كتب : وسيم أحمد | السبت، 16 نوفمبر 2019 - 14:30

منتخب ليونيل وليس ميسي

ليونيل سكالوني - ليونيل ميسي

لا بد من رفع القبعة لليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين بعد الصورة الرائعة التي قدم بها فريقه أمام المنتخب البرازيلي في السوبر كلاسيكو بالرياض وتحقيق الفوز بهدف ليو ميسي.

ليونيل ميسي

النادي : إنتر ميامي

إذا شاهدت منتخب التانجو فلن تصدق أنه نفس المنتخب الذي لعب منذ عدة أشهر بطولة الكوبا أمريكا، أو حتى ذلك المنتخب الذي خرج بخفي حنين من كأس العالم 2018 أمام المنتخب الفرنسي.

أعتقد في الحقيقة أن نسخة التانجو التي ظهرت أمام البرازيل هي نسخة غائبة منذ سنوات طويلة، ولن أبالغ إذا قلت إنني منذ جيل كأس العالم 2006 لم أشاهد الأرجنتين بتلك الروح والأداء التكتيكي القوي.

سكالوني استلم الفريق مهلهلا من خورخي سامباولي المدير الفني السابق، فمن بعد كأس العالم 2006 واعتزال عدد كبير من النجوم الكبار أمثال خوان ريكيلمي، وخوان بابلو سورين، وإيرنان كريسبو، تحول المنتخب الأرجنتيني إلى منتخب ميسي، حتى جاء سامباولي الذي دق المسمار الأخير في نعش الألبيسيليستي.

سامباولي أفقد الفريق الهوية بالكامل، لم تعد المشكلة الأكبر فقط هي الاعتماد على ميسي، بل افتقد الفريق الغيرة على قميص المنتخب، القتالية، والروح، وحتى الوعي الخططي، فشاهدنا أسوأ نسخة للأرجنتين على الإطلاق في مونديال 2018 حيث الأخطاء الكارثية من المدافعين وحارس المرمى، والاعتماد على لاعبين مجهولين أمثال ماكسيميليانو ميزا، وغيره.

إضافة إلى (مرر لميسي) كما ذكرنا، حتى أطلق البعض على منتخب التانجو لقب (ميسي و10 خشبات).. إلى أن تولى سكالوني المسؤولية.

ماذا فعل سكالوني؟

في الحقيقة قرر هدم المعبد والبدء من جديد، والعودة لأسلوب التانجو التقليدي، مع إيجاد دور حيوي لميسي يجعله ينصهر مع المجموعة الجديدة.

فبدأ في استبعاد الأسماء القديمة تدريجيا أمثال أنخيل دي ماريا وسيرخيو أجويرو وفيرناندو جاجو، وبث دماء جديدة صغيرة في السن تستحق الفرصة أمثال لاوتارو مارتينيز، ولوكاس أوكامبوس، وليوناردو باريديس وخوان فويث.

عاد سكالوني للاعتماد على خطة 4-4-2، بوضع ميسي في الهجوم إلى جانب لاوتارو، مع تحرك كلا من أوكامبوس ورودريجو دي باول على الأجنحة، وتطبيق الضغط العالي من المدافعين كما شاهدنا أمام منتخب السيليساو، فأجبره على التراجع وأعطى أريحية أكبر لميسي في الركض في مساحات قليلة ليستفيد بمجهوده قدر الإمكان خاصة مع تقدمه في العمر.

في الحقيقة لقد استفاد سكالوني خير استفادة من إيقاف ميسي لـ 3 أشهر بعد واقعة طرده في كوبا أمريكا، حيث أعطى له هذا الغياب المساحة للتفكير في التغيير وبناء نظام جديد يسهل بعد ذلك إضافة ميسي عليه بسلاسة.

وهو ما تحقق بالفعل فشاهدنا ميسي يصول ويجول ويضغط ويمرر ويركض حتى الدقيقة الأخيرة من المباراة، رغم أنه لم يلعب مع هؤلاء اللاعبين إلا في الكوبا، ثم غاب لفترة طويلة ما يعني عدم انسجامه الكافي معهم بعد، وهو ما يشير إلى زيادة الانسجام مستقبلا مع دخول ميسي في المجموعة بشكل أكبر.

أيضا نجح ليونيل "سكالوني" في فرض أسلوب لعبه على البرازيل، وإعادة الروح الغائبة عن الفريق ككل، فبات كل لاعب يشعر بالمسؤولية والغيرة على قيمة قميص التانجو.

وأصبح الفريق متكاملا يستطيع اللعب بميسي أو بدونه، فأوكامبوس يراوغ ويمرر، لاوتارو يقاتل داخل منطقة الجزاء ويسدد، وحتى لاعبي الوسط لم يعودوا يبحثوا عن ميسي، فظهر الفريق أكثر قوة.

ليس هذا فحسب، فكل لاعبي التانجو أصبح لديهم وعي والتزام تكتيكي، فأوكامبوس ودي باول يعودان للدفاع والتغطية مع انقطاع الكرة، لاوتارو يضغط من الأمام، حتى ميسي نفسه بات يلتزم بالأدوار الدفاعية.

ناهيك عن التمركز الجيد والانسجام بين رباعي خط الظهر، ومساهمة ثنائي خط الوسط جيوفاني لو سيلسو وباريديس في أداء الأدوار الدفاعية والهجومية بكفاءة عالية، فبات الفريق ولأول مرة بعد غياب سنوات منتخب ليونيل "سكالوني" وليس منتخب ميسي.

كلمة على الهامش..

أعجبني جدا الثلاثي لاوتارو مارتينيز، ونيكولاس تاجليافيكو، وأوكامبوس. ذلك الثلاثي وخاصة لاوتارو بتحركاته وضغطه على المدافعين باستمرار ومهارته في العبور والتسديد، وتاجليافيكو الذي أراه قد يصبح من بين أفضل 3 لاعبين في مركزه في مركزه (المدافع الأيسر) في القريب العاجل.

طالع أيضا

تفاصيل ضم قناتي أون سبورت وتايم سبورتس

الدوري الإنجليزي يُحسّن استخدام VAR

ماني يثني على صلاح

تقارير: كونتي يتلقى رسالة تهديد معها رصاصة

تيتي: ميسي قال لي اخرس

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات