أشرف بنشرقي.. موهبة لا غنى عنها

فور تسلمه للكرة بإمكانك أن تعرف أنك أمام لاعب مهاري، ذلك اللاعب الذي لا يمكنك أن تأخذ منه الكرة مطلقا وفقط تشاهده وهو يسدد الكرة على مرماك.

كتب : إسلام مجدي

الأربعاء، 31 يوليه 2019 - 15:11
أشرف بنشرقي - الزمالك

فور تسلمه للكرة بإمكانك أن تعرف أنك أمام لاعب مهاري، ذلك اللاعب الذي لا يمكنك أن تأخذ منه الكرة مطلقا وفقط تشاهده وهو يسدد الكرة على مرماك.

نجم لمع في سماء الكرة الإفريقية فور مساهمته في تتويج فريقه بلقب دوري الأبطال على حساب الأهلي، أشرف بن شرقي أو "ديبالا المغرب" لطالما كان يشغل عقول المتابعين إما للتساؤل عن مستواه أو للإعجاب به، نعم خلق تلك الحالة أينما ذهب.

"إنه فتى موهوب للغاية ويثق كثيرا في نفسه وما يمتلكه من مهارات". كانت تلك كلمات مارك فوتة مدرب منتخب المغرب تحت 23 عاما ومدرب الإسماعيلي السابق عن لاعبه أشرف بنشرقي مهاجم الوداد لـFilGoal.com.

بنشرقي أحب الكرة منذ نعومة أظافره حاله حال معظم أطفال الوطن العربي، ولعبها في شوارع تازة حتى قرر فريق اتحاد تازة الذي يلعب في قسم الهواة ضمه، هو ذاته القسم الذي بدأت منه بعض المواهب المغربية، منها وليد أزارو مهاجم الأهلي وكذلك محمد أوناجم جناح الزمالك الجديد.

خطف بنشرقي الأنظار مع تازة ليتحرك المغرب الفاسي لضمه. لم يدخر الفتى الصغير أي مجهود لإثبات قدراته، وفي عمر الـ20 كان نجما صاعدا يلعب في كل الأماكن، جناح أيسر وأيمن، صانع ألعبا، لاعب وسط أيمن في خطة 3-5-2.

موسمه الأول كان جيدا للغاية شارك في 25 مباراة سجل خلالها 3 أهدف وصنع هدفين، وسط ترقب من مسؤولي الأندية الكبرى في المغرب للتحرك لضمه.

لعل أبرز اللحظات التي ظهر فيها مستواه الحقيقي كانت في عام 2015 ضد منتخبات إنجلترا والصين والمكسيك إذ أنه سجل في هذه المباريات 4 أهداف منهم هدفين ضد منتخب إنجلترا تحت 20 عاما ضمن بطولة تولون الدولية التي توج هدافا لها ما دفع فريقه لتجديد وتحسين عقده.

وقتها نشر موقع نادي ساوثامبتون والذي كان مهتما بالبطولة لأن لديه 3 لاعبين يشاركون بها تقرير المباراة: "أشرف بنشرقي لاعب منتخب المغرب أزعج دفاعات إنجلترا".

وأضاف "بنشرقي نجح في جعل منتخب بلاده يتقدم بنتيجة 3-2 ضد إنجلترا".

مع موهبته التي باتت واضحة للجميع طلبت عدة أندية ضمه أبرزها بالطبع الوداد والرجاء والجيش الملكي.

المغرب الفاسي لم يكن يرغب في التخلي عن موهبة مثل بنشرقي، لكن الأزمة المالية أجبرته على بيعه، طلب الرجاء والجيش ضمه. وطالب اللاعب ناديه بالرحيل والاستماع إلى العروض.

وكيل اللاعب والذي كان مقربا من رئيس مجلس إدارة نادي الوداد حسم الصفقة لصالحه ليضم الفريق المغربي الموهبة الشابة إلى صفوفه.

التقارير الصحفية في المغرب قالت إن المغرب الفاسي طلب الحصول مبلغ 600 ألف دولار، لكن بعد حسم الوداد للصفقة قالت مرة أخرى إن الوداد دفع مبلغ 340 ألف دولار مع استفاد فريقه السابق من قيمة مالية أخرى في حالة بيعه خلال المواسم الخمسة التالية لضمه.

واعتبرت صفقة انتقال بن شرقي إلى الوداد هي الأغلى في سوق الانتقالات الصيفية بالمغرب وقتها.

سيباستيان ديسابر كان مدربا للوداد حينما كان بنشرقي لاعبا له، صرح قائلا عن لاعبه :"ينشط خط الهجوم، ويجعل الفريق يقدم مردودا جيدا، ويساند الفريق دوما على التسجيل في الشوط الأول وتلك أفضلية كبيرة".

وقال مصطفى حجي مساعد مدرب منتخب المغرب :"بنشرقي يعتبر من أفضل لاعبي الدوري، إنه يمتلك مؤهلات فنية وبدينة جيدة جدا".

في موسمه الأول مع الوداد المغربي شارك في 16 مباراة بالدوري سجل خلالها 3 أهداف وصنع 5 أخرين.

مع تألق بنشرقي وتطوره السريع ليصبح أحد أعمدة الوداد وأهم لاعبيه لفت عدد من أنظار الفرق الأوروبية سواء في فرنسا أو بلجيكا أو البرتغال.

وقالت الصحف وقتها :"النجم المغربي لفت أنظار عدد من الأندية الأوروبية أبرزها نيس وسانت إيتيان وتولوز وليون وكلوب بروج".

إذا لماذا لم يرحل؟ رفض الوداد بيع اللاعبين الذين تمتد عقودهم لأكثر من موسمين، ورفض تماما التخلي عن نجوم الفريق عدا الذين انتهت عقودهم مثل ويليام جيبور ومرتضى فال وفابريس أونداما.

لعل أبرز ما جعل الجميع يلحظ موهبة بنشرقي الحقيقية هو مستواه المتميز في بطولة دوري أبطال إفريقيا، في 11 مباراة سجل 5 أهداف وصنع هدفا.

وأهدافه جميعا كانت مؤثرة وحاسمة سواء ضد القطن أو زاناكو أو هدفيه ضد اتحاد العاصمة.

قال باول بوت مدرب اتحاد العاصمة الجزائري الذي استقبل هدفين من بنشرقي في خسارة فريقه بنتيجة 3-1 :"أشرف بنشرقي هو من أقصى فريقي من نصف النهائي".

وأضاف "بنشرقي لاعب يصنع الفارق وهذا يعني أنه لاعب كبير وحاسم للغاية ومهم لفريقه وقد نجح في ذلك".

وأحد أهم الأهداف التي سجلها في مسيرته على الإطلاق حتى الآن كان ضد الأهلي بعد أن استغل سرعته وغالط دفاع الأهلي الذي لم يشاهده وسجل هدفا بعد مرور 16 دقيقة من الشوط الأول.

ولكي يصبح هذا الهدف فارقا في مسيرته أكثر فهدف بنشرقي يعد الأول للأندية المغربية في نهائي دوري أبطال إفريقيا خارج ملعبها منذ هدف عبد الله هيدامو لاعب الجيش الملكي خلال عام 1985 ضد بيلما الزائيري.

مارك فوتة مدربه السابق في فئات الشباب قال لـFilGoal.com :"إنه فتى موهوب للغاية وأتى من فريق المغرب الفاسي ولعب للوداد ولعب مع منتخب المحليين".

وتابع "واثق للغاية من نفسه ومهاراته، ويمتلك مهارات كبيرة لكنه عليه أن يحسنها بطريقة فعالة وذلك على الرغم من أنه يسجل مؤخرا".

أجاب فوتة قائلا: "في المغرب نحن نعرفه جيدا كجناح لكنه أصبح مهاجما أيضا ويجيد ذلك المركز، لكنه بحاجة لكي يقدم أداء ثابتا لكي يكون جاهزا".

وتابع "الثبات من المميزات الهامة، بجانب الخبرة والنضج، هو بحاجة لكل ذلك، حتى الآن لم يجد الطريقة المناسبة التي تجعله يسجل ويصنع بطريقة متميزة طيلة الوقت".

بعد تألق بنشرقي لفت مجددا أنظار عددا من الأندية وسط تساؤلات عن "متى يحترف الفتى الموهوب؟". ليأتي الهلال السعودي ويحصل على خدماته.

"جاءني عرض الهلال السعودي واجتمعت مع الرئيس وتقبلت العرض، كان لدي طموحا باللعب في أوروبا وكانت هناك أندية مثل ليل ولانس وأندرلخت، لكن لم نتوصل لاتفاق، والأقرب لي كان ليل، لكنهم لم يتواجد لديهم إمكانية لضمي بسبب قواعد الأجانب، لأنضم إلى الهلال".

"أتمنى الاستمرار على مستواي ولما لا؟ من الهلال إلى أوروبا".

"لدى الهلال جماهير، أعرف جيدا اللعب تحت ضغط كبير لأنني لعبت للوداد".

اختلف الوضع كليا في السعودية، شارك اللاعب في 4 مباريات فقط تحت إمرة رامون دياز سجل خلالها هدفين وصنع مثلهما، ثم في 9 مباريات مع خوان بروان وسجل هدفا، ثم خورخي خيسوس الذي لم يقتنع بقدراته الهجومية ليقرر استبعاده من القائمة بعد ما يقرب من 6 أشهر في السعودية.

اتجه بنشرقي في إعارة إلى نادي لانس خلال الموسم الماضي، في الدرجة الثانية، لم تكن بدايته جيدة مطلقا، حتى شهر يناير لم يسجل أو يصنع، ولم يشارك كأساسي سوى مرتين فقط من أصل 11 مباراة ليفكر لانس في قطع الإعارة وإعادته للهلال.

أبدى نادي الوحدة السعودي رغبته في ضم اللاعب، لكن لأنه لعب مع الهلال ولانس لم يستطع الوحدة ضمه، ليعود ويشارك مع لانس ويسجل هدفين ضد نانسي ليقود الفريق للفوز بعدما كان متأخرا، ثم سجل وصنع ضد بيزيه.

لم يستمر بنشرقي بنفس الوتيرة وأنهى الموسم دون تسجيل أي أهداف ليعود مرة أخرى إلى الهلال السعودي.

بنشرقي أمام فصل جديد تماما في مسيرته بطموحات وآمال كبيرة من جماهير الزمالك، لموهبته الكبيرة وسرعته التي ستضيف الكثير بكل تأكيد لخط هجوم الفارس الأبيض، لا سيما في وجود زميله السابق محمد أوناجم. فهل يجد صاحب الـ24 عاما فرصته لإعادة اكتشاف نفسه وتقديم سحره مرة أخرى؟

طالع أيضا

عواد: تنازلت عن مال لأتم انتقالي للزمالك

وكيل متولي: انتقاله للأهلي تأخر شهورا

جديد مصير أفشة.. الأهلي وبيراميدز يوضحان

الأهلي: عمرو جمال جدد عقده قبل الرحيل إلى الصفاقسي