رادار إفريقيا - مايكل أولونجا.. مهندس كيني يحمل رسالة إلى أرسين فينجر

الجمعة، 28 يونيو 2019 - 21:40

كتب : زكي السعيد

مايكل أورونجا - كينيا

"جوارديولا على وشك التعاقد مع أولونجا".

هكذا عنونت صحيفة "نايروبي نيوز" الكينية في أغسطس 2017، كان عنوانا مضللا بالطبع.

الصحيفة لم تقصد بيب جوارديولا المدير الفني لـ مانشستر سيتي، بل شقيق بيري جوارديولا الذي يملك أسهما في نادي جيرونا.

الصفقة تمت حينها بنجاح، وأولونجا انتقل إلى جيرونا، ليحقق هناك إنجازا تاريخيا.. سنتطرق إليه لاحقا.

أولونجا (25 عاما)، يبلغ من الطول 193 سم، وكان بطلا قوميا لبلاده كينيا مساء الخميس بهدفين خالدين في شباك تنزانيا.

رادار إفريقيا سلسلة يقدّمها FilGoal.com طوال كأس الأمم الإفريقية 2019، نسلّط فيها الضوء على أبرز النجوم التي تخطف الأنظار، وضيفنا اليوم مايكل أولونجا.

اقرأ: رادار إفريقيا - يوسف عطال.. لاعب الشوارع الذي تحول إلى ظهير الجزائر العصري

خاضت كينيا ثاني مبارياتها بكأس الأمم الإفريقية 2019 على استاد الدفاع الجوي في مواجهة تنزانيا، وكانت مطالبة بتعديل الصورة الباهتة التي ظهرت بها أمام الجزائر في الجولة الأولى.

كينيا قدّمت مباراة بطولية، كان بطلها أولونجا الذي سجّل هدفين، أولهما خارق، وثانيهما رائع، لتفوز كينيا 3-2.

الفوز هو الأول في تاريخ كينيا بالمسابقة القارية، وهي المرة الأولى التي تسجل فيها كينيا أكثر من هدف واحد في مباراة بأمم إفريقيا، أما أولونجا فصار الهداف التاريخي لبلاده في البطولة، فقط بتسجيله هذين الهدفين.

المهندس

خريج أكاديمية ليبيرتي سبورتس لكرة القدم، خطف الأنظار في بداياته عندما سجّل 7 أهداف في مباراة واحدة ذات يوم.

بعدها لعب معارا من أكاديميته لأندية كينية شهيرة على شاكلة: توسكر، وثيكا يونايتد، وجور ماهيا.

مع الأخير انفجر، وسجّل 19 هدفا في موسم واحد، وقاد جور ماهيا للثلاثية المحلية، وحصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الكيني عام 2015.

مُلهمه نيلسون مانديلا، وقدوته الكروية روبن فان بيرسي، لكن ركل الكرات ليس كل ما يجيده أولونجا.

المهاجم فارع الطول الذي يلعب الآن في فريق كاشيوا ريسول الياباني، يمتلك شهادة جامعية في الهندسة، ويولي اهتماما خاصا لدراسته.

يروي أولونجا عن الجمع بين كرة القدم والهندسة:

"والداي كانا ضد احترافي كرة القدم، لأنهما أرادا مني التركيز على تعليمي. ولكني اخترت أن أفعل الأمرين معا، ولذا أنا مُدين لهما بوصولي لهذا المستوى الدراسي العالي".

ويضيف وقتما كان لاعبا في جور ماهيا:

"سأود لو أصير مهندسا محترفا في نفس وقت اللعب في الدوري الإسباني أو الإنجليزي".

لاحقا يشدد أولونجا على أهمية التعليم للاعبي كرة القدم:

"أنا مؤمن أن العقلية هي الأهم. تتدرب لمدة ساعتين، ولكن ماذا تفعل في وقت الفراغ بقية اليوم؟ يمكنك أن تستغل هذا الوقت وتدرس دورات عبر الإنترنت، أو تذهب للحرم الجامعي".

"لست مجبرا على الدراسة لـ8 ساعات يوميا، فجميع اللاعبين يشعرون بالإجهاد بعد التدريبات، ولكن يمكن أن تقوم بتضحيات صغيرة دائما".

"الحياة تستمر دائما بعد كرة القدم وهذا يجب أن يكون حافزي حتى أدرس بجد، لأن مسيرتي ستنتهي يوما ما، وعلي أن أمتلك حينها المعرفة بشيء غير كرة القدم".

"أحيانا، إن لم تصل لمستوى عالٍ في كرة القدم، يكون التحدي الدراسي أكبر، لأننا لا نتقاضى الكثير من الأموال في الأندية الكينية، ولذا يمكنك أن تجني معرفة دائمة لما تبقى من حياتك، قد تنتسب إلى دورة تعليمية صغيرة، لكنها ستفيدك في نهاية مسيرتك".

"أشجّع لاعبي كرة القدم، إن أتتكم فرصة للدراسة حتى لو كانت ساعتين يوميا، فاغتنموها. هذا ما سيساعدكم في المستقبل. ربما لا تدركون هذا الآن في أوج مستواكم، لكن مسيرة كرة القدم قصيرة، والمستقبل مقبل".

خطوة متجمدة

أولى تجاربه الأوروبية بعد مغادرة كينيا عام 2016، كانت مع نادي ديورجاردنس السويدي.

هناك توجّب على أولونجا أن يختبر ظروفا مغايرة تماما لتلك التي اعتاد عليها في كينيا.

يصرّح أولونجا حينها من قلب الصقيع:

"سأتجمد بردا هنا، لم أختبر مناخا مماثلا من قبل، علي أن أشكر زملائي لدعمهم. أعطوني ملابس ثقيلة وساعدوني على التأقلم هنا".

"أفتقد الطعام الكيني، لا أتناول سوى البرجر، والبطاطس، ولكني أعلم أنني سأعتاد على الطعام هنا في النهاية".

لكن وجد ملجأه في هذه الظروف القاسية:

"بدون الرب لم أكن لأصل لما وصلت إليه الآن، أؤمن أن مشيئة الرب قادرة تحقيق أي شيء. أهدي كل الأهداف التي أسجلها إلى الرب، وعائلتي، وأصدقائي، والجماهير. أدرك دائما أن الرب إلى جانبي، سواء فزت أو خسرت".

هاتريك تاريخي

12 هدفا في الدوري السويدي ضمنت له الانتقال إلى الدوري الصيني القوي ماديا بعد عام واحد.

لكنه لم يعمّر كثيرا في جويزهو زيتشنج، لتأتي عودته إلى أوروبا من بوابة جيرونا الإسباني عام 2017.

جيرونا لعب حينها أول مواسمه على الإطلاق في الدوري الإسباني الممتاز، وأولونجا دخل في منافسة شرسة مع كريستيان ستواني المهاجم الأساسي للفريق الكتالوني.

ورغم خوضه 581 دقيقة فقط بقميص جيرونا مقسّمة على 16 مباراة طوال موسم 2017\2018.

13 يناير 2018 سيظل يوما خالدا في مسيرة أولونجا، عندما دخل بديلا بين الشوطين لـ ستواني المصاب أمام لاس بالماس.

بحلول الدقيقة 79، كان أولونجا قد سجّل 3 أهداف بالفعل، ليصير أول لاعب كيني في التاريخي يسجل في الدوري الإسباني.

كما بات أولونجا أول من يسجل ثلاثية في مباراة واحدة لـ جيرونا في تاريخه بالدوري الإسباني، هي بالمناسبة كل الأهداف التي سجلها المهاجم الكيني رفقة الفريق الكتالوني.

في 2017، كان اسم أولونجا ضمن 30 لاعبا تم ترشيحهم لنيل جائزة أفضل لاعب إفريقي، لكنه بالطبع كان بعيدا جدا عن المنافسة على المراكز الأولى.

اللاعب الواثق من قدراته للغاية، نشر مقطع فيديو عبر "يوتيوب" في عام 2016، وجّه خلاله رسالة إلى أرسين فينجر المدير الفني لنادي أرسنال.

يقول أولونجا في ذاك الفيديو:

"مرحبا أرسين فينجر، أنا مايكل أولونجا، أنا مهاجم في فريق جور ماهيا الكيني. حاليا، أنا أفضل لاعب في كينيا، سجّلت 38 هدفا وحلمي اللعب لـ ارسنال.

أنا موهبة شابة تبلغ من العمر 21 عاما، آمل أن تأخذ طلبي بالانضمام إلى أرسنال بعين الاعتبار، ربما حتى بالانضمام للفريق الرديف إن لم يكن ممكنا الانضمام للفريق الأول، وسأثق حينها من قدرتي على رد الجميل في السنوات المقبلة".

كأس الأمم الإفريقية

كان أولونجا محظوظا بكونه جزءا من جيل كيني تأهل إلى أمم إفريقيا للمرة الخامسة فقط طوال تاريخها، وللمرة الأولى منذ 2004.

يقول أولونجا عن المشاركة في مصر 2019:

"حلمي كان المشاركة في كأس الأمم الإفريقية، فالمرة الأخيرة التي تواجدت بها كينيا في البطولة، كنت أبلغ حينها 9 سنوات، وقتها لم أحلم بأن أحترف كرة القدم من الأساس".

"إنه لشعور رائع أن أكون جزءا من الفريق التاريخي الذي أعاد كينيا إلى أمم إفريقيا بعد غياب 15 عاما، ولكن هذه ليست النهاية، فعلينا أن نقدّم أفضل مستوياتنا".

"سنواجه أفضل منتخبات القارة ومجموعة من أفضل اللاعبين، سنلعب أمام لاعبين من طينة (محمد) صلاح، و(ساديو) ماني بعد أن توجا بدوري أبطال أوروبا، إنهما يمتلكان خبرة كبيرة".

"لا يوجد أي لاعب كيني في منتخبنا سبق له المشاركة في كأس الأمم الإفريقية، ولكني مؤمن أن الاتحاد والتكاتف هما طريقنا لتحقيق الكثير، إنه نفس الاتحاد الذي ساعدنا على التأهل من الأساس، الجميع مركز ونطمح لتقديم أفضل ما لدينا".

بعد الهزيمة 0-2 بوجه شاحب أمام الجزائر في الجولة الأولى، كان أولونجا واضحا في رسالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي:

"لم نستطع الفوز بالمعركة أمام خصم قوي. في النهاية، توجب علينا أن نتعلّم بالطريقة الصعبة، ولكني لن أستسلم وسأقاتل حتى النهاية، شكرا على دعمكم، الرب فوق الجميع".

أولونجا كان صادقا، وصنع التاريخ أمام تنزانيا في أمسية 27 يونيو التاريخية.

فهل يواصل أولونجا تسجيل الأهداف الهندسية والذهاب بعيدا ببلاده كينيا في هذه البطولة؟

مصادر:

http://bit.ly/2NkEiZH

http://bit.ly/2KIo0rf

http://bit.ly/2RJXvCh

http://bit.ly/2RHr4Vi

اقرأ أيضا:

إصابة جنش بقطع في وتر أكيلس

مغرب جميل

ماذا ينتظر المغرب في دور الـ16 لكأس الأمم الإفريقية

رينار: الجمهور ذكرني بالمونديال.. وأشكر من ينقذنا

جيريس: أحمد الله أن ساسي فقط يلعب في مصر.. كنت سأضطر لإشراك كل لاعب يُهتَف له

التعليقات