ريال مدريد – ماذا بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا

بعد موسم طويل بدأ بالتشكيك في قدرة الفريق على المنافسة، أنهى ريال مدريد واحد من المواسم التي ستحفر في تاريخ النادي لفترة طويلة.

كتب : عبد الرحمن فوزي

الأحد، 29 مايو 2022 - 21:59
ريال مدريد - ماذا بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا

بعد موسم طويل بدأ بالتشكيك في قدرة الفريق على المنافسة، أنهى ريال مدريد واحد من المواسم التي ستحفر في تاريخ النادي لفترة طويلة.

الإنجازات بدأت بتحقيق كأس السوبر الإسباني قبل الفوز بالدوري الإسباني، والنهاية كانت بالتتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ 14 في تاريخ النادي ليوسع الفارق مع أقرب منافسيه إلى الضعف.

لكن ما الذي ينتظر ريال مدريد في المستقبل بعد التتويج؟

التتويج بالألقاب نعمة بكل تأكيد وإنجاز سيكتب في تاريخ اللاعبين وتاريخ النادي لكن أحيانا قد تتحول إلى نقمة عيوبها أكبر من فوائدها حالة عدم الخروج بدروس مستفادة.

بالنظر إلى ما وصل إليه ريال مدريد خلال موسم انتقالي بلا تدعيمات قوية، فإن النقمة في حالة قد تتمثل في الإدارة إذا سارت على ذلك الدرب واعتقدت بأن الفريق متكامل ولا يحتاج إلى تدعيمات بناء على الإنجازات المحققة.

صحيح بأن ريال مدريد قد حقق ثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا إلا أن الأصوات التي تحدثت عن كون الفريق أحد أقل المرشحين على الورق للتتويج بالألقاب خصوصا دوري أبطال أوروبا كانت على حق.

الحقيقة هي أن ريال مدريد يمتلك فريقا يحتوي على العديد من النواقص والعيوب بالفعل قد تكون في جميع الخطوط في الملعب.

حراسة المرمى

مركز حراسة المرمى قد يكون هو الوحيد في الفريق الذي لا يحتاج إلى التدعيم في وجود تيبو كورتوا أحد أكبر أسباب الوصول إلى ما وصل إليه الفريق في الموسم الحالي.

كورتوا سجل رقما قياسيا كأكثر الحراس قياما بالتصديات خلال نسخة واحدة من دوري أبطال أوروبا بعد أن تصدى لـ 55 تسديدة على المرمى 9 منهم كانت في المباراة النهائية فقط.

حتى أندري لونين الحارس البديل والذي حصل على فرص قليلة للمشاركة إلا أنه يبدو كخامة مبشرة وحارس يصلح لأن يكون بديلا في فريق مثل ريال مدريد ولكن بشرط الحفاظ عليه فإن الفريق لا يحتاج إلى تدعيم حراسة المرمى.

الدفاع

المشاكل الأكبر في الفريق قد تكون في خط الدفاع الذي ظهر بشكل قوي في بعض الأحيان وكارثي في مباريات أخرى.

بشكل عام، عدد المدافعين في الفريق غير كافي بوجود قلوب أربعة قلوب دفاع مثل دافيد ألابا وإدير ميليتاو وناتشو فيرنانديز بالإضافة إلى خيسيوس فاييخو وهو خط دفاع كان بديلا بالكامل في المواسم السابقة.

التقارير تشير إلى أن ريال مدريد قد أتم اتفاقه مع أنطونيو روديجير وهو اللاعب الغير مضمون نجاحه في طريقة لعب ريال مدريد بأربعة مدافعين على عكس الطريقة التي شهدت تألقه مع تشيلسي باللعب بثلاثة مدافعين ولكن حتى في حالة نجاح روديجير فإن ريال مدريد سيكون بحاجة إلى التعاقد مع قلب دفاع إضافي لأن دافيد ألابا من المرجح أن يتحول إلى مركز الظهير الأيسر مع رحيل مارسيلو.

على الجانب الأيمن فإن المشهد النهائي في الموسم لا يوحي باحتياج ريال مدريد إلى ضم ظهير أيمن ولكن الحقيقة هي أن داني كارباخال لاعب غير مطمئن بسبب كثرة إصاباته والتي ظهرت خلال الموسم الحالي حتى الذي غاب في الكثير من فتراته ولوكاس فاسكيز ليس ظهيرا أيمن في الأصل، كما أن الحديث عن عودة ألفارو أودريوزولا الذي أثبت فشله في أكثر من مرة مع ريال مدريد بالطبع لن يكون هو الحل، لذلك فإن ريال مدريد بحاجة للتعاقد مع ظهير أيمن قوي.

التقارير تشير إلى حسم صفقة روديجير ولكن حال أرادت الإدارة التعاقد مع لاعب آخر قد تنظر إلى باو توريس لاعب فياريال.

أما كظهير أيمن لاعب مثل ريس جيمس على الرغم من صعوبة إتمام صفقته قد يكون هو أفضل من يدعم الفريق في ذلك المركز، بالإضافة إلى إمكانية عودة فران جارسيا الظهير الأيسر المعار إلى رايو فايكانو وهو ما تفكر به الإدارة وفقا للصحافة الإسبانية.

خط الوسط

وسط الملعب هو أكثر المراكز حاجة إلى التدعيم على الرغم من كونه أحد أقوى مراكز الفريق، ولكن مع تقدم أعمار الثلاثي لوكا مودريتش (36) وتوني كروس (32) وكاسيميرو (30) فمن الطبيعي أن يبدأ مستواهم في التراجع بشكل تدريجي وهو ما ظهر أكثر على كاسميرو وكروس.

إدواردو كامافينجا وفيدي فالفيردي لاعبين أثبتا جودة كبيرة خلال الموسم الحالي وينتظرهم مستقبل كبير ولكن حتى هم بحاجة إلى البدلاء حالة حصولهم على المكان الأساسي.

وإذا حقت الأقاويل بالتعاقد مع تشواميني لاعب موناكو سيظل ريال مدريد بحاجة إلى لاعب ارتكاز دفاعي بديلا لكاسيميرو وهو ما لا يتشكل في صفات أي لاعب من الأسماء السابقة لذلك فإن التعاقد مع بديله من المفترض أن يكون الأولوية لإدارة ريال مدريد بجانب البحث عن لاعب بديل لمودريتش بنفس القدرة على إضافة اللمسات الإبداعية للملعب.

تشواميني صفقة قد تتم بالفعل ولكن التدعيم الآخر أيضا لخط الوسط قد يتمثل في لاعب مثل نيكولو باريلا أو جوشوا كيميتش.

خط الهجوم

خط الهجوم لا يحتوي على الكثير من المشاكل ولكنه أيضا بحاجة إلى التدعيم، مركز المهاجم الصريح في وجود بنزيمة بالطبع على الورق هو لا يحتاج إلى التدعيم ولكن في الحقيقة الفريق بحاجة إلى بديل جيد وهو ما ظهر بشدة أوقات غياب بنزيمة والتي عانى خلالها الفريق من عقم تهديفي واضح أثر على مستوى الفريق ككل مع إمكانية رحيل ماريانو دياز ولوكا يوفيتش البدلاء المتاحين والذين لم يظهروا القدرة على تعويض غياب بنزيمة في مباراة واحدة.

مركز الجناح الأيمن هو المركز الخاوي في ريال مدريد منذ عام 2019 الذي شهد تراجع مستوى جاريث بيل وصولا إلى تفادي أي مدرب إشراكه.

منذ ذلك الحين حاول ريال مدريد الدفع بماركو أسينسيو والذي لم يقدم الأداء المنتظر منه على الرغم من كون أرقامه ليست كارثية، رودريج أيضا لعب في مركز الجناح الأيمن وقدم أفضل أداء بين اللاعبين المتاحين ولكنه في النهاية كان أكثر خطورة عند اشراكه على الجانب الآخر وهو ما ظهر للجميع.

اللاعب الأخير الذي تم تجربته في مركز الجناح الأيمن هو إيدين هازارد ولكن بكل تأكيد تلك التجربة لم تنجح لأنه غير معتاد على اللعب في الجانب الأيمن وأيضا لكون هازارد لم يقجم مستواه الطبيعي منذ انضمامه لريال مدريد في ثلاثة مواسم.

ريال مدريد بحاجة للتعاقد مع جناح أيمن على مستوى عال بأقصى سرعة لكي تتكامل قوة الفريق لأنه منذ موسم 2019 كان ماركو أسينسيو هو أكثر جناح أيمن تسجيلا للأهداف في موسم واحد مع ريال بتسجيله 12 هدفا خلال الموسم الحالي وهو رقم ضعيف بكل تأكيد مقارنة بفريق مثل ريال مدريد.

على الجانب الأيسر لا يبدو بأن الفريق يعاني من أي مشاكل في وجود فينيسيوس جونيور الذي انفجر خلال الموسم الحالي وسجل 22 هدفا وصنع 20 هدفا ومع وجود لاعبين مثل رودريجو وإيدين هازارد كما ذكرت في وقت سابق ولكن بشرط أن يثبت فينيسيوس على مستواه وألا يكون قد مر بطفرة عابرة في الموسم الحالي.

لاعب مثل كريستوفر نكونكو أو داروين نونيز قد يكونا التدعيم الأفضل لخط الهجوم وسط الأسماء المتاحة بالإضافة إلى جناح مثل أنتوني لاعب أياكس في حالة القدرة على التعاقد معهم سيشكلون الإضافات الأبرز لهجوم ريال مدريد.

ريال مدريد يعاني من مشاكل وعيوب كثيرة في الحقيقة على الرغم من الموسم التاريخي الذي قدمه الفريق ويحتاج الفريق لتدعيم جميع الخطوط لكيلا يتكرر موسم 2014/2015 مع كارلو أنشيلوتي أيضا بالخروج بدون بطولات على الرغم من تحقيقه دوري أبطال أوروبا في الموسم الذي سبقه.

وفي النهاية يبقى السؤال مفتوحا، هل سيكون التتويج بدوري أبطال أوروبا نعمة أم نقمة على ريال مدريد؟

اقرأ أيضا:

مؤتمر موسيماني: عليكم الحذر من مواجهة الأهلي

مؤتمر الركراكي: الأهلي هو ريال مدريد إفريقيا

موقف السولية من نهائي إفريقيا

صلاح يتوج بجائزة جديدة