حوار في الجول - مصطفى عسل: مبارياتي كلها أكشن وألعاب ذهنية.. ولم أصدق ما فعلته والدتي

الثلاثاء، 26 يوليه 2022 - 23:51

كتب : زكي السعيد محمد سمير

مصطفى عسل

خطف مصطفى عسل الأنظار في رياضة الاسكواش خلال السنوات الأخيرة، بسبب نضوجه السريع واقتحامه عالم الكبار والتفوق عليهم.

عسل توج مؤخرًا ببطولة الجونة، وأتبعها ببطولة العظماء الثمانية الختامية للموسم، مع وصوله للمركز الثالث في التصنيف العالمي للاسكواش.

FilGoal.com استضاف عسل لاعب الأهلي الذي تغنّى بالقلعة الحمراء في مناسبات عدة، وسأله باستفاضة عن سبب الجدل المرتبط باسمه في مباريات الاسكواش، وعسل كان صريحًا للغاية في إجاباته.

......

لم تبدأ ممارسة الاسكواش في السن المعتاد، بل بعد أن بلغت العاشرة، كيف تتمتع بنضج في الواحدة والعشرين من عمرك رغم بداية ممارسة الاسكواش متأخرًا؟

كان الأمر صعبًا جدًا، لأني مارست كرة القدم في البداية، والاسكواش لم يكن في حساباتي تمامًا.

بدأ الأمر عن طريق عمي الذي كان يدير أكاديمية اسكواش، هو كان لاعبًا سابقًا في منتخب مصر، ذهبت معه في إجازة صيفية طبيعية ورأيت الاسكواش، فقررت تجربته وأعجبتني، لكني كنت أتعامل مع كرة الاسكواش كأنها كرة قدم عادية.

الأمر كان صعبًا جدًا في البداية، لكن الوضع تحسّن لاحقًا وبدأت في الفوز بالبطولات.

هل ابتعادك عن كرة القدم بسبب إيمانك أن الاسكواش سيعطيك فرصة أكبر للنجاح؟

حدث موقف مع أبي كان سببًا في ابتعادي عن كرة القدم. كان يدعمني دائمًا ويردني أن أحترف كرة القدم، والاسكواش لم يكن في ذهننا.

لكن في إحدى المرات صادف أن تضارب توقيت تدريب اسكواش مع مباراة كرة قدم، كنت ألعب في نادي الجزيرة ولدينا مباراة أمام وادي دجلة. سألت مدرب الاسكواش إن كنت أستطيع التدرب مبكرًا، فأخبرني أن هذا غير ممكن، وبالتالي قررت الذهاب لخوض مباراة القدم خلافًا لما أملاه عليّ والدي.

ذهبت وخضت مباراة القدم وانتهى شحن هاتفي المحمول وعدت للنادي الساعة 2 مساءً، كنت أبلغ 10 سنوات، وتلك كانت آخر علاقتي بكرة القدم (يضحك)، كانت حادثة. بعدها حاولت العودة لكرة القدم لكن الأمر كان قد انتهى.

بدايتك كانت صعبة في مباريات الاسكواش، كنت تخسر دون حصد أي نقطة.

في بطولات عديدة كنت أخسر كل الأشواط 11-0، 11-0، 11-0. فسألت والدي: لماذا تركت كرة القدم إذًا؟ لماذا جعلتني أمارس هذه اللعبة؟ لا أستطيع الفوز بأي نقطة، كنت أبكي. وبدأ الناس في إخبار أبي ألا يضغط عليّ وأنه ليس بالضرورة أن أحترف اللعبة، لكنه كان عنيدًا وتسبب في وصولي إلى ما أنا عليه.

ماذا حدث في لقطة اقتحام والدتك الشهيرة للملعب؟

لم أتخيل أنها والدتي، لم أصدق ذلك، تساءلت ماذا يحدث!ّ ليس من طباعها أن تفعل ذلك، وكانت أول مرة، فممنوع أن يدخل أحد إلى الملعب.

الغريب أنها لا ترافقني إلى التدريب منذ 5 سنوات، وليست أول بطولة احترافية أفوز بها، بل فزت ببطولة العظماء تلك الموسم الماضي أيضًا ولم تفعل ذلك.

كنت ساجدًا وأبكي، ووجدت أمي من خلفي، ظننت أنه الشخص الذي سيجري معي الحوار بعد اللقاء أو والدي حتى، أو ربما مدربي، لم أتخيل أن تكون والدتي.

كانت ترتدي حذاء بكعب طويل للغاية وتركض، والدي حاول جذبها لمصافحة وزير الشباب والرياضة، لكنها صافحته سريعا ودخلت الملعب.

قالت لي إن ذلك لن يحدث لو تكرر الموقف 100 مرة، إنه موقف رهيب.

هل تشعر أن شخصيتك الكروية انعكست على أسلوبك في الاسكواش؟

ألعب في أعظم نادٍ في العالم، تعلّمت كل شيء في الأهلي. أشكر جماهيره على مساندتي، والجماهير تريد دومًا المركز الأول. أحب كرة القدم منذ صغري، أنا أهلاوي وكنت أذهب إلى الاستاد مع عائلتي.

الحماس يتملكني في الاسكواش، البعض يقولها إنها لعبة هادئة، ولكني لا أريدها أن تكون هادئة، لماذا لا تكون في نفس حماس كرة القدم؟ من حقك بعد 120 دقيقة أن تحتفل، أود أن أصل بشعبيتها إلى مكانة كبيرة.

هل يزعجك رغبة البعض في أن تلعب بالشوكة والسكين، تشعر أن ذلك لا يتوافق مع شخصيتك؟

لا أفهم كيف يمكن أن أفوز دون رد فعل، تفوز بمباراة كبيرة أمام أسماء لم تحلم بمواجهاتهم، كنت أشاهدهم في التلفاز. الاسكواش يحتاج إلى هذه الروح وهذا الحماس.

يتميز الأهلي في كافة الألعاب تقريبًا، لكن الاسكواش ليس من بينها. فما سبب اختيارك للأهلي؟ هل لمجرد انتمائك كمشجع أم أنه يقدّم لك شيئًا مختلفًا في الاسكواش؟

أشجّع الأهلي من صغري، عائلتي كلها تشجع الأهلي، كنت أذهب بعلم الأهلي إلى المدرسة، وفي إحدى المرات تسبب الأمر لي في مشكلة. أحب النادي والكيان.

حبي للنادي كمشجع قبل أن أكون لاعبًا، بمجرد أن سمعت أنهم يرغبون في ضمي كنت سأموت لأنتقل. هناك قابلت كل الدعم وحققت في صفوفه كل بطولاتي.

تحتفل دائمًا باحتفال مؤمن زكريا، فهل قابلته سابقًا؟

قابلته في النادي، ونتواصل عبر إنستجرام. أوجّه له كل الدعم ودائمًا سأحاكي احتفاله. إن شاء الله يعود لإسعاد جماهير مصر سواء الأهلي أو الزمالك.

بخلاف احتفال مؤمن، في بطولة الجونة أردت إلقاء الكرة ولكن لم تجد كرة، فقمت بإلقاء المضرب. ألم تخش أن يصيب أحد المشجعين؟

فعلت ذلك الاحتفال من قبل. دائمًا ما ينتظر الجمهور رد فعل غريب مني في احتفالاتي بعد المباريات. كنت أخشى أن يصيب المضرب الجالسين في الصفوف الأمامية، لكني فعلتها في النهاية وألقيته للجماهير.

هل يوجد احتفال مجنون في رأسك وتخشى تنفيذه؟

قمت بكل الاحتفالات، "قفّلت" كل الاحتفالات، كنت أتخيل نفسي أفوز بالمباريات وأتخيل الاحتفال. شخصيتي مختلفة تمامًا خارج الملعب، لكن داخل الملعب تلك الأمور أفعلها بشكل لا إرادي.

فزت أنت وهانيا الحمامي ببطولة الجونة، أنتم الجيل الصاعد، فهل ترى أنه لا قلق على الاسكواش المصري وأن الأجيال القادمة تستطيع استكمال ما بدأه الجيل الذهبي السابق؟

بصراحة مصر لن تمتلك أبدًا أسماءً كبيرة كالموجودة حاليًا، هذا الجيل لن يتكرر مجددًا.

أغلب جيلي ليس في الصورة، فالكل يسافر إلى الولايات المتحدة وإنجلترا في منح دراسية، هذه أولوية الأهالي حاليًا. يركزون في الاسكواش حتى عمر السادسة عشر، وبعدها يسافرون أمريكا.

الكل يريد محاكاة علي فرج الذي تخرج في هارفرد وبات المصنف الأول عالميًا، لكنه استثناء.

هنا نحظى بدعم كبير من وزارة الشباب والرياضة ويمكن الموازنة بين الرياضة والدراسة. بينما في الولايات المتحدة تلعب فقط دوري الجامعات.

من أكتر لاعب تشبهه من الجيل السابق؟

محمد الشوربجي، ينصحني ويوجهني من صغري، وكنت أذهب لتشجيعه في الجونة وأشاهده.

أيضًا كريم عبد الجواد الذي تواجد معي في الأهلي وبعدها ذهب إلى وادي دجلة.

بالحديث عن الشوربجي، هل فوجئت برد فعل الجمهور المصري في بطولة العظماء الثمانية بعد اختياره تمثيل إنجلترا والعاطفة الكبيرة التي أظهورها تجاهه؟ كيف تفسر هذا التعاطف؟

شعرنا بالحزن جميعا لقرار الشوربجي، لكنه في النهاية قراره، إنه خلاف بينه واتحاد اللعبة، ليس هناك في إيدينا ما نفعله، لقد عاش هناك لمدة 16 عامًا.

تعجبت مما حدث في بطولة العظماء الثمانية. الشوربجي واحد منا، حقق 44 بطولة باسم مصر وهو أكثر من احتل صدارة التصنيف بين المصريين ولديه تاريخ كبير، كانت لافتة عظيمة من الجمهور المصري لم يتوقعها أحد.

هل تشعر أن مبارياتك مليئة بالجدل التحكيمي دائمًا؟

"فيها أكشن" (يضحك).

الكل يرغب في مشاهدة مبارياتي سواء كان يشجعني أم لا، يعرفون دائمًا أن الدراما مضمونة. كل من يواجهونني يرغبون في تقديم مبايات كبيرة، خصوصًا أنني لا أتعامل مع المباريات مع حقيقة كوني في الواحدة والعشرين من عمري.

في صغري عندما كنت أصل للنهائي كنت أكتفي بذلك ولا أذهب للمباراة، حصلت كثيرًا في الناشئين وكاد أن يُجَن أبي.

لكن في الأهلي عرفت قيمة المركز الأول خصوصًا بعد كلمات محمود الخطيب رئيس النادي لي عندما يراني سعيدًا في التكريم بعد الفوز بالبطولات. دائمًا يخبرني أن المركز الثاني مثل الأخير في الأهلي، عندما سمعت ذلك لأول مرة انقبض قلبي.

الأمر تكرر بعد بطولة العظماء الثمانية وقد أخبرني أن كل بطولة نحققها في الأهلي ننساها وننظر للتالي.

ألا يحزنك أن تكون مرتبطًا في ذهن الناس بكون مصطفى الأهلاوي وليس بمستواك الرائع في الاسكواش؟

هناك جمهور زملكاوي يشجعني أيضًا. الزمالك ليس لديه فريق اسكواش. وفي الجونة حضرت الجماهير من مكان. وفي بطولة العظماء كانت مباراة الأهلي وبيراميدز جارية ويشاهدون المباراتين معًا. حظيت بدعم كبير ووقفوا في ظهري أمام الكثير من الحملات التي قامت ضدي.

تطرقت إلى الحملات التي قامت ضدك، ما سببها في رأيك، هل بسبب شخصيتك المختلفة عن بقية الموجودين في مجتمع الاسكواش غير المعتاد على الحدة في اللعب؟

لا أعرف طبيعة هذه الحملات، أسمع ما يحدث نقلًا عن أصدقائي لأني لا أتواجد بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، لكني لا أتابع أي شيء سواء سلبي أو إيجابي لكي لا يؤثر عليّ شخصيًا.

سمعت أمورًا كثيرة مؤخرًا، ورأيت بنفسي في فيسبوك الدعم الذي تلقيته. في بطولة العظماء حضر جمهور من الشرقي لدعمي.

هل تجمعك خلافات بأي لاعب مصري في الاسكواش؟ وما السبب؟

الاسكواش لعبة فردية والكل يريد الفوز. أحيانًا تحدث شدة أعصاب في الملعب خصوصًا أنني 21 عامًا وأواجه لاعبين 32 عامًا، فارق 10 سنين على الأقل.

كما أنني أعتمد على الألعاب النفسية في المباريات للسيطرة على ذهن اللاعب المنافس.

هل ترى أن خروج اللاعب المنافس من المباراة يصب في صالحك؟

في السابق كنت أخرج من المباريات ذهنيًا بسبب الاعتراض على التحكيم، لكني الآن أركز في المباريات. أجيد الألعاب الذهنية بشدة، وأعرف كيف أُخرِج من أمامي عن تركيزه، لا يوجد كثيرون يجيدون فعل ذلك، في السابق كان يجيدها محمد الشوربجي.

شقيقك الأصغر مروان يمارس الاسكواش بدوره، هل نرى في المستقبل تنافس بين مصطفى ومروان عسل مثل الذي شاهدناه بين مروان ومحمد الشوربجي؟

مروان أكثر مهارة مني، كان يمارس كرة اليد في البداية ويهرب من تدريب الاسكواش (يضحك).

يحتاج أن "ينشف" بعض الشيء، لا يزال صغيرًا وهو الأول في تصنيف تحت 15 عامًا.

بعد سنوات عندما تلتقيان، هل ستمارس الألعاب الذهنية مع شقيقك وتخرجه عن تركيزك؟

لا يمكن، لن يحدث ذلك، إنه شقيقي في الأول والآخر. لا أعرف ماذا يمكن أن يحدث لو خضنا هذه المباراة يومًا ما.

لا أصدق كيف تواجه محمد ومروان الشوربجي سابقًا، لعبا في نهائي بطولة العالم 2017، والأمر غريب، أتمنى ألا يحدث ذلك معي، لأنه في النهاية شقيقي وسيكون الأمر صعبًا على العائلة. أتمنى أن أعتزل قبل أن يحدث ذلك.

اقرأ أيضا:

قرارات نارية من الأهلي

عودة نجم الأهلي أمام المقاصة

حكم لأول مرة لمباراة الأهلي والمقاصة

سواريز يعلن عن ناديه الجديد

الاتحاد يفك عقدتين أمام إنبي

التعليقات