صفقات سقطت سهوا - دينلسون.. حينما تنام في برشلونة وتستيقظ في بيتيس

الأربعاء، 06 مايو 2020 - 12:15

كتب : إسلام مجدي

دينلسون

في فترة قصيرة يصبح اللاعب فوق ما يمكن تسميته بقمة العالم، ما بين تصدر العناوين ومتابعات العشاق وأخبار الانتقالات وبالطبع متابعة الجماهير المستمرة.

إن كان اللاعب يلعب لفريق كبير فطموحه الانضمام لفريق أكبر، العديد من الصفقات التي تمت في فترات مختلفة قد ينساها البعض، الكثير من التوقعات والآمال والقليل من التأثير إن كان موجودا من الأساس.

FilGoal.com يسرد لكم من خلال السلسلة التالية عددا من الصفقات التي تمت في فترات مختلفة لكنها سقطت سهوا من ذاكرتنا لاختفائهم بعدها.

"في مرحلة ما بسبب الإصابة لاحظت أن مسيرتي قد انتهت، ربما في سن صغيرة، لكنها وصلت إلى هذا الحد، لم أرغب في الخضوع لجراحة جديدة، بكيت كثيرا في غرفتي". دينيلسون.

كم مرة قضت المبالغ الطائلة على العديد من اللاعبين، الصفقات التي يدفع بها أرقاما طائلة وهي في سن صغيرة ولا تتعايش مع حجم التوقعات؟

من برشلونة إلى ريال بيتيس ورحلة مختلفة تماما، لواحد من أمهر الأجنحة البرازيلية، لاعب تمت مقارنته وهو في الـ17 من عمره بجارينشا وأساطير السليساو، إلى موهبة كبيرة لكنها لم تحقق أبدا ما كان يمكنها أن تصل إليه، واللوم الأكبر؟ كان على الثبات على المستوى.

دينيلسون دي أوليفيرا ابن مدينة ساوباولو بدأ مسيرته مع فريق فيردي سبورتس وقضى فترة طفولته معه، وقتها كان مدربه خوسيه باتيستا سانتوس، الرجل الذي له الكثير من الفضل في تطويع موهبته للعب على الجناح وإبعاده عن المراكز الدفاعية. كان يلعب في دوريات الهواة من سن 11 إلى سن 16 عاما.

قال سانتوس :"كان صغير الحجم لم نجد قميصا يلائم حجمه، كنا نضطر إلى حياكة القميص مجددا لكي يناسبه ثم يضعه داخل سرواله وهو يلعب، لأنه إن تركه خارج السروال كان يبدو كالفستان".

مسيرته الاحترافية بدأت مع فريق ساو باولو في عمر الـ17، كان موهبة فذة، جناح أيسر متميز للغاية يمتلك موهبة كافية لإخضاع أي خط دفاع أو ظهير، ومن الصعب للغاية مراقبته لأنه يراوغ وهو يتنفس، كان يجبر خصومه على التراجع لتجنب مواجهته بشكل مباشر.

استمر 4 أعوام مع ساو باولو، حقق خلالها بطولة كوبا كونموبول وبطولة باوليستا وبطولة كأس الأندية البرازيلية مرتين.

منتخب البرازيل بقيادة ماريو زاجالو لم يكن ليتغاضى عن موهبة الجناح الأيسر المتميز، ليضمه إليه عام 1996 في مباراة ودية ضد الكاميرون، وخلالها فاز راقصو السامبا بنتيجة 2-0.

"بعد انضمامي لساو باولو، تسارعت وتيرة الأحداث في حياتي، كان ذلك عصر الانتصارات والألقاب". دينلسون.

تألق دينيلسون وجد اهتماما كبيرا من لاتسيو ومانشستر يونايتد وريال مدريد، جميعهم كانوا يسعون لضمه، لكن برشلونة كان الأقرب للفوز بالسباق عام 1998، وذلك بعدما توصل لاتفاق مع نادي ساو باولو على قيمة الصفقة ثم الاتفاق على بنود عقد اللاعب معه، وتوقفت الصفقة بسبب مشكلة في الضرائب.

الوقت كان ضيقا للغاية في سوق الانتقالات، وساو باولو كان سيبيعه لمن سيدفع أكبر سعر لضمه، تدخل ميجيل رويز دي لوبيرا رئيس نادي ريال بيتيس.

قدم النادي الإسباني عقدا يمتد لـ10 أعوام براتب 2 مليون جنيه إسترليني في العام، بجانب 21 مليون جنيه إسترليني قيمة صفقة انضمام اللاعب إلى ريال بيتيس من ساو باولو.

"ذهبت للنوم معتقدا أنني وقعت لبرشلونة، واستيقظت في الصباح وجدتني قد انضممت إلى بيتيس".

"أتوا بعرض لم يتمكن ساو باولو من رفضه، على الصعيد الاقتصادي كان جيدا جدا بالنسبة لي، واخترت أن أقبله". -دينلسون.

وقتها كان أغلى لاعبين في العالم هما، رونالدو الذي انضم إلى إنتر من برشلونة بمبلغ 19.5 مليون جنيه إسترليني بعدما أصبح أصغر لاعب في التاريخ يفوز بجائزة لاعب العام، كما أنه سجل 47 هدفا في 49 مباراة لصالح الفريق الكتالوني، والثاني كان ألان شيرار الذي انضم إلى نيوكاسل بمبلغ 15 مليون جنيه إسترليني بعدما كان هداف بطولة يورو 1996 وسجل 31 هدفا في 35 مباراة بالدوري الإنجليزي.

على الجانب الآخر، دينيلسون كان قد لعب 50 مباراة بقميص ساو باولو، ولم يسجل الكثير من الأهداف، لكن مما لا شك فيه أنه يمتلك موهبة كبيرة للغاية وتأكد الجميع انه سيكون بخير في أوروبا.

لكن النجم البرازيلي لم يفكر في تبعات قراره، وحسم أمره بناء على "الوضع الاقتصادي" فقط دون النظر لبعض العوامل مثل التطور ووضع الفريق وطموحه.

كان بيتيس يرغب في منافسة كبار إسبانيا ومحاولة التتويج ببطولات، ثم بعد ذلك أتى إعلان شهير للغاية لشركة "نايكي" استعدادا لكأس العالم 1998، في المطار، ودينيلسون شارك فيه وأصبح معروفا لدى محبي كرة القدم.

على الرغم من ذلك ومن الاعتراف بموهبته إلا أن زاجالو لم يمنح دينيلسون سوى دقائق معدودات في كل المباريات ولم يشركه كأساسي سوى في مرة وحيدة ضد النرويج في الخسارة بنتيجة 2-1، وصنع هدفين، كما أنه شارك 45 دقيقة النهائي ضد فرنسا. نظرا لأنه فضل بيبيتو صاحب الـ34 عاما عليه.

بعد انتهاء كأس العالم تواجد أكثر من 23 ألف مشجعا في حفل استقبال دينيلسون وتقديمه للجماهير، أتوا ليحيوا صفقتهم الكبيرة الذي سيساعدهم في المستقبل القريب.

ظهوره الأول كان ضد ديبورتيفو ألافيش الصاعد حديثا للدوري الإسباني، وطوال 90 دقيقة فشل في التعامل مع خط دفاعهم لتنتهي المباراة بعد ذلك بالتعادل السلبي.

وقتها لم يرغب أحد في الضغط عليه، قيل إنه بحاجة للتكيف على الأوضاع الجديدة، والتعافي من صدمة خسارة كأس العالم والاعتياد على طبيعة الدوري الإسباني، وانتظر الجميع منه أن ينفجر.

طال الانتظار لفترة طويلة، لم يأت حتى هدفه الأول مع الفريق، مشاركات متقطعة حتى منتصف الموسم ولم يحدث أي شيء، لا صناعة ولا تسجيل.

"أحاول بقوة أن أثبت أنني الأفضل في العالم، لكنني الأغلى، أنا أرغب بشدة في التسجيل، سأطور الكثير من الأشياء في عقلي". -دينلسون.

خلال الجولة الـ18 من الدوري الإسباني حصل بيتيس على ركلة جزاء ضد أتليتكو مدريد، حصل دينيلسون على الكرة، دخل في تحد مع خوسيه مولينا حارس أتليتكو، لكن أهدر الركلة.

في شهر فبراير 1999، نجح دينيلسون أخيرا في تسجيل هدفه الأول أمام راسينج سانتاندير في تعادل فريقه بنتيجة 1-1، لكن بدا الأمر واضحا، المقابل المادي كان ضخما للغاية والموهبة كبيرة والنادي صغير للغاية لتحمل كل تلك المعطيات.

بجانب ذلك كانت التوقعات كبيرة للغاية من دينيلسون، كان عليه أن يتعامل مع خصوم أقوياء للغاية، والإعلام كان يناقش ضرورة ظهوره كنجم للفريق، في البرازيل كان هناك أكثر من نجم يتشاركون الضغط، لكن في بيتيس كان وحده من يقع تحت طائلة الضغط.

وفي موسمه الأول بدأ مع أنطونيو أوليفيرا مدرب بورتو السابق لكنه رحل بسبب خلاف مع لوبيرا، وتولى فيسينتي كانتاتوري مهمة تدريب بيتيس لكنه لم يصمد حتى شهر أكتوبر واقيل من منصبه، بيتيس كان يقبع في قاع جدول الترتيب، ثم تولى خافيير كيليمنت مهمة تدريب الفريق.

كليمينت كان يعي جيدا أن دينيلسون يعاني لكن إنقاذ الفريق أهم حاليا، لذا أنهى الموسم في المركز الـ11، ثم تم تصعيد الفتى الواعد الجديد خواكين، لتكون بداية الموسم التالي جيدة للغاية، لم يدم ذلك الأمر وانهار بيتيس ليحقق انتصارين فقط بين شهرين يناير وأبريل.

جماهير بيتيس الغاضبة أطلقت سهام انتقادها تجاه دينيلسون، وفي المقابل اللاعب تحدث بغضب للصحف الإسبانية منتقدا الجماهير.

"جماهير بيتيس لم تكن جيدة كفاية، وخانت تاريخها في دعم الفريق في السراء والضراء". دينلسون.

هبط بيتيس وإشبيلية في ذلك الموسم للدرجة الثانية، وأصبح النادي الإسباني يكيف أوضاعه للتعامل مع المعطيات الجديدة، ليقرر إرسال دينيسلون في إعارة مع فلامينغو.

كان بيتيس يحاول تقليل راتبه الضخم بجانب إرضائه في محاولته لاستعادة مستواه من أجل المشاركة في كأس العالم 2002. على الجانب الآخر لم يتمكن فلامينغو من الحفاظ على خدماته بسبب راتبه الضخم ليعود إلى بيتيس عام 2001 في شهر يناير.

بالفعل كان دينيلسون قد أعاد اكتشاف نفسه، وتحمل المسؤولية على عاتقه ليساهم في إعادة بيتيس إلى الدوري الإسباني مرة أخرى.

لم تدم تلك اللحظات كثيرا، عاد دينيلسون إلى قائمة البرازيل لكأس العالم 2002، وشارك لدقائق معدودة في 5 مواجهات، منها بضعة دقائق ضد ألمانيا في النهائي. وربما نتذكر لقطته الشهيرة وهو مطارد من 4 لاعبين من تركيا ولم يأخذ أحد منه الكرة قط.

خواندي راموس كان ثامن مدرب لبيتيس في غضون 3 سنوات، وقعت حادثة، إذ أن دينيلسون كان ضمن مجموعة من اللاعبين الذين تم تصويرهم يحتفلون حتى الرابعة فجرا في نهاية شهر أكتوبر خلال الموسم الأول الذي عاد فيه الفريق إلى الدوري الإسباني.

مجددا عادت الجماهير للتجمهر ضده، وهذه المرة عند سيارته ليصرخ فيهم :"المسوني وٍسأراكم في المحكمة".

شيئا فشيء خرج دينيلسون من حسابات فريقه وأصبح يفتقر كليا للثبات على مستواه، وفي موسم 2004-2005 حينما حصد الفريق لقب كأس ملك إسبانيا واحتل المركز الرابع في جدول الترتيب، إلا أن مشاركات دينيلسون في هذا الموسم كانت 12 مشاركة، كما أنه لم تكن له بصمة واضحة.

لعب دينيلسون مع بيتيس 186 مباراة في الدوري سجل خلالها 13 هدفا، كان ذلك في 7 سنوات، قبل أن يقرر الطرفان أنها النهاية ويرحل اللاعب البرازيلي إلى بوردو. ولوبيرا في تلك الفترة تم اتهامه بالتهرب الضريبي واختلاس الأموال من النادي.

بعد موسم وحيد مع بوردو انضم إلى النصر السعودي ثم دالاس الأمريكي، وخضع لفترة معايشة في نادي بولتون لكنها فشلت، ليلعب لفريق بالميراس ثم إيتومبيارا قبل أن يعتزل كرة القدم نهائيا.

"لماذا اختار دينيلسون صاحب الـ28 عاما أن يتجه للعب في النصر؟ لن أقول إنني خططت لذلك، كل ما يمكنني قوله إنه كانت لدي مشكلة الإصابة والأطباء قالوا لي أنني لن أستمر طويلا في الملاعب، وكنت بحاجة للمال". -دينلسون.

اعتزاله كرة القدم وإنهاء مسيرته جاء بسب بإصابة قوية في الركبة كانت قد تكررت للمرة الثالثة تقريبا، كان قد لعب مصابا في كأس العالم 2002 واعتاد أن يتناول المسكنات، وأجرى جراحة في البرازيل عام 2003، وخضع لأكثر من جراحة.

كما قال سير أليكس فيرجسون "الثبات والاستمرار على الوتيرة يربح لك الكثير من الأشياء". لكن دينيلسون افتقر لذلك كثيرا، ربما امتلك الموهبة الكبيرة لكنه لم يمتلك العقلية أو الثبات اللذان يسمحان له بتطويع تلك الموهبة لتحقيق مزيد من الإنجازات.

"كان علي أن أخضع لجراحة رابعة، لاحظت وقتها أن مسيرتي انتهت، لم أرغب في الخضوع لجراحة لكن هذا ما حدث، بالطبع عانيت كثيرا، كنت أحب كرة القدم، بكيت في غرفتي كثيرا واختبأت من الجميع".

"مررت بأوقات صعبة في مسيرتي، كنت شخصا سعيدا كتب قصته، لكن وقت اعتزالي كان الأصعب على الإطلاق". - دينلسون.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالمية اضغط هنا

طالع أيضا:

إبراهيم حسن: عاشور ليس مشلولا لتطالبه إدارة الأهلي بالاعتزال

صُناع كرة القدم – أنا شريف حسن وهكذا تأتي ملايين الدولارات

سمير عثمان لـ في الجول: أبو تريكة وجمال حمزة أكثر من "يُمثلان"

إيفرا: رونالدو وافق على العودة لـ يونايتد في 2013

سالفادور كاباناس.. الرصاصة لا تزال في رأسي

التعليقات