كتب : عمر ناصف | الخميس، 31 مارس 2016 - 13:57

جاري نيفيل "الدوري غير الدولي"

عندما ترك التحليل في سكاي سبورتس وذهب لتدريب فالنسيا أجمع جميع متابعي الشبكة الرياضية الكبرى أن القناة خسرت واحدا من أعظم محلليها في الوقت الحالي.

خطوة كانت جرئية من النجم الانجليزي السابق بترك التحليل والهجوم على المدربين والنزول لوضع قدمه في حذائهم وتنفيذ أفكاره والبعد عن الأخطاء التي كان يهاجمهم فيها في تجربة أقل ما يقال عنها فاشلة.

أربعة أشهر هي كل مدة بقاء نيفيل مدربا لفالنسيا، أصبح أضحوكة للكثير من متابعي الدوري الإسباني ومحبي كرة القدم بسبب الانهيار الكبير الذي شهده فالنسيا خلال تلك الفترة على يديه.

في 28 مباراة حقق 10 انتصارات وسبع تعادلات و11 هزيمة، سجل لاعبو الخفافيش 39 هدفا واستقبلوا 38 هدفا.

هذه أرقام نيفيل مع فالنسيا في الفترة من ديسمبر 2015 وحتى مارس 2016 ودع خلالها الفريق الدوري الأوروبي وكأس الملك الإسباني.

فالنسيا استقبل الهدف الأول في 15 مباراة من الـ16 التي قادها نيفيل مع الفريق في الدوري الإسباني، ولم يحقق الفوز سوى في 3 مباريات فقط في الليجا الإسبانية مقابل 5 تعادلات وثمانية هزائم.

فالنسيا أيضا كان يستقبل أهدافا كثيرة في الربع ساعة الأخير من عمر المباريات، أرقام ونقاط ضعف واضحة للفريق يسهل على أي محلل ملاحظتها وإنتقاد المدرب علانية عليها ولكن كما قال فاروق جعفر:"الدوري غير الدولي".

التحليل غير التدريب، ففي التحليل أنت جالس تتابع المباراة من الأعلى لديك نظريات لعرضها على المستمعين فالكل يعرف أن مانويل نوير سيمرر الكرة لشابي ألونسو الذي سيحولها لفيليب لام والذي سيعيدها لألونسو ليرسلها إلى تياجو ألكانتارا الذي سيرسل تمريرة من خلف الظهير لدجولاس كوستا الذي سيرسل عرضية أرضية لروبرت ليفاندوفسكي وإذا ابتعدت عنه ستجد توماس مولر يسددها نحو المرمى.

الكل يعرف ذلك فتلك هي خطة جوسيب جوارديولا مع البافاري وإيقافها نظريا بالضغط المبكر على ألونسو وعدم فتح زاوية تمرير لتياجو وعدم ترك مساحة لكوستا وهكذا نظريا الأمور تبدو سهلة لإيقاف معظم هجمات بايرن ميونيخ ولكن عمليا الأمور ليست كذلك.

أنت تحتاج إلى لياقة بدنية كبيرة من لاعبيك لممارسة الضغط العالي في خط الوسط وتحتاج إلى سرعة رد فعل من ظهيرك بعدم ترك الجناح يتحرك من خلفه وحيدا بجانب تركيز شديد على الكرة وتحركها مع التركيز على تحركات اللاعبين بدون كرة ومن يفقد التركيز أو يتأخر لجزء من الثانية ينهار كل شيء.

هذا ما فات نيفيل في فالنسيا، وهذا ما تركه يغير بين خمس طرق لعب مختلفة في مبارياته مع الخفافيش.

نيفيل اعتمد على "إمكانيات البلاي ستيشن" فهذا اللاعب مميز في الرأسيات وهذا في الضغط نظريا ولكن عمليا معظم لاعبي فالنسيا لم يكونوا في مستواهم. فألفارو نجريدو مهاجمه الأساسي كان بعيدا عن مستواه التهديفي الذي حصل بسببه على لقب الوحش.

إصابات تعرض لها نجوم الفريق سفيان فيجولي وجايا مع تراجع لمستوى أندري جوميز ومشاكل بدنية لإنزو بيريز نجم وسط الفريق كل ذلك أثر على مسيرة نيفيل مع الفريق وأدى إلى النتائج الكارثية.

نيفيل ترك فالنسيا ومن المرجح أن يعود مرة أخرى لعمله في سكاي سبورتس محللا، لكنه هذه المرة لن يجرؤ على مهاجمة مدربا لتجربته العديد من الخطط المختلفة في مباريات متتالية. ولن يعلق على إعطاء مدرب الفرص للاعب بعيد عن مستواه وبالتأكيد لن يهاجم نتائج فريق تعرض نجمه للإصابة أو يسخر من مدرب فشل في إعادة الثقة للاعبيه وفريقه، فنيفيل فشل في حل كل ذلك مع فالنسيا.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات