مورينيو بعيدا عن أرض المعركة: أحببت دائما شعور كوني مجهولا

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2019 - 22:01

كتب : رامي جمال

جوزيه مورينيو - الصورة من موقع كوتشيزفويس

كان السؤال الذي يُطرح دائما: هل أستطيع السيطرة على كل الصعاب التي ستواجهني؟ ليس فقط مسابقة جديدة بل بلد جديدة؟

أن أفوز في إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا هذا يتطلب مرونة للتأقلم أن أذهب أحيانا ضد أفكاري الخاصة واختيار الطريقة الصحيحة للنجاح وهذا يتوقف على واقع النادي ونوعية المنافسة وحتى على المستوى الاجتماعي يجب أن أفهم أهداف ودوافع الجميع.

أنا محظوظ لكوني غنيا بهذا النوع من الخبرة، لهذا السبب الآن أنا لا أغلق الباب أمام بلد جديد ومنافسة جديدة.

لكن هناك شيئا وحيدا أحتاج إليه أن ألعب من أجل الفوز.

أعاني من مرض في هذا الشأن، يمكن أن يقدم لي أي شخص عقدا مدهشا ورائعا لـ10 أعوام ويقول لي هدف الفريق هو البقاء في النصف الأعلى من الجدول لذا إن أنهيت الموسم في المركز السابع أو الثامن أو التاسع فهذا مثالي.

لكن هذا ليس مثاليا بالنسبة لي.

أحتاج إلى مشروع أشعر فيه إنني أتواجد وأنافس من أجل الفوز، بعد ذلك إن فزت أو لم أفز هذا يعتمد على مشاكلي وعلى اللاعبين وعلى النادي، لكنني أريد دائما مشروعا به ضغط.

هذه هي طبيعتي.

تشيلسي 2004-2007

هذه كانت أحد أسباب قبولي مهمة تدريب تشيلسي في 2004 فالنادي كان قريبا من النجاح أنهى الدوري في المركز الثاني وبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

لكن لا يوجد أي ناد كبير دون خزانة للبطولات لذا وظيفتي تمثلت في جلب تشيلسي في ذلك الاتجاه وهو الفوز بالدوري الإنجليزي.

كانت وظيفة أعتقد إنها مناسبة لعقليتي وهي: الفوز.

أول مباراة لنا كانت في ملعبنا ضد مانشستر يونايتد كان من الهام للغاية الفوز بحيث لم يكن هناك تناقض بين كلماتنا للاعبين وطموحاتنا والنتيجة، إذا قلت نريد هذا الموسم أن نصبح أبطالا ونخسر أول مباراة بهدفين أو ثلاثة أمام منافس مباشر فهذه خطوة للخلف.

فزنا 1-0 في ذلك اليوم واتخذنا خطوة للأمام.

عندما رأيت المباراة كان كل شيء له علاقة كبيرة بما شرحته للاعبين وطلبته منهم خلال الجولة التحضيرية للموسم من حيث القوة الذهنية وأن نضيق المساحات في الملعب والالتزام بالأدوار المكلفين بها وأن نصبح طموحين، فنحن علينا أن نقدم كل شيء في تلك اللعبة في كل دقيقة في كل ثانية.

من حيث الجودة والقوة الجسدية والسيطرة على عواطفك فكل شيء يوم اللقاء ضد يونايتد كان على ما يرام.

كانت تلك المباراة واحدة من التي يمكن أن تشعر فيها أن المباراة 90 دقيقة ويمكن أن تمتد إلى 900 دقيقة ولن يمكنهم تسجيل أي هدف، كنا سنفوز دائما بالمباراة.

هذا الموسم كنا متصدرين الدوري بداية من شهر سبتمبر وفي ذلك الوقت كانت وسائل الإعلام تقول سوف يسقطون قبل الكريسماس وبعد ذلك سوف يسقطون بعد الكريسماس ثم سوف يسقطون في الربيع.

لكن الحقيقة إنهم لم يسقطوا أبدا، نحن لم نسقط أبدا.

في بعض الأحيان وخاصة الآن أعتقد أن الناس تحاول الاختباء خلف البيانات والأرقام والإحصائيات، لكن الحقيقة والواقع بالنسبة لي هما الوصول للهدف وهذا هو أهم شيء، وفي ذلك الموسم الهدف كان الفوز بالدوري.

ثم بعد ذلك هل الطريقة التي أحقق الهدف بها هامة؟ نعم.

لعبنا ببراعة في ذلك الموسم سيطرنا على كرة القدم، دفاعيا كنا استثنائيين وسجلنا الكثير من الأهداف وحينما كنا نتقدم للأمام كانت لدينا تلك الفاعلية لقتل الخصوم في الارتداد، كنا فريقا كاملا.

تقريبا لا يمكن أن تهزمنا، هذا ليس واقعيا ولكن ما أقوله إننا كنا نشعر في داخلنا إنه لا يستطيع أحد أن يهزمنا بل نحن هزمنا الجميع.

الموسم التالي كان جميلا وسهلا حتى إنني شعرت منذ البداية إن لقب الدوري سيكون من نصيبنا.

كنا أقوياء للغاية الفريق كان يعرف متى يصبح دفاعيا ومتى يتحكم في المباراة بالاستحواذ أكثر على الكرة ومتى تحين اللحظة الحاسمة لقتل الخصم، في كل مرة كنا نتقدم في النتيجة كنا نشعر أن المباراة أصبحت في جيوبنا.

كنا نشعر بالخوف في منافسينا، كانوا يريدون مهاجمتنا لكنهم كانوا يخافون من ذلك لمعرفتهم بإننا نستطيع قتلهم في الارتداد بشكل سريع.

كانوا يريدون اللجوء للدفاع المتأخر ولكنهم كانوا يعرفوا أن أي عرضية في منطقة الجزاء بوجود ديديه دروجبا سيصبح صعبا وأنه في الكرات الثابتة سوف نصل بالعمالقة ونسجل.

كان ذلك يحمل الكثير من المرح.

في الوقت الذي رحلت فيه شعرت إنني بنيت علاقة جيدة مع مشجعي تشيلسي لا أعرف إن كان ذلك جيدا أم سيئا ولكن هذه هي طريقتي عندما أذهب لأي ناد أشعر وكأنني أؤدي واجبي.

أؤدي واجبي تجاه هؤلاء الناس ليس فقط النادي أو الملاك أو اللاعبين بل الجمهور أن أقدم كل ما لدي أن أقدم لهم ما يريدونه والطريقة الوحيدة لفعل ذلك ليس بأن أصبح فقط محترفا حقيقيا بل أن أصبح واحدا منهم.

بالطبع مع أهمية معرفة ماذا يريد الناس مني أعتقد إنه هام أيضا أن أعرف ماذا يريد النادي ومحاولة تحقيق ذلك.

إنتر ميلان 2008-2010

في إنتر ميلان اتفاقي مع النادي كان الموسم الأول هو مواصلة السيطرة على الكرة الإيطالية أن أفوز بالدوري للموسم الثالث على التوالي وفي الوقت ذاته احتجنا لملء الفراغ في دوري أبطال أوروبا.

لتحقيق الجزء الثاني احتجنا لجلب الفريق لمرحلة أخرى ليتطور.

الموسم الأول انتظرت ثم انتظرت حتى جاءت اللحظة التي ودعنا فيها دوري الأبطال أمام مانشستر يونايتد وكانت هذه هي اللحظة التي قلت لمالك النادي والمدير الرياضي هذا ما أريده ونحتاجه.

كنا فريقا استثنائيا بخوض المباريات بدفاع متأخر لكننا احتجنا لتقديم خط الدفاع 20 مترا للأمام، وأن نسيطر أكثر على المباراة ونضغط بشكل أعلى، ولفعل ذلك كنا نريد لاعب خط وسط دفاعي سريع وهذا كان حاسما بالنسبة لنا.

العمل الذي قام به النادي في ذلك الصيف كان استثنائيا.

في بعض الأحيان تكون البساطة عبقرية والتعقيد هو إخفاء أنك لست جيدا بدرجة كافية.

في إنتر كانت لدينا خطة لذا عندما لم نستطع ضم خياري الأول ريكاردو كارفاليو وجد النادي حلا مثاليا في لوسيو فقد كان سريعا، سريعا حقا، وكان سيعطينا ما نريده تماما.

بعد ذلك احتجنا إلى تحسين قدرتنا على التمرير في خط الوسط كان لدينا الكثير من اللاعبين الرائعين هنا مثل خافيير زانيتي وديان ستانكوفيتش وسولي مونتاري ولكننا احتجنا لأن نصبح أكثر سيطرة أن نتحكم أكثر في المباريات.

لذا احتجنا للاعب مختلف وهنا كان ويسلي شنايدر مفتاحا لنا.

كان النهج الخاص بنا بسيطا جدا وأصبح الفريق متكيفا على ما أريده ليس فقط للحفاظ على لقب الدوري ولكن أن يصبح قويا وذكيا وعمليا وأن يفعل ذلك ضد الأفضل في أوروبا.

إنتر لم يفز باللقب الأوروبي لأكثر من 50 عاما حتى بالعودة إلى الثمانينيات والتسعينيات عندما بدا أن كل لاعب رائع في العالم كان ليلعب في إنتر، لم ينجح النادي في أوروبا، كان الأمر بمثابة جدار نفسي لا بد من كسره.

شعرت أن اللحظة الحاسمة كانت ضد تشيلسي في دور الـ16، أن نذهب إلى ملعب ستامفورد بريدج ونفوز هناك كانت هذه اللحظة التي بدأ فيها الناس يؤمنوا وأن يشعروا أن لدينا فريقا يستطيع الفوز بالبطولة، هذه هي اللحظة التي احتاجها الفريق.

كانت هذه هي اللحظة التي بدأ فيها الجدار النفسي في الانهيار.

الفوز بلقب دوري الأبطال كان إنجازا رائعا، لم يكن من السهل القيام به فنحن لم نكن محظوظين في القرعة ولكننا ذهبنا إلى المسابقة بطموح كبير وفريق رائع سمح لنا بتحقيق ما أراده النادي.

لقد مر أكثر من 40 عاما عندما بدأت في تحليل فرق كرة القدم، كل شيء بدأ مع فريق والدي وفي جيلي كان الجهاز الفني ليس شبيها لذلك الذي يتواجد اليوم كان عبارة عن المدرب ومساعد واحد فقط وهذا كل شيء.

أصبح هناك الكثير من المتغيرات منذ تلك الأيام، لكن إن نظرنا للناحية الفلسفية من اللعبة فهناك شيء واحد لن يتغير أبدا أن الفريق الذي يسجل أهدافا أكثر يفوز، وهذا بالنسبة لي هو النقطة الأساسية في اللعبة.

هناك الكثير من الطرق التي يمكن القيام اللجوء بها لتحقيق النتائج، وفي رأيي الطريقة الصحيحة هي نوعية المنافسة والبطولة التي نلعب فيها واللاعبون الذين نملكهم.

الكثير من الناس يؤمنون بأن الفريق الأكثر استحواذا على الكرة هو الأكثر سيطرة على المباراة ولكن ذلك يعتمد على الطريقة التي تنظر بها للأمر.

فربما يصبح الفريق الأقل استحواذا على الكرة هو المتحكم في المباراة.

أن تستحوذ على الكرة فهذا يؤثر على احترامك لذاتك، بالنسبة لبعض المدربين أعتقد إنها مسألة علاقات عامة وصورة.

لكن الفريق الأكثر شعورا بالراحة حينما يمتلك الكرة يجب أن يعرف ماذا يفعل عندما لا يمتلكها.

الأمر ذاته ينطبق على فريق يحب الدفاع وحينما يحصل على الكرة لا يعرف ماذا يفعل بها حينها يصبح ذلك الفريق مجرد فريق دفاعي ومصيره متعلق بيد خصمه.

بالنسبة لي الفريق الأفضل هو ذلك الذي يسيطر على كل لحظات هذه اللعبة.

أما عن أفضل المدربين لتصبح متكاملا أؤمن إنه يجب أن يكون لديك ثلاثة أشياء، الأولى أن تصبح أكاديميا، ثانيا أن تفهم اللعبة بناء على تجربتك، وأخيرا الموهبة.

الجزء الأخير تحديدا هو أهم شيء، فهو لا يأتي من خطتك في الملعب بل هو شيء يسير في الدم، هو شيء وراثي إنه موجود في الحمض النووي الخاص بك، إما أن يكون لديك موهبة أو ليس لديك موهبة.

حتى مع كل ذلك يتبقى دائما سؤالا تسأله لنفسك: هل أستطيع الفوز؟

وهذا هو شعور المجهول الذي أنا معجب به وهو لدي دائما.

هذا هو صوتي.

جوزيه مورينيو.

كل ما سبق هو استعراض لحوار مطول أجراه المدرب الملقب بالاستثنائي جوزيه مورينيو مع موقع "كوتشيزفويس".

اقرأ ايضا:

حين لعب جيري جارسيا ثلاثية البرونز في شباك السوفيت واستمعت ليتوانيا لـ Grateful Dead

الاتحاد التونسي يوافق على بقاء ساسي والنقاز مع الزمالك للقاء بيراميدز

رسميا - الكشف عن شعار مونديال 2022

مران الأهلي – فايلر يطالب لاعبي الوسط بالتقدم للهجوم.. وتألق مروان والسولية وأفشة

إيهاب جلال لـ في الجول: المصري لم يغلق سوق الانتقالات.. وشيء وحيد يحيّرنا

التعليقات