القصة الداخلية لجنون نيمار من أجل برشلونة.. وعقبة مبابي

الجمعة، 06 سبتمبر 2019 - 11:46

كتب : رامي جمال

نيمار - برشلونة

شعور بالتخوين بين باريس سان جيرمان وبرشلونة.. خلافات كبيرة بين نيمار وزملائه في فريق العاصمة الفرنسية وتهديد من مالك النادي ناصر الخليفي وفي النهاية لم يرحل اللاعب البرازيلي ويعود إلى البلوجرانا مرة أخرى والآن يقف في طريقة كيليان مبابي.

هذه هي ملخص كواليس أشهر من الإثارة حول مصير نيمار من الانتقال لبرشلونة إلى الاعتراف بفشل الصفقة وتقبل مصيره الإجباري بالبقاء في باريس.

لطالما ارتبطت الإثارة باسم نيمار جونيور ولطالما تصدر عناوين الصحف العالم أجمع ليس لمهاراته وأهدافه الرائعة فقط بل بسبب ما يفعله في كل انتقالات صيفية.

في عام 2011 ثم 2012 والخمسة أشهر الأولى من 2013 كان الحديث الذي يشغل وسائل الإعلام العالمية هو انتقال الموهبة البرازيلية نيمار من سانتوس إلى برشلونة أو ريال مدريد.

لاعب "يوتيوب" كان هذا اللقب الذي التصق بنيمار في بداية مسيرته حينما كان مع سانتوس ربما لأن الكثيرون لم يشاهدوه سوى عبر مقاطع المنتشرة على الموقع الشهير.

في النهاية وفي الـ24 من مايو انضم نيمار إلى برشلونة ليكتب التاريخ معهم ولكن أربع سنوات فقط كانت كافية ليتصدر البرازيلي العناوين مرة أخرى.

222 مليون يورو كتبت أغلى انتقال في التاريخ لنيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان لكن ما هو إلا عام واحد فقط وبدأت الشائعات مرة أخرى.. نيمار يريد العودة إلى برشلونة.

وفي الانتقالات الصيفية الماضية كان لا صوت يعلو على صوت عودة نيمار إلى برشلونة، عشرات الأنباء يوميا وفي النهاية ظل اللاعب في باريس سان جيرمان.

موقع "بليتشر ريبورت" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ألقيا الضوء على كواليس عملية عودة نيمار إلى برشلونة وكيف حاول ميسي وسواريز إعادة اللاعب البرازيلي لجدران الكامب نو ورد ناديه الفرنسي.

البداية

منذ اليوم الأول من الصيف الجاري كانت رغبة نيمار العودة إلى برشلونة فقط ولا شيء غير ذلك رغم وجود ريال مدريد ويوفنتوس في الصورة لكن اللاعب البرازيلي لم يستطع الإعلان عن رغبته علنا.

لماذا؟

لأن نيمار لو أعلن رغبته رفض أي عرض غير برشلونة ولم يكتمل الانتقال فسوف يبدو شكله سيئا أمام العالم وبالتالي يكون قلل فرص رحيله من سان جيرمان مستقبلا.

فلا يجب أن ننسى أن رغبة نيمار الأولى هي الرحيل من سان جيرمان.

لماذا مجددا؟

يشعر نيمار بالخداع وأن مشروع سان جيرمان ليس جيدا بما فيه الكفاية فقد ذهب إلى هناك من أجل التتويج بدوري أبطال أوروبا وهذا لم يحدث.

ورغم الهروب من ظل ميسي في برشلونة فقد قبع اللاعب في ظل آخر في باريس.. كيليان مبابي.

هذا بالإضافة لكثرة خلافاته مع زملائه في الفريق مثل إدينسون كافاني وجوليان دراكسلر، مع عدم حب الجماهير له مثل المهاجم الأوروجوايائي.

مع هزيمة برشلونة الصاعقة من ليفربول في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي تحدث رئيس البلوجرانا جوسيب ماريا بارتوميو إلى كل من ميسي وبيكيه وبوسكيتس وسيرجي روبرتو وسواريز وأكد لهم أنه سيفعل كل شيء لجلب نيمار.

في الوقت ذاته عرف نيمار من زملائه السابقين في برشلونة الذين لا يزال على تواصل معهم، بالتحديد ميسي وبيكيه وسواريز، بأنه سيعود للفريق مرة أخرى.

وأبلغ ميسي برشلونة أن نيمار سيكون اللاعب الرئيسي للفريق مستقبلا بالنظر لسنه إذ يبلغ من العمر الآن 32 عاما.

كل ذلك بدا جيدا بالنسبة لنيمار ولكن ما حدث بعد ذلك كان عبارة عن سلسلة لا متناهية من الأزمات.

أزمات في الطريق

أولى تلك الأزمات نجاح برشلونة في ضم أنطوان جريزمان من أتليتكو مدريد مقابل 120 مليون يورو ودفعهم النادي الكتالوني بعد الحصول على قروض من البنوك لضم اللاعب الفرنسي.

هذا يعني أن برشلونة ليس لديه المال الكافي من أجل ضم نيمار.

الأزمة الثانية تمثلت في عدم وجود ثقة متبادلة بين مسؤولي برشلونة وسان جيرمان أثناء المفاوضات. كل طرف كان يخون الآخر تماما.

كيف؟

شعر برشلونة أن سان جيرمان لم يرد أن يبيع نيمار أبدا، وسان جيرمان شعر أن برشلونة لم يرد أبدا أن يضم نيمار.

وهنا في الوقت ذاته انتظر مسؤولو برشلونة إعلان نيمار للعالم عن رغبته في العودة إليهم وهو ما لم يحدث كما أسلفنا الذكر.

لكن قرر نيمار ووكلاء أعماله اللجوء إلى خدعة بسيطة يعرف العالم من خلالها رغبته دون أن يكشف عنها بشكل رسمي.

نشر الأيقونة البرازيلية ريفالدو عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" صورة لنيمار بقميص برشلونة وعلق "نعرف كل شيء حدث لنيمار وأن رحيله عن برشلونة كان خاطئا لم يكن ينبغي عليه مغادرة واحد من أكبر الأندية في العالم".

وأضاف "لكن نيمار حريص على العودة، لنجعل كل مسؤولي برشلونة ورئيس النادي لا يدعون نيمار يذهب إلى أي ناد آخر".

وأتم "أتمنى حل الأمر مع سان جيرمان وأن يعود إلى المكان الذي لم يكن عليه مغادرته أبدا".

أُعجب والد نيمار ووكيل أعماله في الوقت ذاته بمنشور ريفالدو وهنا كانت الخدعة، العالم عرف رغبة نيمار دون أن ينبث ببنت شفة.

موقف سان جيرمان

شعر ناصر الخليفي مالك سان جيرمان بالغضب من نيمار خاصة أن اللاعب لم يسهم كثيرا في تحسن النادي على المستوى الأوروبي.

بل أن نيمار غاب عن 21 مباراة في أول موسم له مع الفريق وفي 22 في الموسم الثاني.

أول تعليق رسمي من الخليفي كان عبر صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية وقال: "أريد لاعبين مستعدين للدفاع عن شعار وقميص الفريق والذين يدعمون مشروعنا".

وواصل "هؤلاء الذين لا يريدون ذلك أو لا يفهمون فعلينا الاجتماع سويا للنقاش، هناك عقود مبرمة يجب احترامها والأولوية الآن الالتزام بمشروعنا".

وأتم مشددا "لم يجبر أي شخص نيمار أن يوقع لنا، لم يدفعه أي شخص لذلك، هو أتى إلينا وهو متفهم تماما سبب ضمه من أجل المشروع الخاص بنا".

في ذلك الوقت بدا أن سان جيرمان قرر ضمنيا الموافقة على رحيل نيمار ولكن لن يقبل بأقل من 200 مليون يورو أو مبلغ أقل مع ضم من يريده من لاعبين.

أما بالحديث عن ريال مدريد فالنادي الملكي قدم عرضا مقابل 100 مليون يورو بالإضافة لانتقال جاريث بيل وكيلور نافاس وجيمس رودريجيز لنادي العاصمة الفرنسية.

لكن بالنظر إلى راتب بيل فإن سان جيرمان شعر بأن ريال مدريد يريد ضم نيمار بمبلغ زهيد ويضم لاعبا من أنياب غريمه التقليدي ليسعد جماهيره مع تخلصه في الوقت ذاته من لاعب لا يريده تماما.

لذا رفض سان جيرمان العرض.

أما يوفنتوس فقد عرض 100 مليون يورو مع انتقال باولو ديبالا إلى يوفنتوس والعرض رُفض.

3 حلول من أجل إتمام الصفقة

في ذلك الوقت برز ثلاثة حلول للأزمة تمثلت في الآتي:

** أُبلغ نيمار أنه حال أراد الانتقال إلى برشلونة فعليه أن يتقبل فكرة خفض راتبه فلا يوجد طريقة لأن يحصل على راتب أكثر من ميسي.

** سان جيرمان أراد الحصول على 200 مليون يورو نقدا للبيع أو ضم للاعبين من برشلونة مقابل مبلغ مالي جيد.

** يجب أن يجد برشلونة حلا لتمويل الصفقة بعدما ضم جريزمان وأصبح ليس لديه ما يكفي من أموال لشراء نيمار.

بالنسبة للنقطة الأولى فإن نيمار وافق على فكرة خفض راتبه.

أما النقطة الثانية فهي تحمل شقين:

أولهما قيل إن برشلونة عرض 130 مليون يورو مع نقل عدد من اللاعبين إلى سان جيرمان.

وثانيهما أن العرض الرسمي الوحيد 115 مليون يورو بالإضافة لـ15 مليونا كحوافز مع انتقال ثلاثة لاعبين إلى فرنسا.

وهنا أراد سان جيرمان ضم راكيتيتش وجيان كلير توديبو وديمبيلي، أول اثنين وافقا على الانتقال لكن الثالث رفض.

جاء ذلك أيضا بعد رفض فيليبي كوتينيو الانتقال إلى فرنسا رغم ترحيب سان جيرمان به.

أما بالنسبة للنقطة الثالثة فكانت: إن وافق عدد من لاعبي بارسا على الانتقال إلى باريس فإن نيمار سيدفع 20 مليون يورو بنفسه لتسهيل تمويل صفقة عودته.

ولكن هنا أبلغ سان جيرمان نيمار بأن لوائح الاتحاد الفرنسي تمنع تلك النوعية من دفع الأموال من اللاعبين.

وكانت نهاية المفاوضات هي إعلان نادي العاصمة الفرنسية رغبته الحصول على 130 مليون يورو بالإضافة لحوافز ولاعبين.

ومع وجود ديون على برشلونة تُقدر بـ600 مليون يورو وعدم وجود شرط جزائي في تعاقد نيمار فإن الصفقة في نهاية سوق الانتقالات بدت مستحيلة.

موقف مربح لكل الأطراف في برشلونة

بالنسبة لبارتوميو فإن الموقف كان مربحا بشكل كبير رغم عدم إتمام الصفقة.

كيف؟

بالنسبة للمؤيدين لعودة نيمار كان يستطيع القول: "انظروا لقد حاولنا".

أما للمعارضين لعودة نيمار خاصة بعدما جلب النادي لساحات المحاكم عقب رحيله فقد جعلهم رئيس برشلونة سعداء.

كانت عودة نيمار لتمثل صداعا فيما يتعلق بالرواتب فحينها كان سيتعين على برشلونة التخلص من أكثر من لاعب ممن يحصلون على أعلى الرواتب.

حل لنيمار وعقبة مبابي

لا يوجد أي شروط جزائية في تعاقد اللاعبين في فرنسا، ومع نهاية الموسم المقبل فإن نيمار سيكمل ثلاثة مواسم مع سان جيرمان.. وهنا قد تنقذه لوائح الفيفا.

اللوائح تنص على أحقية اللاعب في شراء ما تبقى من تعاقده ليصبح حرا بعد تحديد القيمة المالية عن طريق المحكمة.

في الوقت ذاته سيعود برشلونة إلى نيمار في الصيف المقبل لمحاولة ضمه مجددا لكنه سيواجه عقبة جديدة.. كيليان مبابي.

لماذا؟

ريال مدريد يريد ضم مبابي ولا يوجد دليل على ذلك أكثر من هتاف الجماهير باسمه في ملعب سانتياجو برنابيو أثناء تقديم إدين هازارد.

فهل سان جيرمان صاحب المشروع الكبير سيقبل فكرة التخلي عن أهم نجومه سويا في صيف واحد؟

يبدو أن القصة والإثارة سوف تستمر.

طالع أيضا

تقارير: بند يُتيح لـ ميسي الرحيل عن برشلونة بدون مقابل

بيراميدز يطلب حكاما أجانب لنهائي الكأس

اختطاف نيمار

نهائي الكأس - علاء نبيل ينصح الزمالك بثلاثي في الوسط أمام بيراميدز

التعليقات