لماذا أصبحت مواجهة أرسنال ومانشستر يونايتد باهتة

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 - 15:13

كتب : إسلام مجدي

أرسنال ضد مانشستر يونايتد

"حاليا هي مباراة بين فريقين قد يكونا جيدين، لكنهما ليسا من الكبار". أدريان كلارك لاعب أرسنال السابق لـFilGoal.com.

ما الذي حدث لمواجهة أرسنال ومانشستر يونايتد؟ الفريقان اللذان كانا خصمين لدودين في بداية الألفية ابتعدا عن المنافسة وتواجدا في وسط الجدول، يلعبان يوم الإثنين بعيدا عن زخم جدول الدوري.

ما مؤشرات لعب المباراة بعيدا عن زخم الجدول؟ لما فقدت جزء كبيرا من قيمتها؟ أين اختفت تلك المنافسة؟

خلال الفترة من 1997 وحتى 2005 تنافس أرسنال ومانشستر يونايتد فقط على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، أرسنال فاز باللقب 1997-1998 و2000-2001 و2003-2004 منهم لقب بلا هزيمة.

مانشستر يونايتد فاز باللقب 1998-1999 و1999-2000 و2002-2003. كلاهما كان ندا للآخر في كل شيء، حتى القادة روي كين للشياطين الحمر وباتريك فييرا للمدفعجية كانا في خلافات دائمة.

أحد أبرز العوامل التي حولت تلك المباراة بين فريق من لندن وآخر من مانشستر هي الثنائي أرسين فينجر وسير أليكس فيرجسون، كلاهما كان أسطوريا في تلك الحقبة وحقق نجاحه الخاص بطريقته الخاصة، لذا كلاهما كان عاملا لتعريف تلك المواجهة.

يقول أدريان كلارك لاعب وسط أرسنال السابق لـFilGoal.com: "الشغف في مواجهات فيرجسون ضد فينجر كان رائعا، الأفضل في تاريخ البريميرليج، لكن الوقت يمر".

وواصل "حاليا هي مباراة بين فريقين جيدين لكنهما ليسا من الكبار، النيران والشغف والجودة أقل بكثير".

وأكمل "مباراة الليلة ستكون مشوقة ومرضية على الصعيد الفني، لكنها تفتقر للشخصية والجودة التي كانت عليها كمباراة قوية في الماضي، من المحزن أن نراها باهتة في هذه المقارنة".

لماذا أصبحت مواجهة أرسنال ومانشستر يونايتد باهتة؟

يقول ريتشارد كيز مقدم برامج "بي إن سبورتس" لـFilGoal.com: "إنها سقطة درامية من القمة والعظمة، كانت ستحدث في كل الأحوال، لا يمكنك أن تحافظ على النجاح للأبد".

وواصل "سيحتاجان وقتا طويلا قبل أن يعودا للقمة مرة أخرى إن تمكنوا من فعل ذلك أبدا".

واستطرد "إنهما لا يموتان لكنهما يتطوران، لا أعتقد أنهما سيهيمنان كما فعلا في الماضي، لكنني لا أتوقع رؤية أحدهما ينافس على اللقب قريبا".

وواصل "أصبحا أفضل بقليل من أندية وسط الجدول لكنهما لن ينافسا مجددا قريبا، ومثلما قلت، سنوات الهيمنة لفترة طويلة انتهت، سيحتاجان إلى جيل جديد قبل أن يعودا".

أبرز الانتقادات التي وجهت إلى مانشستر يونايتد وأرسنال تشابهت في نقطة وحيدة، هي غياب استراتيجية المدى الطويلة، الخطة التي يسير عليها الفريق للعودة للمنافسة، أو ما يعرف حاليا في عالم كرة القدم بمصطلح "المشروع".

مع ترنح مانشستر يونايتد وابتعاده عن المنافسة والأمر ذاته في أعوام فينجر الأخيرة وصولا إلى أوناي إيمري، ظلت مواجهة مانشستر يونايتد ضد أرسنال تفقد جزء من أهميتها، حتى أصبحت باهتة مؤخرا.

فينجر-فيرجي

فينجر فاز بـ17 لقبا مع أرسنال، أما فيرجسون ففاز بما يقرب من 39 لقبا مع مانشستر يونايتد.

خاض فينجر ضد فيرجسون 49 مباراة بكل المسابقات فاز في 16 وخسر 23 وتعادلا في 10 مواجهات.

حينما يكون لديك اسمين من أكبر الأسماء في عالم التدريب في الناديين فالأمر يلفت الأنظار أكثر، يجلب جماهيرا أكثر، مثل حالات كثيرة شاهدناها في العقد الأخير، منافسة بيب جوارديولا مع جوزيه مورينيو، ومنافسة يورجن كلوب مع جوارديولا، وغيرها من المواجهات بين المدربين بغض النظر عن أنديتهم تجد جماهيرا مهتمة بمنافسة الثنائي بعيدا عن تاريخ مواجهات الفريقين حتى.

كلاهما كان رائعا فيما يخص بناء الفريق والتصريحات ما قبل وبعد المباراة والمؤتمرات الصحفية.

يقول حسن قاسمي مذيع إذاعة توك سبورت البريطانية لـFilGoal.com: "لم نعد نرى ذلك مجددا لا من سولشاير ولا إيمري، كلاهما لا يمتلكان الشخصية المناسبة، إنهما ضعفاء للغاية".

وواصل "كرة القدم ليست فقط حول اللعب، إنها قصة وكلما كان المدربون أقوياء كلما كانت المباراة قوية بالتبعية".

Image result for wenger ferguson

---

قال فيرجسون عن فينجر في وقت سابق :"لقد أتى من اليابان إلى الكرة الإنجليزية والآن يخبر الجميع في إنجلترا كيف ينظمون كرة القدم لديهم، أعتقد أنه يجب أن يغلق فمه".

في ذلك الوقت خلال المؤتمرات الصحفية كان الصحفيون يقولون للمدربين "المدرب قال كذا" للحصول على رد قوي وهو ما انتقده فينجر بعد ذلك، خاصة وأن معظم التصريحات كانت خارج السياق.

بإمكاننا أن نحصي عددا من المباريات في الدوري الإنجليزي التي شهدت حبسا للأنفاس حتى صافرة الحكم ما بين آرسنال يونايتد، على سبيل المثال في الدوري عام 2003 حينما تعادلا بنتيجة 2-2 على ملعب هايبوري، تلك التي سجل ريان جيجز هدف التعادل في آخر لحظة فيها.

نتذكر أيضا تتويج مانشستر يونايتد باللقب هذا العام وتصريحات فيرجسون عن أنهم "هربوا بجريمة قتل"، أما فينجر فطالب بـ"وضع فريقه أمام جدار وإطلاق الرصاص عليهم".

وكذلك هناك معركة "البيتزا" بين لاعبي الفريقين والتي شهدت قذف فيرجسون بقطعة بيتزا من لاعب في أرسنال اعترف سيسك فابريجاس فيما بعد بأنه بطل الواقعة. (طالع التفاصيل)

يقول كلارك: "أصبح من المحزن مشاهدة المباريات الأخيرة على ملعب أولد ترافورد بين الفريقين، لم تعد بنفس القوة وأصبح من المعتاد أن يكون المستوى سيئا، إنها منافسة قوية انحدرت من على القمة بالتأكيد، لكنني أثق أنهما سيعودان لقمة الجدول يوما ما، قد يتطلب الأمر أعواما، كلاهما في عملية تحول ضخمة حاليا".

---

يقول ريتشارد كيز لـFilGoal.com: "هناك بعض السلبية التي سببها رحيل فيرجسون ثم من بعده فينجر، جعل المباراة تخسر الكثير من أهميتها، إنها مباراة أخرى الآن، الأمر محزن لكنه حقيقي".

أصبح أرسنال ومانشستر يونايتد ضيوفا معروفين على الدوري الأوروبي وليالي الخميس، أمر جعل جماهير الفريقين تحزن ثم أصبحت تخسر في مرارة من الوضع الذي بات عليه الفريقين.

يقول أدريان كلارك لـFilGoal.com: "ليالي الخميس واقع لهذين العملاقين الآن، العديد من الصفقات السيئة وقلة التوجه الواضح جعلهما ينزلقان في طريق طويل خلف أندية مثل مانشستر سيتي وليفربول".

وواصل "نعم، لا يزال كلاهما قويا، وتاريخهما كبير، لذا أعتقد أنهما سيعودان مرة أخرى للقمة، حاليا تقبلوا واقع أنهم أقل من المعايير السابقة لهما، الأمر حول بناء أندية جديدة، أعتقد أن أرسنال سبق يونايتد في هذا الأمر، آمل أن المواهب الجديدة في الناديين يمكنها أن تعيدهما وتساعدهما على تحقيق أعوام إيجابية".

واستطرد "إنهما لا يحتضران لكنهما يعيدان البناء والعملية هي كلمة السر، من يجيد البناء سيعود أسرع".

لم يعد كل من أرسنال ومانشستر يونايتد منافسا على اللقب، بل أصبحت أندية تطمح للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، الأول يحاول إيجاد طريقه بعد رحيل فينجر مع أوناي إيمري، والثاني ضل الطريق لمدة تصل إلى 7 أعوام الآن.

لم تعد هناك مواجهات في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، ولم يعد أحد الفريقين في المركز الأول والأخر في الوصافة يحاول تخطيه، بل فريق في المركز الثامن هو آرسنال والآخر في المركز الـ11 مانشستر يونايتد.

قال حسن قاسمي: "إن استمر إيمري وسولشاير في منصبيهما بنفس العقلية، والإدارة كذلك فأرسل تعازيي وصلواتي لتلك المباراة التي سينتهي صيتها للأبد، لأن أندية مثل مانشستر سيتي وليفربول قد قفزت على شعبيتها، وكلاهما ينافس على لقب الدوري ولا أرى يونايتد أو أرسنال قادر على ذلك قريبا".

وواصل "حتى ليستر سيتي ووست هام يونايتد تطورا أفضل منهما".

وأتم "لكي تعود تلك المباراة كما كانت في الماضي، كلاهما بحاجة أن ينافس على اللقب وليس المركز المؤهل لدوري الأبطال".

ربما أصبح الفريقان يلعبان مباريات الإثنين والخميس، ولم يعودا كما كانا في بداية الألفية، ولم نعد نرى المواجهات النارية بينهما أو كما قال باتريك فييرا سابق: "كنت أدخل إلى المباراة وانتظر الألعاب النارية". لكن هل من عودة قريبة لهما ليستعيدا مكانتهما بين الكبار؟

اقرأ أيضا:

ميتشو: لا نقبل توجيه اتهامات غبية للزمالك

في الكونفدرالية - المنافسون المحتملون لمواجهة المصري وبيراميدز.. جينيراسيون قد يعود لمصر

ريال مدريد يسعى لتجنب ما لم يحدث منذ 38 عاما أمام بروج

لاعب أرسنال السابق لـ في الجول: أفضليتنا على الورق والمرتدات سلاح قوي ضد يونايتد

كونتي.. أهلا بك في محيط الرعب

هازارد: يجب أن أكون حاسما.. يريدون مني 3 أهداف كل مباراة

التعليقات