لماذا لا يجب على برشلونة التقليل من مخالب ذئاب روما

الأربعاء، 04 أبريل 2018 - 16:00

كتب : علي أبو طبل

روما برشلونة

4 مواجهات أوروبية سابقة جمعت برشلونة مع روما، ويتفوق خلالها الفريق الإسباني نسبيا.

والآن مواجهة جديدة تجمع الطرفين في ربع نهائي دوري الأبطال، والآراء والتوقعات ترجح كفة ميسي ورفاقه.

برشلونة دائما ما يمتلك الأفضلية في مواجهات بهذا الشكل، ولكن روما يقدم موسما مميزا من حيث الأداء وبالأخص في مسابقة دوري الأبطال، وهو الأمر الذي يتطلب لأجله من برشلونة المزيد من الحذر وعدم الاستسهال.

الفريق الإيطالي بدأ الموسم بفقدان درجات كبيرة من قوته الفنية والمعنوية والتي توقع الكثيرون بعدها أن المستوى سيتراجع، وبالتبعية النتائج.

رحل محمد صلاح عن الفريق، وكذلك رحل المدير الفني لوشيانو سباليتي إلى إنتر ميلان، كما أعلن أسطورة الفريق والقائد فرانشيسكو توتي اعتزاله النهائي بنهاية الموسم الماضي.

مع بداية الدوري بعدم استقطاب نجوم كبيرة والبدأ في سياسة المدير الرياضي الجديد مونشي في استقطاب مواهب شابة وتطويرها بمرور السنوات، ومع إجراء قرعة دوري أبطال أوروبا التي أوقعت الفريق رفقة تشيلسي الإنجليزي وأتليتكو مدريد الإسباني، لم يتفاءل الكثيرون بأن يصل فريق العاصمة الإيطالية بعيدا.

لكن المدير الفني السابق لفريق ساسولو، إيزيبيو دي فرانشيسكو، قاد الفريق بنجاح كبير طوال الموسم نحو نتائج إيجابية احتفظت بموقع الفريق ضمن رباعي مقدمة الترتيب في الدوري، كما نجح في اجتياز مجموعات دوري الأبطال والمرور نحو ثمن النهائي، ومنه إلى ربع النهائي.

يحتل الفريق المركز الثالث في الوقت الحالي بالدوري المحلي برصيد 60 نقطة، ويبدو بعيدا تماما عن صراع التتويج ولم يضمن رقميا التأهل لدوري الأبطال ولكن مستوى الفريق هذا الموسم يؤهله للحفاظ على هذا المركز مقارنة بأندية لاتسيو وميلان وإنتر ميلان ذوي المستوى المتذبذب.

خط هجومي أقل رقميا من الموسم الماضي، حيث يصل إلى 50 هدفا فقط مقارنة بـ90 هدفا في إجمالي الموسم الماضي من الدوري الإيطالي مع نهايته، ومع تبقى 8 جولات فقط، من الصعب تكرار ذلك الرقم مرة أخرى.

ما تحسن بشكل ملحوظ في روما هذا الموسم هو الأداء الدفاعي، فمقارنة بـ38 هدفا تلقتهم شباك الفريق في الموسم الماضي، اهتزت شباك ذئاب العاصمة في 20 مناسبة فقط هذا الموسم، ومع ما تبقى من الموسم كذلك، من المحتمل ألا تهتز شباك حارس المرمى أليسون بالمزيد.

حارس المرمى البرازيلي الذي نال المساحة للعب أساسيا هذا الموسم فتألق، وحجز موقعه كذلك كحارس مرمى أساسي لمنتخب البرازيل في مونديال روسيا 2018، يعد من العوامل الهامة للغاية في موسم الفريق الإيطالي.

أليسون لعب 30 مباراة كاملة في الدوري هذا الموسم مع روما وخرج بشباك نظيفة في 13 مناسبة، ويبلغ متوسط تصدياته الناجحة في المباراة الواحدة 3.2%.

موهبة كبيرة أظهرها أليسون تساهم في تلقي شباك روما لعدد أقل من الأهداف.

ولكن ليكتمل ذلك، لا بد من منظومة دفاعية قوية أمامه.

منظومة يساهم فيها بدرجة كبيرة الأرجنتيني فريدريكو فازيو الذي يقدم أفضل مواسم مسيرته، ولكن التألق الأكبر يأتي من الظهير الأيسر الصربي أليكساندر كولاروف.

لاعب مانشستر سيتي السابق الذي حصل عليه روما في صفقة انتقال حر يقدم مستويات مميزة دفاعيا مع اسهامات هجومية بارزة من خلال تمريراته الطولية المتقنة.

بجانب تدخلاته الدفاعية الحاسمة، سجل كولاروف هذا الموسم في الدوري هدفين وصنع 6 أهداف أخرى، بجانب هدف وصناعتين في دوري الأبطال.

أفضل أداء فردي له هذا الموسم يمكن أن تلاحظه في مواجهتي تشيلسي في مجموعات دوري الأبطال.

في وسط الملعب، يتلقى دي فرانشيسكو ضربة موجعة قبل مواجهة برشلونة بغياب البلجيكي راديا نايجولان بسبب الإصابة.

سيفتقد المدير الفني الإيطالي خدمات لاعبه البلجيكي القتالية دفاعا وهجوما، ولكن عليه أن يجد حلا مثاليا لحرمان وسط الفريق الإسباني من خطورته.

الخبير دانييلي دي روسي قائد الفريق سيستمر في عمله كلاعب ارتكاز، وسيجاوره الهولندي كيفن ستروتمان الذي سيتحمل مسؤولية كبيرة في خلق الفرص والربط بين خطوط الملعب نحو الهجوم في ظل غياب نايجولان.

يعتمد دي فرانشيسكو خطة 4-3-3، وفي الأغلب سيحتفظ بها مع إضافة جريجوري ديفريل كلاعب وسط ثالث ليعوض اللاعب البلجيكي المصاب.

الحذر كل الحذر من هجوم روما.

المهاجم البوسني إدين دزيكو يعد العامل الأبرز تهديفيا، وهو صاحب هدف صعود روما لهذا الدور على حساب شاختار دونيتسك.

رقميا، لا يقدم دزيكو ما قدمه في الموسم الماضي، ولكنه لا يزال يحتفظ بلمسته الحاسمة.

دزيكو هو هداف الفريق بواقع 14 هدفا في الدوري و4 أخرى في دوري الأبطال، والحذر كل الحذر إذا نجح في السيطرة على تمريرة طولية خلف دفاعات برشلونة.

على جانبي دزيكو، يعمل دي فرانشيسكو دائما على المداورة بين أجنحته.

سواء دييجو بيروتي أو ستيفان الشعراوي أو التركي الصاعد بقوة جينكيز أوندير، يظل هجوم روما خطيرا ومنظما.

الثلاثي نجح في تسجيل 16 هدفا مجتمعين في الدوري هذا الموسم، كما نجحوا في تسجيل 5 أهداف أوروبيا.

يبقى روما فريقا خطيرا تحت قيادة مدير فني يقود منظومة كرة قدم مميزة في أرض الملعب.

لا نتحدث عن فريق في قوة أو تاريخ ريال مدريد أو بايرن ميونيخ، ولكن نتحدث عن فريق يجب أن يحذر منه برشلونة ولا يتهاون.

يستطيع روما الوصول لمرمى الخصوم بفاعلية، حيث سجل 11 هدفا في دوري الأبطال هذا الموسم مقابل 14 هدفا سجلها برشلونة بختام دور الـ16.

دفاعات برشلونة تبدو متماسكة في ظل منظومة فالفيردي بتلقيها هدفين أوربيين فقط حتى الآن، وعلى روما أن يحسنوا قليلا من مستوى دفاعاتهم أمام بطل أوروبا في 5 مناسبات سابقة حيث تلقت شباكهم 8 أهداف في 8 مباريات أوروبية هذا الموسم.

كيف سيتعامل ذئاب العاصمة مع مواجهة الذهاب في "كامب نو".. ربما هي المباراة الأهم حتى الآن في مسيرة مدير فني يدعى "أوزيبيو دي فرانشيسكو".

التعليقات