حسام حسن "الأربعيني" ينهى عجافه الإفريقي

الأربعاء، 19 يونيو 2019 - 17:12

كتب : رامي جمال

حسام حسن في كأس الأمم الإفريقية

في عام 1986 استدعى المدير الفني الويلزي مايك سميث، اللاعب الشاب صاحب الـ19 عاما حسام حسن لينضم إلى قائمة منتخب مصر المشارِكة في كأس أمم إفريقيا التي تقام في أرض الفراعنة.

وشارك بالفعل المهاجم الشاب كبديل في اللقاء الافتتاحي ضد السنغال ولكنه لم يسجل أي هدف.

مشاركة كانت هي الوحيدة له في البطولة التي رفع لقبها في نهاية المطاف رفقة المنتخب المدجج بالنجوم وقتها، على شاكلة محمود الخطيب ومجدي عبد الغني وجمال عبد الحميد ومصطفى عبده وطاهر أبو زيد وآخرين.

ولكن رغم رفع الكأس لكن حسام لم يكن يعلم أن الصيام التهديفي الخاص به في أعرق بطولة إفريقية سيستمر لـ11 عاما و11 شهرا و3 أيام.

نعم حسام خاض بطولة إفريقيا 1988 ولم يسجل أي هدف، وغاب عن نسخة 1990 التي خاضها منتخب مصر بالرديف أو ما يُعرف إعلاميا بفريق الظل للتحضير لكأس العالم 1990.

وفي 1992 لم يسجل حسام أي هدف وغاب عن نسختي 1994 و1996 إثر إيقافه في الأولى عقب إلقائه قميص الأهلي، والإصابة في النسخة الثانية.

ولكن لأنه لا يعرف الاستسلام أبدا، كتب التاريخ بنفسه في 1998.

اقرأ: (جنوب إفريقيا 96.. حين تمنح الكرة أملا للحياة وتعيد بناء أمة مكلومة)

ليس مجرد هداف البطولة

"مصر في المركز الـ13 من أصل 16 فريقا" محمود الجوهري قبل المشاركة في كأس أمم إفريقيا 1998.

ولكن خلف الكواليس ومثلما قال كل لاعبي ذلك الجيل إن جنرال الكرة المصرية كان يقول لهم إنهم ذاهبون إلى بوركينا فاسو للفوز باللقب.

ومن أجل هز شباك الخصوم احتاج الجنرال إلى سلاح فتاك لا يستطيع أحد إيقافه وكان حسام صاحب الـ29 عاما آنذاك هو سلاحه الأبرز.

مطالبات بالاعتزال قبل البطولة وهو توأمه إبراهيم وصيام عن التهديف طال كثيرا ولكن هناك في بوركينا سطع.

تحدى حسام الجميع وأمام موزمبيق سجل هدفين وأتبعه بهدف ضد زامبيا ثم هدفين ضد أصحاب الأرض بوركينا.

سبعة أهداف قادت مصر لتحقيق الإنجاز ورفع الكأس لأول مرة منذ عام 1986 لكن لم يكن ذلك الإنجاز الوحيد.

بعد صيام دام 13 عاما عن تسجيل هدفا في أمم إفريقيا سجل حسام سبعة أهداف في نسخة واحدة.

سبعة أهداف جعلوه يتساوى آنذاك مع نجوم مثل طاهر أبو زيد وعلي أبو جريشة في عدد الأهداف المسجلة في البطولة بل وتجاوز الديبة.

سبعة أهداف كان هو الرقم الأكبر المسجل في نسخة واحدة من قبل أي لاعب منذ نسخة 1974 حينما سجل مهاجم زائير وقتها نداي مولامبا تسعة أهداف.

رفع حسام الكأس وعاد من أدغال إفريقيا إلى القاهرة وسط احتفالات عارمة.

وفي نسخة عام 2000 سجل ثلاثة أهداف كان آخرها أمام بوركينا نفسه من ركلة جزاء وبدأ حسام صياما جديدا كان هو الثاني له في البطولة.

طالع أيضا - (زامبيا ٩٣.. العدالة المتأخرة التي خلّدت أرواحهم)

غياب وعودة من الباب الكبير

في نسخة 2002 شارك حسام ضد زامبيا والكاميرون ولم يسجل أي هدف وغاب عن نسخة 2004.

وفي 2006 كان يلعب في صفوف المصري وبعمر الـ39 عاما وقرر حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر آنذاك تفجير مفاجأة.

وقال لـFilGoal.com في شهر أكتوبر من عام 2005: "انضمام حسام حسن إلى منتخب مصر لن يكون للجلوس بجانبي على مقاعد البدلاء خلال مباريات البطولة".

وواصل "لكنه يملك فرصة أن يكون له دور أساسي في حالة ظهوره بمستوى جيد مع المصري في الفترة المقبلة".

وقال حمادة صدقي المدرب المساعد للمنتخب في ذلك الوقت عند حديثه لقناة "صدى البلد" عن سبب اختيار حسام حسن في حديث له بعد البطولة بـ11 عاما: "كنا نبحث عن قائد للمنتخب وحسن شحاتة اختار حسام حسن ليكون قائدا للاعبين الشباب".

وواصل "كنا نخوض البطولة في ظروف صعبة بعد الإخفاق في نسخة 2004 والفشل في التأهل لكأس العالم 2006 واحتجنا حسام حسن".

بدا الأمر مفاجئا للجميع لماذا ضم شحاتة لاعبا يبلغ من العمر 39 عاما وهو يملك عماد متعب وعمرو زكي وأحمد حسام "ميدو" أصحاب الـ22 عاما ومعهم الخبير عبد الحليم علي صاحب الـ32 عاما.

وفي النهاية أختير حسام ضمن القائمة النهائية وجلس على مقاعد البدلاء في مباراتي ليبيا والمغرب وأمام كوت ديفوار سنحت الفرصة.

دفع المعلم بحسام حسن أساسيا ليجاور متعب وكان في طريقه لتسجيل هدف محقق لولا أن رأسيته أخطأت المرمى وتابع متعب الكرة في الشباك.

وضع حسام يده على رأسه، تصرف فُسر أنه حزنا أن على تسجيل متعب هدف، ولكن بعد 10 أعوام أوضح حسام ماذا حدث.

- اقرأ: توجو 2010.. دماء جففها الزمن

وقال لقناة "أون تي في" في عام 2016: "قام متعب بتسديد كرة ساقطة من أعلى حارس كوت ديفوار ولكنها ارتطمت بالعارضة".

وتابع "قمت بالمتابعة وتسديد الكرة برأسية عكس اتجاه حارس المرمى من أجل جعل مهمة تصديه لها صعبة ولكنها لم تكن جيدة وجاء متعب وحولها للشباك".

وشدد حسام حسن "لم أغضب بسبب تسجيل متعب للهدف، بل لأنني لم أحرزه فهو إنجاز شخصي".

وواصل "حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر آنذاك كان يعتمد على ميدو وعمرو زكي وعماد متعب وشعرت كأنني لاعب شاب يرغب في إثبات ذاته حينما يشارك بأي طريقة وكنت أرغب في تسجيل هدف بسبب ذلك الأمر".

وأتم "هذا كان هو سبب رد فعلي في ذلك الوقت بوضع يدي على رأسي".

ضم منتخب مصر تصدره للمجموعة وفي ربع النهائي تعين عليه مواجهة الكونغو الديمقراطية ومرة أخرى وجد حسام نفسه أساسيا.

وفي الدقيقة 39 من المباراة التي أقيمت في الثالث من فبراير عام 2006 أرسل عمرو زكي تمريرة طولية رائعة وبكل الخبرات التي اكتسبها في مسيرته تسلم حسام الكرة بطريقة رائعة جعل نفسه يمر بها من مدافع الكونغو وبيمناه التي لا تخطئ الشباك كانت الكرة تعلن عن هدف لمنتخب مصر.

احتفال أيقوني برفع يده للسماء وثم دموع تتساقط وبكاء لتعلن عن نهاية عجاف لعدم تسجيل أي هدف في أمم إفريقيا لـ6 سنوات.

هدف جعله يدخل التاريخ ويصبح أكبر لاعب في تاريخ البطولة يسجل هدفا بعمر الـ39 و174 يوما.

هدف جعله ثاني هدافي منتخب مصر في البطولة عبر التاريخ خلف الراحل حسن الشاذلي بهدف واحد فقط إذ أن مهاجم الترسانة سجل 12 هدفا.

هدف جعله خامس الهدافين التاريخيين في البطولة بفارق سبعة أهداف عن الهداف التاريخي الكاميروني صامويل إيتو.

وبعد أسبوع من الهدف التاريخي وبالتحديد في العاشر من فبراير 2006 صعد حسام حسن إلى مقصورة استاد القاهرة ليتسلم كأس أمم إفريقيا ويرفعها للمرة الثالثة في مسيرته والثانية له كقائد لمنتخب مصر ليجلس على عرش إفريقيا في ظهوره الأخير مع الفراعنة.

- اقرأ: قصة أبناء الشيطان.. كتبوا تاريخا ذهبيا لـ إثيوبيا تم محوه عمدا

اقرأ أيضا:

ملاعب أمم إفريقيا – استاد القاهرة.. هنا حيث بدأ كل شيء لا يُنسى

حوار في الجول - الجعايدي.. عن سبب تتويج تونس بلقب 2004 وثلاثي سيذهب بعيدا في 2019

اختبر معلوماتك - أي منتخب يلعب فيه هؤلاء اللاعبون؟

رسميا - رحيل إنريكي عن تدريب إسبانيا

أجيري: هكذا سنلعب أمام زيمبابوي.. وحسمت اسم حارس المرمى

الكونغو الديمقراطية.. لرسم بسمة على وجه الأبرياء من حملة السلاح

التعليقات