فريقي المفضل – ثنائية دجيكو وجرافيتي تفوز بالدوري الألماني

في بعض الفترات وفي أحد المواسم يقدم فريق ما أداء يجعلك تتعاطف معه، تظل دوما تذكرهم بما قدموه في ذلك الموسم، كرة جميلة ومواهب عديدة وأسماء تظل عالقة في ذهنك.

كتب : إسلام مجدي

الإثنين، 27 أبريل 2020 - 15:46
فولفسبورج

في بعض الفترات وفي أحد المواسم يقدم فريق ما أداء يجعلك تتعاطف معه، تظل دوما تذكرهم بما قدموه في ذلك الموسم، كرة جميلة ومواهب عديدة وأسماء تظل عالقة في ذهنك.

بعض تلك المواهب يتجه للعب مع أندية أكبر يتفرقون في عدة أندية، ومع الوقت قد ننسى أنهم لعبوا سويا في فريق واحد وموسم واحد.

FilGoal.com يذكركم من خلال السلسلة التالية ببعض الفرق التي قدمت أداء رائعا واحتوت على عدد من الأسماء التي أصبحت نجوما وربما أبطالا وقادة مع فرقهم المستقبلية.

حصد بايرن ميونيخ لقب الدوري الألماني لموسم 2007-2008 بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه فيردر بريمن، برصيد 76 نقطة، فيما جاء شالكه ثالثا وهامبورج رابعا وفولفسبورج خامسا.

قبل أن يكون فولسفبورج خامسا، قضى موسمي 2005-2006 و2006-2007 يصارع ويتفادى الهبوط قدر الإمكان.

في عام 2007 تولى فيليكس ماجاث تدريب فولسفبورج ومعه انضم إلى النادي مهاجم لو مانز، البرازيلي جرافيتي صاحب الـ28 عاما في ذلك الوقت، والمهاجم البوسني الشاب إدين دجيكو من تيبليسي.

صيف 2007 شهد العديد من التدعيمات الأخرى، مثل المدافع البرتغالي ريكاردو كوستا والمدافع التشيكي يان سيمونيك وفلاد مونتيانو وسيرجيو رادو والمحور البرازيلي خوسيه ومارسيل شافر الظهير الأيسر وساشا رايتر الظهير الأيمن، الفريق ضم 14 لاعبا.

فولفسبورج

خامس أكبر مدينة في ولاية سكسونيا السفلى في ألمانيا، المدينة شهرتها تأتي من شهرة شركة السيارات المعروفة، فولكسفاغن، والنادي تم تشكيله من أجل عمال الشركة.

النادي قديما كان اسمه فولكسفاغينورك، ثم في أعقاب الحرب العالمية الثانية عُرف بـ فولسفبورج.

لم يتمتع فولسفبورج بنجاح كبير، مجرد محاولات للمشاركة في المسابقات الأوروبية المختلفة مع بداية الألفية، مثل اللعب في كأس الإنترتوتو لـ5 سنوات متتالية، وأفضل مواسمهم وقتها كان حينما وصل إلى النهائي في 2003 وخسر من بروجيا الإيطالي في النهائي حتى حاول الفريق تجنب الهبوط في آخر موسمين قبل ماجاث.

في موسم جرافيتي ودجيكو الأول، نجح البرازيلي في تسجيل 14 هدفا وصنع 6 آخرين أما البوسني فسجل 9 وصنع 7 في 33 مباراة بكل المسابقات.

ورغم الدعم المادي الذي يحصل عليه النادي من شركة فولكسفاغن، إلا أنه لم يتواجد قط في مركز يسمح له بالفوز بالألقاب قط.

فيليكس ماجاث

قبل فترة تدريب فولام ونصائحه للاعبيه بمعالجة الإصابات بالجُبن والألبان، كان فيليكس ماجاث مدربا ناجحا وكبيرا للغاية ولديه قدرة إدارية وفنية للسيطرة على اللاعبين وإخراج أفضل ما لديهم.

كان قد قاد بايرن للقبي دوري وكأس وكذلك لقب كأس رابطة، كما فاز بكأس الإنترتوتو مع شتوتجارت، وفاز بجائزة مدرب العام في ألمانيا مرتين.

ماجاث قضى وقتا لا بأس به في محاولة دمج لاعبيه الجدد الذين انضموا إلى النادي وإخراج تشكيلة يمكنها التسبب في المتاعب للخصوم، ليحول الفريق الذي كان يصارع الهبوط لفريق ضمن كبار الدوري في المركز الخامس.

منصبه لم يكن مدربا فقط، بل مدير كرة قدم كذلك، وكان صاحب القرار المتميز في ضم كريستيان جينتنر إلى الفريق بجانب خوسيه البرازيلي وصانع الألعاب المتميز زفيزيدان ميسيموفيتش والثنائي دجيكو وجرافيتي.

"لم أسمع قط باسم دجيكو، لكن تم ترشحيه لي من صديق ثم تقصيت وعلمت أن مستقبله سيكون رائعا، وأرسلت مساعدي لكي يتابعه، واقتنع كثيرا بما رآه من إدين". – ماجاث.

دجيكو وجرافيتي

أولا قبل الحديث دعونا نشاهد ما كان يقدمه هذا الثنائي معا.

من الثنائيات التي تطرب لها العين كلما رأتها، كلاهما كلف فولسفبورج معا 9.6 مليون يورو، لكنهما قدما الكثير سواء للفريق أو للكرة الألمانية.

بعدما قدما أوراق الاعتماد في موسم 2007-2008 تحولا لشراكة يتحدث عنها العالم في الموسم التالي، إذ سجلا سويا 54 هدفا في الدوري الألماني، بهدف أكبر من ثنائية جيرد مولر وأولي هونيس لبايرن في موسم 1971-1972.

دجيكو كان الموهبة الصاعدة بقوة والذي سجل عددا من الأهداف الجميلة لفريقه، أما جرافيتي فامتلك قصته الخاصة التي ساهمت أكثر في شهرة الثنائية.

جرافيتي كان بائع متجول وكذلك يساعد في أعمال النظافة في ساو باولو، قبل أن يصبح النجم الكبير في ألمانيا. أصبح لاعبا محترفا في بداية العشرينيات من عمره، وكان في بداية عامه الـ29 مع بداية التألق مع فولسفبورج.

لم يقدم جرافيتي موسما كبيرا سوى مرة وحيدة مع ساو باولو في 2004، حينما سجل 22 هدفا في كل المسابقات.

فولفسبورج سجل في ذلك الموسم 80 هدفا، 67.5% منها كان للثنائي الرائع وقتها.

زفيزدان ميسيموفيتش

صيف 2008 كان نقطة التحول الكبيرة، حينما أضاف ماجاث إلى فريقه ميسيموفيتش اللاعب الذي كان قد تألق في الموسم الماضي مع نورنبرج.

تأثير ميسيموفيتش كان رائعا لقدرته على إيجاد المساحات واللعب بين الخطوط، يمكنه أن يمرر الكرة ويحول الفريق لوضع هجومي في لمح البصر بجانب قدراته في المحاولة دائما على استعادة الكرة.

مع وجود ثنائية جرافيتي ودجيكو في الأمام، وقدرات وعمق تأثير ميسيموفيتش في التمرير كان واضحا حجم التطور في الفريق.

صنع ميسيموفيتش 20 هدفا في ذلك الموسم، 13 منها كانت لأخطر ثنائي هجومي في الدوري والعالم وقتها.

عدد الأهداف التي صنعها ميسيموفيتش كانت رقما قياسيا في الدوري في موسم واحد، قبل أن يحطمه لاعب آخر لفولفسبورج هو كيفين دي بروين.

كون ميسيموفيتش شراكة مثالية مع ثنائية دجيكو وجرافيتي، ومع معرفته بطريقة تحركاتهما بين المدافعين وكيف خلقا مساحة في عمليات التحول الهجومي، كان يرسل الكرة بشكل رائع إليهما.

كيف فعلها فولسفبورج؟

ماجاث اصطحب الفريق في جولة تحضيرية للموسم الجديد في سويسرا، وأحد المواقف التي تظهر طريقة الاستعدادات، أخبر المدرب لاعبيه أنهم سيتم السماح لهم بالتجول في الطبيعة.

اعتقد اللاعبون أنها راحة، وأنهم سيستمتعون بالطبيعة الجميلة لسويسرا، لكن عوضا عن ذلك، وبدون لحظة مزاح، وجدوا أنفسهم مع ماجاث يركضون لصعود جبل نيسين الذي يبلغ ارتفاعه حوالي ألفين و362 مترا.

الأمر كان أشبه بالاستعداد إلى معركة، كانوا يصعدون الجبل ويعانون من صعوبات التنفس والحركة.

كان يحثهم على المقاومة والقوة والتعامل مع الأمر والمحاولة والسعي، كانت تلك المبادئ الأساسية التي علمها لهم طيلة الجولة التحضيرية للموسم الجديد.

قضى التشكيل ما يقرب من ساعتين ونصف لتسلق الجبل ووعدهم بتناول الكعك والقهوة فور الصعود.

"بالنسبة لي ماجاث كان أهم مدرب في مسيرتي، قام بضمي إلى فولسفبورج وتحت قيادته احتفلت بأكبر نجاحاتي، أدين له بالكثير". جرافيتي.

اعتمد ماجاث معظم فترات الموسم على طريقة 4-3-1-2 وحينما يتحول الفريق إلى الدفاع يلعب بطريقة 5-2-1-2.

حينما خسر من بايرن ميونيخ في الدور الأول بنتيجة 4-2 أمام 69 ألف متفرجا وخارج ملعبه، عاد ليفوز بنتيجة 3-0 ضد بوروسيا مونشنجلادباخ، لكنه لم يحصل على انتقامه الحقيقي بعد.

في الدور الثاني وعلى ملعبه أمام 30 ألف متفرجا، كان عليه مواجهة بايرن ميونيخ، لعب بطريقة 4-1-2-1-2، أو كما نسميها الماسة، كان قد بدأ في تطبيقها منذ مباراة كارلسروه وحتى آخر الموسم.

هذه المباراة كانت أكبر مثال على قوة وجمال ثنائية دجيكو-جرافيتي.

سجل كريستيان جينتنر هدف التقدم من رأسية بعد ركنية من ميسيموفيتش، ثم تعادل لوكا توني بعد تمريرة من لوسيو.

حتى أتى الشوط الثاني، وقد جرافيتي ودجيكو مباراة الموسم، سجل كل منهما هدفين ليفوز فولفسبورج بنتيجة 5-1. ليتصدر فولفسبورج للمرة الأولى جدول الترتيب.

34 مباراة فاز في 21 وتعادل 6 وخسر 7، سجل الفريق 80 هدفا واستقبل 41. ليفوز بلقب الدوري الألماني واختير الثنائي جرافيتي ودجيكو ضمن فريق الموسم، كما فاز ماجاث بجائزة مدرب الموسم وجرافيتي بجائزة لاعب الموسم.

ما الذي حدث بعد ذلك؟

رحل ماجاث لتدريب شالكه ومنذ ذلك الحين لم يعد قط كما كان، حتى حينما عاد لتدريب فولسفبورج في موسم 2011-2012 لم يكن مثل الماضي قط.

جرافيتي رحل في صيف 2011 إلى الأهلي الإماراتي ودجيكو إلى مانشستر سيتي ولم يتبق أي شيء من الفريق المتوج باللقب.

وكأنه كان موسما وانتهى فقط، تلاشى كل شيء، حتى مع تدعيم الفريق بأوبافيمي مارتينيز وكريم زياني وتوماس كالينبرج، الفريق لم يتمكن من تقديم أي شيء يذكر، التكتيك لم يكن هو ذاته رغم أنهم لعبوا بطريقة 4-1-2-1-2 التي حسمت لقب الدوري، ورغم أنها عملت جيدا مع ماجاث لم تعمل من بعده.

وعدد من القرارات مثل تعيين أرمين فيه ثم ستيف ماكلارين أملا من الإدارة أن يجيد استعمال الثلاثي دجيكو وجرافيتي وميسيموفيتش مرة أخرى.

وبدلا من اللعب بـ4-4-2 قرر الإنجليزي الاتجاه إلى 4-2-3-1 ثم العودة إلى ماجاث بعد فوات الأوان، كلها كانت محاولات لاستنساخ موسم رائع ربما لن يتكرر مرة أخرى.

"نفهم بعضنا البعض جيدا في الملعب أو خارجه، أصبحنا أصدقاء خلال عامين، الأمر أشبه بعائلة كبيرة". – دجيكو.

"الأمر مهم جدا، نعمل جيدا كيف يتحرك الآخر، لا توجد حاجة للنظر إليه، إنه تفاهم أعمى بيننا، بالإضافة إلى ذلك يفتح ذلك الأبواب للآخرين، إنه أمر هام". – جرافيتي.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

اقرأ أيضا

أجانب منسيون – توني أوليفيرا: تمنيت تدريب الأهلي بعد ضم أبو تريكة

فيفا يقترح تغييرا جذريا على مباريات كرة القدم بعد كورونا

صفقات سقطت سهوا – فوبير إلى ريال مدريد.. "لم أكن الخيار الأول بل فالنسيا"

مباراة لا نمل منها - إيطاليا ضد ألمانيا 2006.. "مواجهة حسمها الأذكى"

رحلة داخل كواليس أشهر انزلاق في التاريخ