل ولكن بالتأكيد ليس على ذات مستوى الثنائي المميز.

وأعتقد أن على الأهلي تكوين جبهة من وليد سليمان ومحمد بركات تنظم هجمات المارد الأحمر من هذه الناحية على أمل تحويل أي منهم داخل المرمى لتنقلب الموازين.

إحباط سرعة هجوم الترجي

سيكون على خط دفاع الأهلي الاحتياط دوما من موقف "واحد لواحد" وخصوصا أن جمعة ونجيب لا يتملكان سرعة مهاجمي الترجي، ولذلك فالتغطية الجيدة خلف المواجه لمهاجم الترجي في هذه المواقف مهمة للغاية.

وتظهر هنا مهمة ظهيري الجنب سواء أحمد فتحي أو أحمد شديد قناوي (في حالة مشاركة الأخير) في التغطية وراء جمعة ونجيب في الهجمات العكسية وهذا الدور لن يكون أقل أهمية من أدوار مراكزهما التقليدية.

تسديدات السعيد

لم يوفق السعيد في مباراة الذهاب رغم تهديده مرمى الترجي بثماني محاولات منها ستة بين العارضتين والقائم، ولكن استمراره على التسديد على المرمى في مباراة العودة من الممكن أن يحمل معه أهم حلول الأهلي للنيل من شباك الترجي.

فمعز بن شريفية حارس مرمى الترجي الذي ظهر بمستوى رائع في مباراة الذهاب نجح في التصدي لكل محاولات الأهلي باستثناء كرة السيد حمدي، ولكن ربما هذا التفوق قد لا يستمر مع الضغط النفسي في مباراة العودة مع محاولات الأهلي المتكررة والتسديد الدقيق الذي قد يحمل هدف اللقب.

تابعوني على تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات