كتب : محمود سليم | الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 - 20:23

مقال رأي - فكرة يوب هاينكس "الدفاعية الهجومية" التي ضربت باريس

ليفاندوفسكي

بعد نتيجة مواجهة الذهاب وفي ظل الأداء الهجومي الذي يقدمه فريق باريس سان جيرمان خاصة بعد صفقاته القوية في بداية الموسم بالتعاقد مع نيمار وكيليان مبابي، كانت التوقعات تصب في مصلحة الفريق الفرنسي خاصة في ظل تدهور النتائج والأداء لبايرن ميونيخ وتغيير مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي والعودة إلى صانع الأمجاد البافارية يوب هاينكس.

قرر الأخير مفاجأة الجميع باختياراته خاصة على صعيد منتصف الملعب حيث كان يفكر في جعل المواجهة في تلك المنطقة فقط من أجل عزل ثلاثي الهجوم "الباريسي" الأخطر في الفريق عن باقي خطوطه.

هاينكس بدأ المباراة بطريقة لعب 4-3-3 على الورق بتواجد الثلاثي سباستيان رودي وتوليسو وجيمس رودريجيز خلف ثلاثي الهجوم كينجسلي كومان على اليمين وفرانك ريبيري على اليسار وروبرت ليفاندوفيسكي في العمق الهجومي.

على الجانب الدفاعي قرر هاينكس الاعتماد على أسلوب الضغط المتوسط بالتراجع بكل خطوطه عند خط منتصف الملعب وتطبيق أسلوب الضغط من أسفل (تحت خط منتصف الملعب) أو أعلى (أعلى خط منتصف الملعب) للثلث الأوسط حسب حالة الهجوم للخصم.

وكان الهيكل الدفاعي للفريق يختلف بين 4-5-1 و 4-1-4-1 بتواجد الثنائي رودريجيز وتوليسو في أنصاف المساحات بين العمق والأطراف (بين رودي المحور وريبيري وكومان الجناحين) وذلك من أجل إغلاق تلك الممرات على فريق المدرب أوناي إيمري الذي يعتمد بشكل كبير على العمل بين الخطوط بتحرك مبابي ونيمار من الأطراف للعمق للاستلام خلف لاعبي وسط الخصم وإحداث المشاكل وخلق المصاعب في دفاعات الخصم.

لاحظ تلك الحالة قبل ارتداد رودريجيز لمكانه المحدد له كما أوضحنا بين رودي وريبيري كان من السهل أن يتسلم مبابي الكرة حتى عاد رودريجيز وأغلق ذلك الممر.

وهو الأمر ذاته على الجانب الآخر توليسو يغلق الزوايا التمرير على نيمار.

وهذه حالات أخرى توضح ضغط الفريق المتوسط وهيكله الدفاعي.

وكذلك التراجع وتقارب الخطوط خاصة بعد التقدم في النتيجة.

بل ووضح في بعض الحالات فرض رقابة لصيقة من قبل هاينكس على فيراتي لاعب وسط ملعب باريس عن طريق رودريجيز.

أما على الصعيد الهجومي وبناء الهجمات فكان ثلاثي الوسط منتسر بشكل عرضي في أغلب الحالات من أجل استدراج لاعبي باريس للضغط ومن ثم يتم ضربهم بتمريرة قطرية للجانب العكسي.

ولكن أكثر مصدر للخطورة كان الهجوم المرتد لفريق البايرن والذي دائما ما كان يشارك به رباعي الوسط (كومان وتوليسو وخاميس وريبيري مع ليفاندوفيسكي)، خاصة ثنائية رودريجيز وريبيري بالجانب الأيسر التي عانى أمامها داني ألفيش الظهير الأيمن لباريس والذي تم اختراق جبهته وصناعة الأهداف الثلاثة منها.

لاحظ هذه الحالة توضح الهجوم المرتد وكيف تحرك خاميس من العمق للجانب الأيسر لعمل overlap مع ريبيري والتي نتج عنها الهدف الأول.

واستمر هذا النمط الهجومي للفريق بشكل واضح في الجبهة اليسرى حيث يتحرك خاميس من العمق بشكل قطري بين الظهير وقلب الدفاع الأيمن لباريس.

وتلك حالة أخرى.

ليأتي الهدف الثاني بنفس النمط الهجومي وعن طريق دخول ريبيري للعمق وخروج خاميس للجناح مع تقدم توليسو داخل المنطقة.

هذه صورة أوضح للفكرة.

وهو الأمر ذاته على الجانب الأيمن بين توليسو وكومان فمن أرسل تلك العرضية في مركز الجناح كان توليسو.

إجمالا التطور واضح في اداء الفريق بشكل تدريجي من مباراة لأخرى وهو ما أكده هاينكس في تصريحاته عقب المباراة وشكره للاعبيه على بذل أقصى جهد والروح التي لعبوا بها.

التعليقات