كتب : محمود سليم | الإثنين، 06 فبراير 2017 - 21:22

انتصر كوبر في معركة الوسط والكرة المباشرة كانت "سلاح" بروس

مصر - الكاميرون

تستمر كرة القدم في عنادها مع المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر ليخسر نهائي جديد في رحلته التدريبية مع الساحرة المستديرة، بعد أن نجح المنتخب الكاميروني في تحويل تأخره بهدف إلى فوز بهدفين في نهائي كأم الأمم الإفريقية2017 بالجابون.

انتهج هيكتور كوبر كعادته نفس الطريقة التي يلعب بها الفراعنة 4-2-3-1 مع إعطاء واجبات دفاعية أكبر لعبد الله السعيد برقابة لاعب الارتكاز دجوم تجعلك تشعر في بعض الأحيان أنه لاعب وسط ملعب ثالث بجوار النني أمام طارق حامد.

الآن عمق الملعب مغلق تماما عليك إدخال الأجنحة للعمق والضغط على هذا الثلاثي المصري بعدد أكبر من لاعبيك لاختراقهم، هكذا حاول بروس وبالفعل تحرر موكادجو وباسوجوج ولكن ظل الثلاثي المصري مسيطر على زمام وسط الملعب، لاحظ تلك الحالة.

أما عن أطراف الكاميرون فسنعود للحديث عنها.

على الجانب الآخر دفاعيا اعتمد بروس على الـ4-2-3-1 بإعطاء اللاعب زوا تعليمات برقابة طارق حامد ورقابة النني عن طريق سياني والسعيد عن طريق دجوم.

لذا ظهرت خريطة تمريرات الفريق توضح الاعتماد التام على الظهيرين خلال بناء اللعب، لاحظ تمريرات كثيرة من المحمدي وفتحي بعكس حامد والنني المراقبين دائما.

وكما ذكرنا في تحليل ما قبل المباراة أبرز ثغرات المنتخب الكاميروني بين الظهير الأيسر وقلب الدفاع بجواره، نجح المنتخب في استغلال تلك المساحة بإحراز الهدف ولولا إهدار السعيد لكانا هدفين من تلك الثغرة.

بعد إحراز الهدف ارتد ثنائي الارتكاز أمام خط الدفاع وارتد معهما الفريق ككل.

نعود مجددا للأسود الكاميرونية، في الشوط الثاني بدأ بروس في الضغط على الأطراف والاعتماد على الكرات العرضية وهو ما يجيد كوبر التعامل معه من خلال جميع مبارياته السابقة، كوبر صنع أمرين أولهما التنظيم الدفاعي بخط الدفاعي وثنائي الارتكاز أمامهم داخل منطقة الجزاء.

وثانيهما كان التطوير الفردي للثنائي علي جبر وحجازي تحديدا، لا تنظر للكرة فقط بل انظر جيدا إلى المهاجم حتى تمنعه من الوصول للكرة، هذا بالتحديد ما طبقه كوبر مع الثنائي.

حتى جاءت عرضية الهدف بعد إبعاد الركنية وخروج لاعبي الوسط والهجوم من المنطقة واستمرار تواجد قلب دفاع الخصم والذي أحرز الهدف جاء الخطأ ورغم استطاعة حجازي إنقاذ الكرة ونظرته قبل إرسال العرضية كما هو معتاد إلا أن اللاعب كان في وضع أفضل ساعده على ارتكاب خطأ ومنع قلب الدفاع المصري من الارتقاء معه.

بعد مرور 10 دقائق تقريبا في الشوط الثاني قرر بروس تبديل مراكز الجناحين معا ولكن الأمر لم يحدث أية فوارق إضافية ولم نر أية فرص حقيقية من اختراقات للثنائي على الأطراف، ما دفع المدير الفني البلجيكي للاعتماد على التمرير الطولي المباشر في عمق دفاع الفراعنة على مهاجمه القوي أبو بكار البديل الذي اشترك في الشوط الثاني، وبالفعل نجح في إحراز الهدف الثاني من خطأ دفاعي آخر.

المؤكد أن الكاميرون لم يشكل أية خطورة على مرمى المنتخب المصري سوى فقط في هذه الحالة بعد خروج تريزيجيه، نعم انضمام فتحي للعمق مبالغ فيه ولكن تواجد تريزيجيه في الملعب كان كفيلا بوجود تغطية خلف فتحي في تلك المساحة.

بشكل عام هيكتور كوبر نجح مع المنتخب في فرض الانضباط الدفاعي على الفريق ككل ولم تساعده الظروف من إصابات وإيقافات نعم ولكن اختياراتك لبطولة مجمعة تختلف كليا عنها لخوض مباراة واحدة، في المباراة لن تتعرض لأكثر من 6 غيابات لأسباب مختلفة وستضطر لإشراك بعض اللاعبين الذين قررت ضمهم لمجرد ثقتك ومعرفتك بقدراتهم سابقا وليس مستواهم في الوقت الحالي وهل يؤهلهم للمشاركة أم لا، أما في البطولة المجمعة شاهدت بنفسك ماذا حدث وعليك إعادة ترتيب أوراقك في هذا الأمر.

التعليقات