الانتحار ومكالمة الوداع وسط 42 دقيقة رصاص.. أديبايور يتحدث في حوار مؤثر

الجمعة، 26 أبريل 2019 - 18:00

كتب : FilGoal

الصورة من صحيفة ديلي ميل

جلس على حافة سريره، تناول بعض الأقراص وكان يستعد لتناول المزيد مقررا إنهاء حياته، ثم نظر إلى هاتفه وأجرى مكالمة هاتفية، ليُقرر إلا يتناول المزيد.. إيمانويل أديبايور اقترب من حافة الموت، وقفز في اللحظة الأخيرة.

إيمانويل أديبايور صاحب الـ 35 عاما لاعب باشاك شهير التركي الحالي، والذي ارتدى قميص أرسنال ومانشستر سيتي وريال مدريد، حياته الشخصية كانت مليئة باللحظات المأسوية والصعبة.

المهاجم التوجولي كاد أن ينتحر قبل وصوله لعامه الـ 20، وكاد أن يُقتل في حافلة منتخب بلاده قبل وصوله لعامه الـ 30. يا لها من حياة صعبة يا أدي.

أديبايور تحدث في حوار مؤثر ومطول مع صحيفة ديلي ميل. حوار حتى وإن لم نكن حاضرين أثناء إجرائه، إلا أننا نثق أنه لم يقدر على تمالك نفسه وبكى أثناء حديثه عن حياته.

يقول أديبايور: "منزلي كان بلا كهرباء. كنا نعيش على الشموع. السقف كان يُسرب المياه وكان لابد أن أبقى مستيقظا ليلا لكي أجفف المنزل".

"لم يكن لدينا مرحاض. كان عليك أن تسير لأميال خارج المنزل لتفعلها والرياح دائما ما كانت قوية للغاية خارج المنزل، والآن عليك تخيل ما يحدث يوميا".

"نعم.. تلك هي حياتي".

"كنت أبحث عن جار يمتلك في منزله تلفاز لكي أشاهد كرة القدم. ولكنني لم أصدق أن ما أراه حقيقي. هل لاعبو الكرة في التلفاز حقيقين حقا؟ لم أصدق ذلك وتخليت بأنهم مجرد أدوات متواجدين في الصندوق الأسود – صندوق التلفاز القديم-".

"عندما بدأت في ممارسة كرة القدم، بدأت أصدق ما أشاهده في التلفاز. صدقت بأن جورج وايا يعد شخصا حقيقا وكذلك زين الدين زيدان. هكذا كنت أرى الكرة في طفولتي".

لا يا أديبايور، هم ليسوا أدوات بل بشر يمارسون ما يحبون.. فكيف تحولت نظرتك للكرة والحياة عقب بداية ممارستك كرة القدم مع ميتز الفرنسي في 2001؟

يحكي إيمانويل "كنت في الـ 16 من عمري وكل ما أردته هو مساعدة عائلتي للخروج من الظروف الكارثية التي نمر بها".

"الضغط كان شديدا للغاية علي. عندما تكون عائلتك فقيرة وكل من حولك فقراء يكون الأمر أكثر تضامنا ويمكن أن يأخذ أحد الأشخاص رصاصة بدلا منك للدفاع عنك. حالة تضامن هائلة ولكن عندما تمتك أنت المال، يكون الأمر وكأنك مديون بمساعدة الجميع".

"ربما في ميتز كنت أحصل على 3 آلاف جنيه إسترليني في الأسبوع، ولكن أسرتي طلبت منزلا يُقدر بـ 500 ألف جنيه إسترليني. النادي يأس مني بسبب تصرفاتي، وشعرت بأن الحياة يجب أن تنتهي".

"جلست على حافة سريري في إحدى الليالي وقلت لنفسي: ماذا أفعل هنا؟ لا أحد سعيد بي ولا أحد يرضى بما أقدمه. ما هو هدف الحياة؟".

"ذهبت إلى صيدلية وقمت بشراء العديد من الأقراص. في البداية كانوا يرفضون بيعها لي ولكنني أخبرتهم بأنها لجمعية خيرية في توجو".

"جلست على سريري ومعي الأقراص وتناولت بعضها وشربت الكثير من المياه وكنت أستعد لتناولها بالكامل وإنهاء حياتي، ثم نظرت لهاتفي وقررت التحدث مع صديقي الأقرب".

"صديقي أخبرني بألا انتحر. أخبرني بأن يوجد في الحياة ما يستحق العيش من أجله، وقال: أنت يمكنك أن تُغير قارة إفريقيا. أعتقدت أنه مجرد بائع للأحلام وأنا لن اشتري، ولكن في تلك اللحظة صديقي أنقذني بالفعل وقررت التراجع عن الانتحار".

إذا كنت تعتقد أن تلك اللحظة هي الأصعب في حياة إيمانويل، فأنت ربما لا تعرف ما حدث في الثامن من شهر يناير من عام 2010.

حافلة تضم بعثة منتخب توجو ومن بينها القائد أديبايور، كانت في طريقها من محافظة كابيندا الأنجولية لنهائيات كأس أمم أفريقيا (أنجولا 2010) وترافقها القوات المسلحة الأنجولية لحمايتها.

فجأة، تحول المشهد وكأنه فيلم رُعب. رصاصات من كل الجهات من قبل مجموعة من المسلحين المجهولين تخترق الحافلة لمدة أكثر من 30 دقيقة وتُسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة العديد.

أديبايور كان في الحافلة بصفته قائد للمنتخب.. وتلك اللحظة كانت من أصعب لحظات حياته أيضا.

يسرد إيمانويل "لمدة 42 دقيقة كل ما كُنا نسمعه هو صوت الرصاص فقط لا غير. رصاص من كل الجهات وصراخ ولم نكن نقدر على الحركة نهائيا".

"كقائد للفريق أخبرت الجميع بأن عليهم الاتصال بعائلتهم، وأنا تحدثت مع صديقتي التي كانت تستعد لولادة طفلي".

"أخبرتها: اسمعي، سأرحل. قالت: سترحل إلى أين؟ أخبرتها: إذا كان المولود ذكرا فلتسميه إيمانويل Jr. وإذا كانت طفلة فلتسميها برنسيس إيمانويل".

"قالت لي: ما الذي تتحدث عنه؟ ماذا يحدث؟ قلت: سأتحدث معكي لاحقا.. إذا كنت مازالت حيا".

مأساة جديدة عاشها إديبايور ورأى شبح الموت بعينه.. وواصل النهوض في النهاية.

لنكتفي بسرد المأساويات ونعود لكرة القدم قليلا؟

يتحدث أديبايور: "كنت في الـ 21 من عمري عندما تحدث معي آرسين فينجر لأول مرة".

"كنت أقضي اجازتي في توجو بعد نهاية الموسم مع موناكو. هاتفي رن وأحد الأصدقاء قام بالرد ثم قال لي: المتصل هو فينجر!!. قلت لصديقي: لا تكن سخيفا. تلك ليست مزحة. أغلق الخط".

"لم أصدق أن فينجر سيتحدث معي. ثم رن الهاتف مجددا وقمت أنا بالرد وسمعت: مرحبا.. أنا آرسين فينجر".

"فقط قال لي: هل أنت مُهتم؟ وأجابت: أنا أكثر من مهتم. ليقول: سأتواجد غدا من أجلك وعليك البقاء هادئا".

"بعدها بيومين تم كل شيء. وأخبرني: هل لديك أي شروط؟ لم يكن لدي أي شروط باستثناء الحصول على القميص رقم 25 لأنه القميص الذي ارتداءه نوانكو كانو، مثلي الأعلى".

"طلبت الحصول على نفس قميصه ووافق فينجر، وكانت لحظة رائعة للغاية".

وبعد 3 سنوات انتهت رحلة أديبايور مع أرسنال والتي يقول عنها: "توريه وفابريجاس وفان بيرسي جميعهم رحلوا".

"أعتقد بأن أرسنال لم يظهر الحب الكافي ليُبقي على لاعبيه. أنت تحصل على مال ضخم في أرسنال بكل تأكيد ولكن إذا عُرض عليك أضعاف الراتب الذي تحصل عليه، أنت تفكر في نفسك لأنك مجرد لاعب كرة قدم ومسيرتك ستنتهي بعد ذلك".

"إذا كنت أنت مكان فابريجاس. فأنت ستذهب إلى برشلونة. ستحصل على مال أكثر وراعي أكثر وستعود إلى منزلك أيضا. ماذا فعل أرسنال ليبقي على سيسيك؟ لا شيء على الإطلاق".

"الآن الجماهير تقول عنه بأنه خائن. أنت عندما ترحل من أرسنال، تُصنف بالخائن، مثلما حدث مع فان بيرسي".

"الناس يعتقدون بأن الكرة هي العائلة. لا الكرة هي عمل.. مجرد عمل".

في 2009 شد أديبايور الرحال من لندن إلى مدينة مانشستر، ثم شد الرحال من أول الملعب إلى آخره لكي يحتفل أمام جماهير أرسنال بهدفه بقميص مانشستر سيتي.

السؤال الذي تردد كثيرا وقتها.. لماذا؟ لماذا فعل أديبايور ذلك؟

يقول صاحب الـ 35 عاما "لم استيقظ فجأة من نومي لأقرر بأنني سأنضم إلى مانشستر سيتي. عقدي مع أرسنال كان لمدة 5 سنوات".

"في تحضيرات ما قبل انطلاق الموسم، جاء لي فينجر وأخبرني: عليك الرحيل الآن. سألته: لماذا علي الرحيل؟ طلبت منه البقاء لسنة أخرى وسأثبت نفسي وإذا لم ينجح ذلك، سأرحل. ولكنه رفض".

"أخبرني بأنني إذا استمريت في الفريق فأنني لن أتواجد في قائمة أي مباراة. عندما تسمع ذلك ماذا يمكنك أن تفعل؟ قررت الرحيل".

"عندما نزلت لأرضية الملعب – لقاء سيتي ضد أرسنال الذي شهد احتفال أديبايور الشهير – كل جماهير أرسنال كانت تهتف ضدي!!. لم أفعل أي شيء لأحصل على ذلك".

"سمعتهم يهتفون: والدتك عاهرة.. والدك يغسل الأفيال".

"ماذا كان علي أن أفعل؟ كيف سأرد على كل هؤلاء وكل تلك الهتافات العنصرية؟ ليس لدي صوتا لأفعل ذلك.. ومن هنا احتفلت بهذا الشكل".

"الآن يقولون أن الاتحاد الإنجليزي يحاول إيقاف العنصرية.. أنا أسف هذا لن ينجح. أنتم متأخرون للغاية".

"هل تعلمون ماذا حدث بعد احتفالي؟ تم معاقبتي ولم تُعاقب الجماهير على العنصرية. والآن تريدون إيقاف العنصرية؟ هذا لن يحدث.. فات الأوان".

ذهب معارا إلى ريال مدريد في 2011 وحكايات أديبايور المثيرة استمرت.

مع ريال مدريد، لعب أديبايور تحت قيادة جوزيه مورينيو وبجانب كريستيانو رونالدو.. ولكن أيضا الأمور لم تكن كما تُصور.

يُكمل أديبايور حواره الرائعة قائلا: "فينجر كان رجلا هادئا للغاية.. على عكس مورينيو على الإطلاق".

"في إحدى المرات مع أرسنال خسرنا 2-1 بأداء سيء جدا وفينجر قال لنا: أهدوا أهدوا.. كنا رائعين واستحوذنا على الكرة وأرسلنا 25 عرضية!! هنري أخبرني وقتها: من يهتم بعدد العرضيات؟ لقد خسرنا المباراة!".

"مع مورينيو، في إحدى المرات انتهى الشوط الأول لصالحنا بنتيجة 3-0 ولا يمكنكم تخيل ما فعله مورينيو بين الشوطين".

"مورينيو كان غاضبا بشدة وأخذ يركل كل شيء في غرفة خلع الملابس وهاجم الجميع!".

"وفي مرة أخرى، كاد مورينيو أن يقتل رونالدو وأنهال عليه بالهجوم. رونالدو وقتها سجل "هاتريك"!! سجل ثلاثية ورغم ذلك هاجمه مورينيو بشدة بسبب فرصة واحدة أهدرها!".

"هل لك أن تتخيل أن تُهاجم بشدة من مدربك بسبب فرصة وأنت بالفعل سجلت 3 فرص أخرى!".

"مورينيو قال لرونالدو وقتها: الجميع يقول عنك بأنك الأفضل في العالم وأنت في الحقيقة تلعب بشكل سيء جدا. أثبت لي أنك الأفضل في العالم".

"وهذا هو الفارق بين مورينيو وفينجر".

طالع أيضا

مستشفى الأهلي – نيدفيد يجري جراحة الغضروف بنجاح.. اكتمال جاهزية سليمان وإكرامي يبدأ المشاركة

مؤتمر سولشاير: أعتقد أن بوجبا سيبقى ولكن لا يوجد ضمان في الكرة.. ولن أستبعد دي خيا

الإسماعيلي يعلن تشكيل جهاز معاون جديد مع استمرار يانيفسكي

تحقيق في الجول - المعلق المصري.. الكروان الأسير

الزمالك يطلب تأجيل لقاء الإنتاج الحربي بسبب مواجهتي النجم الساحلي

الزمالك يعلن حضور 30 ألف مشجع لمباراة النجم الساحلي.. و"فرصة أخيرة"

التعليقات