تيدي شيرنجهام.. الأمير الذي أكمل مسيرة الملك

الخميس، 02 أبريل 2020 - 20:53

كتب : إسلام مجدي

تيدي شيرنجهام

عادة مصطلح Deep-lying center-forward يكون معقدا للغاية، خاصة وإن عرفنا أنه يتواجد داخل المنطقة للعمق ويكون مبدعا أكثر من هدافا لكنه يجيد النقطتين، يمكننا تلخيص كل ما سبق باسم واحد، تيدي شرينجهام.

إدوارد بول شيرنجهام أو تيدي شيرنجهام كما نعرفه، واحد من أفضل المهاجمين الذين مروا على البريمرليج بشكل عام وعلى مانشستر يونايتد بشكل خاص، بل وله ذكرى ربما ينساها البعض لأن أولي جونار سولشاير سجل هدف الفوز في ليلة نهائي دوري الأبطال ١٩٩٩.. لكن دعونا لا نستبق الأحداث.

"بالنسبة لي كرة القدم تعني الشغف، كل ما أردته كطفل هو لعب الكرة، أحب دوما التطور كلما كبرت في السن كنت ألعب مع الأفضل، حتى أصبحت ألعب مع الأفضل في العالم". – تيدي شيرنجهام.

رحلة تيدي مع حب كرة القدم بدأت منذ سنواته الأولى، حينما كان يلعب في شوارع هايمز بارك في لندن، الفتى الصغير كان يحب توتنام كثيرا.

تيدي كان يركل الكرة بجانب شقيقه الأصغر جيمي حتى يصلا من الشمال الشرقي للندن حتى ملعب وايت هارت لين في شرق المدينة.

بدأ مسيرته في مدرسة لكرة القدم، وسرعان ما تنقل بين المدارس الكروية، من ويلثام فورست إلى بيمونت حتى أصبح في الـ١٥ من عمره، منذ نعومة أظافره علم تيدي أن لعب كرة القدم هو أفضل شيء بالنسبة له وجل ما يريده من الحياة.

"علمت أنني سألعب كرة القدم على صعيد احترافي، لطالما فكرت في ذلك الأمر منذ طفولتي". – تيدي.

المهاجم الشاب الذي يمتلك ثقة قد لا يمتلكها معظم من في سنه، بل والبعض قد يخطئون ويتخطون الخط الصغير غير الواضح بين الغرور والثقة، لكن تيدي كان واثقا، اتجه لحضر تجارب الأداء مع توتنام ثم لايتون أورينت، لكن الناديين رفضاه.

مع اقترابه من عمر الـ١٦ واقترابه من ترك مدارس الكرة، قلق تيدي حيال طموحه لكي يصبح لاعبا كبيرا، كان يعشق كرة القدم لكن الحلم يبتعد عنه.

قبل أن يتغير كل شيء للأفضل.

مباراة بين فريقه لايتونستون وإيلفورد وشباب ميلوال سجل هدفي الفوز بنتيجة ٢-١، ولحسن حظه كبير كشافي ميلوال كان يتابع المباراة ودعاه لحضور فترة معايشة لـ٦ مباريات، شيرينجهام كان رائعا في تلك الفترة القصيرة لدرجة أنه أظهر ما يكفي لكي يوقع على عقد يمتد لعامين مع الفريق.

مشكلة تيدي كانت الرحلة الطويلة التي يقطعها للنادي، وعليه طلب من النادي شراء مكانا للإقامة فيه حتى يتمكن من التأدية بشكل أفضل، لكنهم ضحكوا على طلبه، لذا قرر ارتياد الحافلة ثم ٣ قطارات متتالية حتى يصل إلى وجهته.

راتبه الأسبوعي كان ٢٥ جنيها إسترليني في الأسبوع، لكن تيدي كان سعيدا للعب كرة القدم بغض النظر عن مشاق الرحلة أو قلة الراتب.

تولى جورج جرهام تدريب ميلوال فقط بعد بداية فترة شيرنجهام مع النادي، وقائمة الفريق كانت صغيرة للغاية ولم يكن تيدي ببعيد عن اللعب للفريق الأول، لكن جرهام كان يكره طريقة استعراض شيرنجهام ومهاراته ويرغب منه في اللعب بطريقة مباشرة أكثر.

"لا تقلق حول الاستعراض والحركات والمهارات، فقط تأكد من دخول الكرة إلى المرمى". – جرهام يعلق على مرواغة لتيدي قبل صناعة هدف في التدريبات.

بدأ الفتى الصغيرة في العمل بنصيحة جرهام، والعمل أكثر على تسجيل الأهداف عوضا عن استخدام مهاراته، ليظهر في المرة الأولى على الصعيد الاحترافي في ١٩٨٤، قبل أن يخرج معارا إلى ألديرشوت تاون لشهرين شكلا صدمة كبيرة له، تعرض لكثير من الالتحامات والإهانات من لاعبي الدرجة الرابعة، لم يتمكن من تسجيل الأهداف، لكنها كانت فترة مناسبة لكي يعلم الواقع الخاص باحتراف اللعبة.

قبل نهاية موسم ١٩٨٤-١٩٨٥ قرر جرهام إرسال تيدي إلى إعارة أخرى، هذه المرة فريق ديورجاردن السويدي في الدرجة الثانية، وقضى عدة أشهر قليلة يتعلم خلالها المزيد حول كرة القدم، وبعد أن شك بعض الشيء في موهبته، تلك الفترة في السويد ساعدته للغاية.

ساعد تيدي فريق ديورجاردن للفوز بلقب الدوري للدرجة الثانية، واحترمه جرهام كثيرا بعد مستواه في السويد، وأصبح يظهر ضمن تشكيل الفريق وساهم في التأهل للدرجة الثانية، قبل أن يرحل جرهام من أجل أرسنال.

ومع تولي جون دوكرتي تدريب الفريق، أصبح تيدي أساسيا وسجل ١٣ هدفا في فترة صعبة للغاية على ميلوال حاول الفريق خلالها تجنب الهبوط.

في الصيف التالي قرر ميلوال أن يبني فريقا قويا من أجل تجنب فكرة المنافسة على الهبوط، ليضم إلى صفوفه توني كاسكارينو، الذي أصبح أول شريكا هجوميا لتيدي من عدة شراكات رائعة شكلها في المستقبل بعده.

سرعان ما انسجم الثنائي وسجل ٤٧ هدفا فيما بينه، ليتأهل ميوال للدرجة الأولى لأول مرة في مسيرته، كلاهما كان رائعا في إنهاء الفرص في المرمى، لكن تميز تيدي كان في مهارته الكبيرة كذلك وقدرته على التحرك بالكرة وبدونها بجانب الاحتفاظ بها.

أظهر تيدي مع الوقت قدرته على اللعب لأكبر الفرق من خلال موهبته، ومع مرور الوقت هبط ميلوال مجددا للدرجة الثانية، وفي ذلك الموسم سجل تيدي ٣٧ هدفا الأفضل له في مسيرته، في عمر الـ٢٥ بدا وكأن الوقت قد حان للرحيل.

بدأ الحديث حول انضمامه لمنتخب إنجلترا، في النهاية كان قد سجل ما يقرب من ١١١ هدفا، وكذلك علم تيدي في قرارة نفسه أنه راحل لا محالة.

هنا قرر بريان كلوف المدرب الأسطوري لنادي نوتينجهام فورست أن يتحرك لضمه بمبلغ ٢.١ مليون جنيه إسترليني عام ١٩٩١.

فرصة العمل مع واحد من أفضل المدربين في تاريخ اللعبة، مع وجود لاعبين مثل روي كين وستيوارت بيرس وكريج أرمسترونج وغيرهم.

سجل شيرنجهام في موسمه الأول ٢٠ هدفا، وبدأ الموسم التالي بشكل جيد للغاية، وسجل هدفا يعد هو الأول الذي يبث بشكل مباشر على شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية للبريميرليج، كان هدف الفوز ضد ليفربول.

لم يتكيف بشكل كامل في نوتينجهام فورست رغم ذلك، لم يكن راضيا، استمر ٨ أشهر مقيما في فندق كان واثقا من أنه سيترك النادي لا محالة، وبعد ٣ مباريات من موسم ١٩٩٢-١٩٩٣، انضم إلى توتنام ليبدأ رحلته في السماء وسط النجوم.

مع توتنام لعب رفقة يورجن كلينسمان وإيلي دوميترسكو بجانب وجود دارين أنديرتون ونيك بارمبي، عرف هذا الخماسي بعد ذلك بـ"الخماسي الشهير" أو Famous Five في الإعلام الإنجليزي.

فكرة وجود خمسة لاعبين بتلك القدرات الهجومية والمهارة والذكاء كانت رائعة لكن دائما التساؤلات حول هل يمكن البدء بهم معا؟ لم يكن هناك توازنا كافيا ليحدث ذلك على الإطلاق.

حسنا لكي نفهم كيف يمكن لتيدي تشكيل شراكة مع أي لاعب مهاجم بجانبه، يمكننا تذكر نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ١٩٩٥، وكيف نجح الثنائي كلينسمان وتيدي في تحطيم ليفربول في أنفيلد.

تسديدة تيدي بطريقة رائعة للغاية من خارج المنطقة بعد انطلاق ممتازة من كلينسمان الذي مررها له ببراعة، شيء نفعله حاليا أثناء لعبنا لـ"فيفا ٢٠".

يمكنكم مشاهدة الأهداف فالمشاهدة ستصف أكثر بكثير من الكلمات، موهبة تيدي وقدرات كلينسمان = متعة للعين بكل تأكيد.

"تيدي شيرنجهام كان أذكى لاعب لعبت معه على الإطلاق". – يورجن كليسنمان بعد انضمامه إلى بايرن ميونيخ.

بصمات تيدي لم تكن مع الأندية فقط، لعب لمنتخب إنجلترا منذ عام ١٩٩٣، في عمر الـ٢٧، استدعاء تأخر بعض الشيء، بجانب عدم مشاركة إنجلترا في كأس العالم ١٩٩٤، لم يترك أمامهم سوى بطولة يورو ١٩٩٦.

آلان شيرار كان بكل تأكيد المهاجم الأساسي، لكن تخيل أن تمتلك في خط الهجوم كل من ليس فيردناند وروبي فاولر وستان كوليمور ومات لي تيسيه وأندي كول وإيان رايت وأخيرا تيدي..

قرر تيري فينابلس أن يدفع بتيدي بجانب ماكينة الأهداف البريطانية شيرار، لتبدأ شراكة جديدة عرفت لدى الإعلام بـSAS.

"بعد خسارة نصف نهائي يورو ٩٦ أمام ألمانيا، انفطر قلبي، كانت تلك أسوأ لحظاتي على الإطلاق، توقعنا أن نفوز باللقب معا، لكن فجأة انتهى كل شيء اضطررنا لأن نقول وداعا، كان إحباطا كبيرا لي". – تيدي

وإن أردنا ما يوضح أي شيء، فيكفي ما قدمه الإنجليز ضد هولندا في هذه المباراة وتحديدا SAS.

بعد عودته من اليورو وبعد أقل من عام، قرر سير أليكس فيرجسون ضم تيدي إلى كتيبته ليكمل القطعة الناقصة في كتيبة الشياطين الحمر.

إريك كانتونا كان قد اعتزل في صيف ١٩٩٧، وسير أليكس كان يرى أن تيدي هو البديل المثالي له.

كتبت صحيفة أندبندنت عنوانا: "الملك قد مات.. ليحيا الأمير إدوارد".

فيما أرسل سير أليكس فيرجسون خطابا إلى كانتونا، وبعد عرفانه بما قدمه الملك قال له: "كما تعلم قمنا بضم تيدي لاستبدالك، لكن حاليا الأمر صعب بالنسبة له لإيجاد نفس المساحة التي كان يجدها مع توتنام، وهو يلعب في العمق ولدينا بعض الأشياء لتعديلها".

وواصل "اللاعبون في بعض الأحيان لا يلاحظون كم من الصعب أن تلعب في مستوانا أن تكون كل مباراة كنهائي كأس، آمل أن يمكنه أن يقدم الإضافة التي نريدها".

قدم تيدي نفسه لجماهير يونايتد في ملعب هايبوري، أمام أرسنال حينما سجل هدفين أمام منافس الفريق على لقب الدوري، وقبل شعار الفريق.

لم يكن شرينجهام يحب أرسنال قط حتى أنه اعترف بذلك: "لا توجد أموال في العالم يمكنها جعلي ألعب لهم".

لكن تلك الثنائية لم تكن كافية، أرسنال فاز بنتيجة ٣-٢.

مهارة تيدي الهجومية تركزت على التمركز الرائع والتحرك الذكي، كان يمتلك لمسته الساحرة لكن رأسه ماله الهجومي كان في ذلك الأمر.

لعل أبرز لحظات مسيرته على الإطلاق كانت مع مانشستر يونايتد في ١٩٩٩، عرضية من ديفيد بيكام يحولها تيدي في المرمى ببراعة، ويجن جنون الجميع في ملعب كامب نو، بايرن ميونيخ يسقط في النهائي بعد التقدم.

ليس هذا فقط، بل حسم لقب نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في نفس العام.

في عام ٢٠٠١ عاد إلى توتنام كان قد بدأ المرحلة الأخيرة من مسيرته قبل اعتزال اللعبة نهائيا في ٢٠٠٨.

إن أردنا الحديث عن تيدي يجب أن نوضح استمراريته في الملاعب حتى سن كبيرة، طريقته في الاستمتاع بكرة القدم، في الحقيقة استمر في لياقة بدنية سمحت له باللعب حتى عمر الـ٤٠ على أعلى مستوى.

العقلية والموهبة والمهارة والأهداف والذكاء، موهبة تيدي كانت كبيرة، ونتمنى له عيد ميلاد سعيد لما قدمه في الملاعب طيلة فترته كلاعب كرة قدم خصوصا في حقبة البريميرليج.

يف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

طالع أيضا

لتفادي سيناريو فتحي.. الأهلي يتحرك لتجديد عقد نجمه

هل يعود باسم علي لـ الأهلي؟

إلى أي مدى تعرف أبو تريكة

تفاصيل حزينة وسعيدة في شفاء مدرب حراس نادي المدية المنورة

بوشكاش.. اسم تعرف به المجر رغم سلبه جنسيته.. أسس مملكته في مصر

التعليقات