كتب : محمود سليم | الجمعة، 25 مايو 2018 - 11:24

كيف يفوز ريال مدريد في 8 خطوات

ريال مدريد - بايرن ميونيخ

"طالبت اللاعبين بضرورة مواصلة ما يفعلونه لكن يفتح مساحات على الجانبين والضغط بشكل أكبر على المنافس وقلت إنه عندما نمتلك الكرة علينا اللعب بالطريقة التي نعرفها".

هكذا كان أحد تصريحات الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد عقب الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، ولكن السؤال ما هي الطريقة التي يعرفها لاعبوه؟ هل استخدام الأطراف والكرات العرضية فقط أم هناك أمور أخرى؟

ريال مدريد مع زيدان فريق متغير الشكل (طرق اللعب) وأيضا الأسلوب فهو يجيد الاستحواذ وفرض سيطرته على المباراة إن أراد ويجيد كذلك الارتداد لمنتصف ملعبه من أجل العمل على المرتدات واستغلال المساحات خلف دفاع المنافسين ولكن هناك أيضا بعض الأفكار البارزة في أسلوب وفلسفة لعب الفريق مع الفرنسي الرائع.

كيفية تسجيل الأهداف:

البداية مع إحصائيات وتصنيفات للأهداف التي سجلها الفريق حيث كانت النسبة الأكبر 45% من أهدافه عن طريق هجوم منظم بينما أحرز 28% منها من هجوم مرتد و27% من كرات ثابتة

الكرات الثابتة للفريق:

البداية من الكرات الثابتة على الصعيد الهجومي هناك طريقتين لتنفيذ الكرات الثابتة خاصة الركلات الركنية، الأولى هي تمرير الكرة للاعب في الخلف ثم التحرك لاستلام تمريرته مرة أخرى أو إرسا العرضية منه مباشرة.

لاحظ أيضا هناك ثلاثي على حدود منطقة الجزاء بشكل عرضي من أجل كسب الكرة الثانية (بالإضافة لخماسي داخل المنطقة وثنائي على تنفيذ الركنية أي أن الفريق بالكامل في تلك المنطقة).

الأمر تكرر كثيرا وكل تلك الحالات انتهت بهز شباك المنافسين.

أما طريقة التنفيذ الأخرى فكانت إرسال الكرة العرضية مباشرة ولكن إلى المساحة خارج منطقة الـ6 ياردات وتحديدا بالقرب من نقطة الجزاء، مع تواجد اللاعبين على حدود المنطقة تقريبا وانقضاضهم معا في اتجاه إرسال الكرة.

وهو الأمر الذي تؤكده إحصائيات إرسال الكرات العرضية حيث كانت المحيطة بنقطة الجزاء هي الأكثر استقبالا للكرات العرضية بنسبة 39% من إجمالي العرضيات.

التنظيم الهجومي ودور كاسيميرو المختلف:

في حالة امتلاك الفريق للكرة ومحاولة شن هجوم منظم كانت النسبة الأكبر من الأهداف ولذلك فسنصب تركيزنا على تلك الحالة جيدا.

البداية مع دور كاسيميرو المختلف دائما حيث "يقلب" زيدان مثلث وسط الملعب عند امتلاك الكرة فبدلا من أن يكون كاسيميرو الارتكاز المدافع المتأخر أمام قلبي الدفاع يتحول إلى لاعب أشبه بصانع اللعب خلف المهاجم مباشرة.

لاحظ الحالة التالية أحرز منها كاسيميرو هدفا بعد انفراده بالمرمى.

وتلك حالة أخرى.

توسيع الملعب عرضيا بثنائي الهجوم:

عند انتهاج طريقة لعب 4-4-2 بمشتقاتها يتطلب الأمر من ثنائي الهجوم لزيدان البداية دائما من الخارج، حيث يتحرك الثنائي كرستيانو رونالدو وجاريث بيل أو كريم بنزيمة أيهما يبدأ إلى أقصى طرفي الملعب.

ومع تناقل الكرات تبدأ عملية خلق المساحات على الأطراف بتحركهما للعمق قليلا وإجبار ظهيري المنافس على التحرك معهما للعمق وظهور المساحات لتقدم ظهيري ريال مدريد مع دخولهما لعمق المنطقة عند إرسال العرضية دون رقابة من قلبي الدفاع فمن البداية لم يكونا قريبين منهما.

لاحظ حالات أخرى.

حالة مثالية لتفريغ الظهير الأيسر مارسيلو بإجبار ظهير الخصم على الدخول للعمق خلف رونالدو الذي نجح في النهاية في تحويلها لهدف.

في مواجهة برشلونة.

ثلاثي الهجوم والتحرك بين الخطوط:

عند اللعب بثلاثي أمامي مثل رونالدو وبيل وبنزيمة أو أحد الثنائي ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز يعتمد الفريق أكثر على تمركز ثلاثي الهجوم في العمق ويتقدم الظهيران مارسيلو وكارفخال كأجنحة هجومية، ويكون التركيز بشكل أكبر على التحرك بين الخطوط والاختراق من العمق استغلالا للثلاثي الهجومي في العمق لخلق تفوق عددي على ثنائي دفاع الخصم.

لاحظ هذه الحالة ثلاثي الهجوم بالعمق والظهيران على الأطراف، بيل يتحرك بين الخطوط لاستلام الكرة وبعده بنزيما الذي يمررها بينية لرونالدو خلف الدفاع ليحرز هدفا باختراق عمق دفاع المنافس.

وهنا هدف في مرمى برشلونة بنفس الكيفية بين أسينسو وبيل تحرك بين الخطوط وتحرك بنزيما خلق المساحة ليستغلها بيل ويتسلم التمريرة ويحرز التعادل باختراق عمق دفاع المنافس.

الجبهة اليسرى:

الجبهة اليسرى هي الأكثر تأثيرا على المستوى الهجومي للفريق.

بقيادة الظهير الطائر مارسيلو والمهاجم أو الجناح الذي يساعده باختطاف أنظار الظهير المنافس ليتسلم التمريرة بكل أريحية في المساحات على الجانب الأيسر ويرسل عرضياته المتقنة.

الضغط العكسي والتنظيم الدفاعي أثناء الهجوم:

من أبرز ما يتسم به الفريق هو تنفيذ الضغط العكسي فور فقدان الكرة بشكل جماعي رائع من حيث إغلاق كافة زوايا التمرير وكذلك تواجد أكثر من لاعب يوفر الغطاء خلف مجموعة الضغط تلك.

مع تحول كاسيميرو كقلب دفاع ثالث بين راموس وفاران لزيادة الأمان في المنطقة الدفاعية خاصة في ظل تغطية راموس خلف مارسيلو.

الهجوم "المتكتل" والكرات القطرية:

سمعنا عن دفاع متكتل compact أما في حالة ريال مدريد فيهاجم الفريق أيضا بخطوط متقاربة حيث يتقدم قلبا دفاعه لمنتصف ملعب المنافس وأحيانا لحدود منطقة الجزاء وكأنهما لاعبي وسط ملعب ويستغل زيدان ذلك الأمر في خلق التفوق العددي ثم إرسال الكرات القطرية للجهة العكسية.

لاحظ هدف مارسيلو في مرمى بايرن ميونخ.

وتكرر الأمر في الإياب.

وأخيرا استغلال التنظيم الدفاعي في الكرات الثابتة بتراجع الفريق كاملا لمنطقة الجزاء مع تواجد ثلاثي أصحاب سرعات ومهارات على حدود المنطقة من أجل بناء الهجمات المرتدة.

أما عن كيفية الفوز على ريال مدريد "زيدان" فسنوضح الأمر في تحليل آخر.

التعليقات