روي هودسون.. عندما كان الدوري الإيطالي ملكا

الأربعاء، 18 مارس 2020 - 21:14

كتب : إسلام أحمد

روي هودسون - الصورة من موقع coachesvoice

عندما بدأت فترتي الأولى في إنتر ميلان الإيطالي، كان الدوري الإنجليزي لا يزال في مراحله الأولى.

عام 1995.. إيطاليا جاذبة للنجوم والأموال، لم يكن هناك لاعب يحصل على مليون جنيه إسترليني في إنجلترا، لكن في إيطاليا بالتأكيد.

نجوم العالم كان يلعبون في الدوري الإيطالي، الأفضل جاء من هولندا وألمانيا والبرازيل، كان الأمر أشبه بالدوري الإنجليزي اليوم، في كل أسبوع تنظر إلى الفرق والـ 3 محترفين الأجانب المميزين.

كان الشغف في إيطاليا كما لو كان هنا (إنجلترا). الأندية تعني الكثير للمشجعين، لأن كل مباراة كانت ذات أهمية حيوية.

الحدة كانت أكبر تغيير من أي شيء كنت قد اختبرته في حياتي المهنية. في مالمو السويدي على سبيل المثال لم يكن الضغط مثل ذلك. عندما تفوز طوال الوقت، يمكن أن تصبح الحياة سهلة للغاية.

كان من الرائع تدريب إنتر عندما قررت ذلك. لكني لم أكن مستعدا في ذلك الوقت كما كان ينبغي بسبب ضخامة النادي.

في إيطاليا يوفنتوس وإنتر أكبر ناديين في الشارع، الدربي الكبير لا زال إنتر يوفنتوس وليس إنتر وميلان.

عندما كنت مدربا لمنتخب سويسرا، تلقيت رسالة عبر الهاتف ظهرا عقب عودتي للمنزل من جايتانو فاكيتي.

كانت رسالة قصيرة. "أنا جايتانو فاكيتي.. هل بإمكانك مكالمتي؟".

التقينا أكثر من مرة سابقة عندما كنت مدربا لـ مالمو إذ خضنا مواجهة ضد إنتر في كأس الكؤوس الأوروبية.

قلت لزوجتي "أتساءل ما هو هذا؟"، اتصلت به وشرح لي أن ماسيمو موراتي مالك إنتر يبحث عن مدرب جديد وقد فضلوا التعاقد معي ولذلك سنجري اجتماعا.

في يوم الاجتماع كانت هناك مباراة كبيرة بين بازل وجراسهوبرز في ملعب سان جاكوب بارك، الخطة كانت مشاهدة المواجهة ومن ثم السفر لميلانو ليلا من أجل لقاء موراتي في اليوم التالي.

الأمر أخذ وقتا طويلا مما توقعت، النفق المؤدي من بازل كان مغلقا وكان عليّ تخطيه وبدأت الثلوج تهطل، كنت تجربة سيئة كليا.

اضطررت أيضا إلى التوقف بالقرب من بيلينزونا في إيطاليا، كان ذلك في الساعات الأولى من نفس اليوم الذي كان من المفترض أن أقابل فيه موراتي في وسط ميلانو. بدا لي أنه طلب مني في النهاية تولى المهمة التي كانت بمثابة حلم من السماء.

رفض الاتحاد السويسري سابقا محاولات من أندية أخرى في أوروبا للرحيل، ولكن تلك المرة أوضحت أن هذه فرصة حقيقية، وأريد اغتنامها.

في البداية كانت الفكرة هي أنني سأخوض مباراة ودية أخيرة في ذلك الموسم بشهر مارس -والتي كانت ضد إنجلترا في ويمبلي- ثم يورو 96.

وافق إنتر على أن اتشارك تدريب المنتخب، لكن الاتحاد السويسري غير رأيه بعد فترة وقرر أنه يحتاج إلى مدرب متفرغ للاستعداد بشكل صحيح للبطولة فلم يعتقدوا أنه يمكنني تدريب النادي والمنتخب سويا.

كانت النتيجة رحيلي قبل البطولة عن تدريب سويسرا.

كان لدى إنتر بداية سيئة وضعيفة لموسم 1995/1996، وصلت في أكتوبر، كانوا قد لعبوا بالفعل عدة مباريات لم تسر بشكل جيد للغاية.

كنت أعلم أن الامر لن يكون سهلا وبعد 4 سنوات من تدريب منتخب سويسرا أردت العودة للتدريب اليومي.

كان من الصعب رفض البهجة والإثارة في تدريب إنتر حتى لو تركت شيئا كان أكثر ثابتا من تجربتي الجديدة، كنت محظوظا أن موراتي خلف توقيعي لكن الأهم كان فاكيتي بالنسبة لي.

فاكيتي كان مدير الفريق يحمي ظهري ويقودني في المواقف السياسية التي طورت النادي، لا شيء في مسيرتي التدريبية أعدّني لتلك الخطوة مثله، كان عليّ التعلم سريعا والغوص عميقا، كنت محظوظا بتواجده بجواري ولم أفكر أنني كنت سأكمل بدونه.

اتبعت طريقة مكثفة في العمل، كان أكثر مما هو عليه الآن، معرفتي المحدودة للغة الإيطالية جعلت التواصل قليلا عن طريق التشجيع والعمل الإيجابي.

أثناء التدريبات يتعلق الأمر أحيانا بشخصيتك، وقدرة اللاعبين على التحول السريع، الأمر ليس مثل تعليم شيئا لم يختبروه أو يفكروا فيه من قبل.

عندما بدأت كنت احتاج بعض التوضيحات وكان جايتانو يساعدني، لم يستطع تحدث الإنجليزية فتواصلت معه بالفرنسية.

المشكلة كانت اجتهاده الكبير، لم يكن يريد قول أي شيء لم أقم به لذلك كانت لقاءاتنا تأخذ وقتا طويلا.

حاولنا الحصول على مساعدة بول إينس وماسيمو بيانان، لكن ماسيمو لاعب جيد وليس مثلي كشخص، لكنه لم يمتلك نفس الشغف تجاه جايتانو.

كان والد ماسيمو موراتي يملك النادي خلال تلك الأيام العظيمة. أصبح ماسيمو مالكا بعد ذلك وحلمه أن يعيد بناء النادي مرة أخرى لإعادة اسم النادي لمكانته.

كان مثقفا ومهذبا للغاية وأنيقا والأهم أنه مشجع عظيم، يعيش ويتنفس إنتر أكثر من أي شخص لكن قد يكون هناك عيبا بسيطا، شغفه قد يقوده للتحدث مع العديد من الأشخاص الذي يخبرونه بما يجب عمله في حين نقول أنا أو جايتانو شيئا آخر.

العمل معه كان مثيرا للغاية لذلك أنا ممتن لهذا الوقت وعاملني بشكل جيد وبيننا احترام متبادل حتى ولو لم نبرم كل الصفقات والفريق الذي أراده.

توليت مهمة فريق متهالك، روبرتو كارلوس قضى أول موسم له، كان نجما لكن مع منتخب البرازيل تحت 21 عاما، مثل ماركو برانكا يمتلك موهبة ربانية.

خافيير زانيتي أصبح اسما كبيرا لكن لم يكن كذلك بعد، بول إينس كان نجما، لاعبا أجنبيا بعدما فاز بالدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد وامتلكنا أيضا جانليوكا باليوكا في حراسة المرمى وجوسيبي بيرجومي في الخط الخلفي.

لم نوقع مع خافيير ليكون هذا اللاعب الكبير الذي صنعه بنفسه، كانت لديه احترافية عالية ورغبة في استخراج أفضل ما لديه، بغض النظر عما يطلبه منه المدير الفني أو البدني كان يقدم ما لديه.

بيرجومي كان كذلك، الأمر كان يتعلق بكم العمل، والصرامة والاحترافية وتقديم التضحيات.

عندما وصلت لأول مرة كنت قلقا من أن الفريق لن يتناسب مع أفكاري، قررت عدم الاعتماد على خطة "كاتيناتشو" والرقابة واحد ضد واحد، والتي كانت أسلوبا قديما.

الألمان أيضا لعبوا بهذا الأسلوب ونجحوا، لكنني قررت أنني لن أقوم بهذا.

سنلعب بـ 4 في الخط الخلفي وسيكمل كل لاعب الآخر و2 في الهجوم، ولم أرد أن يكون لاعب الوسط على الطرفين بمثابة أجنحة هجومية بل يأتون من خارج الخطوط.

كنت قادما إلى إيطاليا بعد نجاح ضخم منها 5 سنوات في السويد مع الفوز رفقة مالمو بلقب الدوري كل موسم، لم أفز مع سويسرا لكن أردت أن تلعب الفرق هناك بنفس أسلوبي وكنت حريصا على ذلك قبل تولي المهمة.

اعتقدت أنني استطيع أن ألعب بأسلوبي إذا تعاقدوا مع الأسماء المطلوبة وكنت متفاجئا من تواضع هؤلاء اللاعبين، لم يكن هناك من يقاوم حتى وكان الرد نحن نفعل هذا منذ سنوات.

بيرجومي كان مثالا كلاسيكيا، قد يقضي حياته في مراقبة واحد ضد واحد وسعيدا بأن الكرة في النصف الآخر من الملعب دون أن يشارك في اللقاء.

بالنسبة له اللعب كظهير أيمن في خط رباعي خلفي لم يكن يناسبه وعليه إظهار الكثير وكذلك خافيير زانيتي أيضا.

في التدريبات، يتوقف اللاعبون لسؤالي ماذا يجب أن نفعل هنا وماذا تريد مني، كانت بيئة حقيقية للتدريب.

تأهلنا في الموسم التالي إلى كأس الاتحاد الأوروبي من الباب الضيق، لأن يوفنتوس فاز على أياكس في نهائي دوري الأبطال ومنحنا بابا للتأهل.

باليوكا ومن ثم بيرجومي وبيانان وجانليوكا فيستا وروبرتو كارلوس، وفي الوسط زانيتي وسيلفاتوري فيريسي وبول إينس ودافيدي فونتولان، ماركو برانكا وماوريزيو جانز في الهجوم كنا فريقا متكاملا.

وجدت التعامل مع الصحافة صعبا للغاية. ربما كنت سأجد ذلك أسهل لو كنت أتحدث الإيطالية بطلاقة أكثر، أو إذا كنت أقوم بذلك بلغتي الخاصة.

هذه هي المرة الأولى التي واجهت فيها هذا الوضع، إذا كانت عديد الصحف الرياضية التي كان عليها ملء صفحة واحدة على الأقل عن إنتر. لذا كان هناك كل يوم مؤتمرا صحفيا في النادي.

في كل مباراة ، كان 16 من أصل 22 لاعبا في الملعب طليان لم يكن هناك سوى ثلاثة لاعبين أجانب مسموح لهم بالمشاركة في قائمة المباراة لذلك كان الأمر مختلفا بهذه الطريقة عما أصبح عليه الدوري الإنجليزي.

عندما كنت مدربا لإنجلترا، حضرت مباريات الدوري الإنجليزي التي كان من الممكن أن يكون فيها لاعب واحد أو اثنين فقط إنجليز. لم يكن هذا هو الحال بالتأكيد في إيطاليا، كل مباراة ذهبت إليها كانت ستضم 16 إيطاليا من أصل 22 على أرض الملعب.

إيطاليا بلد مثقف، والإيطاليون لديهم إحساس هائل بالأناقة، لقد كان مكانا صعبا للتجول في الشوارع إذا كنت لا تريد التورط مع المعجبين.

لم يكن هناك أي شيء وجدته متطفلا للغاية على الرغم من ذلك كانت 9 مرات من بين كل 10 أشخاص ممتعة وإيجابية.

خلال موسمين لي في إنتر، كان ميلان ناديا واحدا لديه العديد من المدربين المختلفين. سرعان ما تخلصوا منهم حتى أريجو ساكي وفابيو كابيلو.

في الموسم الثاني ضممنا بعض الأسماء المعروفة، يوري دجوركايف، جوسلان إنجولما وإيفان زامورانو للفريق، أصبحنا أقوى كفاية لكنه لم يجعلنا فريق كرة قدم أفضل.

الفريق السابق كان يمتلك أكثر من خيار وعدة طرق حتى ولو كنا أكثر نجاحا في الموسم الثاني على مستوى النتائج، امتلكت لاعبين أغنياء فنيا لكن لا يكملون بعضهم البعض أو يؤدون نفس الأدوار.

في الموسم الثاني كان أنجلوما ظهير أيمن، فيريسي أصبح لاعب وسط بجوار بيناين وأليساندور بيستوني ظهير أيسر، وزانيتي وآرون وينتر في مركز الوسط وبجواهم إينس وكاريكاو سفروزا وأمامهم زامورانو أو برانكا وجانز.

خسرنا نهائي كأس الاتحاد أمام شالكة الألماني، حققنا أداءً أفضل لكن قائمة الفريق كانت صغيرة وفي نهاية الموسم وهو ما كلفنا خسارة اللقب في النهاية.

موراتي عرض عليّ عقدا جديدا وطلب بقائي في الفريق لما بعد موسم 1996-97 لكن لم يتحقق، كان بيننا احترام متبادل لكن لسبب أو لآخر لم يتوصل للحديث معي.

بلاكبيرن تحدثوا إلىّ وقلت لموراتي أنه يريدون خدماتي، وأرادوا فعلا أن انضم لهم وفي نهاية الموسم ذهبت هناك.

قال لي لا لا لا تذهب نريد بقائك، لذلك تحدثت مع جاك واكر (بلاكبرن) وأحبطته قليلا لأنه أقنعني بالانضمام لهم، وكبادرة طيبة عرض عليّ مقدم تعاقد والذي سيخصم من أجري لاحقا.

حاول ماسيمو إقناعي بالعدول عن قراري لكن مر شهرا والفريق كان يعاني في جدول ترتيب الدوري والإصابات كانت سببا في هذا، ولم أعطه فرصة لتغيير أفكاري وبلاكبيرن أرادني لذلك قررت الرحيل.

لم يكن الرحيل سهلا، ما افتقده أنه هناك الكثير في الحياة الإيطالية وإنتر، وما زلت افتقدها بما فيها من بريق.

قد تتساءل عن إمكانية البقاء وماذا لو، لكنني لا أسمح لنفسي في كثير من الأحيان بالتخبط أو حتى أفكر في ذلك لأن مسيرتي كانت جيدة بالنسبة لي. وقد اتضح أن العديد من القرارات الفورية كانت جيدة.

حتى القرارات السيئة أعطتني شيئاـ حتى لو على مستوى الخبرة والمعلومات عن الدول الأخرى والثقافات.

بدلا من ذلك أن ممتن بالصداقة مع جيتانو وموراتي والتي تبقت.

كان إنتر ناديا رائعا للعمل من أجله. لكن كانت نوعية الناس والجماهير هي التي لا تُنسى بشكل خاص بالنسبة لي.

المصادر: موقع coachesvoice

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

اقرأ أيضا

كوميك بوك في الجول – تشابي ألونسو رمز الأناقة في كرة القدم

15 حالة إصابة بفيروس كورونا في نادي ألافيس

في ذكرى مئويته.. عندما اغترب النادي المصري

رئيس المصري: لا لاستئناف الدوري

حوار في الجول – ربيع ياسين: يمكننا تكوين منتخب حديدي

التعليقات