كتاب في البيت - أنا دروجبا (4).. حين هتف ضدي جمهور تشيلسي والخيانة ضد مورينيو

الإثنين، 23 مارس 2020 - 11:32

كتب : أحمد عز الدين

جوزيه مورينيو - دروجبا

إيمانا من FilGoal.com بدوره المجتمعي في محاربة فيروس كورونا ومساهمة في حملة (خليك في البيت)، نقدم لكم خدمة ترجمة كتب أبرز النجوم.

والآن مع الحلقة الرابعة من كتاب ديديه دروجبا نجم منتخب كوت ديفوار وتشيلسي ومارسيليا السابق.

---

وجدت في اليوم الأول من المعسكر التحضيري لتشيلسي شابا يافعا يسير بهدوء وسط اللاعبين ولا يتحدث تقريبا.

ظننت في البداية أنه لاعب من الأكاديمية وقلت لنفسي هكذا يهتم تشيلسي بالناشئين ثم اكتشفت كم أنا ساذج طبعا حين سألت كلود ماكليلي: من هذا اللاعب؟ فقال لي ضاحكا: هل تمزح؟ هذا جون تيري قائد الفريق.

حسنا هكذا يمكنكم إدراك كم المعلومات التي كنت أعرفها عن تشيلسي قبل انضمامي للفريق!

أنا ديدييه دروجبا وهذه الحلقة من مذكراتي أحكي لكم فيها عن تحول تشيلسي إلى بطل. وعن هتاف الجمهور ضدي. وعن صدمة رحيل جوزيه.

صيف ساخن

فتح اليوم الأول لي في المعسكر التحضيري لتشيلسي عيني على الفارق بين جوزيه مورينيو وأي مدرب سابق لي.

فحين وصلت مبكرا إلى النادي ارتديت حذاء وقميص الركض استعدادا للمران. هنا وجدت مورينيو يسألني: ما هذا الذي ترتديه؟

قلت له: هكذا أركض أفضل. فضحك جوزيه: "ارتدي حذاء كرة القدم. أنت لاعب ولست عداء".

في فرنسا يبدأ أي معسكر تحضيري للموسم بتدريبات بدنية عنيفة. نركض 10 كيلومترات يوميا حتى نصبح أقوى على المستوى البدني ثم بعد ذلك نبدأ في العمل على الفنيات والخطط.

أما في تشيلسي فتدريبات مورينيو كلها كانت بالكرة. وفي الحقيقة هذا الاسلوب جعلني لاعب كرة قدم أفضل وزاد انصهارنا كفريق وفي الوقت نفسه رفع لياقتي البدنية أكثر من الطريقة الفرنسية.

ومورينيو نفسه كان شخصية ساحرة. يضحك أغلب الوقت ويتحدث مع كل لاعب على حدة في جوانب حياته لكن حين يبدأ المران تجد أمامك صخرة ثلجية.

"حاول ألا تخطئ في المران أمام جوزيه مورينيو".. هذه كانت نصيحة ريكاردو كارفاليو لي وقد فهمت جيدا سبب كلماته.

هذا رجل لا يمزح. ومن اليوم الأول وقد كان هدفه واضحا: سنفوز بلقب الدوري الإنجليزي.

هذه لحظتي

مع بداية الموسم كنت سعيدا أن هدفي الأول لم يتأخر إذ جاء في المباراة الثالثة ضد كريستال بالاس.

لكن سعادتي لم تدم طويلا.

مبارياتي الأولى في إنجلترا علمتني أن هناك فارقا مريعا بين هذا الدوري ونظيره في فرنسا.

في فرنسا حين يضربك لاعب يحصل على بطاقة صفراء أما هنا حين تتلقى ركلة قذرة عليك النهوض ومصافحة من ضربك!

هذه الأمور أثرت كثيرا على مستواي في الملعب لدرجة أني احتجت لشهر كامل حتى أسجل ثاني أهدافي في الدوري الإنجليزي.

وساءت الأمور خلال مواجهة برشلونة في دوري أبطال أوروبا. كان تشيلسي متفوقا بهدف ونحن على وشك التأهل.

وفي لحظة لا قيمة لها في المباراة حاولت الوصول للكرة، فجأة وجدت فيكتور فالديز يسقط أرضا والحكم يشهر البطاقة الحمراء في وجهي!

كنت مقتنعا أن قرار الطرد ليس عادلا وكذلك جمهور تشيلسي الذي صب غضبه على الحكم لدرجة تهديده بالقتل وإجباره لاحقا على اعتزال المهنة.

شعرت بأن بدايتي مع تشيلسي ليست كما أتمنى.

لكن جوزيه أراد دعمي بوضوح واختارني أساسيا ضد ليفربول في نهائي كأس رابطة المحترفين. وأنا لن أترك تلك الفرصة تلفت من يدي.

وبعد 45 ثانية كان أرين ريسا يسجل الهدف الأول لليفربول!

أظن أن هذا اللقاء كان مهما جدا في حياة تشيلسي. فبعد توديع دوري الأبطال كان الفريق في احتياج للقب يجعله يشعر أنه بالفعل بات من الكبار.

لهذا حمدا لله سجل ستيفن جيرارد هدفا بالخطأ في مرمى فريقه وأهدى تشيلسي التعادل.

هنا جاءت لحظتي.

سجلت هدفا منحنا اللقب غير عالم بأن حكايتي مع تشيلسي ستتضمن 9 أهداف في مباريات حاسمة نهائية بعد ذلك.

الفوز على ليفربول جعلنا أكثر ثقة وحين وصلنا إلى شهر نوفمبر كنا قد اعتلينا جدول ترتيب الدوري الإنجليزي وتغيرت اللعبة.

الآن تشيلسي متصدر وفي الصيف أصبحنا أبطالا تاركين زعامة أرسنال لإنجلترا جزء من الماضي.

في بداية الموسم تحدث جوزيه مورينيو معنا بكل صراحة: "هدفنا الدوري. لو التزمتم بتعليماتي كاملة ستكونون الأبطال".

ربما يتهم البعض مورينيو بالغرور بسبب هذه النوعية من الكلمات. لكن في الحقيقة جوزيه كان يعرف تماما كيف يحقق أهدافه.

لو فزنا بكل مبارياتنا الطبيعية ولعبنا على تعادل قد يؤدي لفوز أمام الكبار سنكون الأبطال. هكذا بمنتهى البساطة.

جمهور تشيلسي يهتف ضدي!

انتظرت موسما مريحا في عامي الثاني مع تشيلسي. لكني عرفت أن هذا لن يكون مع خبر عودة هرنان كريسبو إلى النادي.

منذ اللحظة الأولى أدركت أن مورينيو يرغب في خلق أجواء تنافسية بيني وكريسبو. ألعب وأتألق لكني أجد هرنان أساسيا في اللقاء الثاني.

يتألق كريسبو ويسجل ثم يجد نفسه بديلا لي في المباراة التالية.

في تلك الآونة كانت 4-3-3 الطريقة المفضلة لجوزيه لأنها تمنح الفريق اتزانا أكبر. لكنه أيضا من وقت لآخر استخدم 4-4-2.

لهذا تجاسرت وتحدثت مع جوزيه في يوم ما: "أظن أن طريقة 4-3-3 تجعل حياتي أصعب. اللعب بجوار مهاجم ثان سيشكل ضغطا على أي خصم وسيجعلنا نفوز بأريحية أكبر".

هز جوزيه رأسه ثم قال لي باقتضاب "استمتع بأجازتك في مصر".

كنت متجها إلى مصر لخوض كأس أمم إفريقيا 2006 وسأتحدث باستفاضة عن رحلتي مع المنتخب الإيفواري.

لكن ما يهم الآن أن كريسبو استغل فترة غيابي وسجل كثيرا لدرجة جعلتني أفكر: سأعود لنقطة الصفر وأحارب من جديد على مكان أساسي في تشكيل تشيلسي.

لكن حين عدت وجدت مفاجأة سعيدة. جوزيه قرر تغيير الخطة إلى 4-4-2 من أجلي.

هل هذه هي النهاية السعيدة للقصة؟ بالتأكيد لا.

في مباراة مانشستر سيتي سجلت هدفا وبعدها وجدت كل المدافعين حولي يحتجون ويشيرون للحكم أن الكرة اصطدمت بذراعي.

وازدادت الأمور سخونة حين أشهر الحكم البطاقة الصفراء الثانية لقائد سيتي سليفان دستن لأن ظل يحتج على الهدف حتى نهاية الشوط الأول.

ثم في الشوط الثاني كاد ريتشارد دن مدافع سيتي خلال التحام بي أن يفقأ عيني، فسقطت أرضا.

هنا وجدت المدرجات كلها تطلق صافرات استهجان ضدي. ليس جمهور سيتي فقط بل ومشجعي تشيلسي أيضا!

لم أصدق نفسي.

بعد المباراة تحدثت مع برنامج BBC Match of the day وربما تسببت في مشكلة لنفسي بسبب عدم اتقاني الإنجليزية لدرجة تجعلني أتحكم فيما أريد قوله.

المذيع: هل لامست الكرة يدك؟

دروجبا: نعم. لكن الحكم لم يرها وبالتالي هذا جزء من اللعبة.

المذيع: وهل سقطت بشكل تمثيلي في اللقطة الثانية؟

دروجبا: أحيانا أسقط وأحيانا أظل واقفا. لو هناك من يغضبه اسلوبي فربما أترك له الملعب".

في تلك المباراة شعرت أن علي الرحيل عن تشيلسي. الجمهور يهتف ضدي بعد كل ما فعلته؟ كاد ريتشارد دن أن يفقأ عيني بسبب قتالي على الكرة وتكون النتيجة هتافكم ضدي؟!

جوزيه طلب مني عدم التحدث.

وبعد الفوز على وست هام 4-1 في مباراة سجلت فيها هدفا وصنعت الأخر لكريسبو قرر جوزيه مورينيو التحدث لوسائل الإعلام.

قال جوزيه مورينيو: "اليوم أطلب من دروجبا الذهاب إلى منزله وفتح شاشة التلفاز وانتظار ما ستقولونه عنه".

وتابع "حاولتم قتل دروجبا في الفترة السابقة. اليوم وقد سجل وصنع أنتظر ما ستقولونه عنه؟".

انتهى الموسم بتتويج تشيلسي بطلا للدوري الإنجليزي وهذه المرة بفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني.

وأثناء فترة الصيف وجدت رسالة من فرانك لامبارد يقول لي: "مرحبا ديدييه. أتمنى أن تستمر معنا لأن علينا الفوز بدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي".

ربما كانت هذه أول وأخر رسالة تصلني من لامبارد. فرانك قائد صامت نحترمه كثيرا ونراه شخصا عميقا ويستطيع فعلا قيادتنا مع جون تيري وبتر تشك.

حسنا لن أرحل. أنا باق في تشيلسي، والشكر في الحقيقة يعود إلى لامبارد وجوزيه.

أنا وجوزيه

وصل أندريه شيفتشينكو إلى تشيلسي في الصيف. هل كنت أرى هذه الخطوة في صالحي أم ضدي؟

في الحقيقة اعتدت اللعب بميلان في بلاي ستيشن بسبب شيفا. أعشق هذا اللاعب.

تعلمت الكثير من شيفا في فترته مع تشيلسي لكن لسوء حظه كان قد جاء مصابا وبسبب ذلك لم يقدم المستويات المنتظرة منه.

أما أنا فقد كنت أعيش أفضل أيامي. 5 أهداف في أول 5 مباريات وانتصار رائع على أرسنال في نهائي كأس كارلنج.

كان أرسين فينجر متمسكا بمبدأ الدفع بلاعبين شباب في تلك البطولة حتى لو كنا نتحدث عن مباراة نهائية.

لهذا حين رأينا تشكيل أرسنال يضم ثيو والكوت (17 عاما) وسيسك فابريجاس (20 عاما) مع أرماند تراوري مع أبو ديابي وكل منهما يبلغ من العمر 20 عاما شعرنا بالقلق.

قلنا لأنفسنا لو خسرنا من هذا الفريق...

قدم أرسنال شوطا رائعا ضدنا. يتحركون بسرعة غير عادية ويتواجدون في كل مكان وعلمنا أننا سنخسر.

لكننا ولحسن الحظ استفقنا في الشوط الثاني وحولنا تأخرنا إلى فوز. وطبعا سجلت في شباك أرسنال.

كان هذا اللقاء نموذجا لما نعانيه في الموسم. نلعب جيدا أمام الكبار ونخسر أمام الفرق الأضعف والنتيجة أننا أهدينا لقب الدوري الإنجليزي لمانشستر يونايتد.

وبعد خسارة اللقب بأسبوعين توجهنا لملاقاة مانشستر يونايتد في نهائي كأس إنجلترا وهنا تحدثت للاعبي تشيلسي: "يا رفاق. أشعر بالرعب من الخسارة، لكني أعدكم لن أتوقف عن الركض حتى أخر لحظة".

المباراة كانت سيئة ويبدو أن مانشستر يونايتد أيضا كان يخشى تشيلسي.

لكن المشكلة أني شعرت بإصابة تداهمني وتجعلني غير قادر على الركض. قلت لجوزيه أريد أن أخرج من الملعب لا أستطيع الركض. رد علي: "لا تركض. انتظر في منطقة الجزاء وستسجل".

وكأنه كان يعلم ما سيحدث. وكأن الله استجاب لدعائي بأن يجعلني أسجل هدفا أخر، مجرد هدف.

وبعد دقائق سجلت هدف الفوز وقتلت المباراة.

لكن هنا حدث أمر غير مألوف.

نستعد للاحتفال وأنظر حولي فلا أجد جوزيه. ذهبت إلى غرفة خلع الملابس وجدته جالسا يتحدث في الهاتف مع زوجته.

كنت أعلم أن الأمور لا تسير بشكل جيد بين جوزيه ورومان أبراموفيتش. كلاهما شخصية قوية ويبدو أنهما على غير وفاق في طريقة إدارة الفريق وخسارة الدوري جعلت الأمور أصعب على مورينيو.

قلت لجوزيه: "لو لم تدخل لتحتفل باللقب معنا سأحملك إلى الملعب على كتفي". هذه لقطة تعكس علاقتي مع مورينيو.

بالنسبة لي هذا الرجل هو بطل تشيلسي وما نحققه من ألقاب. لهذا قصة رحيله كانت قاسية للغاية.

جوزيه أشاد بي وهو في بورتو ثم جلبني إلى تشيلسي. دعمني بكل ما يملك وجعلني أؤمن بقدراتي وأطورها في الوقت نفسه الذي خلق فيه فريق على قلب رجل واحد.

يقول جوزيه دوما: "لو اخترت رجلا للذهاب إلى الحرب معه سيكون ديدييه".

لهذا كنت دوما أحارب من أجل جوزيه.

لكن في الموسم الرابع لجوزيه كنا نعلم أن الأمور تسير بشكل سيء. الصدام بين المدرب والرئيس يزداد سخونة والنتائج غير جيدة في الدوري وفي أوروبا.

وبعد التعادل مع روزنبرج في دوري أبطال أوروبا وجدت جوزيه يقف أمام باب الاستاد منتظرا سيارته.

قلت له: "جوزيه هل ستأتي إلى العرض؟".

كانت إحدى الشركات قد أنتجت فيلما عن قصة نجاح تشيلسي وبالطبع بطل الحفل كان جوزيه مورينيو".

لكن جوزيه رد "أظن أن الأمر انتهى بالنسبة لي ديدييه".

ثم تركني ورحل. أقسم أن وجهه لم يحمل أي تعبير عاطفي. لم يكن حزينا، سعيدا أو حتى غاضبا.

وفي اليوم التالي أعلن النادي رحيل جوزيه مورينيو.

لم أصدق نفسي. نعم قد يختلفان لكن هل يمكن أن تصل الأمور إلى درجة رحيل جوزيه؟

توجهت مهرولا إلى مكتب رومان أبراموفيتش. سألته مباشرة "ما الذي حدث؟".

قال لي أبراموفيتش: "لقد منحته الفرصة الكافية ديدييه. كنت أريد بقاء جوزيه لكن لم يعد ذلك ممكنا".

هززت رأسي وقلت لأبراموفيتش: "أنا محترف وسأظل ملتزما ما بقيت في تشيلسي".

كنت غاضبا.

لحقت بالفريق سريعا في غرفة خلع الملابس لأجد جوزيه يتحدث بهدوء للاعبين. لم تستمر كلماته لدقائق لكنها كانت دقائق قاسية للغاية.

شكر كل واحد فينا على ما صنعناه من أجله ومن أجل تشيلسي، قال إنه لن ينسانا أبدا وإنه يتمنى لنا التوفيق. ثم رحل.

لم أستطع حبس دموعي وأنا أتذكر اللحظات التي حاربنا فيها سويا وصنعنا فيها ما لم يتخيله أحد.

عايشت رحيل العديد من المدربين لكن وبدون شكل رحيل جوزيه مورينيو كان الأصعب في حياتي.

خيانة؟

رحيل جوزيه لم يمر بسهولة داخل غرفة خلع الملابس في تشيلسي.

مجموعة منا كانت تؤمن بأن هناك لاعبين أرادوا رحيل جوزيه. لم يحاربوا من أجله وكانوا السبب في النتائج التي أطاحت بالرجل.

هذه ربما المرة الأولى الذي يحدث شقاق بين اللاعبين. بدأنا نتحزب وكان يبدو جليا أن الحياة لن تصبح كما كانت بسهولة.

أشياء كثيرة حدثت وتصريحات قيلت من اللاعبين عن تلك الفترة. وكان الخروج منها صعبا، ربما ليس بصعوبة خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا في هذا الموسم.

لكن تلك قصة أخرى.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

اقرأ أيضا:

خلف خطوط العدو – سانز خسر معركة صغيرة لكنه ربح الحرب الكبرى

سر اللقب – الفرعون جودين

تقارير: قرار تأجيل الأولمبياد يصدر اليوم الأحد

طارق حامد يتحدث عن صعوبة مواجهة رونالدو

نائب رئيس كاف يتحدث عن مصير بطولتي الأندية

التعليقات