حكايات كوبا أمريكا - عدسات "تاتا" تقود باراجواي دون فوز في 2011 لمجد منقوص

الأربعاء، 12 يونيو 2019 - 12:26

كتب : إسلام أحمد

تاتا مارتينو

هل تتذكر مشوار البرتغال في يورو 2016 قبل هدف إيدير في النهائي أمام فرنسا المستضيفة؟ الأمر تكرر قبلها بـ 5 سنوات كاملة مع منتخب باراجواي.

بداية متعثرة بـ 3 تعادلات أمام النمسا وإيسلندا والمجر يساوي تأهل بـ 3 نقاط ومن ثم السير خطوة تلو الأخرى للفوز بلقب تاريخي هو الأول لبرازيل أوروبا.

في كوبا أمريكا 2011 نحن أمام واحدة من أكثر البطولات إثارة وغرابة في تاريخ البطولة كونها تقام في الأرجنتين.

تم تقديم الدعوة من قِبل اتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول" لليابان والمكسيك بعد فشل دعوة منتخبات أوروبية للمشاركة، الاتحاد الياباني أكدّ مشاركته.

لكن الأثار الناجمة عن "تسوماني 2011" تسببت في اعتذار الاتحاد الياباني عن المشاركة في إبريل، ليعوضه المنتخب الكوستاريكي.

الاتحاد المكسيكي أرسل قائمة تضم اللاعبين المشاركين في أولمبياد 2012 الفائزين بذهبيتها بالإضافة إلى 5 لاعبين فوق السن، لكن الأمور انقلبت في المكسيك بسبب إيقاف 8 لاعبين لمدة 6 أشهر من المنتخب قبل أسبوع واحد من البطولة.

استبعاد الشقيقان جيوفاني وجوناثان دوس سانتوس رفقة 6 أخرين جاء بسبب الاحتفال بتحقيق لقب الكأس الذهبية بالفوز على الولايات المتحدة 4-2 مع فتيات ليل.

مشكلة أُضيفت إلى غياب 5 لاعبين عن المنتخب بسبب تعاطي المنشطات لتزيد من مشاكل الـ"تري".

البرازيل تدافع عن لقبها بجيل يجمع بين الشباب والخبرات في مرحلة إحلال وتجديد بعد انتهاء إمبراطورية "الراء" الشهيرة بقيادة رونالدو وروبرتو كارلوس ورنالدينيو وبزوغ نجم نيمار وباتو مع إصابة كاكا.

لكن الأرجنتين مع أفضل لاعب في العالم حينها ليونيل ميسي وتواجد كتيبة هجومية لا يشق لها الغبار بقيادة كارلوس تيفيز وجونزالو هيجواين وسيرجيو أجويرو ودييجو ميلتو أصبحت مرشحة فوق العادة للتتويج باللقب

أوروجواي بقيادة أوسكار تاباريز بدأت في حصاد ما زرعته من كأس العالم 2010 وما قبلها، ومعه هيرنان داريو جوميز الذي وضع أساسات منتخب كولومبيا الذي عاد مرة أخرى اسمه للاقتران قليلا بكرة القدم بدلا من المخدرات.

إذا لا مفاجأت ستحدث بين الثلاثة الكبار قبل بداية البطولة، فالمقاعد محجوزة لكن ما سيحدث لاحقا سيكون مختلفا كل الاختلاف عن عديد التوقعات خاصة في النهاية.

المباراة الافتتاحية بين الأرجنتين وبوليفيا في لابلاتا، بوليفيا تتقدم بهدف روخاس في الدقيقة 47، الرد يتأخر والقلق يتزايد لكن سيرجيو أجويرو يسجل التعادل قبل ربع ساعة على نهاية المباراة، نقطة أفضل من لا شيء.

كولومبيا فازت على كوستاريكا في الافتتاح وفرضت التعادل السلبي على الأرجنتين في الجولة الثانية، العرق يتصبب من الجميع في أرجاء الأرجنتين هل مستضيف البطولة سيودع مبكرا؟

الحل مع أجويرو، الأرجنتيني الشاب سجل هدفين وأضاف أنخيل دي ماريا الهدف الثالث ليقود بلاده للفوز الأول على كوستاريكا ويحل ثانيا خلف كولومبيا في الترتيب.

الأمور في المجموعة الثانية سارت بشكل مُقلق أيضا، رغم تعادل البرازيل السلبي في الجولة الافتتاحية مع فنزويلا سلبيا، باراجواي بدورها تعادلت سلبيا مع الإكوادور ثم فرضت تعادلا مثيرا مع البرازيل بنتيجة 2-2 في الجولة الثانية بعدما سجل فريد هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة للسامبا.

فنزويلا حققت الفوز على الإكوادور لتتعقد الأمور قليلا، لكن استفاقة برازيلية متأخرة وفوز كبير بنتيجة 4-2 على الإكوادور بثنائية من باتو ومثلها من نيمار مهدت طريق التأهل في الصدارة، بعد عودة رائعة من بوليفيا أمام باراجواي.

العنابي اللاتيني تقدم مبكرا في الدقيقة الرابعة بفضل هدف سولمون روندون، رد باراجواي جاء قاسيا بثلاثة أهداف، فنزويلا حاولت في الدقائق الأخيرة ففرضت التعادل على باراجواي بهدفين في الدقائق 89 و94 لتتأهل في المركز الثاني خلف البرازيل تاركة المركز الثالث لباراجواي برصيد 3 نقاط بدون أي انتصار.

ولأنها بطولة عكس التوقعات كالعادة فشل المنتخب الأوروجوياني في الفوز باللقاء الافتتاحي، رابع العالم في 2010 تعادل مع بيرو، في المقابل تشيلي فازت على المكسيك بسهولة، أوروجواي ظلت مثلها مثل الأرجنتين والبرازيل تحاول الحفاظ على الإثارة للجولة الأخيرة.

أوروجواي تعادلت مع تشيلي بهدف لكل فريق في المقابل ضمنت بيرو مقعدا في ربع النهائي بالفوز على المكسيك بنتيجة 1-0.

الفوز في الجولة الأخيرة لأوروجواي وتشيلي على المكسيك وبيرو على الترتيب قادهم للتأهل بالنتيجة ذاتها 1-0 مرة أخرى.

مواجهة مكررة ونهائي مبكر وفرصتين

بيرو نجحت في التفوق على كولومبيا بهدفين نظيفين بعد التمديد لشوطين إضافيين بفضل ثنائية لوباتون وخوان فارجاس.

وفنزويلا حققت المفاجأة بالفوز 2-1 على تشيلي.

في سانتا فيه الأمور كلها مُسلطة على نهائي مبكر، مباراة الأرجنتين ضد أوروجواي والرقم 15، دييجو بيريز تقدم لأوروجواي في الدقيقة الخامسة.

جونزالو هيجواين رد عليه بهدف التعادل مباشرة بعد 10 دقائق، لتسير المباراة دون أهداف حتى الدقيقة 120 وحان الآن موعدنا مع ركلات الترجيح.

فورلان أفضل لاعب في كأس العالم يهز الشباك لأول مرة في البطولة من ركلة ترجيح يرد عليه ميسي، كارلوس تيفيز أهدر ركلة الترجيح دفع بسببها الثمن بالاستبعاد لـ3 سنوات عن قائمة التانجو.

لاعبو أوروجواي لم يهدروا وهيجواين سجل الركلة الأخيرة لكن التأهل كان من حليف رفاق لويس سواريز.

في لابلاتا حيث اللامنطق ظل التعادل السلبي قائما بين البرازيل وباراجواي خلال 120 دقيقة بعدما عرف المنتخبان كل شيء عن الآخر من مواجهة دور المجموعات.

إيلانو أهدر الركلة الأولى ثم تياجو سيلفا وأندريه سانتوس وجميعهم ألقى باللوم على سوء أرضية الملعب ونظر لعلامة الجزاء أهدروا بدورهم أول 3 ركلات ترجيح للسامبا مقابل ركلتين سجلها لاعبو الألبيروخا وواحدة مهدرة.

فريد دخل والخوف يملأ عينيه إما أن يسجل أو يهدر ركلة جزاء تطيح ببلاده، عاد لما قبل قوس منطقة الجزاء دخل ببطء وسدد على يمين الحارس لكنها خارج المرمى.

وتصبح تلك المباراة خالدة في تاريخ كرة القدم إذ أصبحت أول مباراة يفشل فيها فريق تسجيل جميع ركلات الترجيح الخاصة به.

في المربع الذهبي لويس سواريز تكفل ببيرو فسجل هدفين في 5 دقائق بالشوط الثاني قاد بها بلاده للفوز والتأهل للنهائي.

في المقابل مسلسل الإثارة الذي بدأته باراجواي بقيادة مديرها الفني الأرجنتيني جيراردو "تاتا" مارتينيو، لم ينته بعد فالتعادل السلبي ظل قائما مرة أخرى أمام فنزويلا الذي تعادل معها في المجموعات بنتيجة 3-3.

قبل بداية البطولة تم إعداد "عدسات" خاصة لمارتينيو لتلبى احتياجاته مع الأحوال الجوية المختلفة ولتتكيف مع وجهه وتم وضع عدسات فرنسية المضادة للانعكاس لضمان الشفافية والوضوح التام، حسب موقع "ماركا دي جول".

عدسات مارتينيو مثلما ساعدت باراجواي سابقا نجحت في التأهل للنهائي بنتيجة 5-3 في ركلات الترجيح ووضع قدمها في النهائي لتتأهل لأول مرة منذ نسخة 1979 التي حققت لقبها.

باولو جيريو احتفظ بلقب الهدف بفضل ثلاثة أهداف سجلها في شباك فنزويلا ليقود بيرو لحصد الميدالية البرونزية بعد الفوز 4-1.

510 دقيقة دون فوز، 240 دقيقة دون تسجيل أهداف في مباراتين وتأهل بركلات الترجيح، التعب نال من لاعبي باراجواي في مواجهة جارتهم في النهائي.

ظهر هذا عند افتتاح لويس سواريز النتيجة في الدقيقة 11 ليتوج بجائزة أفضل لاعب في البطولة.

فورلان الذي ظل صائما عن التسجيل نجح في هز الشباك مرتين ليقود بلاده لفك الشراكة مع الأرجنتين والتربع على عرش القارة برصيد 15 لقبا منفردا وفي عقر دار خصمهم اللدود.

مارتينيو رحل عن تدريب باراجواي عقب نهاية البطولة وعاد للأرجنتين مجددا لتدريب ناديه القديم نيويلز أولد بويز الذي يشجعه ميسي في صغره قبل أن يتولي تدريب ميسي بنفسه سواء في برشلونة الإسباني أو الأرجنتين ما بين 2013 و2016.

اقرأ أيضا

مدرب الزمالك – بين خالد جلال والأجنبي.. اختلاف داخل القلعة البيضاء

المنتخب لـ في الجول: تهديد صلاح بالاستبعاد؟ قطعا لم يحدث

تونس 2004: حكاية منتخب رائع مع قليل من الحظ والتجنيس.. وزياد جزيري

بالفيديو – ضياء السيد يتوقع طريق بطل كأس أمم إفريقيا.. "مصر لن تحمل الكأس"

لوران بوكو.. خليفة بيليه الذي منعته الرئاسة من الاحتراف

أحمد حسن.. الصقر الذي احتل عرش إفريقيا

التعليقات