فيكتور موراليس.. الذي خلد هدف مارادونا مثل "حملة نابوليون على مصر"

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019 - 16:14

كتب : نادر عيد

موراليس

"الكرة مع مارادونا، لاعبان يقتربان منه، يركض بالكرة نحو اليمين، العبقري، يمر من ثالث، يبحث عن بوروتشاجا، عبقري! عبقري! عبقري! لا يزال يمضي.. جوووول! آسف، أريد أن أبكي! يا إلهي! فلتحيا كرة القدم! جووووول! ديجووووو! مارادونا! آسف سأبكي! مرور عبقري من مارادونا، مثل طائرة ورقية، من أي كوكب جئت؟ شكرا يا رب، من أجل كرة القدم، من أجل مارادونا".

لعلك سمعتها من قبل، لكن وأنت تقرأها قد تشعر بغرابة، ربما عليك الاستماع مرة أخرى إلى تعليق ربما هو الأفضل في تاريخ كرة القدم.

لما لا وكان على أحد أفضل الأهداف في تاريخ كرة القدم.

من استمع إلى فيكتور هوجو موراليس وهو يزين ذلك الهدف الاستثنائي قد يتهمه بالانحياز إلى مارادونا وللأرجنتين، ربما بسبب الصراخ الذي كاد يقطع أحباله الصوتية ودموعه التي ملأت وجنتيه والكرة تعانق شباك بيتر شيلتون وكأنه هو من أحرزها ليطيح بالإنجليز من كأس العالم.

لكن يبقى تعليقه تاريخيا لأنه زين تلك اللحظة التي توقف فيها الزمن ليشاهد العالم أفضل لاعب كرة قدم آنذاك يتلاعب بمنتخب عالمي كأنه في حصة تدريبية.

ربما من استمع إليه ذلك الوقت ولم يكن أمام تلفاز ينقل المباراة الثأرية، بكى من شدة التأثر، بكى لبكائه، بكى على ضحايا حرب جزر الفوكلاند، بكى من أجل مارادونا وبسبب مارادونا، بكى لأن حلم المونديال اقترب، بكى لأنه فوت هذه اللحظة الاستثنائية في ملعب أزتيكا بالمكسيك.

لكنه بالتأكيد استمع إلى وصف لن ينساه، تعليق سيظل عالقا في ذهنه إلى الأبد، ليس فقط لقيمة الهدف بالنسبة للأرجنتينيين، ولكن بسبب تفاعل موراليس إلى الحد الذي جعله يبكي لأنه عاش هذه اللحظة وعلق على ذلك الهدف.

يحكي المعلق والصحفي المنتمي لأوروجواي في سيرته الذاتية "كلما استرجعت تعليقي على الهدف لا أتخيل كيف فعلت ذلك. أردت التقاط صور للهدف لأضعها فوق سريري مع صور دالما (ابنته الوحيدة في ذلك الوقت)، وأكتب بجوار الصورتين: أفضل ما في حياتي".

ما جعل تعليق موراليس على الهدف تاريخيا أن كلماته خرجت من قلب عاشق لمارادونا ولكرة القدم وما تحملها من متعة لا تضاهى لمن يعشقها، جرت المقادير أن يكون موراليس هو الذي يصف ويجمل هذه المتعة لمن ينصتون بانتباه إلى الراديو منتظرين ثأر منتخبهم لجيش بلدهم الذي خسر الحرب أمام الإنجليز.

ولأنه كان يعلق لراديو أرجنتيني، أراد ما هو أبعد من مجرد وصف ما يحدث، وهو ما قاله في حوار سابق مع صحيفة كوريري ديلو سبورت الإيطالية:"نيتي كانت الذهاب لما أبعد من الصورة. ما فعله مارادونا منحني ذلك. لو فعلها بطريقة مختلفة لما قلت ما قلته. كان عملا فنيا لدييجو عملت على تزيينه. كنت أشبه بممثل يرتجل. لابد من التلقائية، لا يمكنك التحضير لمثل هذه اللحظات. مثلما فعلت في 1981 حين قلت في فلورنس حين سجل دييجو أمام فيورنتينا: لو رآها مايكل أنجيلو لرسمها. الإلهام جاءني من هذه المدينة الرائعة".

في مصر، تعلق الناس بميمي الشربيني بعد مونديال 86، وعشقوا حمادة إمام في كأس إفريقيا 86، ودخل محمود بكر قلوبهم في كأس العالم 90. وفي العالم اللاتيني، حيث اللغة الإسبانية، كان هدف مارادونا بمثابة تنصيب موراليس كأفضل معلق في أمريكا الجنوبية.

يحكي موراليس كيف غير مارادونا حياته "حين ذهب نابوليون إلى مصر أراد المؤرخين معه، ليدونوا قصصا عن بطولاته. دييجو منحني فرصة الشهرة. أدين له بالكثير في مسيرتي".

هدف مارادونا الذي سيظل تاريخيا لحلاوته ولقيمته، سيرتبط دائما بتعليق تاريخي لموراليس الذي خلد هذه اللحظة بأفضل شكل ممكن.

وفي يوم ميلاد مارادونا الـ59، نتذكر لوحته الفنية في مونديال المكسيك، التي أبدع موراليس في وصفها.

بودكاست في الجول - استمع إلى قصة أكبر خدعة في التاريخ

طالع أيضا

ماذا قالوا عن الأسطورة مارادونا

هل يغيب صلاح عن مباراة أرسنال؟

صلاح ينافس على جائزة جلوب سوكر

مارادونا يحكي عن كراهية إسرائيل

فالفيردي يتغنى بميسي

الرهان الخاسر دائما ضد جدو

التعليقات