ريس نيلسون.. إمبراطورية المحاربين

السبت، 12 أكتوبر 2019 - 22:13

كتب : زكي السعيد

ريس نيلسون - أرسنال

في عمر التاسعة عشر فقط، بات ريس نيلسون اسما يعوّل عليه أوناي إيميري مدرب أرسنال.

ريس نيلسون

النادي : أرسنال

المهاجم الشاب خاض 6 مباريات حتى اللحظة في موسم أرسنال، بعد أن قضى الموسم الماضي معارا لـ هوفنهايم وسجل معه 7 أهداف.

اللاعب المنحدر من أصول موزمبيقية يعتلي منصة The Players Tribune ويروي عن حي "الأقفاص المعدنية" وطفولته الصعبة في ممارسة كرة القدم، وكيف ساهم في ذلك في وصوله إلى ما هو عليه.

كل ما الأسطر التالية على لسان نيلسون.

....................................

جنوب لندن كبيرة.

عندما كنت طفلا، شعرت أنها كبيرة في حجم العالم بأكمله.

عندما تنظر إلى الخارج عبر نافذة شقة، فجنوب لندن يبدو وكأنه ممتد إلى ما لا نهاية، إنه كبير للغاية.

ولكن يوجد أيضا هذه الأقفاص الصغيرة، وهناك حيث أنحدر، الكهوف.

الأقفاص هي هذه الساحات الإسمنتية الصغيرة، أصغر بكثير من ملعب حقيقي، تقترب في مساحتها من ملعب كرة السلة.

هذه الأقفاص تواجدت في كل مكان بالمنطقة التي ترعرعت فيها، وكانت محاطة بالأسوار المعدنية.

في هذه الأقفاص، اختبرنا سحر كرة القدم الخالص يا عزيزي.

عندما كنت صغيرا، لعبت في هذه الأقفاص يوميا بعد المدرسة، كانت المكان الذي نلجأ إليه دوما، لأننا فتية منطقة أيليسبيري نذهب هناك ونكون على طبيعتنا دون أن يحكم علينا أي شخص، هذه ميزة أن تكون من مكان كالذي ترعرعت فيه، فالأشخاص الذين لا يعيشون هناك لا يستطيعون الوصول إليه، بل ينظرون إليك من أعلى.

وكلما غادرت منطقتي لألعاب في مكان آخر، أسمع التعليقات: "انظر إلى هيئتك، انظر من أين تنحدر، هذا أقصى ما ستصل إليه".

ولذا، صحيح، لو كنت من أيليسبيري، ستفهم ما أقول. وهذا سبب أن كل الأشخاص المنحدرين من تلك المنطقة يقاتلون دوما، يحاولون الخروج.

وفي تلك الأقفاص، لا تمتلك أي أصدقاء حقا، كانت تلك هي أرض المعركة.

أتذكر عندما بلغت 15 عاما كنت ماهرا للغاية والكرة في قدمي، حجمي صغير لكن أستطيع التلاعب بالكرة.

ولذا حضر إلي الفتية وأخبروني عن فتى آخر أكبر مني، وقد كان لاعبا جيدا بدوره.

قالوا لي: "عليك أن تحضره إلى هذا القفص، لنرى أي منكما أفضل".

لدي 20 نسخة مختلفة من هذه القصة، فقد حدثت لي عندما كنت أتقدم في العمر، هكذا كان الوضع، منافسة خالصة طوال الوقت.

منطقة أيليسبيري كانت صعبة للغاية، لكنها ساعدت على نضجي.

تركت تأثيرها على أسلوبي في اللعب وحتى حياتي أيضا.

لست اللاعب الوحيد المنحدر من تلك المنقطة، بل جادون سانشو كذلك من مكان قريب، هذا الفتى أجاد للغاية في الأقفاص، أستطيع إخباركم ذلك.

الأمر نفسه ينطبق على تامي أبراهام، إنه لاعب بارع، تلك الأقفاص هي سبب امتلاكهما هذا القدر من المهارة.

المساحات الضيقة تُثقل الموهبة أكثر مما تتخيل.

ولذا عندما يسألني الناس عن الأحياء في جنوب لندن، أحدثهم عن الأقفاص، وأُخبرهم أن جنوب لندن هي المكان الذي ينحدر منه المحاربون، إمبراطورية محاربين صغيرة.

الأمر الغريب بشأن هذه الأقفاص، أنه عند تواجدك داخلها لبعض الوقت، فإنك تشعر كما لو صرت في مكان آخر.

بالنسبة لي، شعرت دوما أنني ألعب في هايبري، أو الإمارات، فقد كان ذلك حلمي، لكن الأقفاص كانت واقعي.

عائلتي بأكملها كانت داعمة للمدفعجية، من أبناء عمومتي وصولا إلى شقيقاتي الكبريات، جميعهم ساندوا أرسنال.

ولذا ارتديت قميص أرسنال أغلب الوقت داخل الأقفاص، تقمصت دور سيسك فابريجاس، لأنه كان رجلا سحريا عندما ينخرط في النظام، أو أحيانا أكون جاك ويلشير، لأنه كان شابا ويقوم بأمور مميزة مع النادي.

أعتقد أنني حتى حاولت تقليد بعض مهاراتهما، لكن أكثر ما تعلمته منهما هو الطريقة التي تعاملا مع كونهما نجمين شابين.

لقد عاشا اللحظة، لم يخافا من البروز والتقدم، لم يخشيا الفشل.

والشبان يحتاجون إلى هذه الثقة، هذا أحد أسباب رحيلي إلى ألمانيا العام الماضي ولعبي مع هوفنهايم لمدة موسم.

صحيح عايشت لحظات صعبة، افتقدت منزلي، افتقدت أرسنال، شككت في قراري عديد المرات، خصوصا عندما أتألم أو أمر بمستوى سيئ.

ولكن ما طورته هناك، ربما أكثر من أي مهارة على ملعب كرة قدم، كان المرونة، النادي والمشجعون كانوا رائعين، وقد ساعدوني كثيرا في أوقاتي السيئة.

لا أزال لاعبا ينتشي من تسجيل الأهداف، تلك اللحظات هي التي أعيش فيها أعلى قدر من الثقة.

ولكن بسبب وقتي في الدوري الألماني، صرت أعرف كيف أساعد الفريق في كل أنحاء الملعب، وهذا يساعدني عندما تغيب الأهداف.

ولذا آمل أن أجلب بعضا من ذلك إلى أرسنال الآن الذي يعد منزلي، أنا أنتمي إليه، وأنا متحمس لإثبات نفسي أمام المشجعين والمدرب وزملائي.

أنا في مكاني المناسب، حيث تتواجد عائلتي التي عملت بجد لإعالتي.

دونهم، لا وجود لـ ريس.

دونهم، لا وجود لمحارب ينحدر من الأقفاص.

اقرأ أيضا:

مصدر باتحاد الكرة: الزمالك وجينيراسيون في استاد السلام.. وتحديد عدد الجماهير

هدف رونالدو الخارق الذي تمنى لو لم يسجله بقميص برشلونة

مصر وبوتسوانا بحضور 10 آلاف مشجع

طارق حامد: طفح الكيل.. لن أصمت مرة أخرى

بذكريات واقعة 96.. هل يلعب كيبا كجناح أيسر أمام النرويج

التعليقات