كتب : أحمد عفيفي | الأربعاء، 18 مايو 2016 - 21:03

بلوج عفيفي – والحكاية مبتنتهيش #ملوك_الصالات

14 مايو 2016 – نهائي كأس الكؤويس الأفريقية لكرة اليد

عادةً ما أتفادى مشاهدة مباريات كرة اليد أو السلة أو الطائرة.. رياضات الأهداف\النقاط الكثيرة المتاوصلة دائماً ما ترهق أعصابي بقدر يفوق احيانا قدرتي على الاحتمال.. لكن للجيل الحالي من أبناء كرة اليد بنادي الزمالك دائماً استثناء.

الاستثنائيون في حياتك هم أصحاب الحق الحصري في الاستثنائيات

اليوم ليس ككل يوم فالمنافس هو الترجي التونسي أحد أعتى فرق القارة.. بينما نواجهه اليوم تدور في خلفية المشهد أحداث كأس السوبر بكل ما فيها من مرارة ظلم تحكيمي اعترف به الاتحاد الأفريقي نفسه.

لا يبدو أن الحدث هام بالقدر الكافي للقنوات المصرية حتى الحكومية المتخصصة منها في الرياضة لكن للزمالكاوي دائماً طريق خارج الإطار المفروض عليه من الجميع.

بينما يخفق القلب قلقاً يشكر جزء منه الأنترنت لما وفره لنا من فرص للتواصل مع من نحب رغماً عن أنوف كل من لا نحب.

تبدأ المباراة بتماسك مبهر من فريق الترجي بقيادة حارس مرمى عجيب يتصدى لتسديدات ثم ينقذ رميات جزاء يدعى مروان مقايز.. من أي قطعة من الجحيم أتى هذا المروان مقايز؟

لا يبدو أن إقصاء واحد أو أكثر من لاعبي الترجي لدقيقتين مؤثراً في تماسك أبناء باب سويقة.. لا يبدو شيء في العالم قادراً على اختراق حصون حارس مرماهم البرليفية.

الأعصاب تتوتر.. اللوحة الرقمية لا زالت تتمسك بتفوق الترجي والعقل والقلب معاً غير قادرين على تصور هزيمة فريق ما بعد الأحلام من نفس الترجي مرتين متتاليتين بنهائيين مختلفين.

فاليوم هو فقط للثأر لكرامة فريق الأساطير وللحفاظ على دورهم المعتاد كمانح دائم للسعادة لجماهير تثق بهم مهما كانت الظروف.

النتيجة الآن 25-24.. التفوق دائماً للترجي.. عقارب الساعة قد أنهكتها المباراة وتبدو في طريقها لخط النهاية.. التوتر يبلغ ذروته.. تذهب تسديدة لاعب الترجي لخارج الملعب والكرة الآن بحوزتنا.. كل الناس بتقول يارب.

يطلب القائد أيمن صلاح وقت مستقطع ليضع اللمسة الأخيرة للمشهد الأخير من هذا الفصل في رواية "ملوك الصالات".. أكاد أسمع دقات قلبي.. معلق المباراة المغربي يقول "لابد من إنهاء العملية من الجهة ديال أحمد الأحمر".. في اللحظات القاتلة تتجه كل الأنظار نحوه.. نحو أحمد الأحمر.

يستأنف اللعب.. الرعب كل الرعب من عدم إنهاء الهجمة بهدف مما يعني نهاية حزينة لم تعرف طريقها يوما إلى فريق ما بعد الأحلام.. يمرر صادق دونجل الكرة الى أحمد الأحمر وينطلق في المساحة خلفه ليعيدها له الأحمر لتتوقف عقارب الساعة ودقات القلب معاً في مشهد صعود دونجل من زاوية مستحيلة والتسديد لتقتحم كرته مرمى مروان مقايز مطلقة العنان لصرخات جماهير الزمالك على بعد آلاف الكيلومترات في مصر.

دعنا لا نستعجل الفرحة فالكرة الآن بحوزة الترجي في آخر ثواني المباراة.. لو تمكن أبناء باب سويقة من التسجيل ينتهي الحلم.. هل تنتهي حقاً الحكاية في وجود من علمونا دائماً ان الحكاية مبتنتهيش؟

يستحوذ الزمالك على الكرة..عقارب الساعة تشير لآخر 15 ثانية.. لو سجلنا الآن نفوز.. يارب.

يمرر دونجل الكرة لأحمد الأحمر بينما يتحرك قاتل الزمالك المشحون بعشق جماهيري كبير محمد ممدوح هاشم عرضياً ليتسلم كرة الأحمر وينطلق ببراعة قاتل اعتاد قتل الخصوم بملامح وجه سفاح عازم على قتل العالم كله حباً في مدرج لم يجد نفسه يوماً بقدر ما وجدها في الغناء بقربه ليعلن الحكم عن رمية جزائية في الثانية الأخيرة.

كانت صافرة الحكم محتسباً لتلك الرمية الجزائية بمثابة اعلاناً لانهيار ما تبقى من أعصاب كل زملكاوي في العالم.. مرة أخرى سيقف الحارس العملاق مروان مقايز سداً عالياً أمام أحلام الزملكاوية.. يبكي حسن يسري خوفاً وتأثراً لينزع فتيل دموع الملايين في لحظة لا تسعفني الكلمات لوصفها.

ولأنها اللحظات الحاسمة ولأن المهمة قاسية ولأن حارس الترجي منيعاً فلابد للزمالك الآن من استخدام سلاحه الفتاك.. ذلك الشاب الخجول خارج الملعب المدمر داخله.. لحظات حاول فيها أحمد الأحمر التمويه على مروان مقايز بلا ذرة اهتزاز من الحارس الكبير كانت أطول لحظات في حياة الملايين إلى أن قررت يسراه السحرية اللحظة الضغط على الزناد ومغالطة الحارس رغماً عنه بالتسديد أسفل قدميه لتنفجر الدموع من كل حدب زملكاوي وصوب معلنة أن للمستحيل رجال وأن الحكاية مبتنتهيش.

اضغط هنا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات