أنا شريف إكرامي – (7) عن القصص السوداء في كارثة مباراة بورسعيد

الثلاثاء، 19 أبريل 2016 - 13:17

كتب : أحمد الخولي

صرخ محمد أبو تريكة في وجه الحكم "لا نريد أن نلعب أكثر فلتنهي تلك المهزلة فورا".. الحكم لم يستمع أو ربما كان خائفا من الأجواء المتوترة حوله.

مذكرات شريف إكرامي مع FilGoal.com اليوم تٌكتب على صفحة غامقة تحمل أحداثا يتمنى نسيانها عن حادثة بورسعيد وواحد من الأيام السوداء في تاريخ الكرة المصرية.

كل ما يلي يرد على لسان شريف إكرامي..

--

"مع ثورة 25 يناير لم أفكر في الرحيل عن مصر".

"كنت واقعيا للغاية. احتراف حراس المرمى أصلا صعب وأنا أغلقت ملف الاحتراف بعدما خضت تجربة فينورد وعشت 4 سنوات ونصف في أوروبا".

"لكن في 2011 لم أفكر في الرحيل. فقط كنت أفكر في التعافي من الإصابة التي جعلتني لا ألعب كثيرا في هذا الموسم الذي شهد عودة ثالثة لمانويل جوزيه والتتويج بالدوري على حساب حسام حسن".

"فترة ثورة 25 يناير لم تحمل توترا شخصيا لي. فقط كان كل فرد في مصر يحاول التعايش مع الأحداث المتعاقبة والتركيز مع البلد وليس مع أشخاص".

"لكن حادثة بورسعيد جعلت الكل يركز مع فريق الأهلي ولاعبيه. وعشنا لحظات صعبة للغاية في الملعب وبعدها فترة متوترة طويلة".

بورسعيد

"لم يكن لنا أي ذنب".

"حين شاهدنا الأجواء المتوترة قبل بداية اللقاء بدأنا نفكر. طوال عمري وأنا معتاد على أجواء الجماهير الحماسية والمباريات المشتعلة. لكن اليوم يبدو الأمر مختلفا".

"يبدو لأول مرة أن الجمهور يتجاوز مرحلة الحماس ويحاول أن يؤذي الفريق الخصم".

"ألقى أشياء كثيرة على حسام عاشور! وأصيب في عينيه وبدأ الأمر يخرج عن السيطرة مع الوقت".

"قلت قبل المباراة لفهيم عمر حكم اللقاء: (احنا مش عارفين نسخن)".

"طلبنا تأجيل اللقاء ولو لدقائق حتى يهدأ الجمهور ثم ننزل لإجراء الإحماء. لكن فهيم عمر لم يوافق وقال لنا الأجواء حماسية ليس أكثر. في الحقيقة الرجل كان قليل الحيلة".

"بعد الهدف الثاني للمصري بدأ الجمهور ينزل إلى أرض الملعب. هنا قلت لنفسي من المستحيل أن يمر ما يحدث الآن مرور الكرام".

"هناك مشجع نزل أرض الملعب وحاول ضربي ثم خرج بعد الهدف الثاني!".

"مع تزايد الأجواء توترا. وبداية إلقاء الجماهير لأشياء كثير على الملعب فقد أبو تريكة أعصابه على فهيم عمر".

"قال أبو تريكة لا نريد أن نلعب. هل تفهم؟ الغي المباراة فورا".

"كل هذا والحكم يأمر باستمرار اللعب. وواضح جدا إن فهيم عمر كان يخشى من قرار إلغاء المباراة خاصة وأن الجماهير حولنا في التراك".

"الحق يقال لم يتخيل أي شخص أن يحدث السيناريو الذي وقع أبدا".

"ولو أعدتم مشاهدة شريط المباراة ستجدون أن كل اللاعبين تقريبا يمررون للجانبين في الدقائق الأخيرة. الكل لا يريد منح الحكم فرصة اعتقاد أن هناك هجمات جديدة".

"كل اللاعبين يرغبون في انتهاء المباراة. ولا أحد يلعب فعليا".

"مع نهاية المباراة وقعت الفاجعة".

"كنت أشاهد من يحاول الاعتداء بالضرب على أحمد فتحي. وفتحي يفكر في أخذ عصاية من ضابط أمن مركزي لولا أن بدأ الجميع الدخول لغرفة خلع الملابس مهرولين".

"أنا لم أركض. لا أخاف من المشاجرات. كنت سأركض لو كانت الأمور عادية لكن ما جعل الأمور غير عادية هو اعتداء أحد البلطجية علي بالضرب في الوجه".

"اشتبكت معه لولا أن سيد معوض وإبراهيم حسن وأمير عبد الحميد وفايز ثروت انتبهوا إلى ما يحدث معي. أقف وحولي 30 شخصا وبلطجية. سارعوا لي لسحبي وشدي لداخل غرفة خلع الملابس".

"حين دخلنا غرفة خلع الملابس كان كل اللاعبين تقريبا يريدون الخروج إلى الملعب مجددا. نحن نسمع أصوات اشتباكات. نرى مصابين يدخلون علينا. نسمع أن هناك من سقط ميتا".

"بعد فترة في الغرفة انتابنا الذهول".

"أحد المصابين نجح في الوصول لغرفتنا. حاولنا إسعافه مع الدكتور إيهاب علي لكن الرجل كان مخنوقا، ومات أمامنا. كنا في حالة جنون. ومابالكم ونحن أصلا لم نعرف أن العدد ليس 1 أو 2 من الشهداء بل 72".

بعد الفاجعة

"لا أعلم ما حدث في حافلة الفريق. لا أتذكر أي شيء عن أبو تريكة وموقفه مع المشير طنطاوي أو غيره. كنت أستمع لما يقوله الأخير عن انتظار نتائج التحقيق وسلامتنا بعد أن هبطنا في القاهرة بطائرة حربية".

"تحت عيني ورم. كنت سأطحن هذا البلطجي لو تركني إبراهيم حسن".

"بعد الفاجعة اتخذ لاعبون قرارات انفعالية. لكن بعد أيام اجتمعنا وقررنا سويا ألا نلعب الدوري حتى نشعر بأن القصاص سيتم".

"قضيت أسبوعين من دون فعل أي شيء في الحياة. ثم سافرت مع الأهلي للإمارات في معسكر إعدادي لدوري أبطال إفريقيا".

"لعبنا مع البن الإثيوبي والملعب المالي ثم بدأ الكلام عن السوبر".

السوبر

"كنا تحت ضغط رهيب. والمهم أننا من بين الضحايا فعليا. لسنا خونة، بل كنا هناك في بورسعيد وتعرضنا للكارثة".

"نحن طرف أصيل في القضية".

"تحدثنا وقررنا لعب السوبر. تكلمنا عن أن هذا لا يعني أبدا نسيان حق الشهداء والدفاع عنه. تحدثنا بعد المباراة حتى مع أبو تريكة الذي لم يلعب وأظن أنه اعتذر لبعض رفاقه في الأهلي".

"شباب الأولتراس كان منفعلا. لكننا تحدثنا معا. لقد توقفنا عن اللعب لأشهر. امتنعنا عن المشاركة في دوري الموسم الأسود. القضية تحركت في المحاكم والمدانون ظهروا".

"واحتراما لكل هؤلاء ولأسر الشهداء أصدرنا بيانا نوضح فيه موقفنا كلاعبين في الأمر. وأننا لن ننسى حق الشهداء ولن نتوقف عن المطالبة به".

"انتظارنا كل إجراءات القضية يعني أننا لن نلعب لـ3 سنوات. هذا يعني أن يموت ناس من الجوع حولنا في الفريق من عمال. هذا يعني موت بطيء للأهلي نفسه لأن النادي بلا موارد مادام بلا بطولات".

التعليقات
مقالات حرة