البطل والمستهتر والوفي والفيلسوف.. شخصيات مسرحية "الثلاثاء الكروي"

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 - 17:40

كتب : أحمد العريان

الثلاثاء الكروي

مثل المسرحية تكون كرة القدم على أرض الملعب، ولكل مسرحية شخصياتها. بين البطل وباقي الشخصيات بمختلف صفاتهم، تدور أحداث القصة.

كان أمس الثلاثاء عامرا بالمباريات. بداية من الإسماعيلي مع المقاولون العرب، ومرورا بإثارة الزمالك والإنتاج الحربي، حتى كان الختام مع تأهل الأهلي من سطيف إلى نهائي دوري الأبطال.

وأمام الفصول الثلاثة لمسرحية "ثلاثاء كرة القدم" متمثلة في ثلاث مباريات تهم غالبية جماهير كرة القدم في مصر، عاصرنا خمسة نماذج لشخصيات طالما وجدناها في كرة القدم.

الوفي

قد لا يحصلون على التكريم اللائق في حياتهم، لكن سيرة الأوفياء لا تنقطع بالخير إلى الأبد.

أحد مشجعي الإسماعيلي داوم على تشجيع فريقه بقلبه رغم أنه مقيم في الإسكندرية.

وفي مباراة بيراميدز بالدوري، تعرض المشجع لأزمة قلبية مفاجئة أثناء احتفاله بهدف محمود متولي الأول، لينقل إلى المستشفى.

الأطباء انشغلوا بتجهيز غرفة العناية المركزة، لكن المشجع كان منشغلا بما هو أهم بالنسبة له، فسأل ابنه "الإسماعيلي عامل ايه؟" قبل أن يدخل الغرفة فرحا بتقدم فريقه الذي لم يعرف أنه تحول في نهاية اللقاء إلى انتصار كبير قد يعيد الفريق لمساره الصحيح هذا الموسم.

توفى مشجع الإسماعيلي الوفي، وكانت إدارة النادي وفية لمشجعها أيضا، فحيت روحه بلافتة مع اللاعبين قبل مباراة الإنتاج الحربي في الكأس.

المستهتر

قد تمتلك الموهبة بل والشخصية أيضا. لكن حذاري من الاستهتار، بمقدوره أن يمحو كل شيء.

ارتكاب الخطأ لمرة واحدة قد يكون وليد الصدفة، لكن تكراره تحت نفس الظروف يؤكد وجود عيب يجب تداركه.

محمد الشناوي حارس الأهلي لم يكن أمينا على مرماه أمام وفاق سطيف. الحارس المونديالي استهتر بالمباراة وظنها انتهت بعد هدف وليد سليمان، فاستقبل هدفا غريبا أعاد الجزائريين للقاء، ولو أن الظروف كانت أكثر قسوة لربما أصبح سيناريو اللقاء أكثر سوءا وتحول اليوم إلى ما لن ينساه في حياته أبدا.

الفيلسوف

لا شك أن الفلفسة علم نفع الإنسانية كثيرا، لكنه ليس مطلوبا أبدا في كرة القدم، خاصة إن أعطتك ظهرها وأصبحت في فترة تحاول فيها إعادة نفسك لسابق العهد.

محمود عبد المنعم "كهربا" لاعب الزمالك صاحب المجهود الكبير، ركض كثيرا ووصل إلى مرمى الإنتاج الحربي أكثر، لكنه في كل مرة كان يتفنن في "تصعيب" الأمور على نفسه.

يقولون أن أول فقرة في كتاب "كيف تعيد مستواك بعد فترة من فقدان الثقة" هي "إلعب السهل"، لكن يبدو أن كهربا لم يقرأ هذا الكتاب أبدا.

كهربا أهدر العديد من الفرص السهلة أمام مرمى عامر عامر بسبب الرعونة حينا واستسهال إلقاء اللوم على الحكم حتى يفلت هو من غضب الجماهير، وبسبب التفلسف أمام مرمى الخصم والرغبة في التسجيل بشكل جمالي في أحيان أخرى.

أهداف كهربا المهدرة مدت اللقاء إلى شوطين إضافيين وربما كنا لنرى نهاية أسوأ للاعب وناديه، لكن على كهربا وزملائه أن يحذرون.

إن كانت رعونة كهربا هذه المرة لم تؤثر على الفريق، ومن قبله أوباما حين ظن مباراة الهلال انتهت واستعرض مهارته في الدقيقة الأخيرة، فكانت المحصلة قطع الكرة وتسجيل التعادل لولا تدخل الـVAR وإلغاءه، فالأكيد أن الجرة لن تسلم في كل مرة.

السهل الممتنع

وإن كان لكهربا وباقي زملائه الحظ في الإفلات من عقوبة الرعونة هذه المرة، فالفضل يعود للحكيم العائد بعد غياب والقاريء الرائع لكتاب "كيف تعيد مستواك".

أيمن حفني شارك بديلا مع الزمالك بعد غياب، ولأنه يعرف أن السهل الممتنع أسهل الطرق إلى النجاح، فقد استخدم خبرته.

حاول كهربا الحصول على ركلة جزاء طوال 98 دقيقة، ونجح حفني في ذلك من المحاولة الأولى.

حفني راوغ المدافع وتعرض للركل. سقط على الأرض وتحصل على ركلة الجزاء، فتركها للمتخصص بكل سهولة، في وقت حاول فيه كهربا الحصول على إذن لتنفيذ الركلة بدلا من محمود علاء المتخصص. وكأنه مرة أخرى يحاول أن يصعب الأمور على نفسه حال إهدارها.

لم يكتف حفني بكسر أقفال المباراة الصعيبة والمُحكمة، فظهر مرة أخرى بتمريرة سهلة جدا، لكنها وضعت محمود عبد العزيز أمام المرمى مسجلا الثاني وقتلوا المباراة وتأهل الزمالك دون أن يحاول حفني إظهار نفسه كمظلوم سواء بإشارة صبيانية أو رغبة في الحصول على الـShow. فقط لأنه يعرف أن السهل الممتنع أسهل الطرق إلى قلوب الجماهير.

البطل

في نهاية المسرحية ظهر البطل. البطل هو الأكثر حسما والأكثر ثباتا على المستوى هذا الموسم.

مرة أخرى كان وليد سليمان هو بطل الأهلي في أفضل أداء فردي للاعب مصري في بطولة واحدة منذ فترة طويلة.

الحاوي كما يلقبونة مرر أكثر من كرة أهدرها زملائه، وفي أول وصول بنفسه إلى مرمى الوفاق، زار شباك مصطفى زغبة وحسم التأهل.

ولم يكتف وليد سليمان بتسجيل الهدف الغالي، فجعله تاريخيا باحتفال أكثر روعة، وكأنه يقول "أبو تريكة لم ينته.. أنا خير خلف لخير سلف".

وهكذا دائما ستبقى كرة القدم. مجموعة من الأحداث والشخصيات الفنية على شكل مسرحية، لكنها أجمل مسرحية واقعية في الحياة.

اقرأ أيضا:

بريزنتيشن تعلن توفير 5 طائرات لجماهير الأهلي في رحلة رادس

في الجول يكشف – لماذا تأخر احتساب هدف الزمالك الأول أمام الإنتاج

انتخابات الجبلاية – مرشد.. من أجل إلغاء ظلم نظام الهبوط والصعود.. "ولا أخشى مواجهة شوبير"

قلت وقالوا - حدوده السماء وامتلك ميزة بيليه.. عن روني الذي لم يهتم بأي شيء آخر

عبد العزيز لـ في الجول: لم أنطق بأمر سلبي ضد جهاز الزمالك.. هذا سبب احتفالي ضد الإنتاج

هل يلمح للصفقات مجددا؟ مورينيو: يوفنتوس تعاقد مع نجوم عديدة ورغم ذلك يريد المزيد

التعليقات