كيف مهد أبو ريدة الطريق لنفسه ليستمر كأقدم أعضاء مجلس فيفا

الإثنين، 08 مارس 2021 - 13:38

كتب : فادي أشرف

هاني أبو ريدة

في البداية كان مرشحا محتملا لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، وظل اسمه مطروحا حتى إغلاق باب الترشح. وبعد أن أُغلق باب الترشح، وزادت فرص الموريتاني أحمد ولد يحيى في الفوز، كان من الأقرب أن يخرج من مقعده في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

ولكن هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري السابق، وعضو مجلس فيفا منذ عام 2009، يبدو أقرب إلى الاستمرار في المقعد لـ 4 سنوات مقبلة، ضمن 6 ممثلين لـ كاف في المجلس الحاكم لكرة القدم العالمية، بجانب رئيس كاف المنتظر باتريس موتسيبي، الذي سيصبح بطبيعة الحال أحد نواب رئيس فيفا، جياني إنفانتينو.

يدخل أبو ريدة انتخابات مجلس فيفا عن إفريقيا يوم الجمعة المقبل، ضمن 4 متنافسين على مقعدين خاصين بالدول الناطقة بالعربية والإسبانية والبرتغالية. منافسو أبو ريدة هم المغربي فوزي لقجع، وجوستافو ندونج إيدو من غينيا بيساو، والجزائري خير الدين زطشي، والذي قبلت المحكمة الرياضية ترشحه قبل أيام قليلة.

تغريدة تفتح الباب لما سيحدث بعد ذلك

في 3 أكتوبر 2020، كتب هاني أبو ريدة تغريدة شارك بها كلمات رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا الذي بارك تولي بيتسو موسيماني تدريب النادي الأهلي.

"كلمات رائعة سيادة الرئيس. كرة القدم دائما ما تعمل على تواصل شعوب إفريقيا. وهذا وقت أخذ الأمور للمستوى المقبل بتبادل المواهب والإمكانيات حول القارة".

تلك الفترة كانت تشهد تكهنات عديدة حول ترشح أبو ريدة لرئاسة كاف، وذهب البعض لتفسير الأمر بأن أبو ريدة بدأ العمل على دعايته بإعادة تغريد ما قاله رئيس جنوب إفريقيا، صهر موتسيبي نفسه.

ولكن في يوم 10 نوفمبر الماضي، أعلن أبو ريدة عدم نيته الترشح في انتخابات رئاسة كاف.

وقال أبو ريدة عبر حساب المكتب الإعلامي الخاص به أنه لن يترشح على رئاسة كاف في الدورة الحالية رغم " تزكية ودعم العديد من رؤساء الاتحادات الافريقية لكونه أحد أقدم أعضاء المكتب التنفيذي والداعم الأقوى لكل الرؤساء السابقين في الانتخابات".

وأكمل "بالإضافة إلى رغبته في وجود مجلس إدارة اتحاد كرة منتخب من قبل الجمعية العمومية يقف خلف المرشح المصري لأقوى منصب إداري في كرة القدم في إفريقيا".

اتفاقية الرباط وكيف مهدت طريق أبو ريدة

قبل 3 أشهر، تكهن أبو ريدة، حسبما أوضح مصدر مقرب منه لـ FilGoal.com، بأن انتخابات رئاسة كاف ستنتهي بالشكل الذي تم إعلانه قبل أيام. انتصار بالتزكية لموتسيبي.

مصدر آخر ذهب لمنطقة أبعد، وقال إن "أبو ريدة هو أحد مهندسي اتفاقية الرباط".

اتفاقية الرباط، أو بروتوكول الرباط كما تشير إليه بعض وسائل الإعلام الإفريقية، هي باختصار اتفاق على تزكية الجنوب إفريقي موتسيبي لرئاسة كاف، مع حصول منافسيه، السنغالي أوجاستين سينجور على منصب النائب الأول، وولد يحيى على منصب النائب الثاني.

بيان سينجور نفسه، أكد أن أبو ريدة، ولقجع، لهما دور في بروتوكول الرباط.

وقال سينجور في بيانه الرسمي الذي انسحب فيه من المنافسة على مقعد رئيس كاف: "قررنا قبول المقترح الذي تقدم لنا عن طريق فيفا، والمغرب، ومصر، تحت اسم المصلحة العليا لوحدة الكرة الإفريقية والذي وضعناه قدما أمامنا".

الشكل الذي خرج به اتفاق الرباط، تحت اسم وحدة الكرة الإفريقية، وتشابه بيان سينجور مع ما قاله ولد يحيى في بيان مشابه "هناك كرة إفريقية وحيدة بالنسبة لي، ما حدث ليس انتصار أمة على أخرى أو منطقة على أخرى، بل انتصار إفريقيا بأكملها"، يشبه إلى حد كبير ما غرد به أبو ريدة في وقت تعيين موسيماني.

كيف استفاد أبو ريدة، ولقجع تحديدا، من اتفاقية الرباط؟

بكل اختصار، فوز أحمد ولد يحيى بانتخابات رئاسة كاف، وهو أمر كان ممكن الحدوث، كان سيجعل أبو ريدة ولقجع وندونج وزطشي، يتنافسون على مقعد وحيد فقط، حيث يحصل رئيس كاف بطبيعة الحال على أحد المقاعد الإفريقية في مجلس فيفا، وكون ولد يحيى موريتاني، كان سيحصل على مقعد من حصة الدول المتحدثة بالعربية والإسبانية والبرتغالية.

ولكن بموجب بروتوكول الرباط، لن يتنافس ولد يحيى على مقعد رئيس كاف، وبالتالي مقعد في مجلس فيفا، تاركا المنافسة على مقعدين بين أبو ريدة ولقجع المنافسين الأقوى بطبيعة الحال، في ظل الجدل الدائر حول ترشح زطشي من عدمه، وصعوبة موقف ندونج وسط مرشحين خبراء ومحنكين في مجال إدارة الكرة الإفريقية.

لذلك، أصبح من المتوقع أن يستمر أبو ريدة ضمن مجلس فيفا، كأقدم أعضائه، حيث يحتل المقعد منذ عام 2009.

التعليقات