كتب : وسيم أحمد | السبت، 23 نوفمبر 2019 - 12:43

ولماذا لا نضم لاعب فرنسا لمنتخب مصر الأولمبي؟

تتويج المنتخب الأولمبي بلقب أمم إفريقيا تحت 23 عاما

بمجرد ضمان وصول المنتخب الأوليمبي المصري لأوليمبياد طوكيو التي تنطلق العام القادم 2020 بحول الله وقوته، انطلقت التكهنات والآراء من قبل المحللين والنقاد، وحتى وسط العامة في الشارع الرياضي حول اللاعبين الثلاثة الكبار الذين يجب ضمهم لبعثة الفريق المشاركة في الأوليمبياد.

وقبل الحديث عن هذا الأمر الذي شغل بال الجميع في الأيام الأخيرة، أود أن أهنئ الجهاز الفني للمنتخب على هذا العمل الرائع وللاعبين على هذا الأداء المشرف، هؤلاء الأبطال الذين أعادوا للكرة المصرية أجمل مشاهدها في استاد القاهرة باحتفالاته الزاهية وأهازيج جماهيره التي طالما اشتقنا لها لسنوات.

نعود مرة أخرى للحديث عن تدعيم الفريق باللاعبين الثلاثة في الأوليمبياد، فقد اختلفت الأسماء من قبل المحللين والرياضيين ولكن يظل الاسم الوحيد الذي لم يختلف عليه اثنان هو محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، فيما تباينت الترشيحات الأخرى بين طارق حامد ومحمد الشناوي وأحمد حجازي ومحمود تريزيجيه.

كل ما سبق ليس به أي مشكلة، فللجميع الحق في الإدلاء برأيه، وللجهاز الفني الحق في الاختيار النهائي، كما لي الحق أيضاً في دق ناقوس الخطر، فالمشكلة ليست مشكلة ثلاثة لاعبين مصريين من المنتخب الأول يمكن أن نختلف أو نتفق عليهم، وإنما المشكلة حين يكون لديك لاعباً محترفاً بمواصفات عالمية ولا تلتفت له. وأريد أن أتساءل هنا، ماذا لو علمت أن أنسو فاتي نجم برشلونة الإسباني يمكن ضمه للمنتخب في الأوليمبياد؟

نعم كما قرأت عزيز القارئ، فأنا أقصد أنسو فاتي نجم برشلونة الذي تصارع عليه منتخبا إسبانيا وغينيا، ولكني لا أقصده في شخصه وإنما أقصده في حالته، فمصر تمتلك لاعباً تقريبا في نفس حالة أنسو فاتي، نفس السن ونفس الموهبة ونفس المركز، ولكن لن يكون ضمه سهلاً لأنه بالفعل يمتلك جنسية أخرى غير المصرية، وهي الجنسية الفرنسية، هذا اللاعب المصري الفرنسي يدعى هيثم حسن.

هيثم يبلغ من العمر 17 عاماً فقط، أي أصغر من جيل رمضان صبحي بحوالي 4 سنوات تقريباً، ولكنه لاعب فريق أول وليس فريق شباب، فهو يلعب في صفوف نادي شاتورو الفرنسي، الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية، في فئة الفريق الأول ويشارك بشكل أساسي دائماً.

ذلك اللاعب المصري يلعب في مركز صانع الألعاب والجناح سواء الأيمن أو الأيسر، ويعد بالفعل "فلتة" حقيقية حيث أنه لا يشارك رغم سنه الصغيرة مع الفريق الأول بناديه فحسب، بل تم اختياره أيضاً ضمن فريق الأسبوع في الدوري من قبل.

منذ 6 أشهر مضت، أجريت مداخلة هاتفية في برنامجي على قناة الحدث اليوم مع هاني رمزي المدرب العام في جهاز المنتخب المصري الأول حينها من أجل ضم هيثم للفريق الأول المصري على اعتبار أنه لاعب لا يمكن التفريط فيه وهو حالة مماثلة لستيفان شعراوي لاعب منتخب إيطاليا والذي ضاعت على مصر فرصة ضمه لمنتخباتها. وبالفعل أبدى رمزي اهتمامه وتأكديه على أنه سيتم استدعائه والتنسيق مع المنتخب الأولمبي أيضاً بشأنه ولكن عقب كأس الأمم الإفريقية.

ولكن تمر الأيام، ويترك رمزي منصبه هو وجهازه، ويشارك هيثم حسن في كأس العالم للشباب تحت 17 عاما رفقة المنتخب الفرنسي ويحقق معه الميدالية البرونزية. لم يتلق أي استدعاء ولا اهتمام ولا حتى أي مكالمة هاتفية لتمثيل مصر.

شاهد هدف هيثم حسن بقميص المنتخب الفرنسي تحت 17 عاما

ويبقى السؤال الآن، أليس من الفطنة ومن المنطق أن يكون العمل على تدعيم المنتخب الأولمبي بضم هيثم حسن في أوليمبياد طوكيو، أهم وأوقع من الاختلاف حول ثلاثة لاعبين في كل الأحوال نضمن عدم تمثيلهم لأي منتخبات أخرى؟

أليس من الضروري اللحاق بتلك الجوهرة التي حتى هذه اللحظة ما زالت الفرصة أمامنا لالتقاطها قبل أن يشارك مع المنتخب الفرنسي الأول وتضيع فرصة الاستفادة منه للأبد؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات